الأحد، 29 يونيو 2008

نشرة أخبار 30/6/2008

نشرة أخبار 30/6/2008



العناوين

1- التهدئة في قطاع غزة وضعت حركة حماس على المحك.
2- تقرير صادر عن وزارة الحرب الأمريكية يعترف بقدرة طالبان على زيادة وتيرة هجماتها في أفغانستان.
3- (أفريكوم) الأمريكية والصراع المستميت مع الأوروبيين على أفريقيا.
4- الاحتلال الأمريكي يشيّد مدناً عسكرية في العراق.

الأنباء بالتفصيل

1- ما إن دخلت التهدئة بين حماس وسائر فصائل المقاومة من جهة وبين الكيان اليهودي من جهة ثانية أسبوعها الثاني حتى وقع ما كان متوقعاً، حيث قامت قوات الاحتلال اليهودي باغتيال شابين من حركة الجهاد في مدينة نابلس وهذا ما اضطر حركة الجهاد للرد على هذه الجريمة بإطلاق ثلاثة صواريخ على المستوطنات اليهودية المحاذية لقطاع غزة، فرد الكيان اليهودي على ذلك بإعادة إقفال المعابر كلياً وإعادة فرض الحصار على القطاع باسوأ مما كان مما كان عليه الحال قبل التهدئه.
وهكذا وضعت التهدئة حركة حماس على المحك وأصبحت تناشد وتتوسل الفصائل الأخرى أن لا تخرق التهدئة، ثم بعد التوسل جاء دور التهديد على لسان محمود الزَّهار أحد قادة حماس البارزين باعتقال ونزع سلاح أي شخص يقوم بخرق التهدئة مع كيان يهود وقال: "إن هناك أيادي خفية وفلسطينية تعبث ولا تريد لهذه التهدئة أن تكون"، واتهم فصائل اعتبرها "غير منضبطة بأوامر قياداتها" وَ "عملاء يحاولون أن يعبثوا بالأمن ويتمنوا للشارع الفلسطيني أن يبقى على هذا الحال".
وأما رئيس حكومة حماس في غزة إسماعيل هنية فدعا جميع الفصائل إلى احترام التهدئة المعلنة مع الكيان اليهودي وقال في خطبة يوم الجمعة: "إن الفصائل والشعب قبل بالتهدئة لتحقيق مصلحتين الأولى وقف العدوان الإسرائيلي والثانية رفع الحصار".
ثم قامت كتائب الأقصى بإطلاق صاروخين على المستعمرات اليهودية وهاجمت تصريحات قادة حماس وقال ناطق باسمها بأن الكتائب غير ملتزمة بأي تهدئة بين حماس وإسرائيل طالما أنها لا تشمل الضفة، واتهم ناطق آخر باسم الكتائب حركة حماس بأنها تتماشى مع الصهيونية.
لقد استطاع اللاعبون السياسيون المحترفون في المنطقة بكل سهولة ويسر أن يضعوا حماس في قفص الاتهام، واستطاعوا إحراجها أمام الرأي العام بل إنهم حوَّلوها إلى أكبر مدافع عن وقف المقاومة المشروعة.
وأما دولة يهود فقد حمَّلتهم المسؤولية عن وقوع أي خرق للتهدئة. وبذلك كله تم توريطها وإغراقها في المستنقع شيئاً فشيئاً، وربما يُريدون زيادة توريطها وإقحامها فيما بعد في حرب أهلية جديدة مع حركة الجهاد وكتائب الأقصى اللتان أعلنتا أنهما تتحفظان على التهدئة عن حسن نية أم عن سوئها.
فلا حقّقت حماس ما سمَّته مصلحة رفع العدوان لأن اليهود استمروا في الاعتداءات في الضفة وحتى في غزة، ولا تحقق للقطاع ما اعتبرته مصلحة في رفع الحصار عنه حيث تم تشديد إغلاق المعابر بدلاً من فتحها. إن هذا هو أول القطر الذي جاءت به التهدئة وأما المطر الغزير فهو آتٍ على الطريق.

2- في تقرير حديث عن الحرب في أفغانستان رفعته وزارة الحرب الأمريكية (البنتاغون) إلى الكونغرس الأمريكي جاء فيه أن "طالبان ستسعى على الأرجح إلى تعزيز وجودها في الغرب والشمال وأن مقاتليها قادرون في 2008م على الإبقاء على وتيرة هجماتهم ونطاقها بل ورفعها أيضاً"، وحذَّر التقرير من أن "طالبان قد بلغت مرحلة العصيان المرن وأنها ستحافظ على مدى وسرعة هجماتها وربما تصعدها".
وكان أحد القادة الميدانيين الأمريكيين قد قال بأن هجمات مقاتلي طالبان في شرق البلاد قد ازدادت بنسبة 40% مقارنة مع نفس الفترة من العام السابق.وأما الميجر جنرال جفري شلوزر فقال إن مقاتلي طالبان يختارون أهدافاً لتعطيل النمو الاقتصادي وأن الهجمات على الحدود الباكستانية تشكل حوالي 12% من إجمالي هجماتهم شرق البلاد.وقد قتل في شهر حزيران (يونيو) الجاري أكثر من 40 جندياً أطلسياً منهم 19 جندياً أمريكياً وأحد عشر جندياً بريطانياً وكنديان وجندي واحد من كل من بولندا ورومانيا والمجر وهمسة آخرون لم يتم الإعلان عن جنسياتهم.
ومن جهة أخرى فقد صادق الكونغرس الأمريكي نهائياً يوم الخميس الفائت على مشروع قانون حول تمويل العمليات العسكرية في العراق وأفغانستان بمبلغ 162 مليار دولار حيث سيتم تمويل العمليات العسكرية العدوانية بهذا المبلغ لعام واحد فقط يبدأ من صيف هذا العام وينتهي في صيف العام 2009م.
من الواضح أن أمريكا تغرق في المستنقع الأفغاني عاماً بعد عام، ومن الواضح أنها باتت تخسر في الأرواح والمعدات ما لم تعد بقادرة على احتماله بمفردها ولهذا السبب نجدها تضغط على دول حلف الناتو لكي تنقذها من ورطتها. إلا أن دول الحلف تدرك أن أفغانستان مصيدة لها ولهذا السبب يلاحظ عليها التردد وعدم التحمس لتقديم المساعدات وتُعبِّر وسائل إعلامها عن مخاوف وشكوك السياسيين فيها من مغبة المشاركة في المغامرات الأمريكية الطائشة والمحكوم عليها بالفشل.

3- ضمن تركيزها على أفريقيا وصراعها مع الأوروبيين تستمر الدبلوماسية الأمريكية مستندة إلى القوة العسكرية في محاولاتها المستميتة للاستحواذ على الدول الأفريقية وبسط هيمنتها عليها بحجة حمايتها من خطر ما تسميه "بالإرهاب" وتضخيم خطر "القاعدة" على الدول الأفريقية لتبرير استمرارها في زيادة تواجدها داخل القارة السوداء.ويقول بعض المطَّلعين إن 25% من مصادر الطاقة في غضون الاثنتي عشرة سنة المقبلة ستأخذها أمريكا من القارة الأفريقية، وعلى سبيل المثال تبلغ احتياطات ليبيا من النفط والغاز 40 مليار برميل، وتبلغ احتياطات نيجيريا 31 مليار، وأما الجزائر فتبلغ احتياطاتها 12 مليار بينما تبلغ احتياطات تشاد 1 مليار برميل، وتملك السنغال والسودان والنيجر وموريتانيا مجتمعة احتياطات من النفط والغاز تزيد عن المليار ونصف المليار من البراميل.
وهذه الاحتياطات الهائلة فتحت شهية الأمريكيين على أفريقيا وجعلتهم يخوضون صراعاً متواصلاً مع الأوروبيين للاستحواذ على هذه الدول وعلى مصادر الطاقة فيها.
وتستخدم أمريكا قيادتها العسكرية الموحدة لأفريقيا المسماة (أفريكوم) كرأس حربة لها للتوغل في أفريقيا. وكان من آخر نشاطاتها وصول 200 جندي من المارينز إلى مدينة أتار الموريتانية الأسبوع الماضي لتوطيد التعاون العسكري الأمريكي مع الحكومة الموريتانية تحت ذريعة دعم الجيش الموريتاني في مواجهة الإرهاب، وبحجة تقديم بعض المساعدات الإنسانية إلى الدولة الموريتانية.
وبينما يحتدم الصراع بين أمريكا وأوروبا في موريتانيا والجزائر وتشاد والسودان وغيرها من الدول الأفريقية يبقى الحكام في غيهم سادرون لا يدرون ما يفعلون ولا يشدهم شيء سوى حفاظهم على عروشهم.

4- نقلت صحيفة الخليج الإماراتية نقلاً عن واحدٍ من أهم الخبراء السياسيين الأمريكيين ويدعى باتريك كوكبرن والذي يعتبر بحسب الصحيفة من المتخصصين في الشؤون العراقية قوله: "إن الإدارة الأمريكية شيَّدت مدناً عسكرية في العراق وليست قواعد فقط"، وأضاف كوكبرن قائلاً: "إن الاحتلال الأمريكي يحتاج فقط إلى أن يحافظ على اثنتين من هذه المدن العسكرية كي تستمر هيمنته العسكرية هناك".
ومن ناحية ثانية فإن أربع شركات أمريكية نفطية وخامسة بريطانية حوَّلت العراق إلى ما وصفه خبراء غربيون بأنه "مستعمرة نفطية أبدية تابعة لواشنطن".
إن السيطرة العسكرية والنفطية الأمريكية على العراق لا يمكن رفعها عن طريق المرتزقة العراقية المتمثلة بالحكومة والوسط السياسي المتعاون معها. فتحرير العراق من سطوة الأمريكان العسكرية ومن سطوة شركاتها النفطية العملاقة لن يتحقق بالمعاهدات والمفاوضات، إنه يتحقق فقط بالجهاد والقتال المستمر حتى تطهر أرض العراق من دنس آخر جندي أمريكي.

السبت، 28 يونيو 2008

موضوع سياسي فكري / الإسلامية هي نظام العالم الجديد


الإسلامية هي نظام العالم الجديد

مقدمة: في 16/1/1991م ومع بداية حرب الخليج استخدم بوش الأب لأول مرة عبارة "النظام العالمي الجديد" ورفع شعارات الحرية واحترام حقوق الإنسان والعدالة والإنصاف باعتبارها قاعدة لهذا النظام الجديد وقال: "إن إقامة نظام عالمي جديد يكون متحرراً من الإرهاب فعالاً في البحث عن العدل وأكثر أماناً في طلب السلامة، عصر تتطلع فيه كل الأمم أن تنعم بالرفاء وتعيش في تناغم".
لقد كان الدافع وراء الإعلان عن هذا النظام هو سقوط الاتحاد السوفياتي وفشل فكرة غورباتشوف المسماة بـِ (البيروسترويكا) أو إعادة البناء في إطالة عمر الشيوعية وفي استمرار وجود الدولة السوفياتية.
وهكذا وبسرعة خاطفة تحول النظام العالمي من نظام ثنائي القطبية إلى نظام أحادي القطبية وأصبحت أمريكا هي القوة المهيمنة بلا منازع فأرادت أن تترجم هذا الواقع الجديد وأن تفرض إرادتها على العالم فبدأت باستعراض عضلاتها في الخليج واستخدمت الشعارات العامة المخادعة لتضليل العالم وتمرير مؤامراتها وإطلاق مشروعها المسمى "النظام العالمي الجديد".
إن الأنظمة الدولية قد نشأت في الأصل بين الدول النصرانية الكاثوليكية منذ مؤتمر وستفاليا 1648م والذي أوجد فكرة توازن القوى وأعطى لكل دولة أوروبية نصرانية استقلالها وحافظ على أمنها وعلى وجودها واعتبر التعددية القطبية هي الأساس في كل الأنظمة الدولية اللاحقة.واستمرت المؤتمرات الدولية تخص الأوروبيين وحدهم إلى أن تم إدخال كلاً من تركيا واليابان إلى المنظومة الدولية ولكن تحت مظلة الأسرة الدولية النصرانية.
فالمجتمع الدولي المعروف اليوم هو منذ نشأته وحتى هذه اللحظة قائم على أساس المنظومة الأوروبية الغربية التي أساسها تجمع البلدان النصرانية الكاثوليكية وقائم على أساس التعددية القطبية، وهذان الأساسان في تلك المنظومة استخدما لمواجهة حضارات وقوانين تخالف ما أفرزته الدول الأوروبية من قيم وتشريعات لا سيما الحضارة الإسلامية وقوانينها التي لا تعترف بالتوازن الدولي ولا تقبل بتحديدها في حدود جغرافية.

(1) القوة هي المعيار:

لقد كان وزن الدولة في النظام الدولي الذي وضعته الدول الأوروبية يعتمد على قوتها، فالقوة وحدها عندهم هي المعيار والمقياس للتأثير والنفوذ في العلاقات الدولية.وقد أنتجت فلسفات أوروبا المختلفة مفاهيم مبنية على هذا الأساس فمن نيتشة الذي برَّر استخدام القوة بدون أي مبرر أخلاقي والذي أفرزت فلسفته النظم الفاشية الألمانية والإيطالية واليابانية مروراً بماركس الذي أفرز فكرة العنف والصدام بين الطبقات وانتهاءً ببوش الأب ثم الابن اللذين طوّرا فكرة استخدام القوة وحوَّلاها إلى قوة هيمنة ونفوذ ووصاية على الآخرين، وبالتالي فالقوة عند الغرب وبغض النظر عن صحة الفكرة هي الأساس والمقياس، فالقوة تأتي أولاً ثم تليها الفكرة في النظام الدولي عندهم وهذا يخالف الإسلام الذي يعطي الفكرة الأولوية ويدعمها بالقوة.

(2) ثقافة الغرب هي التي تحدد ثقافة العالم:

إن أبرز فكرة لهذا النظام العالمي الجديد المزعوم أن صلاحية تحديد الثقافة التي يجب أن تسود العالم هي من اختصاص الدول الغربية بقيادة الدولة الأولى وهي أمريكا اليوم وبالتالي فلا مجال لوجود ثقافة غير الثقافة الغربية وعلى العالم الانصياع لها بغض النظر عن صحتها أم بطلانها، وعليه لزاماً أن يتخلى عن قيمه وحضارته ومفاهيمه خاصة المتعلقة منها بالشؤون الدولية لصالح أفكار الحضارة الغربية.
و يعتبر فرانسيس فوكوياما هو المنظر الأخير في الغرب لهذه الفكرة الخطيرة والخبيثة الذي زعم في كتابة نهاية التاريخ بأن ديمقراطية الغرب الليبرالية هي نقطة النهاية لتطور البشرية الأيديولوجي.
وكان كارل بوبر قد سبقه في ترويج مثل هذه الأفكار العنصرية عندما تحدث عن الدول الأوروبية والغربية بوصفها (دول العالم المتحضر) أو (دول العالم المتمدن) واعتبر دول العالم (الثالث) في مستوى (روضة أطفال) قياساً بالدول الغربية.
فهذه النظرة الاستعلائية للغرب في فرضه لمفاهيمه الحضارية على البشرية هي أهم ميزات هذا النظام العالمي الإستكباري الفاشل وهي التي أوجدت الصدام والحروب، وفرضت هيمنة الأقوياء على الضعفاء.

(3) محاربة الإسلام:

تم الترويج لفكرة أن الأصولية والتطرف والإرهاب هي أخطر ما يواجه المجتمعات البشرية الحديثة وبالتالي فإن على جميع دول العالم المشاركة جنباً إلى جنب مع أمريكا والغرب في محاربة هذه الآفات بحسب زعمهم، وقرنوا هذه الإصطلاحات بالإسلام بحيث أصبحت لا تطلق عندهم إلا ويريدون بها الإسلام. وكثيرة هي تصريحات المسؤولين الغربيين والأمريكيين منهم بشكل خاص التي تؤكد على هذا المعنى، والحقيقة أن هذه النقطة بالنسبة إليهم هي من مخلفات مفاهيم الأعماق المتعلقة بالحروب الصليبية التي يتم تغذيتهم بها ضد الإسلام والمسلمين بشكل دائمي في ثقافتهم ومناهجهم.

(4) اشتراط نشر الديمقراطية بالمقاييس الأمريكية:

ومن أجل ضمان السيطرة على دول العالم المختلفة كان لا بد من إزالة الأنظمة الدكتاتورية التي لا تصلح للتعامل مع هذا النظام العالمي الجديد وإحلال أنظمة حكم ديمقراطية محلها وذلك لكي تتمكن القوى العالمية كأمريكا من التسلل بسهولة إلى المجتمعات المحكومة بقبضة تلك الدول الديكتاتورية ثم لتشترط عليها وجود الديمقراطية والتعددية مقيدة بعدم معاداة المفاهيم الغربية فيها فإذا خالفت هذا الشرط فلا يعترف بها كدول ديمقراطية.
هذا إضافة إلى وجود فائدة اقتصادية مهمة من نشر الديمقراطية في البلدان (النامية) ألا وهي سهولة التحكم بها من خلال رفع يد الجيش والحكام الدكتاتوريون عن الاقتصاد وفتحه بالتالي أمام شركات القوى الكبرى لتعبث به كما يحلو لها.

(5) استخدام حلف الناتو في محاربة المسلمين:

ومن ملامح هذا النظام العالمي الجديد أيضاً استخدام أمريكا لحلف شمال الأطلسي (الناتو) للقيام بمهمات عسكرية خارج نطاقه الجغرافي الأصلي وذلك كما حصل باستخدام الحلف في غزو أفغانستان، وهذا يعني أن أمريكا والدول الغربية باتت تستخدم قوى الحلف العسكرية الضخمة المتاحة لديها لغزو البلدان المختلفة لا سيما الإسلامية منها لبسط سيطرتها عليها والتحكم بمقدراتها.

(6) العولمة:

العولمة من أبرز الأفكار التي تبنتها الإدارة الأمريكية في نظامها العالمي وتعني دمج جميع الأسواق المحلية في سوق عالمي واحد تهيمن عليه القوى الاقتصادية الكبرى وعلى رأسها أمريكا بحجة أن العالم أصبح متشابك العلاقات بعدما حصل فيه من تقدم في التكنولوجيا والاتصالات الذي حول العالم إلى قرية صغيرة بحسب زعمهم، ولتسهيل ذلك الإندماج فقد تم استخدام كل من: البنك العالمي، وصندوق النقد الدولي، ومنظمة التجارة الدولية (الجات) في ترويض الدول المتمنعة والضغط عليها من أجل جرّها إلى ما يسمى باقتصاد السوق والتجارة الحرة، وحملها على إزالة القيود والعراقيل من أمام حركة الأموال والبضائع وهذا ما أدّى إلى القضاء شبه التام على الصناعات المحلية وتحويل البلدان (النامية) إلى مجرد أسواق لاستهلاك السلع من الدول المتقدمة أو مجرد مصدر للمواد الأولية التي تحتاجها الدول الصناعية بأثمان بخسة وحوّ ل القوة البشرية في البلدان الضعيفة إلى مجرد أيدي عاملة رخيصة تتبع الشركات الرأسمالية للدول الكبرى أو ألقاها في غياهب البطالة.

(7) الخصخصة وبيع ممتلكات الدول للأجانب:

ولإكمال المؤامرة كان لا بد من جعل فكرة الخصخصة العمود الفقري لاقتصاد أي دولة وجعلها من أهم مقومات الدخول في النظام العالمي الجديد. فإجبار الدول ( النامية ) على خصخصة القطاع العام فيها وفتح المجال للأجنبي بالتملك ومساواته بالمواطن المحلي أصبحت أموراً لا بد منها لضمان سيطرة القوى الاقتصادية الأجنبية المحكمة على مقدرات الدول الضعيفة وإلى الأبد.

(8) السطو على البترول:

إن سحب آخر قطرة من نفط العالم أصبح الهمّ الأول لأميركا وأصبح الإستيلاء على الموارد النفطية لدول العالم ( الثالث )من أهم خصائص هذا النظام العالمي الجديد الذي تتزاحم فيه الشركات النفطية العملاقة ومعظمها أمريكية على موارد النفط في جميع مناطق العالم خاصة في الخليج وبحر قزوين وأفريقيا . وما احتلال العراق إلا نموذجاً للسيطرة على النفط من أجل التحكم في أهم مصادر الطاقة. وقد قال الرئيس الأمريكي جورج بوش بأن الشعب الأمريكي أصبح مدمناً على النفط، ويقصد به الشركات النفطية الأمريكية الجشعة التي أوصلته للحكم.

(9) خلاصة النظام العالمي الجديد:

بكلمات قليلة يمكن القول إجمالاً إن هذا النظام العالمي الجديد هو نوع متطور ومتقدم من الاستعمار وهو بمثابة أخطبوط سياسي وعسكري واقتصادي وثقافي تستخدم فيه أمريكا وحلفائها كل ما تملكه من أدوات وقوى ونفوذ لفرض هيمنتها المطلقة على بلدان العالم (الثالث) والإسلامي بشكل خاص لإبقاء هذه البلدان تحت سيطرتها بشكل دائم.

(10) الإسلام هو البديل الحضاري الوحيد للقرن الحادي والعشرين الميلادي:

لا يوجد أمام البشرية أي مجال للتحرر من هيمنة أمريكا وتحكمها بمقادير الشعوب واستغلالها لها إلا بالإسلام بوصفه البديل الحضاري العادل الذي ينظر للإنسان نظرة إنسانية بغض النظر عن دينه ولونه وعرقه وهو الوحيد القادر على مواجهة حضارة الغرب المدمرة للبشرية والتي جُرِّبت لمئات السنين وكانت نتائجها مأساوية وكارثية، وكان الاستعمار والتسلط ضد الشعوب الضعيفة واستعبادها وظلمها وأكل حقوقها وثرواتها هي الصفات الأبرز لهذه الحضارة اللاإنسانية.
إن الإسلام قادر على إنقاذ البشرية من براثن هذه الرأسمالية المتوحشة لا سيما في ثوبها الأميركي الجديد الموسوم بالعولمة والخصخصة وإقتصاد السوق والمتلفع بالديمقراطية والتعددية والليبرالية.
وإن الإمكانية العملية للتغيير لا تتحقق إلا من خلال دولة الخلافة الإسلامية التي تستطيع بتطبيقها للإسلام وحمل دعوته إلى العالم أن تقوم بتدمير هذا النظام الشيطاني العالمي الذي تقوده أمريكا ، وبتحويل القوانين الدولية الجائرة إلى أعراف دولية منصفة ونزيهة تعطي كل ذي حق حقه، فتسود العالم بها الطمأنينة والاستقرار والسعادة.

الجمعة، 27 يونيو 2008

تحليل سياسي/ المستجدات في وضع أفغانستان والباكستان.

المستجدات في وضع أفغانستان والباكستان
.إن تصريحات المسؤولين السياسيين والعسكريين والإعلاميين في أمريكا والدول الغربية حول الأوضاع الأمنية المتردية في أفغانستان وباكستان تشير إلى وجود قلق متزايد بشأن تصاعد قوة حركة طالبان في البلدين وبشأن ضعف حكام الباكستان بشكل ملموس بعد تشكيل الحكومة المدنية في إسلام آباد. ومن هذه التصريحات:1) جيفري شلوسر القائد العسكري الأمريكي في شرق أفغانستان قال: "إن هجمات مسلحي طالبان في المنطقة تزايدت بنسبة 40% بالمقارنة بنفس الفترة من العام الماضي".2) الجنرال دان ماكينل القائد الأمريكي لقوات الناتو في أفغانستان قال قبل تركه لمنصبه أوائل هذا الشهر (حزيران): "إن الحكومة الباكستانية غير قادرة على القيام بوظيفتها".3) رئيس أركان الجيش الأمريكي الأميرال مايكل مولن قال الثلاثاء الماضي: "إن أي اعتداء محتمل على الولايات المتحدة سيتم التخطيط له بالتأكيد في تلك المناطق القبلية".4) باراك أوباما مرشح الحزب الديمقراطي للرئاسة الأمريكية قال: "إن الجبهة الحقيقية للحرب على الإرهاب حالياً هي أفغانستان وليس العراق".5) كارل ليفن رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي قال: "لا يمكننا الاعتماد على باكستان لوقف عبور الإرهابيين تلك الحدود رغم التصريحات القوية لزعمائها"، وأضاف هو وبعض زملائه في اللجنة: "إن مقاتلي طالبان ربما يحصلون على مساعدة من الجيش الباكستاني أيضاً".6) صحيفة ذي أوبزيرفر البريطانية نقلت عن وثائق أمريكية سرية "أن حرس الحدود الباكستاني بات مخترقاً بشكل كبير من قبل حركة طالبان، بل إنه يشارك في بعض الأحيان في الهجوم على قوات التحالف وأن درجة الاختراق بدت واضحة أمس –يوم السبت الماضي- حين لقي خمسة جنود من قوات التحالف مصرعهم في جنوب أفغانستان"، وأضافت الصحيفة القول "بأن مسؤولين في الناتو أكَّدوا زيادة عدد الحوادث عبر الحدود على نحو مفاجئ وملحوظ مقارنة بالفترة نفسها من العام المنصرم"، وقالت الصحيفة بأن "الوثائق الأمريكية السرية تُصوِّر الضلوع المباشر لقوات حرس الحدود الباكستاني في الهجمات على الجيش الأفغاني وجنود التحالف، كما أنها تكشف تفاصيل الهجمات التي شُنَّت على مقربة من مراكز حرس الحدود ما يشير إلى وجود تعاون باكستاني مع حركة طالبان".7) تقول دراسة حديثة لمؤسسة راند: "إن هناك تعاوناً للأجهزة الباكستانية مع مقاتلي طالبان والقاعدة".8) تقارير حكومية مختلفة تؤكد وجود "اختراق طالبان للقوات شبه النظامية الباكستانية المكلفة بحماية الحدود".
9) السناتور جوزف بايدن قال الأربعاء( 25/6/2008 ) : ( سيطرح الحزبان الجمهوري والديمقراطي قانوناً في مجلس الشيوخ يرسي أسس نهج جديد ) واقترح بايدن استراتيجية جديدة لمضاعفة المساعدات غير الأمنية إلى 1.5 مليار سنوياً على مدى عشر سنوات وقال : " إن زيادة المساعدات غير الأمنية بشكل كبير على مدى فترة طويلة سيساعد على إقناع الشعب الباكستاني بأن الولايات المتحدة ليست صديقاً عابراً، ولكن صديقاً دائماً. وستساعد على إقناع الباكستانيين بأن الولايات المتحدة حليف يمكن الإعتماد عليه"، وطلب بايدن ربط المساعدات الأمنية التي تقدمها واشنطن لباكستان والبالغة حالياً نحو مليار دولار سنوياً بإحراز نتائج وقال " إن ذلك سيدفع الجيش الباكستاني إلى القضاء على تنظيم القاعدة وطالبان والحركات المسلحة التي يعتقد أنها تتمركز على طول الحدود بين باكستان و أفغانستان" وأضاف " ليس من الواضح إن كنا نحصل على نتائج أفضل .. وأقل إذا كان العكس صحيحاً ".إن هذه التصريحات تشير إلى مدى الخطر الذي تستشعره أمريكا من طالبان في البلدين خاصة و تلقي باللائمة على ازدياد ضعف أداء الجيش الباكستاني في مواجهته لطالبان لدرجة أن مقاتلي طالبان باكستان نجحوا الأسبوع الماضي في الاستيلاء على محركات وقطع مروحيات من طراز شينوك وبلاك هوك وكوبرا بقيمة 13 مليون دولار كانت في حاويات محصنة في طريقها من ميناء كراتشي الباكستاني إلى القوات الأمريكية في أفغانستان وهذا ما أثار حفيظة الأمريكيين وجعلهم يقوموا بغارات متسرعة لتدمير تلك الحاويات في أماكن تخزينها في المناطق القبلية لكي لا تستفيد حركة طالبان منها ولكي (تلفلف) الموضوع الذي قد يثير فضائح مخزية للجيش الأمريكي في حالة تسليط الأضواء عليه.ثم إن اشتداد المواجهات في جنوب وشرق وغرب أفغانستان بين قوات الناتو وحركة طالبان وارتفاع أعداد القتلى من الأمريكيين والبريطانيين وغيرهم من جنود حلف الناتو وتدمير عشرات الحاويات الأميركية التي تُقل النفط إلى قوات الاحتلال في أفغانستان أثار ذعر القيادات العسكرية والسياسية لدول الحلف، وجعلهم يتخذوا إجراءات متسرعة وغير حكيمة في الضغط على باكستان لحملها على زيادة حربها ضد حركة طالبان ومن هذه الإجراءات:1) قصف الجيش الباكستاني وقتل أحد عشر جندياً باكستانياً من بينهم ضابط كعقوبة له على عدم مشاركته في ضرب القاعدة ولتحفيزه لفعل ذلك وهو ما أثار ردة فعل عكسية لدى الجيش فقال الناطق باسمه الجنرال أنار عباس: "إن هذا العمل الجبان دمَّر أسس التعاون في الحرب على الإرهاب".2) تصعيد نبرة الهجوم ضد حركة طالبان وقرنها بالقاعدة بشكل دائمي وتحريض حكومتي باكستان وأفغانستان على التعاون ضدها. وقد صرَّحت وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس مؤخراً بذلك وهو ما قضى على أي احتمال لجذب الحركة التي لها جذور عميقة في الدولتين إلى العملية السياسية.3) عدم إعطاء أي فرصة للقيادة السياسية والعسكرية في باكستان لمعالجة مسألة طالبان بالطرق الدبلوماسية وهذا ما أفسد العلاقة بين الدولة والحركة وجعل بالتالي إمكانية الحل العسكري ضد طالبان إمكانية شبه مستحيلة وذلك لقوة نفوذ طالبان في المجتمع الباكستاني ولعدم إقتناع الجيش بمحاربة طالبان باكستان وعدم قدرته على فعل ذلك.إن مثل هذه الإجراءات ساهمت في زيادة قوة حركة طالبان كما ساهمت في زيادة التعاون بين طالبان والجيش الباكستاني الذي بدا غير متماسك وغير منضبط وغير موالي لقيادته العسكرية. وهذا ما جعل إشفاق برويز كياني قائد الجيش الباكستاني يُظهر تردداً في استخدام الجيش في عمليات عسكرية كبيرة ضد حركة طالبان باكستان ويقترح على الحكومة إسناد هذه المهمة إلى قوات قبلية غير نظامية غير عابئ بالموقف الأمريكي.وفوق ذلك فإن فشل أمريكا في جلب حكومة (ديمقراطية) قوية تساند مشرف في محاربة (الإسلاميين) قد فاقم الوضع السياسي الذي أثر بدوره على الوضع الأمني. فلقد انشغل السياسيون الباكستانيون بالتصارع مع مشرف على مسائل ثانوية داخلية: كعودة القضاة إلى مناصبهم، وكتجريد مشرف من سلطاته، وكإنشغالهم بالتصارع فيما بينهم، وهذا أدّى إلى عدم تنسيقهم مع الرئيس في الامور الجوهرية، أو ربما أدّى إلى عدم إطّلاعهم على الأمور الحساسة في الدولة، وكل ذلك أدَّى إلى غياب قيادة مركزية لاتخاذ القرارات المهمة وساهم بدوره في خسارة أمريكا للكثير من نفوذها في مراكز القوة في الدولة التي بدت مشلولة وغير مترابطة وعاجزة عن اتخاذ القرارت.وبالمقابل فإن حركة الطالبان في أفغانستان قد نجحت في رصّ صفوفها تحت قيادة موحدة لعدم فقدانها للحاضنة البشتونية في أفغانستان نفسها، بالإضافة إلى تواصلها مع طالبان باكستان، وهو ما أدّى إلى تحصينها من إمكانية الاختراق، وبالتالي نجاحها في القيام بعمليات عسكرية محكمة كهجومها على سجن قندهار وكقيامها بعمليات عسكرية يومية ناجحة توقع بالأمريكان وحلفائهم العديد من القتلى يومياً.وقد دفع الإفلاس السياسي أمريكا إلى استنساخ تجربة (الصحوات) في أفغانستان ففشلت فشلاً ذريعاً . كما كان لعدم وجود أجنحة متصارعة داخل حركة المقاومة الأفغانية، وعدم وجود قيادات متعددة لها الأثر الأكبر في تنامي قدراتها ونجاح عملياتها.وخلاصة القول إن وضع أمريكا وحلف الناتو في أفغانستان في هذا الوقت هو الأسوأ منذ بداية العدوان على أفغانستان في العام 2001م، وإن ما يزيد الأمور سوءاً وتعقيداً هو انتقال عدوى طالبان من أفغانستان إلى باكستان وفشل الدعم الأمريكي للدولة الباكستانية في جعلها أكثر ولاءاً للأمريكان والخوف بالتالي من فقدان زمام الأمور نهائيا في الباكستان ذاتها.

الخميس، 26 يونيو 2008

تعليق سياسي/زيادة قوة طالبان في أفغانستان وباكستان تثير ذعر الأمريكان

زيادة قوة طالبان في أفغانستان وباكستان تثير ذعر الأمريكان

توقعت وسائل الإعلام الغربية مطلع هذا العام حلول صيف ٍ ساخن ٍعلى أفغانستان، وقد صح توقعها وزيادة، فالصيف لم يكن ساخناً وحسب، بل كان صيفاً ملتهباً ومشتعلا ًتعدت حرارته من أفغانستان لتصل إلى داخل باكستان نفسها. فلا يكاد يمر يوم في أفغانستان إلا ويُصرع فيه جنود أميركيون أو بريطانيون أو من جنسيات أُخرى مشاركة في احتلال الأراضي الأفغانية، كما لا يكاد يمر يوم في باكستان إلا وتُشن فيه هجمات متنوعة ضد قوافل الاحتلال وعملائه ومصالحه.
لقد كان هذا الشهر- حزيران- هو الأكثر دمويةً على قوات الاحتلال الأطلسية منذ بدء الغزو الأميركي لأفغانستان في العام 2001 . فقد قتل فيه ما يقارب الخمسين جندياً أطلسياً وهو ضعف ما قتل في العراق من جنود أميركيين في نفس هذا الشهر. وفوق ذلك فقد حُرر ما يزيد عن الألف أسير ومعتقل من سجن قندهار وازدادت هجمات مسلحي طالبان بنسبة 40 % مقارنة بالعام الماضي وذلك استناداً لقول القائد العسكري الأميركي في شرق أفغانستان.
وأما في باكستان فقام مقاتلو حركة طالبان الباكستانية بالاستيلاء على محركات وقطع غيار لمروحيات أميركية تزيد قيمتها عن 13 مليون دولار كانت موجودة داخل حاويات محصنة في طريقها من ميناء كراتشي الباكستاني إلى القواعد الأميركية داخل الأراضي الأفغانية. وقاموا أيضاً بحرق وتدمير عشرات الحاويات الأميركية المحملة بالنفط وهي مارة في الأراضي الباكستانية وذلك في إسباقية ٍٍ خطيرةٍ لم تشهدها القوافل الأميركية من قبل.
إن هذه الأحداث الجريئة والمتصاعدة ضد القوات الأطلسية في باكستان وأفغانستان قد أثارت الذعر في قلوب الأميركيين والبريطانيين والغربيين الذين شرعوا في كيل الاتهامات للدولة الباكستانية وفي تحميلها مسؤولية تفاقم الأوضاع الأمنية و التنصل من إخفاقهم في السيطرة على الوضع بالرغم من طول فترة احتلالهم لأفغانستان. فأميركا وحلف الأطلسي من ورائها تريد من باكستان أن تحمي قواتها الغازية وأن تقاتل حركة طالبان نيابة ًعنها فإذا ما عجزت الدولة الباكستانية عن فعل ذلك فإنها تُتهم بالتقصيروبالتواطئ مع حركة طالبان، بل إن مسؤولين أميركيين قالوا بكل وقاحة إن الحكومة الباكستانية فاقدة للوظيفة التي يجب أن تقوم بها.
لقد فقدت الإدارة الأميركية البوصلة في أفغانستان وفي باكستان، فعملاؤها هناك لم يعودوا بقادرين على خدمتها لأن الأوامر الأميركية لهم أ صبحت ثقيلة وغير واقعية وغير قابلة للتطبيق. فأميركا تريد من الجيش الباكستاني والحكومة الباكستانية إعلان الحرب الشاملة على حركة طالبان بشكل فوري وحاسم ودائم وهو ما لا تستطيع الدولة الباكستانية فعله مهما كان ولاء قادتها لأميركا لأن الرأي العام في باكستان يمنعها من القيام به ويوقعها في حالة من الحرج الشديد، إضافة إلى أن قطاعات كبيرة من الجيش الباكستاني غير موالية لعملاء أميركا ولا تستطيع أميركا ولا عملائها التخلص من تلك القطاعات.
ولب المشكلة بالنسبة لأميركا في الباكستان يكمن في أن الشعب الباكستاني تغلب عليه الحمية الإسلامية والعقيدة الإسلامية ولا مكان للروابط القومية أو الوطنية في شؤون حياته، وبالتالي فإن مطالبة حركة طالبان بتطبيق الشريعة الإسلامية تلقى ترحاباً شديداً وإستجابة ًجارفة ً لدى الباكستانيين، في حين أن الكلام المعسول عن الحرية و الديمقراطية تمجه الآذان وجرّبه الناس هناك كثيرا وأدركوا زيفه وبطلانه مبكرا ً ولم يستجب له إلا ّ أصحاب المصالح والفتن والأهواء. ومن هنا كانت المصادمات بين الجيش الباكستاني والحركات الإسلامية غير واسعة وغير جدية ولم تشف صدور الأميركيين، وبالتالي فإن ما يقلقهم بالفعل فشلهم المستمر والذريع في الإيقاع بالجيش في مطب المواجهة الشاملة مع الإسلاميين، حيث ظنوا أن المليارات التي أنفقوها على الباكستان سوف تمكن عميلهم مشرف وغيره من شراء ذمم الجيش لحمله على القتال نيابة عن الأميركيين، لذلك لم يكن غريبا أن يقول القائد الأميركي لحلف الناتو في أفغانستان : " إن الحكومة الباكستانية غير قادرة على القيام بوظيفتها" ، وأن يقول رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأميركي : " لا يمكن الإعتماد على باكستان لوقف عبور الإرهابيين " .
إن هذا الإنفلات الخطير للأوضاع الأمنية في أفغانستان وباكستان، وعجز الإدارة الأميركية عن معالجتها، وفشل تجربة الحكومة المدنية الجديدة في دعم الخطط الأميركية للسيطرة على البلاد، إن هذا كله ينذر بفقدان أميركا لسيطرتها على أخطر منطقة في العالم وهذا من شأنه أن يكون مقدمة ً لتحول ٍ دولي مخيف لأميركا والغرب قد يبشر بقرب إنبلاج القوة الإسلامية العالمية.


26/6/2008

الأحد، 22 يونيو 2008

نشرة أخبار 23/6/2008

نشرة أخبار 23/6/2008
العناوينِ

1- اشتعال الجبهة في أفغانستان ومصرع العشرات من جنود حلف شمال الأطلسي في شهر حزيران (يونيو) الجاري.
2- محمود عباس يجري عمليات تنظيف شاملة لعناصر (الحرس القديم) داخل حركة فتح لحساب الأمريكيين.
3- التهدئة بين حماس والكيان اليهودي تُدخل المنطقة منعطفاً خطيراً.

الأنباء بالتفصيل

1- اشتعلت جبهة القتال في أفغانستان من جديد وتمكن مجاهدو طالبان من اصطياد عشرات الجنود من قوات التحالف المنضوين تحت حلف شمال الأطلسي، فقتل منذ مطلع شهر حزيران (يونيو) الجاري بحسب وكالة ألـ(CNN) الأمريكية نحو عشرة جنود أميركيين وتسعة جنود بريطانيين وجنديان كنديان وجندي بولندي وجندي روماني وآخر هنغاري إضافة إلى ثلاثة عشر جندياً من جنسيات أخرى لم يكشف النقاب عنها. هذا بالإضافة إلى مصرع عشرات الجنود المرتزقة من الأفغان الذين يعملون مع حكومة كرزاي الدمية.
لقد بات في هذه الأثناء لا يمر يوم في أفغانستان إلا ويسقط فيه صرعى من قوات الاحتلال الأطلسي إما بالمواجهات أو بالكمائن أو بالعبوات الناسفة أو بالوسائل والفنون القتالية المختلفة الأخرى.
وتقوم قوات الاحتلال بزج أعداد إضافية من الجنود إلى ساحة القتال في أفغانستان في محاولة يائسة منها للسيطرة على الأرض أو الاحتفاظ بالمناطق الشاسعة التي باتت مهددة فعلياً بالسقوط بأيدي حركة طالبان.
لقد أصبح حال تلك القوات في وضع لا تحسد عليه فلا هي بقادرة على الانسحاب مع حفظ ماء وجهها، ولا هي بقادرة على حسم المواجهة مع حركة طالبان. والذي زاد الطين بلة تلك التكتيكات الجديدة التي تستخدمها الحركة والتي تدل على مستوى عالٍ من حرب العصابات لم تعد القوات الأطلسية تقوى على مواجهتها ولا حتى على التصدي لها.

2 - ذكرت وكالة رويترز للأنباء بأن محمود عباس رئيس حركة فتح ورئيس السلطة الفلسطينية يقوم "بعملية إصلاح شاملة لقوات الأمن التابعة لحركته من خلال إصدار المراسيم بتقاعد آلاف الضباط الذين ترقوا في ظل ياسر عرفات عن مناصبهم القيادية".
وقالت الوكالة بأن "العملية التي تدعمها الولايات المتحدة تشمل إلغاء نحو 30 ألف وظيفة أمن وبناء قوات أكثر تناسقاً في إطار جهود واشنطن للتوصل إلى اتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني اكتسبت إيقاعاً أسرع في الأشهر الأخيرة".
ويرمي محمود عباس من عمليات التنظيف هذه إلى إبعاد العناصر الأمنية التي يسمونها بالحرس القديم عن المناصب الحساسة لكونها لا توالي الأمريكان بشكل مطلق ولأنها تريد إنشاء وحدات أمنية جديدة تقوم بتنفيذ المهام والأوامر التي تطلب منها بدون أية ممانعة.
ولكي لا يحصل تمرد في صفوف المقالين إلى التقاعد فقد تم منحهم كامل رواتبهم على أن يبقوا في بيوتهم لا يقومون بأي عمل. وعبّر عن هؤلاء قول أحد المخضرمين منهم ويُدعى أبو علي تركي: "إنهم يحاولون أن يلقوا بنا خارجاً".
وهكذا استطاعت أمريكا أن تقوم بتصفية قيادات حركة فتح الميدانية بكل بساطة ويسر وذلك بعد أن همَّشت دور القيادة السياسية للحركة وذلك باستخدام محمود عباس من خلال أسلوب تمويل الحركة ودفع الرواتب.

3- يبدو أن المساعي الأمريكية عبر النظام المصري في ترتيب هدنة بين حركة حماس والكيان اليهودي قد آتت أُكلها.فقد دخلت التهدئة يومها الخامس وبدأت المفاوضات غير المباشرة بين كيان يهود وحركة حماس تجري على قدم وساق عبر السماسرة المصريين، وقد طبَّلت وسائل الإعلام العربية وزمَّرت للتهدئة وكأنها نصرٌ مبين حققه العالم الإسلامي على شرذمة يهود.
لقد كان لنظام مبارك العميل الدور الأفعل في التوصل إليها بتوجيه أمريكي مباشر، فقام رئيس الاستخبارات المصرية عمر سليمان بدور العرّاب في المفاوضات المكوكية بين الطرفين.
ولقد أثنت أمريكا ودولة يهود على الدور المصري الفاعل و(النزيه)كونه قام بتمثيل دور الوسيط المحايد بين حماس واليهود فتخلى تماماً عن الانحياز إلى قضايا أمته وكأنها مسائل تخص أمماً أخرى.
وفرح كثيراً رئيس وزراء العدو على نجاح التهدئة مع زعمه خلاف ذلك والدليل على فرحه هذا أنه يريد الذهاب بنفسه لاستكمال المفاوضات حول تفاصيل التهدئة بالسفر إلى القاهرة في بحر هذا الأسبوع والاجتماع بالقيادة المصرية التي حلّت أزمة لدى الكيان اليهودي استعصى حلها لسنوات طويلة ألا وهي أزمة سقوط الصواريخ على رؤوس ساكني المستعمرات اليهودية شمال وشرق قطاع غزة.
إن قادة يهود لم يكونوا ليقبلوا أساساً بالتهدئة لولا إدراكهم لمدى عجز جيشهم في إنهاء مشكلة الصواريخ التي أفزعتهم وكادت تبدد الهالة الكاذبة التي نسجوها عن قوة جيشهم الذي لا يقهر على حد زعمهم!!.
إن هذا الدور المصري المشبوه الذي لعبه عمر سليمان يقوم على أساس استدراج حركة حماس بأسلوب كيسنجر المعروف (بالخطوة خطوة) للإيقاع بالحركة ودفعها في شَرَك السياسة العربية المتخاذلة والمستسلمة، ومن ثم لتحويل حركة حماس إلى حركة وطنية واقعية ترضى بالأمر الواقع وتعترف في النهاية بدولة يهود بصيغة من الصيغ ثم تدخل بالتالي في متاهة الحلول السلمية.
إن على حماس أن لا تنخدع بهذه التهدئة المشبوهة وان لا تعتبرها (نصراً مبيناً) لأن المخاطر آتية على الطريق والعبرة سياسياً ليس بالتهدئة نفسها وإنما بما ستفرزه هذه التهدئة من خطوات سياسية رهيبة من شأنها أن تُروّض حماس وتحولها إلى حركة سياسية واقعية كسائر الحركات التي رُوِّضت من قبل.
هذه هي خطورة التهدئة سياسياً على المنطقة وهي باختصارتتمثل في دفع حركات المقاومة حركة بعد الأخرى للولوج في لعبة المشاريع السياسية الزائفة.

تحليل سياسي/التهدئة تمنح حماس قوة إضافية وتؤهلها لاعتراف القوى الدولية بها:

تحليل سياسي

التهدئة تمنح حماس قوة إضافية وتؤهلها لاعتراف القوى الدولية بها
من الواضح أن التهدئة رسَّخت أقدام حماس في السلطة وأنهت مرحلة المقاطعة التي كان لا بد من مرور حماس بها في أعقاب سيطرتها على غزة.
فالتهدئة هي في الواقع اعتراف رسمي بحكم حماس لغزة، وإلغاء لفكرة إزالة حماس من الصورة التي كانت أمريكا وإسرائيل توهمان سلطة عباس بها.
وقد نقل عن مسؤول دبلوماسي أوروبي كبير قوله: "أصبحت حماس محاوراً من جديد وتنال اعترافاً دولياً وإقليمياً" وأضاف: "إن الهدنة أظهرت افتقار محمود عباس للسلطة وهو الذي كان يريد تركيع حماس لكنه الآن مضطر لإعادة إطلاق عملية المصالحة معها"[ميدل إيست أونلاين].
وأما مبعوث الأمم المتحدة الخاص للشرق الأوسط روبرت سري فقال: "إن الهدنة أظهرت أنه لا سبيل للالتفاف على حقيقة أن هناك نظاماً قائماً بحكم الأمر الواقع في غزة"[ميدل إيست أونلاين].
وقال دوف فاسغلاس مدير مكتب شارون: "إن زعماء حماس أجروا مفاوضات ووضعوا شروطاً للهدنة مع إسرائيل كما لو أن الأمر بين ندين وهو ما عزز وضع الحركة"، وأضاف فايسغلاس: "إن الضرر الدبلوماسي وقع حتى لو انهار وقف إطلاق النار كما يتوقع كثيرون وأن الاعتراف الدولي بحكومة حماس في غزة حتى لو كان اعترافاً غير كامل قد يكون مجرد مسألة وقت".
وقالت صحيفة الواشنطن بوست المقربة من الإدارة الأمريكية: "إن حركة حماس هي من أهم المستفيدين من هذه الهدنة"، وقالت بأن: "الاستراتيجية التي اتبعتها الولايات المتحدة وإسرائيل للتعامل مع الرئيس الفلسطيني بتقوية موقفه في الضفة الغربية، وتحسين الأحوال المعيشية هناك والبدء في عملية سلام جادة من أجل بناء الدولة الفلسطينية نهاية العام الحالي لم تكلل بنجاح كبير ولم تحقق تقدم يذكر بالنسبة لمستقبل عملية السلام".
وكتب نيكولاس كريستوف في النيويورك تايمز: "إن الحصار الذي فرضته الولايات المتحدة وإسرائيل على قطاع غزة أتى بنتائج عكسية".
وأما رد الفعل الأمريكي الرسمي فقال الناطق باسم البيت الأبيض غوردن جوندرو: "إننا نثمن الجهود التي بذلتها مصر ونأمل أن تنجح لاحقاً، ولكي يحصل ذلك فإنه على حماس أن تختار التحول إلى حزب سياسي شرعي وتنبذ الإرهاب".
ورحبت الدول الأوروبية أيضاً بالتهدئة وقال رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون: "إن التهدئة تؤدي إلى سلام أكثر قوة في غزة".
وأيّد الرئيس السوري ووزير خارجيته التهدئة بين حماس وإسرائيل ورحبت روسيا بالتهدئة وقال وزير خارجيتها "بأن بلاده ترفض فكرة عزل أي بلد أو قوة سياسية عن مناقشة القضايا الإقليمية وهذا ينطبق على إيران وسوريا وحماس وحزب الله".
إن ردود الفعل هذه تؤكد بأن أمريكا من خلال عمر سليمان قد أخرجت موضوع التهدئة بين حماس وإسرائيل وما ردة الفعل الدبلوماسية لليهود أوالأوروبيين أو الروس سوى تعبير عن معرفة هؤلاء بما كانت تخططه أمريكا لحماس من قبل.


22/6/2008م

الخميس، 19 يونيو 2008

تعليق سياسي/ مصيدة التهدئة والآتي أخطر

التعليق السياسي

مصيدة التهدئة والآتي أخطر

تُبالغ وسائل الإعلام بمختلف إنتمائاتها وتوجهاتها في تصوير محاسن التهدئة، وفوائدها، وما تمخض عنها من حقن للدماء وفك للحصار، والوصول إلى شيء من الأمن والإستقرار لسكان قطاع غزة الذين افتقدوه طويلا بسبب ويلات القصف والقهر والإغلاق، وبسبب تواطئ حكام الخيانة العرب مع أميركا ودولة يهود على إغلاق جميع المعابر بما فيها معبر رفح المحاذي لمصر وما نتج عن هذا الإغلاق من خنق للقطاع وحرمان أهله من دخول المواد الغذائية والأساسية التي يحتاجونها لفترات طويلة.
إنه لأمر طبيعي أن تقوم وسائل الإعلام التي تطبل وتزمر للتهدئة بنقل رأي الشارع المؤيد لها،ومن الطبيعي كذلك أن تتردد على ألسنة المواطنين المحرومين داخل القطاع عبارات القبول والإرتياح لها كون هؤلاء قد عانوا الأمرّين بسبب الحصار الطويل والظالم الذي فُرض عليهم وأحال حياتهم إلى جحيم وعذاب.
غير أن ما نقلته وسائل الإعلام من ترحيب الناس للتهدئة لا يعبر إلا عن جانب واحد من جوانب المشكلة ألا وهو الجانب الإنساني أو الجانب المتعلق بالأمن الشخصي الذي يحتاجه كل إنسان.
غير أن قضيتنا هي قضية سياسية مصيرية وهي أكبر من أن تختزل في هذا الجانب – على أهميته- والخطورة فيها يعرفها السياسيون الكبار جيدا كما يعرفها الواعون والمراقبون للأحداث، فلا تؤخذ الحلول السياسية من آراء المسحوقين أو من الذين تم ترويضهم بالقهر والإذلال.
وعلى وسائل الإعلام إذا أرادت الإنصاف والنزاهة أن تتناول المشكلة من جميع أبعادها ولا تقتصر على جانب واحد.
لذلك يجب أن نبين أولا أن التهدئة قد حلت أزمة لدى الكيان اليهودي استعصى حلها سنوات طويلة، فهطول الصواريخ والقذائف على المستوطنات اليهودية عجزت دولة يهود حقيقة عن إيجاد حل لها لولا هذه التهدئة.
لقد أسقطت هذه الصواريخ التي دائما ما يصفونها بالبدائية هيبة الجيش اليهودي الذي يزعمون بأنه لا يقهر، والذي لا وجود للدولة اليهودية أصلا إلا بوجوده .
فقادة اليهود لم يكونوا ليقبلوا أساسا بالتهدئة لولا إدراكهم لمدى عجز جيشهم في إنهاء هذه المشكلة التي أرّقتهم كثيرا وكادت تبدد تماما الهالة التي نسجوها عن قوة جيشهم الخارقة!!.
على أن خطورة إتفاق التهدئة هذا أو خطورة هذا الإتفاق المصيدة لا تكمن بالتهدئة نفسها بقدر ما تكمن فيما بعدها. وأخطر ما يترتب عليها هو جرجرة حماس إلى ألاعيب السياسة الأميركية والغربية واليهودية وهي الألاعيب التي دائما يحبكونها لأهل المنطقة بإستخدام الحكام العملاء.
إن الدور المصري المشبوه الذي كلف به عمر سليمان رئيس الإستخبارات المصرية يقوم على أساس إستدراج حركة حماس بإستخدام أسلوب ( الخطوة خطوة ) للإيقاع بالحركة ودفعها في فخ السياسات العربية المنبطحة من خلال تحويلها إلى مجرد حركة وطنية واقعية تقبل بالمشاريع الغربية بحكم الأمر الواقع مقابل تسليمها كرسي السلطة وإعتراف ما يسمى بالمجتمع الدولي بها.
وبمعنى آخر فإنهم يريدون من حماس أن تستخدم ذخرها الإستراتيجي المتمثل بالمقاومة كجسر عبور لتلج من خلاله بوابة مشاريع التسوية اللا متناهية التي تسود المنطقة.
إن على حماس أن تحذر من هذه المصيدة وأن تحاول عدم الوقوع فيها ،فمشاريعهم مهما تعددت وتنوعت وتشكلت فإن ألفها الإعتراف بالدولة اليهودية بأي صيغة من الصيغ ، وباءها الدخول في اللعبة الديمقراطية والإحتكام لصناديق الإقتراع بدلا من الإحتكام لكتاب الله وسنة نبيه,
هذه هي بإختصار الأخطار التي يتوقع هبوبها على المنطقة بعد الوقوع في فخ التهدئة.

الاثنين، 16 يونيو 2008

نشرة أخبار 16/6/2008

نشرة أخبار 16/6/2008

العناوين


1- مجاهدو طالبان في أفغانستان يشنون هجوماً بطولياً على سجن قندهار ويحررون مئات الأسرى.
2- تحول دور القوات الأمريكية في العراق من الأسلوب القتالي المباشر إلى أسلوب الاعتماد على المرتزقة العراقيين.
3- السعودية تفاجئ العالم بزيادة ثانية في إنتاجها النفطي خلال أقل من شهرين.
4- صحيفة يهودية رسمية تكشف النقاب عن تقديم حكام عرب سابقين هدايا قيمة لقائد عسكري كبير
في دولة يهود.

الأنباء بالتفصيل

1- شن مجاهدو حركة طالبان الأفغانية هجوماً بطولياً كاسحاً على سجن قندهار وحرّروا ما يزيد عن الألف أسير ومعتقل كانوا محتجزين داخل أسوار السجن.
وقد وقع الهجوم ليلة الجمعة الفائت والذي بدأ بتفجير شاحنة مفخخة في بوابة السجن الرئيسي، تبعه اقتحام فرقة كوماندوز من مقاتلي طالبان اشتبكت مع حراس السجن فقتلت خمسة عشر منهم وحرّرت 1150 أسيرا ومعتقلا.وتأتي هذه العملية النوعية في وقت يتبجح فيه الأميركيون بالقول إن تحسناً قد طرأ على وضع قوات الاحتلال في أفغانستان.
وفي الوقت الذي تتصاعد فيه هجمات المقاتلين الأفغان ضد الاحتلال الأمريكي حيث قاموا بمحاولة اغتيال كادت تودي بقرضاي أفغانستان، وحيث سيطروا على مساحات شاسعة من الأراضي الأفغانية، في هذا الوقت تلح أمريكا في الطلب من الدول المناحة أن تزيد من مساعداتها للحكومة الأفغانية الدمية التي لم تتمكن من السيطرة إلا على بعض أحياء العاصمة كابول.
إن ضراوة الاشتباكات بين قوات طالبان وقوات الإيساف وسقوط عشرات القتلى في كل شهر من الأمريكيين والبريطانيين والكنديين على وجه الخصوص قد أرعب الساسة في أوروبا من خطورة الأوضاع في أفغانستان وهو ما حدا بهم إلى المطالبة بسحب قوات بلدانهم من أفغانستان.
والدليل على تفاقم الأوضاع الأمنية في البلاد اعتراف ضابط أمريكي رفيع نهاية الأسبوع الماضي بأن عدد قتلى الإيساف في أفغانستان قد تجاوز لأول مرة عدد قتلى قوات التحالف في العراق.
إن ما يجري من إحتدام للمعارك على الأراضي الأفغانية يبشر بخير و ينذر بقرب فشل الغزو الأمريكي الأطلسي لبلاد الأفغان وانسحاب القوات الأطلسية منها في غضون عام على أكثر تقدير.
2- صرّح ستيفن بيرل خبير السياسة الدفاعية في المركز الفكري لمجلس العلاقات الخارجية الأمريكية الخميس الفائت: "إن مهمة الأمريكيين في العراق بدأت بالتحول من مواجهة لمتمردين كما كنا نفهمها من قبل إلى مهمة أقرب ما تكون إلى حفظ السلام منها إلى القتال"، وأضاف: "لقد انتهى بنا الأمر إلى أن نعمل كشرطة للحفاظ على اتفاقات وقف إطلاق النار التي وقعها المقاتلون ومراقبة تطبيقها".
وتوقع بيرل أن هذا الأمر: "سيستمر على الأرجح ما لم نواجه مشاكل جدية تتمثل في انهيار وقف إطلاق النار" واعتبر بيرل أن: "الإبقاء على هذا الوضع يشكل التحدي الرئيسي الذي تواجهه الولايات المتحدة في الأشهر المقبلة"، وأكد بيرل على أن: "التحول في طبيعة الدور الأمريكي في العراق يجري بدون خطط".
إن تصريحات بيرل الخطيرة هذه تدل أولاً على أن سياسات أمريكا في العراق هي سياسات مرتجلة لا تخطيط فيها، وتدل ثانياً على أن همَّ هذه السياسات الأساسي ينحصر في تخفيض عدد القتلى في صفوف الجنود الأمريكيين بغض النظر عن تحقيق أية أهداف.
إن تقليل عدد القتلى الأمريكيين هدف تحقق بسبب عقد اتفاقات مشروطة مع مجموعات مسلحة يمكن أن يتم نقضها في أي وقت، وكذلك بسبب دفع الأموال لمجموعات من المرتزقة العراقيين الذين يُطلق عليهم (الصحوات) لتقاتل المجاهدين نيابة عن الأمريكيين.فأسلوب الاعتماد على اتفاقات مشروطة مع المقاتلين وعلى المرتزقة المحليين لا يمكن أن يوجد استقراراً حقيقياً في العراق، فضلاً عن أنه لا يمكن أميركا من تحقيق هدفها بإيجاد موطئ قدم ثابت لها في العراق.ففي أية لحظة ممكن أن تنقلب الأمور رأساً على عقب وتعود إلى أسواً مما كانت عليه بالنسبة للأمريكيين.
وعلى أية حال فلا يغرّن الأمريكيين انخفاض عدد قتلاهم في العراق لأن الوضع السياسي والأمني فيه ما زال غير مستقر ولا آمن وهو لا يزال وضع خارج عن السيطرة فلا الأمريكيون يستطيعون التحكم به ولا عملاؤهم ومرتزقتهم.
إن العراق سيبقى جاثماً على فوهة بركان قابل للثوران في أية لحظة ما دام فيه جندي أمريكي واحد.

3- فاجأت السعودية العالم بقرارها الجديد زيادة إنتاجها النفطي بحوالي نصف مليون برميل يومياً ليصل إجمالي إنتاجها إلى عشرة ملايين برميل يومياً.
وأوردت هذا الخبر صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية ونشرة ميس الاقتصادية المتخصصة، وذكرتا بأن السعودية ستعلن رسمياً عن هذه الزيادة في مؤتمر جدة الذي ستستضيفه الحكومة السعودية نفسها في الثاني والعشرين من حزيران (يونيو) الجاري والذي سيضم الدول المنتجة والمستهلكة للنفط.
وتحقق هذه الزيادة الجديدة رغبة الولايات المتحدة ورغبة شركاتها النفطية العملاقة التي تستفيد كثيراً من وفرة النفط في الأسواق العالمية لتجني أرباحاً طائلة تساعدها في هذه الأوقات بالذات في تقدم حملة مرشحها الجمهوري جون مكين الذي تدعمه تلك الشركات للوصول إلى سدة الرئاسة لإستمرار نهج أمريكا المدمنة على النفط كما وصفها الرئيس جورج بوش ، للإستمرار في نهب نفط العرب والمسلمين.
وكان حكام آل سعود قد انصاعوا لأوامر بوش عندما زارها قبل شهر وضخوا المزيد من النفط في الأسواق العالمية، وها هم اليوم وبعد شهر واحد فقط يرضخون ثانيةً لإملاءات إدارة بوش ويزيدون من إنتاج السعودية النفطي بدون أي مبرر مع علمهم ومعرفتهم بوجود فائض نفطي كبير في الأسواق العالمية وهو ما صرّح به وزير البترول السعودي نفسه.
4- كشفت صحيفة معاريف اليهودية الرسمية في عددها الصادر يوم الجمعة الفائت النقاب عن أن حاكمي مصر والأردن الهالكين أنور السادات والملك حسين قدَّما هدايا نادرة وقيّمة لرئيس أركان جيش دولة يهود الأسبق رفائيل إيتان الذي كان مولعاً بهدايا السلاح النادرة.
ومعلوم عن إيتان أنه كان من أشد القادة العسكريين اليهود معاداة للعرب وقد وصفهم -قبَّحه الله- ذات مرة بأنهم (صراصير سامة).
ويعتبر إيتان عند اليهود من أهم قادتهم العسكريين، ويصفه المستضعفون من العرب والفلسطينيين بأنه "جزار صبرا وشاتيلا" وذلك للدور المركزي الذي قام به في مذبحة صبرا وشاتيلا عام 1982م.
ولعب إيتان أيضا دوراً إجرامياً في حرب عام 1956م عندما كان قائداً لكتيبة مظلات شاركت في مجزرة في سيناء راح ضحيتها العشرات من الجنود والمدنيين المصريين.
وقالت صحيفة معاريف بأنه وجد ضمن مقتنيات إيتان من الأسلحة مسدساً نادراً أهداه الرئيس المصري أنور السادات له وكتب عليه كلمات الإهداء بخط يده.وأما الملك حسين فأهداه بندقية نادرة.كما عثر على هدية ثالثة من العميل سعد حداد قائد ما كان يسمى بجيش جنوب لبنان التابع للجيش اليهودي.
هذه مجرد عينة من زعامات الدول العربية الذين افتضح أمرهم وكشف بعد موتهم عن هدايا قدّموها لألد أعداء الأمة، بينما سائر الزعماء الأخرين لا ندري ماذا قدموا لسائر قادة دولة يهود، ولكن الأيام لا بد وأن تفضح أمرهم في المستقبل كما فضحت أمر أسلافهم من قبل ومن يعش يرى.

الخميس، 12 يونيو 2008

حوار فتح وحماس مضيعة للوقت وملهاة للناس وهدفه تبرير التخلي عن الثوابت

حوار فتح وحماس مضيعة للوقت وملهاة للناس
وهدفه تبرير التخلي عن الثوابت

شرعت مصر في إجراء الاتصالات مع التنظيمات الفلسطينية لتحديد مواعيد وأجندة الحوار الفلسطيني_الفلسطيني وتطبيق المبادرة اليمنية للمصالحة بين فتح وحماس وقال محمود عباس رئيس السلطة في رام الله بأنه حصل على مباركة الرئيس المصري والملك السعودي على مبادرته المتعلقة بالحوار الوطني الذي سينقذ المشروع الفلسطيني من الانهيار على حد قوله.
واجتمعت الفصائل الفلسطينية المعارضة في دمشق وأعلنت تأييدها للحوار والمصالحة، وذهب ممثلون عن فتح وحماس إلى السنغال وتحاوروا برعاية الرئيس عبد الله واد لإعادة ما أسموه بالثقة المفقودة بين الحركتين.
وأما الجامعة العربية فشكّلت لجنة متابعة عربية لتشجيع ورعاية الحوار مؤلفة من ممثلين عن مصر والسعودية وسوريا واليمن وقطر مهمتها دفع حماس للانضمام إلى منظمة التحرير الفلسطينية وتقيدها ببرنامج سياسي تتوافق عليه كافة الفصائل. كل هذه النشاطات المحمومة التي تهدف إلى إعادة (الوحدة الوطنية الفلسطينية)، وكل هذا الحرص على تحقيقها لم يكن ليحدث من قبل ، فما السر يا ترى؟؟
ما السر في أن القطيعة الشديدة التي سادت بين فتح وحماس قد تحولت فجأة إلى وصال ؟؟!!
وما السر في أن لغة الردح والسب والتجريح قد تبدلت بينهما بين عشية وضحاها إلى لغة دبلوماسية سلسة ناعمة ؟؟!!
ما الذي غيّر القوم وجعلهم يغيرون مواقفهم رأساََ على عقب وبشكل مفاجئ ؟؟! الجواب بسيط ولا يحتاج لاكتشافه كثير عناء ،وهو ببساطة خسارة سلطة محمود عباس لرهانها على (السلام) مع دولة يهود، وذهاب وعود بوش بإقامة (الدويلة الفلسطينية) في الضفة الغربية أدراج الرياح، وهذه الخسارة الثقيلة التي لحقت بعباس وسلطتة لم تترك مفرا لفتح سوى العودة إلى خصمها اللدود (حماس) لتستعيد بعضاً من المصداقية التي فقدتها لحفظ ماء وجهها.
وأما الدول العربية التي راهنت هي الأخرى على الوعود الأميركية الزائفة وشاركت في مؤتمر أنابوليس المشؤوم وتلقت ما تلقت من صفعات بعد المؤتمر فإنها تحاول أن تغطي على فشلها وعجزها بإلقاء اللوم على المشاحنات بين فتح وحماس حيث وجدت في تلك المشاحنات ضالتها المنشودة واعتبرتها الشماعة المناسبة لتعليق ملابسها القذرة عليها.
وكأن الدول العربية التي ضيعت القضية الفلسطينية تريد إيهام الشعوب العربية بأن كل المشاكل والمصائب التي وقعت على رؤوس الناس سببها اختلاف فتح وحماس. هذا هو بكل بساطة سبب هذه الجلبة المفتعلة حول حوار فتح وحماس.
ولتضخيم الحدث أكثر وتسليط الأضواء عليه جرت الدول العربية معها منظمة المؤتمر الإسلامي ممثلة بدولة السنغال لتتخذ من الحوار بين فتح وحماس عملاََ تتلهى به بعد وصول العملية السلمية مع دولة يهود إلى طريق مسدود.
لقد أصبح شعار الوحدة الوطنية الفلسطينية وثناً سياسياً كبيراً يسعى الجميع للتبرك منه ولم يعد حكام البلدان العربية والمسلمة يملكون أي سلاح سواه في تحرير فلسطين، فجيوش هذه الدول وقواها وإمكانياتها كلها قد تعطلت وبقيت ((الوحدة الوطنية الفلسطينية)) هي السلاح السحري العجيب الذي سيحل هذه المشكلة المعقدة بنفثة حوار فلسطيني أو زمزمة مصالحة وطنية!!
ولكن تحقيق هدف الوحدة الوطنية الفلسطينية ماذا يعني سياسياً على أرض الواقع؟؟
إنهم يقولون إن تحقيق هذه الوحدة بين الفلسطينيين تعني توافق التنظيمات الفلسطينية على برنامج سياسي واحد برعاية عربية ودولية.
وهذا معناه أن تقدم التنظيمات الفلسطينية الرافضة للتنازل تنازلا واضحا عن معظم الأراضي الفلسطينية المغتصبة للتنظيمات الفلسطينية التي قبلت بهذا التنازل، وتتساوى بذلك جميع التنظيمات في هذا التنازل.
وبمعنى آخر فمفهوم الوحدة الوطنية ما هو سوى الذريعة التي تبرر للتنظيمات الرافضة قبول التفريط بالثوابت والرضا باعتبار معظم الأرض الفلسطينية ملك لليهود.
هذا جانب أما الجانب الآخر من هذا المفهوم المضلل فيعني التخلي عن الإسلام كدستور للدولة الفلسطينية والقبول بالدستور العلماني من قبل التنظيمات الإسلامية، فعلى حماس مثلاََ أن تتخلى عن شعار ((الإسلام هو الحل)) تحت مبرر الوحدة الوطنية والخروج بموقف واحد.
هذا هو بالضبط ما يريده أعداء الأمة وبالتواطئ مع الأنظمة العربية العميلة تحقيقه من فكرة ((الوحدة الوطنية الفلسطينية))، فالتخلي عن نظام الحكم الإسلامي والتخلي عن معظم فلسطين هو هدف هذه الوحدة المضللة وبذلك يسقطون أكثر من ثابتين من ثوابت الأمة بتنازل واحد.


الخميس-12/6/2008م

الأربعاء، 11 يونيو 2008

أزمة الغلاء العالمية - الاسباب و الحلول -

أزمة الغلاء العالمية
–الأسباب والحلول-

إن ارتفاع أسعار المواد الغذائية والأساسية عالمياً قد أوجد أزمة غلاء حادة استشرت في معظم بقاع العالم، وأثرت على الطبقات الفقيرة والدنيا في سائر المجتمعات.
وهذه الأزمة ليست مجرد سحابة صيف عابرة بل إنها مرشحة للاستمرار والبقاء لسنوات طويلة أو ربما لعقود قادمة. وإطلاق وصف (تسونامي اقتصادي إنساني) عليها من قبل المفوض الأوروبي للتنمية لوي ميشيل، إطلاقه لهذا الوصف عليها فيه شيء من الحقيقة، فقد نجم عنها اضطرابات واحتجاجات عارمة شملت دولاً في القارات الخمس، ولذلك فإن هذه الأزمة بدأت تأخذ منحنىً تصاعدياً مضطرداً في مختلف دول العالم.
وليس من باب الصدفة أن يتحدث مدير إدارة خفض الفقر في البنك الدولي مارسيلو جيوجيل عن أن تضاعف أسعار المواد الغذائية في السنوات الثلاث الأخيرة قد يهوي بمائة مليون شخص في أنحاء العالم إلى أعماق الفقر وأن معدلات الفقر في العالم قد يزداد إلى ما بين الثلاث إلى خمس نقاط.
ووضع جيوجيل خمسة عوامل رأى أنها تساهم في ارتفاع أسعار الغذاء وهي:
1) إنتاج الوقود الحيوي.
2) ارتفاع تكاليف الوقود.
3) المناخ السيئ –أسوأ موجة جفاف- الذي أصاب أستراليا.
4) زيادة استهلاك الصين والهند من الحبوب واللحوم.
5) زيادة احتياطات الأموال المودعة في البنوك لمنع حدوث أزمة ائتمان اتجهت إلى التعاملات المالية
الآجلة المرتبطة بالأغذية –أي استخدمت في المضاربات-.
وعند التدقيق في هذه العوامل الخمسة نجد أن العوامل الأربعة الأولى منها غير صحيحة ولا تؤثر على ارتفاع الأسعار مطلقاً، فالأراضي الزراعية لو تم استغلال القليل منها في زراعة الحبوب ولو تم توزيعها بعدالة لكفت البشرية وزادت.
فليست المشكلة متعلقة بزيادة الإنتاج وإنما المشكلة متعلقة بسوء إدارة قطاع الزراعة واحتكار ذلك القطاع من قبل الشركات الرأسمالية الجشعة، وبسوء استخدام الأراضي الزراعية وبحرمان المزارعين من الأرباح، وبسوء بيع وتوزيع المحاصيل الزراعية، وبسياسات الاحتكار التي تمارسها الدول المنتجة.
فلو أُحسن استخدام القطاع الزراعي لما كان هناك أي تأثير لاستخدام الحبوب في الوقود الحيوي في ارتفاع الأسعار، وكذلك لما كان هناك أي تأثير في ارتفاع أسعار الوقود على أسعار الحبوب، ولو أحسن استخدام الأراضي لما كان هناك أي تأثير في حالة تعرض بعض المناطق الزراعية لجوائح أو لجفاف وكذلك لما نقص محصول الحبوب من جراء الزيادة في استهلاكه.
على أن تأثير هذه العوامل إن وجد فلا يعدو كونه ثانوياً، بينما التأثير الحقيقي لنقص الحبوب وارتفاع أسعاره يرجع إلى أسباب وعوامل أخرى.
أما العامل الخامس الذي ذكره جيوجيل وهو استخدام البنوك للاحتياطات المالية الخاصة بالحبوب في المضاربات فهذا بالفعل عامل حقيقي من عوامل ارتفاع أسعار الحبوب وبالتالي ارتفاع أسعار الغذاء وحدوث أزمة الغلاء، وقد قال الممثل الإقليمي لمنظمة الزراعة والأغذية التابعة للأمم المتحدة (الفاو) في أمريكا اللاتينية والكاريبي خوسيه جراتسيانو: "إن جوهر الأزمة هجوم هدفه المضاربة وسيستمر" وادعى بأن ذلك ليس "نظرية مؤامرة".
إن المضاربات لا شك بأنها عامل حقيقي في ارتفاع الأسعار وتفاقم أزمة الغلاء العالمية وقد اعترف جراتسيانو في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة البرازيلية بذلك فقال: "إن المستثمرين ضاربوا في السلع الأولية ومنها القمح والذرة والأرز لأن المخزونات في السنوات الأخيرة قد انخفضت بسبب تزايد الطلب في الأسواق الصاعدة ونقص المعروض".
فالمضاربون إذاً باتوا يتعاملون مع الحبوب والأغذية كما يتعاملون مع أية سلع أخرى يضاربون عليها من قبيل النفط أو الذهب أو الماس أو غيرها من السلع المختلفة لأغراض الكسب السريع.
والذي جعل الحبوب عرضة للمضاربة هو رفع الدول الكبرى والمؤسسات العالمية الحماية عنها وإدماجها في سعر السوق واعتبارها كأية سلعة أخرى تخضع للعرض والطلب. وقد لمح جراتسيانو إلى هذا الاستنتاج بقوله: "إن غياب الثقة بالدولار الأمريكي جعل صناديق الاستثمار تبحث عن عوائد أعلى في السلع الأولية أولاً ثم في المعادن ثم في الأغذية".
ومن الأسباب الأخرى للمضاربة على الحبوب والمواد الغذائية تخفيض أمريكا لسعر صرف الدولار وهو الأمر الذي شجع المستثمرين على المضاربة في المواد الغذائية وهذا بدوره أدّى إلى رفع أسعارها.
إن الدول الصناعية الكبرى لا سيما الأوروبية منها تدرك منذ زمن بأن استمرار سير العالم في سياسات العولمة التي تشجعها أمريكا بكل إمكانياتها وثقلها وتخفيضات أسعار صرف الدولار المتتابعة ستؤدي بالضرورة إلى رفع أسعار السلع الغذائية الضرورية.
وقد صرَّح مسؤولون كبار يعملون في المؤسسات المالية الدولية وفي الدول الكبرى بذلك مراراً وتكراراً، فدعا رئيس البنك الدولي روبرت زوليك إلى تشكيل ما اسماه عقد غذائي جديد على المستوى العالمي لمواجهة ارتفاع أسعار المحاصيل الزراعية وذلك استناداً إلى صحيفة لوموند الفرنسية. وحذَّر زوليك وفقاً لما نقلته عنه صحيفة نيويورك تايمز من أن هناك"ثلاثاً وثلاثين دولة تقف على حافة بركان اجتماعي بسبب ارتفاع أسعار الغذاء".
وأما رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون فقد قال في رسالة أبرقها إلى نظيره الياباني الذي تترأس بلاده مجموعة الدول الثمانية الصناعية الكبرى "إن ارتفاع أسعار المواد الغذائية يهدد بإلغاء التقدم الذي حققناه في السنوات الماضية في مجال التنمية"، وشبَّه براون "أزمة الأسعار المرتفعة للأغذية بأزمة الائتمان العالمية وكلتاهما تنذران بإعادة الجهود التي بذلت للقضاء على الفقر إلى الوراء".
وأما وزيرة الدولة الفرنسية لحقوق الإنسان داما ياد فقد دعت الدول المانحة "إلى الاستجابة لنداء برنامج الأغذية العالمي لتخصيص 500 مليون دولار لمكافحة النقص في الغذاء".
لقد كانت الرأسمالية العالمية بنموذجها الأخير (العولمة) هي السبب الرئيس في هذه الأزمة، وكانت محركاتها الرئيسة المتمثلة في منظمة التجارة العالمية وصندوق النقد والبنك الدوليين هي الأدوات التي استخدمت في التمهيد لاندلاع هذه الأزمة.
فاتفاقات التجارة الحرة التي فرضتها منظمة التجارة العالمية على البلدان الفقيرة (النامية)، وإملاءات صندوق النقد والبنك الدوليين وتدخلاتهما المتواصلة في سياسات تلك الدول المالية، قد تمخض عن تراكمها ارتفاع حاد في أسعار المواد الغذائية لا يتوقع له العودة إلى المستويات السابقة للأسعار.
لقد كان هذا الارتفاع الجنوني للأسعار في الواقع ثمرة طبيعية لسياسات العولمة الرأسمالية وآليات السوق والتجارة الحرة إضافة إلى الأسواق المالية الكبرى وما يجري فيها من مضاربات تناولت كل السلع والمنتجات بما فيها المواد الغذائية الأساسية.
هذه هي الأسباب الحقيقية لأزمة الغلاء العالمية، وأما ما يشيعونه عن استخدام الحبوب في إنتاج الوقود الحيوي واعتبار ذلك سبباً رئيساً في الأزمة فهو غير دقيق، وأما الجدال حول هذه المسألة بين الدول الكبرى فمرده ليس إلى غلاء الأسعار وإنما مرده إلى التنافس بين تلك الدول على التحكم في أسعار الحبوب حيث أن أمريكا تحاول مستعينة بالبرازيل -وهي من أكبر منتجي الحبوب- أن تفرض هيمنتها وتحكمها في أسعار الحبوب على الدول الكبرى كما فعلت في أسعار النفط، وتحاول الدول الأخرى منع أمريكا من التحكم بالحبوب إنتاجاً وتسويقاً وتسعيراً لئلا تضر بمصالحها ونفوذها لدى الدول الفقيرة التابعة لها والتي ستضطر إلى شراء الحبوب بأسعار عالية وهذا يوجد عدم استقرار فيها الأمر الذي يضر بمصالح هذه الدول الكبرى لا سيما فرنسا وبريطانيا.
وأما ما يقال عن أثر تغير المناخ وزيادة الرفاهية في الصين والهند في ظهور هذه الأزمة فهذه عوامل تضليلية يتم إيرادها ذراً للرماد في العيون ولا مكان لها في ارتفاع الأسعار.
هذا بالنسبة لأسباب أزمة الغلاء، أما بالنسبة للحلول المتعلقة بها فإن ما تقترحه الدول والمؤسسات الرأسمالية من حلول لهذه الأزمة لا يعدو كونه حلولاً ترقيعية تسكينية لا تعالج جذورها الحقيقية وإنما تعالج مظاهرها فقط معالجة سطحية، بينما تؤدي هذه الحلول في نهاية المطاف إلى تقوية تبعية الدول الفقيرة بعجلة الدول الكبرى من خلال استغلال الفاقة والفقر لدى شعوب الدول الفقيرة في فرض الاستعمار والوصاية عليها.
لذلك كانت اقتراحات تلك الدول والمؤسسات كالمعزوفة النشاز وهي تتلخص في تقديم المساعدات المالية أو البذار أو السماد أو بعض التقنيات الزراعية البسيطة أو بعض البرامج الخبيثة المرتبطة ارتباطاً عضوياً بالدول المانحة.
ومن هذا القبيل يأتي إعلان قمة الفاو التي انعقدت مؤخراً في روما في بيانها الختامي عن وعود بتقديم مساعدات بمقدار 6.5 مليار دولار لمعالجة الفقر، ومن الجدير بالذكر أن منظمة الفاو نفسها كانت قد وعدت في مؤتمرها الذي عقد في العام 2002م بتخفيض عدد الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية إلى النصف بحلول العام 2015م على أبعد تقدير، والنتيجة التي نراها اليوم تدل على عكس ما وعدت به الفاو تماماً.
إن مثل هذه الحلول التي جُرِّبت على البلدان الفقيرة في القرن الماضي لم تجلب للشعوب سوى المزيد من الشقاء والفقر والتبعية والتخلف وانتشار الأوبئة وتكريس الأُمية والجهل ونشر الحروب الأهلية وتدمير البنى التحتية لتلك البلدان تدميراً تاماً.
فنتائج هذه الحلول باتت معروفة سلفاً وهي تفاقم المشكلة ولا تعالجها، لذلك كان لزاماً على الشعوب الوعي عليها وإدراك مخاطرها ورفضها وعدم الانسياق إلى متاهاتها.
إن الحل الحقيقي الشافي لمثل هذه الأزمة لا يمكن أن يتحقق إلا بانعتاق الدول الفقيرة من تبعية الدول الكبرى انعتاقاً تاماً. وهذا الانعتاق يقتضي أن يكون بالدرجة الأولى فكرياً بمعنى أن ترفض الدول الفقيرة رفضاً كاملاً التعامل مع النظام الرأسمالي ومؤسساته، وأن تقوم بقطع علاقاتها كلياً مع المؤسسات المالية والربوية العالمية كصندوق النقد الدولي والبنك العالمي ومنظمة التجارة العالمية، وأن توقف جميع النشاطات الداخلية والخارجية لتعاملاتها في الأسواق المالية وأن تسحب فوراً جميع ودائعها المالية –إن استطاعت- من البنوك الأجنبية، وأن تضع أحكام النظام الاقتصادي الإسلامي موضع التطبيق وفي مقدمة هذه الأحكام تحويل النفط إلى ملكية عامة وتمكين المزارعين من عمارة الأراضي وإحيائها وتحجيرها وإحاطتها، وأن ترعى الدولة بنفسها مباشرة ثورة زراعية توجد اكتفاءً ذاتياً في البلد الذي يريد الانعتاق، وأن تثبت الدولة عملتها بربطها بالغطاء المعدني الذهبي والفضي.
بمثل هذه الإجراءات وهذه الحلول الاقتصادية الإسلامية فقط تستطيع الدول الخروج من هذه الأزمة العالمية والتي لا يمكن أن تنجح من ناحية عملية إلا إذا واكبتها إجراءات وحلول سياسية جنباً إلى جنب، ومن هذه الحلول مواجهة النفوذ الغربي السياسي وبالذات الأمريكي وإخراجه من هذه البلدان وملاحقته في عقر داره والتضييق عليه ومن ثم القضاء عليه قضاءً مبرماً.
إن هذه الحلول الشافية (اقتصادياً وسياسياً) تقتضي إيجاد قيادة سياسية مبدئية توجه دفة دولة إسلامية حقيقية تقوم بتحويل الدول الهشة القائمة في العالم اليوم بالضم والتوحيد إلى دولة الإسلام الكبرى التي تقود البشرية قيادة عدل ورحمة وتقطع دابر الدول الرأسمالية الاستعمارية التي زرعت الفساد في الأرض لمدة زمنية طويلة وقد حان أوان رحيلها.

الأحد، 8 يونيو 2008

اخبار 8/6/2008

نشرة أخبار 8/6/2008
العناوين

1- غزل دبلوماسي أوروبي تجاه سوريا.
2- موجة الغلاء العالمية تجتاح تونس والمغرب وتكشف عورات الأنظمة الحاكمة في البلدين.
3- الحكومة السنغالية تعرض وساطتها بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

الأنباء بالتفصيل

1- استشعرت أوروبا مدى ضعف حلفائها في لبنان، وأدركت مدى تعاظم النفوذ السوري والإيراني فيه والذي تمثل برضوخ قوى 14 آذار لتقاسم السلطة مع المعارضة بعد انحياز الجيش وميله لها.
فقد أعاد مؤتمر الدوحة الأمور إلى نصابها في لبنان وأبرز قوة الدور السوري فيه، وهو ما دفع بالأوروبيين إلى إعادة النظر في علاقاتهم بالنظام السوري، فأصبح الأوروبيون يتوددون لسوريا ويحاولون استرضاء حكامها من أجل دعم نفوذهم في لبنان والحفاظ عليه من التآكل، فقام الرئيس الفرنسي ساركوزي بزيارة إلى لبنان أطلق أثناءها عدة تصريحات تصالحية مع قوى المعارضة اللبنانية المدعومة من سوريا.
ورتَّبت الخارجية الفرنسية زيارة لمبعوثين فرنسيين إلى دمشق لبحث العلاقات السورية الفرنسية وتحسينها وإظهار حسن نوايا فرنسا تجاه النظام السوري وإشراك سوريا في مؤتمر القمة المتوسطية الذي سينعقد بين دول أوروبا الجنوبية والدول العربية الواقعة على البحر المتوسط بقيادة فرنسية.
ويحاول الرئيس ساركوزي تنقية علاقات بلاده بسوريا والاجتماع بالرئيس بشار الأسد على هامش المؤتمر في محاولة فرنسية جادة لتخفيف العداء السوري للوجود الفرنسي في لبنان.
وأما بريطانيا فأوفدت الأسبوع الماضي وكيل خارجيتها بيتر ريكينز إلى دمشق والذي أجرى مباحثات مع نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد وبحثا سبل تقوية العلاقات بين البلدين والتي شملت النواحي الاقتصادية والتجارية والسياسية.
ان هذا الغزل الدبلوماسي الأوروبي تجاه سوريا إنما يُعبِّر عن مدى حاجة أوروبا إلى سوريا للإبقاء على نفوذها في لبنان خاصة وأن الأوروبيين فشلوا في الأعوام السابقة بإسقاط النظام السوري وأصبحوا يخشون على انكماش نفوذهم في لبنان.

2- وقعت اشتباكات عنيفة في مدينة الرديف التونسية القريبة من قفصة جنوب العاصمة التونسية، واندلعت هذه الاشتباكات بين قوات القمع التونسية والمتظاهرين التونسيين المحتجين على غلاء المعيشة وارتفاع معدلات البطالة، وفشل مشاريع التنمية التي تتبجح الحكومة التونسية دائماً بالحديث عنها.
وقتل أحد المتظاهرين برصاص الشرطة وجرح عشرات الأشخاص وانتشرت الاحتجاجات والتظاهرات إلى مدن ومناطق تونسية أخرى، وتحاول أجهزة الأمن التونسية في هذه الأثناء تطويقها من خلال القمع الشديد وفرض منع التجول على السكان.
ومن ناحية أخرى اندلعت اشتباكات أخرى في المغرب حيث قام محتجون مغاربة باحتلال ميناء الرباط والاعتصام في مواقع إستراتيجية من العاصمة مطالبين بإيجاد أعمال ووظائف للخريجين وللعاطلين عن العمل.
لقد تحولت المظاهرات في المغرب إلى نمط حياتي يومي يُعبر من خلاله المواطنين عن مدى الإحباط واليأس من الحكومة التي عجزت تماماً عن معالجة مشاكل الفقر والبطالة المستشرية في أوساط غالبية السكان المغاربة .

3 - بعد عجز الوسطاء الأقوياء وضعف القوى الإقليمية في إحداث أي تقدم في ما يُسمى بعملية السلام بين الكيان اليهودي والسلطة الفلسطينية الخانعة لإرادة اليهود، تقدمت الدولة السنغالية للتوسط بينهما وأعلن المتحدث باسم الرئيس السنغالي عبد الله واد يوم الجمعة الماضي عن بدء وساطة سنغالية بين الإسرائيليين والفلسطينيين تسبقها مرحلة مصالحة فلسطينية فلسطينية بين حركتي فتح وحماس.
وأضاف الناطق السنغالي أن المحادثات سوف تتم على سبع مراحل، وادعى بأن جميع الأطراف أعربت عن استعدادها للتفاهم على الحد الأدنى.
إن مثل هذه الوساطات الهزيلة لدولة هامشية كالسنغال تأتي في الوقت الضائع الذي يقرر فيه الكبار عدم السير في أية مفاوضات جادة لانشغالهم بقضايا أهم، حيث يعتبرون هذه الوساطات مجرد الهيات لملأ الفراغ الناشئ عن غياب دور الكبار ولو جزئياً. وفائدة هذه الوساطة بالنسبة لليهود والأمريكان والغربيين عموماً تكمن في إثبات أن دول المسلمين كالسنغال هي دولاً محايدة في الصراع اليهودي الإسلامي، وكأنها ليست بلداناً إسلامية وذلك من أجل جعل فكرة الحياد رأياً عاماً بين المسلمين عموماً.
أما قبول السلطة الفلسطينية العميلة لمثل هذه الوساطات فيعني قبولها بقطع آخر حبال التواصل بين المسلمين في فلسطين والمسلمين في سائر البلدان الأخرى وذلك لتكريس جعل قضية فلسطين قضية أهلها فقط وليست قضية العالم الإسلامي وبالتالي تكريس هيمنة دولة اليهود والأمريكان على أخطر قضايا الأمة.

الجمعة، 6 يونيو 2008

تعليق سياسي /على دول المسلمين أن تتعلم دروساً في السياسة الخارجية من ميانمار

التعليق السياسي


على دول المسلمين أن تتعلم دروساً في السياسة الخارجية من ميانمار

أعلن حكام ميانمار (بورما) رفضهم القاطع لدخول السفن الحربية الأمريكية والفرنسية والبريطانية إلى مرافئ البلاد للمشاركة في أعمال الإغاثة وتقديم المساعدات المختلفة إلى المتضررين بسبب إعصار نرجس المدمر الذي ضرب البلاد الشهر الماضي.
وبالرغم من أن دولة ميانمار هي في أمس الحاجة إلى تلك المساعدات إلا أنها لم تسمح مطلقاً بدخول تلك السفن إلى موانئها بالرغم من تعرضها لضغوط دولية شديدة ومتواصلة.
وقد أدانت أمريكا وفرنسا رفض حكومة ميانمار استقبال أي مساعدات من سفنهم العسكرية التي كانت تقف قبالة السواحل البورمية، وادعتا بأن تلك السفن كان باستطاعتها أن تساهم بشكل ضخم في تعزيز جهود الإغاثة لأن على متنها كميات كبيرة من المساعدات.
وكان إعصار نرجس الذي ضرب ميانمار قبل شهر قد خلَّف ورائه ما يقارب المائة ألف قتيل وعشرات الآلاف من المفقودين وما يزيد عن المليون إنسان من المشردين.
لقد أصر حكام ميانمار على رفض المساعدات الأمريكية والفرنسية مع حاجتهم الماسة إليها لكونها مساعدات استعمارية تأخذ الجانب الإنساني. فحكام بورما يدركون أن دخول السفن الحربية للدول الاستعمارية الكبرى إلى الموانئ البورمية يعني تجسسها على المواقع والمرافق العسكرية والإستراتيجية للدولة وفي ذلك انتهاك صارخ لسيادة دولتهم ومس واضح بكبرياء مجتمعهم وهيبته.
ومن أجل منع هذا الانتهاك وذلك المس آثرت الحكومة في ميانمار أن تتحمل الأضرار البشرية والمادية البليغة الناجمة عن الإعصار على أن تقبل إغراءات الإغاثة المشروطة والمشبوهة.
إن هذا الموقف المبدئي للحكومة البورمية لقَّن أمريكا درساً قاسياً في معاني السياسة الخارجية، ووجَّه لطمة قاسية لسفنها التي كانت تختال في مشيتها قبالة السواحل البورمية ظانةً أن الحكومة في ميانمار سترحب بها فإذا بتلك السفن تنتظر في الخارج طويلاً ثم تضطر بعد طول انتظارها العودة إلى أدراجها دون تحقيق أي من أهدافها.
لقد سبق أن استغلت البحرية الأمريكية حاجة أندونيسيا الماسة إلى مساعداتها بعد إعصار تسونامي فاتخذت من بعض السواحل الإستراتيجية لأندونيسيا موطئ قدم ثابت لها، حيث أقامت فيها القواعد العسكرية البحرية الثابتة تحت ذريعة تقديم المساعدات.
كان الأولى ببلدان المسلمين أن تقوم بمثل ما قامت به ميانمار فتضع حداً للسفن الأمريكية التي تجوب المياه العربية والإسلامية بلا حسيب ولا رقيب، فتحرمها من التجول والتطواف فيها كما حُرمت من المياه البورمية.
إنه لحري بحكام المسلمين –لو كانوا يملكون ذرة من سيادة- أن يتعلموا من حكام ميانمار دروساً في السياسة الخارجية ليحفظوا لبلدانهم بقية من كرامة أو هيبة أو عزة.
بقلم: أبو حمزة الخطواني / (الخميس 5/6/2008م)

أخبار 1/6/2008

أخبار 1/6/2008


العناوين
1- أمريكا تملي على رجالاتها في العراق بنود اتفاقية وصاية دائمية.
2- فشل برنامج التعليم الأمريكي العلماني في باكستان.
3- سلطة محمود عباس في رام الله تطالب بإدخال قوات أمريكية إلى الأراضي الفلسطينية.
4- ارتفاع معدلات الانتحار في صفوف الجنود الأمريكيين نتيجة لحروب أمريكا الفاشلة في العراق وأفغانستان.
الأنباء بالتفصيل

1- كُشف النقاب عن بعض البنود التي أملتها أمريكا على حكومة المالكي الدمية في العراق والتي من المفترض أن يتم الانتهاء من صياغتها في نهاية تموز (يوليو) القادم.
وتُعتبر هذه الاتفاقية التي يجري إعدادها تتويجاً لجهود مكثفة بذلها الساسة الأمريكان والمرتزقة العراقيون في الحكومة العراقية العميلة والتي شرعوا في إخراجها إلى حيز الوجود مع إعلان المبادئ الذي وقَّعه الرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من العام السابق 2007م.
وتتضمن تلك الاتفاقية مجموعة من الامتيازات الأمريكية في العراق تحول الدولة العراقية بموجبها إلى محمية أمريكية لا تملك سيادة ولا إرادة في جميع المجالات الحيوية.
ففي المجال الأمني والعسكري تسمح الاتفاقية لأمريكا ببناء عشرات القواعد العسكرية الثابتة، وتطلق للجيش الأمريكي حرية الحركة في العراق كما يفعل الآن تماماً.
ووفقاً لصحيفة الغارديان البريطانية فإن هذه الاتفاقية "تكفل للقوات الأمريكية شن عمليات عسكرية داخل العراق وتسمح للجيش الأمريكي بتوقيف أشخاص لضرورات أمنية".
وهذا يعني أن يد أمريكا ستطال كل شيء في العراق مما يعني أن الاتفاقية ما هي إلا صياغة قانونية جديدة لشرعنة الاحتلال ومنحه صفة قانونية دولية.
وفي المجال الاقتصادي فإن الاتفاقية تتيح للشركات الأمريكية الاستمرار في التصرف بالنفط العراقي ونهبه لمدة خمسين سنة قادمة دون أي تدخل من العراقيين.
وبشكل عام فإن الاتفاقية ترفع يد الأمم المتحدة عن العراق الذي يخضع من ناحية دولية لأحكام البند السابق من ميثاقها وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي الذي يحمل الرقم (661) الصادر في العام 1990م والذي فُرضت بموجبه الوصاية الدولية على العراق.
إن هذه الاتفاقية –إن تم تمريرها لا سمح الله- فإنها تنقل الوصاية القانونية على العراق من الأمم المتحدة إلى الولايات المتحدة، وهي بذلك تُعتبر بمثابة انتداب أمريكي طويل الأمد للعراق يمكن الأمريكيين من بسط سيطرتهم التامة على العراق وجواره، ويُيسر لهم شفط النفط العراقي حتى آخر قطرة منه.
وبدلاً من الرفض القاطع للائتلاف الحاكم في العراق لهذه الاتفاقية المهينة نرى أقطاب هذا الائتلاف المتآمر يتحفظون على بعض بنود الاتفاق فقط.
فهؤلاء يعلمون أن بقاءهم في السلطة يعود الفضل فيه للوجود الأمريكي، فإذا خرج الأمريكان من العراق فإن الشعب العراقي سيكنسهم في سويعات قليلة، لذلك نجدهم يتواطئون مع الأمريكان لتمرير الاتفاقية مع قيامهم بمسرحية تسجيل تحفظاتهم على بعض بنودها أمام وسائل الإعلام فقط.
لكن مجاهدي العراق وشرفاءه لن يسمحوا للعملاء الموجودين في سدة الحكم بتمكين أمريكا من تمرير هذه الاتفاقية الاستعمارية وسيقطعون دابر الوجود الأمريكي في العراق من جذوره فلا يبقى فيه أمريكي واحد كما لن يبقى فيه أي عراقي جاء على ظهر دبابة أمريكية.

2- بعد أكثر من خمس سنوات على تعاون نظام برويز مشرف التابع لأمريكا مع ما يُسمى بـِ(برنامج التعليم الأمريكي لمواجهة التطرف)، لم يثمر هذا التعاون عن تحقيق أية نتيجة تذكر في الباكستان. فقد صُمم هذا البرنامج الأمريكي الثقافي الاستعماري في الأصل لتحويل ثمانية آلاف مدرسة دينية من أصل عشرين ألف مدرسة في الباكستان إلى مدارس علمانية نموذجية معادية للإسلام في المرحلة الأولى على أن يُستكمل البرنامج في المرحلة الثانية ليشمل تحويل بقية المدارس.
لكن النتيجة كانت فشل ذريع لهذا البرنامج الذي رُصدت له مئات الملايين من الدولارات، حيث لم يتمكن من تطبيق مشروعه (النموذجي) إلا على أربع مدارس فقط من أصل عشرين ألف مدرسة.
وحتى هذه المدارس الأربع لم ينجح فيها البرنامج مطلقاً وها هي الحكومة الباكستانية تريد إعادتها إلى المؤسسة الدينية المسؤولة عن التعليم الديني في المدارس الباكستانية.
وعلق قاري حنيف جالندهاري المسؤول بالمؤسسة الباكستانية على البرنامج بالقول: "لا يستطيعون أن يديروا أربع مدارس فكيف يريدون السيطرة على عشرين ألف مدرسة؟؟!!"، وأضاف: "إن أمريكا تحاول إبعاد المدارس الدينية عن هدفها الأساسي بتحويلها إلى مؤسسات تعليمية علمانية، وهذا الأمر لن يكون مقبولاً لنا بتاتاً".
وأوضح جالندهاري بأن: "المدارس الدينية الباكستانية هي أكبر مؤسسات غير حكومية في العالم توفر التعليم الذي لا يكلف التلاميذ أي مصروفات، ونحن لا يمكننا التخلي عن هذه المدارس ببساطة لمجرد أن أمريكا لا تريد وجودها".
إن أمريكا وهي تستمر في حربها على الإسلام تحت شعار ((محاربة الإرهاب)) تعتبر أن المدارس الدينية تُفرخ الإرهاب وتُخرج الإرهابيين لذلك نجدها تُغدق على الحكومات العميلة كحكومة مشرف الأموال الطائلة لكي تتمكن من إغلاق تلك المدارس وتحويلها إلى مدارس علمانية، لكن الفشل الذريع الذي أصاب مشروعها الاستعماري هذا جعلها تيأس من الاستمرار في برنامجها وجعلها تُسلم ببقاء المدارس الدينية في الباكستان كأمر واقع رغماً عن أنفها.


3- يتهافت زعماء السلطة الفلسطينية الذليلة -ومنذ فترة بعيدة- على أعتاب الإدارة الأمريكية يناشدونها ويستجدونها أن تُدخل لهم قوات أمريكية إلى المناطق الفلسطينية لضمان الاتفاقيات التي قد يبرموها مع دولة يهود.
فقد ذكرت ذلك صحيفة (هآرتس) العبرية نهاية الأسبوع الماضي وقالت: "بأن السلطة الفلسطينية طالبت بإدخال قوات دولية بقيادة أمريكية إلى منطقة نفوذها من أجل ضمان تنفيذ الاتفاقات في حال التوصل إليها".
كما نقلت الصحيفة عن مفاوض السلطة الفلسطينية الرئيسي صائب عريقات قوله: "إننا لسنا بحاجة إلى دبابات ولا إلى مقاتلات حربية، وإنه بات جلياً وواضحاً للغاية للجميع أنه لا يمكن تطبيق الاتفاقات مع الإسرائيليين في المجال الأمني بدون تدخل طرف ثالث، وإن الطرف الثالث بطبيعة الحال هو الولايات المتحدة الأمريكية".
إن عريقات الذي يُعبِّر عن قادة السلطة الفلسطينية بأنهم يريدون دولة منزوعة السلاح لا تقدر على الحرب، ومهمتها فقط تكمن في قمع مواطنيها بالأسلحة الخفيفة، أما الأسلحة الثقيلة فلا حاجة لها بها!!.
إن هؤلاء الذين يستميتون على المناصب الخاوية من أي معنى للسيادة ولا يريدون سوى تأمين الأمن للدولة اليهودية وتحقيق المنافع الشخصية لهم لا يتورعون من الاستنجاد بألد أعداء الأمة، فهم لا يجدون أفضل من القوات الأمريكية لتوفر لهم ذلك، إنهم يتخذون من زمرة المالكي والجعفري وعلاوي والشلبي والحكيم مثالاً لهم، وحالهم كحال من يستجير بالرمضاء من النار، إنهم لا يتعظون من الأحداث ولا يرعوون، وها هم من الآن يصطلون ويكتوون بجمرات نيران أسيادهم ويوم القيامة يُردون إلى أشد العذاب.

4- سجَّل العام 2007م أعلى معدلات الانتحار في صفوف الجنود الأمريكيين، فقد أعلن الجيش الأمريكي بشكل رسمي نهاية الأسبوع الماضي أن (115) جندياً في الخدمة قد انتحروا في العام السابق 2007م وهو أعلى رقم من المنتحرين العسكريين الأمريكيين يُسجل منذ العام 1980م.
إن المراقب لارتفاع نسبة الانتحار في صفوف الجنود الأمريكيين يجدها في تصاعد مضطرد سنوياً منذ بدء الغزو الأمريكي لأفغانستان ثم في العراق.
فعلى سبيل المثال كانت نسبة المنتحرين في العام 2001م تعادل 9.8% لكل 1000 جندي وارتفعت النسبة في العام 2004م إلى 10.8% ثم ارتفعت في العام 2005م إلى 12.8% وتابعت ارتفاعها في العام 2006م ووصلت إلى 17.3% وها هي قد بلغت 18.8% في العام السابق 2008م، وتُشير الأرقام في هذا العام الجاري 2008م إلى تصاعد عدد المنتحرين بحيث انتحر فيه 50 جندياً أمريكياً في الخمسة شهور الأولى مما يؤشر على صحة الاستدلال بوجود ارتفاع مضطرد لمعدلات الانتحار في كل عام عن العام الذي سبقه.
وفي نفس تقرير الجيش الأمريكي الذي يورد هذه الأرقام يورد أيضاً أرقاماً أُخرى عن وجود حوالي 1000 جندي آخرين حاولوا الانتحار ولكنهم لم يفلحوا فيه وكُتبت لهم الحياة.
ويُضيف التقرير بأن هناك ما يقارب ألـ 14000 جندي أمريكي مصاب بحالات من الاكتئاب والصدمات النفسية.
إن هذه الأرقام المهولة عن تضاعف معدلات الانتحار والتي تتضاعف طردياً مع قدوم كل عام تؤشر بالضرورة على عمق الصعوبات التي يواجهها الجيش الأمريكي في العراق وأفغانستان، وتوحي بأنها تُنذر بهزيمة ماحقة تنتظر الجيش الأمريكي الذي سوف لن يجد له من سبيل سوى الهروب من العراق وأفغانستان فنهاية المطاف جاراً خلفه أذيال الخيبة.

تخفيض سعر الدولار مؤامرة أمريكية

تخفيض سعر الدولار مؤامرة أمريكية

بالرغم من اهتزاز مكانة الدولار إلا أنه يبقى العملة الأولى في العالم كونه مدعوم باقتصاد دولة عملاقة ذات إنتاجية هائلة ولها سطوة على التجارة العالمية، وتشارك في تكتلات اقتصادية كبيرة، وبالتالي فمهما أصيب الاقتصاد الأمريكي من نكسات فيبقى الدولار عملة هذا الاقتصاد يشكل ثلثي احتياطات النقد الأجنبي في العالم، وتبقى 80% من مبادلات صرف العملات الأجنبية مقومة بالدولار(الجزيرة –المعرفة- 28/10/2007).
وبناء عليه فإن أي تذبذب في سعر الدولار ينعكس أوتوماتيكياً على أسعار السلع والخدمات، ويؤثر تلقائياً على قيم العملات في معظم أنحاء العالم.
إن ما جرى للاقتصاد الأمريكي في الآونة الأخيرة يؤكد على أنه دخل مرحلة الترهل، وأصبح يعاني من ضعف حقيقي ولم يستطع اللحاق باقتصاديات الدول النشطة، واعتمد بشكل كبير على الهيمنة السياسية والتسلط العسكري ليستمر في صدارة اقتصاديات العالم.
وقد اعترف رئيس مجلس الاحتياط الفدرالي (البنك المركزي الأمريكي) بن برنانكي الأربعاء 2/4/2008م بأن "الركود في أمريكا وارد وتقديراتنا حالياً تشير إلى أن هناك تحسن طفيف لكن بشكل عام ربما يحصل تقلص مع نهاية النصف الأول من العام الجاري"(CNN في 4/4/2008م).

وتتمثل أبرز علامات الضعف في أداء الاقتصاد الأمريكي في النقاط التالية:-

1- إنخفاض معدلات النمو والتي قاربت في الأعوام الأخيرة درجة الصفر، بينما ترتفع تلك المعدلات في دول مثل الصين والهند إلى حدود التسعة بالمائة.
2- وجود عجز مزمن في الميزان التجاري والذي يقدر بنسبة 5% من الناتج الإجمالي للولايات المتحدة، وقد بلغ فائض الصين التجاري مع أمريكا نهاية العام 2006م (232.5 مليار) دولار، وفائض اليابان مع أمريكا بلغ في نفس العام (76.8 مليار) دولار. والمحصلة فإن عجز الميزان التجاري الأمريكي وصل إلى (832 مليار) دولار(CNN في 4/4/2008م). وقد بلغ العجز في شهر آذار -وحده- من عام 2007م على سبيل المثال إلى حوالي (64 مليار) دولار(CNN في 4/4/2008م).
3- الإنفاق الهائل علي حربي العراق وأفغانستان والتي تبلغ في العام الواحد قرابة ألـ(600 مليار) دولار وهذا ما جعل العجز في الموازنة الحكومية السنوية يصل إلى حدود ألـ(210 مليار) دولار(CNN في 4/4/2008م).
4- ارتفاع نسب البطالة في أمريكا بشكل غير مسبوق، فآخر الأرقام تقول إن أكثر من (232 ألفاً) قد دخلوا سوق البطالة في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري 2008م. (CNN في 4/4/2008م).
5- ضعف الإنتاج خاصة في الحقل الصناعي والذي تناقصت نسب العمالة فيه إلى حدود 8% في العام 2006م، بينما كانت النسبة في العام 1996م تصل إلى حدود 11%(CNN في 4/4/2008م)، وقد شهد هذا العام فقدان (51 ألف) وظيفة في قطاع الإنشاءات وَ(48 ألف) وظيفة في قطاع التصنيع(CNN في 4/4/2008م).
6- التركيز على اقتصاد البورصات، والربويات، وعدم الاهتمام بالاقتصاد الحقيقي، مما جعل المضاربين والمرابين يجمعون معظم الثروة بأيديهم، بينما لا تحظى المشاريع الحيوية بتمويل كاف.
7- بروز أزمة الرهن العقاري وكساد بيع الشقق في الولايات المتحدة ما أدَّى إلى موجة قوية من الانكماش التي اجتاحت البنوك وصناديق الإقراض، ليس في أمريكا نفسها وإنما تعداها إلى أوروبا وآسيا.
قال بن برنانكي عن هذه الأزمة: "إن أزمة الديون العقارية الأمريكية جاءت أكبر بكثير مما كان متوقعاً لها ولا سيما بعدما فقد الكثير من أصحاب الشقق السكنية في الولايات المتحدة قيمتها هذه السنة بسبب أزمة التسليفات العقارية"، وأوضح بأنه: "قد تم اللجوء إلى خفض أسعار الفائدة لإعادة إنعاش الاقتصاد لكن مثل هذه الخطوة عادة ما تضعف قيمة العملة بسبب انخفاض العوائد على الاستثمارات المقومة بها"، وأضاف: "إن التضخم الذي زادت أرقامه عن التوقعات أدَّى إلى تراجع الوظائف بنحو 4000 وظيفة خلال شهر آب 2007م الماضي"(الجزيرة –المعرفة- 28/10/2007).
إن عجز المقترضين عن سداد قيمة قروض الرهن العقاري بسبب رفع سعر الفائدة أدَّى إلى حدوث اضطرابات بالأسواق المالية الأمريكية، انتقل عدواها إلى الأسواق المالية الأوروبية والآسيوية. ويبدو أن أمريكا قد جرت المستثمرين الأجانب إلى قطاع العقارات في العام 2002م بنسب فائدة قليلة مما جعل هذا القطاع يزدهر، ثم بعد ذلك رفعت نسب الفائدة في الأعوام 2004م وما بعدها في هذا القطاع مما تسبب في انهيار أسعار الشقق وعجز المالكين عن الدفع وإفلاس بعض البنوك المقرضة للأموال وهذا تسبب في خسارة الأوروبيين والآسيويين الذين استثمروا أموالهم في هذا القطاع أكثر من خسارة الأمريكيين أنفسهم.
إزاء هذه المشاكل الحقيقية في الاقتصاد الأمريكي وجدت الإدارة الأمريكية نفسها مضطرة لمعالجة هذه المشاكل بالصدمة ليكون العلاج جذرياً فاستخدمت ورقة الدولار –سلاحها المفضل في الأزمات- وقامت بتخفيضه بشكل حاد وبتتابع، وعمدت إلى أسلوب تخفيض الفائدة بطريقة منهجية ثابتة.
إن التلاعب في نسب الفائدة الأمريكية أربك الأسواق المالية، فبعد أن تبنت أمريكا رفع الفائدة 17 مرة في ولاية بوش الأولى بمعدل 1/4 نقطة في كل مرة ليصل المعدل الإجمالي لنسبة الفائدة إلى 5.25% بدأت الإدارة الأمريكية في ولاية بوش الثانية بتخفيض النسبة بنصف نقطة لتعود إلى حدود 4.75% في العام 2007م(منتديات أخبار مكتوب10/1/2007).
ثم فاجأت الإدارة الأمريكية العالم بتخفيضات جديدة وحادة لنسبة الفائدة وفي فترة زمنية قصيرة، حيث قامت الإدارة الأمريكية بتخفيض نسبة الفائدة ست مرات كان آخرها في شهر آذار الماضي بـِ 3/4 نقطة لتصل النسبة حالياً إلى 2.25% فقط.
إن هذه المنهجية المتناقضة في التعامل مع نسبة الفائدة قد أدَّت إلى فقدان الثقة في سعر صرف الدولار، وهذا ما أدّى إلى انهياره وفقدان أكثر من 30% من قيمته مقابل العملات الصعبة.
فقد تراجع سعر صرف الدولار تجاه اليورو منذ صدور اليورو عام 99 وحتى نهاية 2006م بنسبة 31.1%، وتراجع سعر صرفه إزاء الجنيه الإسترليني حتى أيلول عام 2007م بنسبة 35.5%، وتراجع أمام الين حتى عام 2007م 20%(الجزيرة –المعرفة- 28/10/2007). وهكذا أصبح الانخفاض في سعر صرف الدولار منهجاً ثابتاً تبنته الإدارة الأمريكية بوصفه الحل الأمثل والوحيد لمعالجة المشاكل الاقتصادية.
إن نتيجة هذه السياسة أدّت إلى تحسن ملموس في أداء الاقتصاد الأمريكي. وفي دراسة لشركة (KPMG) التي نشرتها ألـ CNN وصدرت في نهاية آذار الماضي جاء فيها:

* إن الولايات المتحدة تقدمت على فرنسا وبريطانيا في مجال التصدير.
* إن الولايات المتحدة تقدمت في قائمة الدول الأكثر ملائمة لتأسيس الأعمال.
* أصبحت الولايات المتحدة في المرتبة الأولى بين صانعي السيارات بعدما كانت في المرتبة السادسة قبل عامين.
وقال مارك ماكدونالد مدير الشركة: "إن أمريكا أصبحت أكثر منافسة لاجتذاب الأعمال من أي وقت مضى بسبب تراجع الدولار"، وأضاف: "إن ضعف الدولار يزيد من جاذبية أمريكا ويجعلها مكاناً أفضل للقيام بالأعمال"(CNN 6/4/2008).
إن سياسة تخفيض الدولار هذه قد ألحق خسائر بمعظم دول العالم فالأردن خسر 2 مليار دولار العامين السابقين بسبب ارتباط عملته بالدولار، ودول الخليج تخسر 20 مليار دولار سنوياً(وكالة الأخبار الإسلامية نبأ 6/12/2007)، والصين واليابان ودول جنوب شرق آسيا خسرت الكثير بسبب انخفاض الدولار بتآكل احتياطاتها الدولارية الضخمة.
إن هذه السياسة أدَّت أيضاً إلى ارتفاع الأسعار في معظم دول العالم بسبب انخفاض القوة الشرائية لتلك العملات المعتمدة على الدولار، وأدَّى انخفاض الدولار أيضاً إلى انخفاض نسبة النمو في معظم دول العالم. وعلى سبيل المثال فإن النمو في دول الاتحاد الأوروبي قد تراجع بمعدل 0.6 نقطة عندما أصبح اليورو يساوي 1.30 من الدولار(وكالة الأخبار الإسلامية نبأ 6/12/2007)، وهناك عامل آخر مهم في ارتفاع الأسعار في البلدان الفقيرة إلى جانب انخفاض الدولار وهو ارتفاع سعر القمح الذي من أسبابه:

1- انضمام دول ذات كثافة سكانية عالية كالصين والهند وباكستان وبنغلادش إلى الدول المشترية للقمح في الأسواق العالمية بعد أن كانت مكتفية ذاتياً في إنتاجه.
2- إشاعة فكرة أن استيراد القمح أرخص من زراعته، وأن شراءه يوفر كميات كبيرة من المياه العذبة وهذا ما حمل دولاً تابعة لأمريكا كمصر إلى أن تضائل المساحات المزروعة فيها بالقمح، حيث انخفضت في مصر المساحة من 3.1 مليون فدان عام 2006م إلى 2.2 مليون فدان عام 2007مhttp://www.kfrelshikh.com/main/main_page.asp?NewsID=3910.
3- إشاعة فكرة أن القمح إلى جانب الذرة وفول الصويا أصبح مكوناً رئيسياً من مكونات الوقود العضوي الذي يخلط مع البنزين لاستخدامه في الطاقة وهو ما أدّى إلى رفع سعره لعدم استخدامه في الغذاء فقط.
ولهذه الأسباب ارتفعت أسعار القمح في البورصات العالمية من 346 دولار للطن في أيلول من العام 2007م ليصل إلى 430 دولار للطن في نهاية نفس العام http://www.kfrelshikh.com/main/main_page.asp?NewsID=3910.
أما بالنسبة لأوروبا فإنها قد استفادت من انخفاض قيمة الدولار وانخفاض نسبة الفائدة الأمريكية في اجتذاب رؤوس الأموال من الدول الغنية والنفطية ومن الأثرياء في الدول الفقيرة كونها حافظت على سعر صرف ثابت لليورو وعلى نسبة فائدة عالية تشجع هؤلاء على إيداع أموالهم فيها.
يقول رئيس المفوضية الأوروبية رومانو برودي: "إن ارتفاع قيمة اليورو إلى المعدل الذي وصلت إليه في 26/6/2007م كان بسبب توقف تدفق الرساميل الأجنبية إلى الولايات المتحدة"، وأضاف: "إن الزيادة جاءت أسرع مما كان متوقعاً"(منتديات تداول-11/7/2002 تحت عنوان" إفلاس الشركات الكبرى يدمر فرص انتعاش الاقتصاد الاميركي ").
وهكذا يمكن القول إن تخفيض سعر الدولار بهذه الطريقة المنهجية الفجة هي مؤامرة أمريكية لمعالجة مشاكل الاقتصاد الأمريكي بصرف النظر عن إيذاء الآخرين والتسبب لهم بموجات من الغلاء الفاحش في أسعار السلع الضرورية وغير الضرورية ما جعل بعض الشعوب تعاني من الفقر المدقع وتشرف على حافة السقوط في المجاعات.
فالذي يهم أمريكا هو زيادة صادراتها من خلال الدولار الرخيص وتقليل مديونيتها ومعالجة العجز في ميزانها التجاري وفي موازنتها الحكومية ولو كان على حساب الآخرين.
فبدلاً أن يكون العلاج بزيادة الإنتاج وبذل الجهود الحقيقية في منافسة الدول المنتجة التي تبذل طاقات هائلة في طريق التقدم الصناعي وتحسين إنتاجها بعرق أبنائها والتفاني في تطوير اقتصادها، تلجأ أمريكا إلى التلاعب بأسعار صرف الدولار لتربك العالم بتحويل احتياطياته الدولارية إلى نصف قيمتها وتسرق مدخراتها بأسهل الطرق وأكثرها ابتزازاً ولصوصية.
إن أمريكا وجدت أنها لا يمكن أن تستمر في الحفاظ على اقتصاد قوي وعملة قوية في آنٍ واحد، لذلك كان لا بد لها من التخلي عن قوة أحدهما فاختارت -مجبرة- التخلي عن قوة عملتها للحفاظ على قوة اقتصادها، ولكنها اختارت ذلك من خلال التآمر على العالم واللعب بورقتها الرابحة وهو دولارها الذي غزت به سوق العملات العالمية.
ليس من المتوقع بعد هذه اللعبة الأمريكية القذرة أن يحافظ الدولار على مكانته السابقة، وفي المستقبل غير البعيد سوف يخلي الدولار مكانه لليورو، ولن يعود له ذلك البريق الذي استمر في الخمسين سنة الماضية.
ولكن مع ذلك سيبقى الاقتصاد الأمريكي هو الاقتصاد الديناميكي الأكثر فاعلية من أي اقتصاد عالمي آخر نظراً للهيمنة الأمريكية السياسية والعسكرية وسيبقى الدولار عملة مركزية لا غنى للعالم عنها.

الخميس، 5 يونيو 2008

عناوين وتصريحات

عناوين وتصريحات

حقيقة المجتمع الدولي
1- قال وزير خارجية فرنسا الاسبق هيوبير فيدرين والذي يعتبر من كبار الساسة والمفكرين الفرنسيين :" ان ما يسمى المجتمع الدولي هو في الواقع الدول الغربية واسرائيل". واضاف لصحيفة لوموند الفرنسية " علينا ان نسمي الاشياء باسمائها وان ندرك ان هناك خمسة مليارات شخص لا ينتمون لتلك الدول وهم يرفضون ان يظل الغرب يتحدث باسم العالم ".

جنبلاط يخشى من عودة سوربا الى لبنان

2- صرح وليد جنبلاط احد اقطاب الحكومة وقبل ان يجف المداد الذي وقعت فيه اتفاقية الدوحة "من المهم والاهم المشاركة العربية كي لا تحاول سوريا او بعض حلفائها الاستفراد بالحل الجديد ".

عناوين وتصريحات

رئيس النظام المصري حسني مبارك يهنئ مغتصبي الأرض المقدسة

رئيس النظام المصري حسني مبارك مهنئاً رئيس كيان يهود شمعون بيرس: "يشرفني أن أنقل لسيادتكم تهنئتي بمناسبة عيد الاستقلال، وأود أن أعبر عن أملي في دفع عملية السلام قدماً، وأن أعرب عن تطلعي لنجاح المفاوضات السياسية الجارية حالياً".


رئيس الديوان الملكي الهاشمي باسم عوض الله كالجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين

وصفت النائبة في البرلمان الأردني ناريمان الروسان رئيس الديوان الملكي الهاشمي باسم عوض الله بأنه "كالجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين الذي وصل إلى مراكز حساسة في سوريا قبل أن يكشف أمره ويعدم في ستينات القرن الماضي"، وقالت: "إن كل الصفقات التي تجري والتي جرى الحديث عنها من بيع لأرض ميناء العقبة وبيع مبان من المدينة الطبية هي صفقات مشبوهة وجميعها فيها شبهات فساد وهي تمثل رؤية باسم عوض الله"، وأضافت: "إن تاريخ باسم عوض الله معروف أين نشأ وأنه تربى مع الأمريكيين وهو ينفذ سياسة غير سليمة"، وأوضحت: "إن كل الدولة خصخصت، فأين أموال الخصخصة؟ نرى الأوضاع في تراجع دائم، وهناك مؤامرة على تراب هذا الوطن"، واتهمت عوض الله "بأنه من يضع الخطط وهذه رؤيته التي يتم تنفيذها، وأن هناك من يخرب في هذه البلد".


القذافي وخيبة أمله من عدم تقدم بلده

وعبَّر القذافي عن خيبة أمله من عدم تقدم ليبيا الغنية بالنفط فقال: "بلد صغير مثل ليبيا فيه مليون موظف وفي ذات الوقت نجد خمسة ملايين كلهم يأخذون بشكل أو بآخر رواتب من النفط وجاري التحايل للحصول على هذه الثروة بطرق شتى وممكن ثلاثة أرباعها غير شرعية".

التعليق السياسي/اهتراء "النظام العربي الرسمي"

التعليق السياسي



اهتراء "النظام العربي الرسمي"

إن ما يسمى بالنظام العربي الرسمي إنما أوجده الكافر المستعمر منذ الأساس ليحافظ به على نفوذه ووجوده.
ولما كان المستعمر إنما يريد تثبيت نفوذه في البلدان العربية، فقد قام بصياغة هذا النظام بطريقة يصعب معها وجود الانسجام بين تلك البلدان.
والذي زاد الطين بلة أن الدول المستعمرة استخدمت الأنظمة العربية الحاكمة في صراعها على المصالح مما انعكس أثر هذا الصراع على تلك الأنظمة فأدى ذلك إلى بروز ظاهرة المحاور والأحلاف والتكتلات، وصاحبها مظاهر التنافر والتخاصم والتعادي، وأصبحت سياسات تلك الأنظمة تسودها العبثية والصبيانية، ويغلب عليها الدسائس والمؤامرات، ويهيمن عليها حالات سوقية من التشاتم واللغط الكلامي والشخصانية.
لقد وصل هذا النظام العربي الرسمي إلى درجة غير مسبوقة من الاهتراء والتآكل والتشظي.
وعلى سبيل المثال فقد أصبح من الاستحالة بمكان أن يتصالح النظام السوري مع النظام السعودي بالرغم من التوافق الذي حصل بين النظامين في اتفاق الدوحة.
فقد شن الرئيس السوري بشار الأسد هجوماً كاسحاً على السعودية بعيد الانتهاء من ترتيبات المصالحة في لبنان حيث اتهم الأسد قيادات السعودية بالتآمر على نظام الحكم في سوريا والسعي لقلبه.
وقد استرسل الأسد لعمرو موسى شارحاً له تفاصيل المؤامرة السعودية التي اشترك فيها كل من الملك السعودي ووزير خارجيته ورئيس استخباراته ورئيس مجلس أمنه القومي وقال بأن هؤلاء يريدون جر (الأجنبي الغربي) إلى غزو سوريا وقلب النظام الحاكم فيها.
وفي مثل حالات كهذه من التآمر والتلاسن بين الحكام العرب العملاء والمتصارعين عادة ما تنتعش الوساطات والمصالحات.
واستطاعت قطر أن تتبوأ في هذه الأيام الدور الأبرز في لعب هذا الدور لدرجة أن الحكومة المصرية (مثلاً) تنتظر قيام مسؤول قطري لزيارتها في القريب العاجل لعله ينجح في حلحلة الأمور حكام مصر وحكام سوريا. بينما ترفض الحكومة السعودية رفضاً قاطعاً أية وساطة عربية مع النظام السوري.
إن هذه الأنظمة كالنظام السوري مثلاً الذي استطاع فتح خطوط من المفاوضات وكيان يهود ومع كل أعداء الأمة من أمريكان وإنجليز وفرنسيين وغيرهم نراه عاجزاً عن فتح مجرد حوار مع (أشقائه) السعوديين!!!.
فلقد استقبل بشار الأسد نهاية الشهر (أيار) وفداً برلمانياً بريطانياً مشكلاً من حزبي المحافظين والليبراليين، كما استقبل وفداً آخراً من الطلاب الأمريكيين المنتسبين لأهم جامعة أمريكية في صنع السياسيين وهي جامعة هارفارد. وتحدث مع كليهما عن ما أسماه بالخيار السوري الجديد الذي يدعو إلى التمسك (بالنهج الاستراتيجي للسلام).
لقد بذل العرب جهوداً هائلة (ضائعة) في محاولات رأب الصدع بين (الأشقاء) والتي لم تتوقف منذ إنشاء الجامعة العربية في أربعينيات القرن الماضي.
فلو بُذل أقل بكثير من تلك الجهود في توحيد البلدان العربية في دولة واحدة على أساس الإسلام لكان العرب اليوم في طليعة الشعوب المتقدمة في العالم ولكانوا مع إخوانهم من العجم يُشكلون أقوى دولة إسلامية على وجه المعمورة.
لكنهم إن تمسكوا بمثل هذا النظام المهترئ فسيستمرون في ذيل قائمة الدول المختلفة، وسيبقون في حالة من الغثائية السياسية يستحيل الخروج منها إلا إذا تخلصوا من هذا النظام العربي الصدئ.


(الخميس 29/5/2008م)

التعليق السياسي/بوش يقدم رزمة مكافآت وضمانات للإسرائيليين

التعليق السياسي

بوش يقدم رزمة مكافآت وضمانات للإسرائيليين
ويقدم رزمة وعود وأوهام للفلسطينيين
في جولته الأخيرة للشرق الأوسط يسعى الرئيس بوش إلى تحقيق فتحاً جديداً في حل المشكلة الفلسطينية، ويأمل في أن تتحقق رؤياه (الشيطانية) التي زعم أن الرب قد أوحى له بها، وأن السلام (المزعوم) في الأراضي المقدسة على وشك القدوم على أيدي الأمريكيين.
لكن الحقيقة التي لا يماري فيها عاقل تُشير إلى أن الانفجار قادم، وأن المنطقة هي أبعد ما تكون عن السلام والاستقرار. فبسبب انحياز أمريكا السافر لصالح دولة يهود وبالذات سياسات إدارة بوش الحالية لها، ازدادت الأمور السياسية والأمنية تعقيداً، وامتلأت الصدور بالغيظ والغضب، وطفحت القلوب بالميول الجارفة للانتقام.
لقد جاء بوش إلى المنطقة وبجعبته رزمة جديدة من المكافآت والضمانات للإسرائيليين، أما المكافآت فتشمل تقديم أكثر منظومات الأسلحة الأمريكية تطوراً، ومنها صواريخ كروز وطائرات حديثة لم تستخدم إلا في الجيش الأمريكي ورادارات متطورة.
وأما الضمانات المقدمة إسرائيل فهي بالإضافة إلى تأكيد يهودية الدولة ورفض حق عودة اللاجئين الفلسطينيين وضم المستوطنات الكبيرة في الضفة الغربية للكيان اليهودي واعتبار ضمان أمن هذا الكيان مصلحة أمريكية عليا، فبالإضافة إلى تأكيد هذه الضمانات فقد ضمنت الإدارة الأمريكية لإسرائيل عدم الضغط عليها في المفاوضات مع الفلسطينيين وترك التوصل إلى الحل يتقرر من خلال الطرفين المتفاوضين فقط وهما إسرائيل والفلسطينيين. وهذا معناه أن إسرائيل هي التي تقرر الحدود بين الدولتين، وهي التي تحدد المساحة التي تريد الانسحاب منها، وهي التي تبت في الأمور الجوهرية المتعلقة بالقضايا النهائية المتصلة بأي حل للقضية الفلسطينية.
وبعد هذه الرزمة الجديدة من المكافآت والضمانات للإسرائيليين لم يتبق للفلسطينيين سوى الوعود والأوهام والرؤى الخيالية والأحلام الوردية التي تدغدغ العواطف أو تخدرها.
لو كان الغرب بشقيه الأوروبي أو الأمريكي منصفاً مع الفلسطينيين والمسلمين بشكل عام لما دعم في الأساس قيام هذه الدولة اليهودية الدخيلة في قلب العالم الإسلامي ابتداء، ولو كان الغرب جاداً في حل تلك القضية لما مرَّ ستون عاماً على نشوء المشكلة الفلسطينية من دون حل.
لكن الحقيقة التي بات يتلمسها المواطن العادي من المسلمين يرى أن الغرب لا يريد حلاً لهذه المشكلة بتاتاً، إنه يريد فقط أن يرضخ المسلمون لإملاءاته ولدولة يهود التي زرعها في قلب العالم الإسلامي، وكل من يتصور من المسلمين أن الغرب يسعى لحل المشكلة الفلسطينية ولو كان حلاً غير عادل فهو واهم واهم. فالغرب إذاً يريد أن تستمر المؤامرة على المسلمين في فلسطين إلى ما لا نهاية ويستخدم في مؤامرته هذه الحكام العملاء.
وبناء عليه فمطلوب من العامة أن تدرك هذا جيداً، وأن تعمل على التصدي الجاد للغرب وعملائه في هذه القضية وفي كل القضايا الأخرى. (الأربعاء 15/5/2008م)

التعليق السياسي/بوش يقدم رزمة مكافآت وضمانات للإسرائيليين

التعليق السياسي

بوش يقدم رزمة مكافآت وضمانات للإسرائيليين
ويقدم رزمة وعود وأوهام للفلسطينيين
في جولته الأخيرة للشرق الأوسط يسعى الرئيس بوش إلى تحقيق فتحاً جديداً في حل المشكلة الفلسطينية، ويأمل في أن تتحقق رؤياه (الشيطانية) التي زعم أن الرب قد أوحى له بها، وأن السلام (المزعوم) في الأراضي المقدسة على وشك القدوم على أيدي الأمريكيين.
لكن الحقيقة التي لا يماري فيها عاقل تُشير إلى أن الانفجار قادم، وأن المنطقة هي أبعد ما تكون عن السلام والاستقرار. فبسبب انحياز أمريكا السافر لصالح دولة يهود وبالذات سياسات إدارة بوش الحالية لها، ازدادت الأمور السياسية والأمنية تعقيداً، وامتلأت الصدور بالغيظ والغضب، وطفحت القلوب بالميول الجارفة للانتقام.
لقد جاء بوش إلى المنطقة وبجعبته رزمة جديدة من المكافآت والضمانات للإسرائيليين، أما المكافآت فتشمل تقديم أكثر منظومات الأسلحة الأمريكية تطوراً، ومنها صواريخ كروز وطائرات حديثة لم تستخدم إلا في الجيش الأمريكي ورادارات متطورة.
وأما الضمانات المقدمة إسرائيل فهي بالإضافة إلى تأكيد يهودية الدولة ورفض حق عودة اللاجئين الفلسطينيين وضم المستوطنات الكبيرة في الضفة الغربية للكيان اليهودي واعتبار ضمان أمن هذا الكيان مصلحة أمريكية عليا، فبالإضافة إلى تأكيد هذه الضمانات فقد ضمنت الإدارة الأمريكية لإسرائيل عدم الضغط عليها في المفاوضات مع الفلسطينيين وترك التوصل إلى الحل يتقرر من خلال الطرفين المتفاوضين فقط وهما إسرائيل والفلسطينيين. وهذا معناه أن إسرائيل هي التي تقرر الحدود بين الدولتين، وهي التي تحدد المساحة التي تريد الانسحاب منها، وهي التي تبت في الأمور الجوهرية المتعلقة بالقضايا النهائية المتصلة بأي حل للقضية الفلسطينية.
وبعد هذه الرزمة الجديدة من المكافآت والضمانات للإسرائيليين لم يتبق للفلسطينيين سوى الوعود والأوهام والرؤى الخيالية والأحلام الوردية التي تدغدغ العواطف أو تخدرها.
لو كان الغرب بشقيه الأوروبي أو الأمريكي منصفاً مع الفلسطينيين والمسلمين بشكل عام لما دعم في الأساس قيام هذه الدولة اليهودية الدخيلة في قلب العالم الإسلامي ابتداء، ولو كان الغرب جاداً في حل تلك القضية لما مرَّ ستون عاماً على نشوء المشكلة الفلسطينية من دون حل.
لكن الحقيقة التي بات يتلمسها المواطن العادي من المسلمين يرى أن الغرب لا يريد حلاً لهذه المشكلة بتاتاً، إنه يريد فقط أن يرضخ المسلمون لإملاءاته ولدولة يهود التي زرعها في قلب العالم الإسلامي، وكل من يتصور من المسلمين أن الغرب يسعى لحل المشكلة الفلسطينية ولو كان حلاً غير عادل فهو واهم واهم. فالغرب إذاً يريد أن تستمر المؤامرة على المسلمين في فلسطين إلى ما لا نهاية ويستخدم في مؤامرته هذه الحكام العملاء.
وبناء عليه فمطلوب من العامة أن تدرك هذا جيداً، وأن تعمل على التصدي الجاد للغرب وعملائه في هذه القضية وفي كل القضايا الأخرى. بقلم: أبو حمزة الخطواني (الأربعاء 15/5/2008م)

التعليق السياسي/نظام مبارك في مصر يقف على شفير الهاوية

التعليق السياسي

نظام مبارك في مصر يقف على شفير الهاوية

في وقتٍ تزدحم فيه المنطقة بالأحداث الساخنة، وتتداخل فيها المؤامرات الدولية مع التوجسات الإقليمية، ويبلغ التوتر فيها أعلى درجاته، في وقت بالغ الحساسية كهذا يتصرف نظام مبارك السياسي بكل بلاهة وقصر نظر على الصعيدين الداخلي والخارجي، وكأنه نظام قاصر جديد لم يستفد من تجربة سبعةٍ وعشرين عاما قضاها في الحكم، ولم يتعلّم شيئاً من خبرته التي من المفترض أن تكون واسعة في العلاقات الدولية.
صحيحٌ أن هذا النظام مرتبط حتى النخاع في سياسته الخارجية بأسياده الأمريكيين، وصحيح أن رئيسه قد دأب على شد الرحال إلى واشنطن كل عام على مدى ربع القرن الماضي باستثناء الأعوام الأخيرة، إلا أن هذا الارتباط ليس مبرراً على الإطلاق ليكون سلوك هذا النظام البالي بهذا القدر من التبعية المفرطة للأمريكان والانبطاحية المطلقة لليهود.
لقد وجد الكيان اليهودي الذي يشدد الخناق على قطاع غزة والذي يقترف المجازر بحق الغزّييّن صباح مساء، لقد وجد هذا الكيان في نظام حسني مبارك الشريك الوفي والحارس الأمين في إكمال عملية الحصار في المنطقة الحدودية بين سيناء وغزة، وفي إحكام إغلاق الحدود مع القطاع لحملهم على الركوع والاستسلام بعد قتلهم بالتجويع وقطع إمدادات الدواء عنهم.
لقد أصدرت حكومة مبارك أوامرها بإغلاق محطات الوقود في رفح المصرية والشيخ زايد القريبتين من قطاع غزة، كما منعت شاحنات نقل البضائع من الدخول إليهما وذلك لإزالة أية حوافز عند أهل غزة للقيام باقتحام الحدود طلباً للوقود والمواد الغذائية والمعيشية.
وبالغت الحكومة المصرية في تنكيلها حتى بالمصريين داخل سيناء فأغلقت صباح الجمعة الماضي الجسر المسمى جسر السلام المقام فوق قناة السويس لمنع نقل الإمدادات بشكل مطلق إلى سيناء لمنع أية إمكانية لاستفادة سكان القطاع من تلك الإمدادات.
فحكومة لا تبالي بتجويع مواطنيها من أجل إحكام الحصار ضد غزة لا تستحق الوجود... فهذا تصرف زعماء عصابة وليس تصرف مسئولي دولة.
إن اعتقال أساتذة الجامعات المصرية خاصة في الحلة الكبرى لمجرد مساندتهم لعمال مصانع النسيج واحتجازهم لساعاتٍ طويلة في مناطق نائية لا يوجد فيها حتى مرافق لقضاء الحاجة تصرفٌ لا يصدر إلا من قطّاع طرق يقومون بممارساتٍ غير إنسانية تتخذ بحق أكاديميين أرادوا فقط التعبير عن مشاعرهم بأسلوبٍ سلميّ.
إن أيدي النظام المصري الملطخة بدماء المصريين الذين قتلوا في طوابير الخبز وقضوا تحت التعذيب في الزنازين يجب أن تقطع لمنعها من الاستمرار في هذه الجرائم الوحشية.
لقد وصل الإفلاس السياسي لدى هذا النظام في السياسة الخارجية إلى درجة أن يصف رأس النظام قطاع غزة بأنه جزء من النظام الإيراني فيقول إن إيران موجودةٌ على حدود مصر.
إنه الإفلاس السياسي فعلاً الذي يجعل من إيران هي الخطر وهي العدو الذي يهدد مصر بينما كيان العدو اليهودي تحول إلى نظامٍ وديعٍ وصديقٍ ولا يشكل أية أخطارٍ على العالم الإسلامي، ولا يحتل أرض الإسراء والمعراج !!!
عجباً لهذا النظام الذي تجلب حكومته آلاف الجنود المدججين بالأسلحة الثقيلة والحديثة بعد أخذ الإذن من دولة يهود وتنشرهم على الحدود مع قطاع غزة وهم في حالة استنفار أمني غير مسبوق لكي يواجهوا إخوانهم الفلسطينيين المحاصرين المكلومين المضطهدين لمنعهم من الاستغاثة بكل قسوةٍ وشدة بحجة محاولتهم لتخطي تلك الحدود المزيفة التي أصبح النظام في مصر يعتبرها مقدسةً لا يجوز مساسها.
إن مسئولي النظام المصري الخائن لقضايا الأمة قد تفوقوا في إطلاق التهديدات ضد أهل غزة على نظرائهم اليهود المتمرسين في إطلاق التهديدات فتارةً يقولون بأنهم سيكسرون أرجل الفلسطينيين الذين سيجتازون الحدود، وتارة يقولون بأنهم سيستخدمون كل الوسائل المتوفرة في منع الفلسطينيين من الاجتياز، وتارةً أخرى يقولون - كما جاء في بيان وزارة الخارجية المصرية - بأن "أية محاولةٍ لانتهاك حرمة الحدود المصرية أو المسّ بها ستقابل بالجدية وبالحزم المناسبين"، وهذا معناه أنهم سيطلقون النار من أسلحتهم الثقيلة المصرية ضد المدنيين العزّل الذين سيحاولون اجتياز الحدود، وهذا لم يحصل حتى مع النازيين أو الفاشيين من قبل.
ليت حكام مصر قد استخدموا مثل هذه اللغة مع اليهود والأمريكان الذين يذلونهم ليل نهار، فهذه السفن الحربية والنووية تمخر عباب مياه قناة السويس وتطلق النار على الباعة المصريين المساكين وتقتلهم ولا تفعل الحكومة المصرية شيئاً دفاعاً عن حرمة دماء المصريين ومياههم.
وهذه دولة يهود تتحكم في القرار المصري على المعابر والحدود وتسخره لخدمة المصالح اليهودية ومع ذلك فلا يعصي النظام المصري للدولة اليهودية أمراً.
ليت حكام مصر يردون الاعتبار للدولة المصرية وجيشها الذي هزم هزيمةً نكراء على يد اليهود وأضاع سيناء مرتين في عامي 56 وَ 67.
إن كان حكام مصر يمثلون الحزم مع الفلسطينيين الذين يتجاوزون الحدود طلباً للغوث والنجدة... فلنر حزمهم في تحرير قطاع غزة الذي أضاعوه من قبل وعليهم أن يتحملوا مسؤولية إرجاعه وكف يد اليهود عنه.
إن نظام مبارك بمواقفه الذليلة مع الأعداء والمتجبرة مع المسلمين المصريين والفلسطينيين يثبت مرةً تلو المرة أنه غير جديرٍ بثقة مواطنيه، وأن عليه أن يرحل قبل أن يتم ترحيله بالقوة، فلقد وصل هذا النظام بتصرفاته المشينة هذه إلى حافة الهاوية وبلغ السيل الزبى، وظروفه التي يمر بها شبيهةٌ يتلك الظروف التي مرت بنظام سلطة السادات من قبل عشية الإجهاز عليه.
والشعب في مصر في حالة غليان بسبب خيانة نظام مبارك وبسبب سلوكه المنحرف والشائن على جميع الأصعدة وبدا وكأنه بركان يقذف بحممه في كل حدبٍ وصوب.
لقد ملّ المصريون من أكاذيب هذا النظام وسئموا من أوضاعهم المريرة التي فرضها عليهم النظام طوال العقود الثلاثة الماضية التي أحالت حياتهم إلى جحيمٍ لا يطاق.
لقد ضجروا من وجود هذا النظام الفاشل وأدركوا بأن الوقت قد حان بالفعل للتغيير، ولم يتبقّ سوى الحركة الأخيرة من الجماهير لتطيح بالنظام ولتخلص الناس من شروره.

تحليل سياسي/ الوساطة القطرية لحل الازمة اللبنانية

تحليل سياسي



1) الوساطة القطرية لحل الأزمة اللبنانية:

إن قيام حكام قطر وبالذات رئيس الوزراء ووزير الخارجية حمد بن جاسم آل ثان بالوساطة كان بمثابة الورقة السحرية التي استخدمتها بريطانيا في اللحظة المناسبة لحماية عملائها في لبنان من السقوط.
فبعد أن أوشك حكام لبنان العملاء لأوروبا على انهيار جاءتهم النجدة من قطر التي قامت بإتقان تمثيل لعب الدور المحايد بين المتصارعين في لبنان.
لقد استفادت قطر من تقديم القواعد العسكرية بسخاء ملفت للنظر إلى أمريكا في القيام بلعب دور أكبر من حجمها.
وساعدها في ذلك احتضانها لقناة الجزيرة التي تلعب دوراً مشبوهاً في خدمة المصالح البريطانية وضرب السياسات الأمريكية.
لقد قدمت قطر نفسها على أنها الدولة التي تحافظ على مسافة ثابتة من القوى المتناحرة في لبنان.
كما أنها مثلت دور المؤيد لسوريا ودور المتعاطف مع إيران لتقنع حزب الله وسوريا بقبول وساطتها.
إن توتر العلاقات بين قطر والسعودية ساهم في جعل قطر تظهر وكأنها تميل لصالح سوريا وحزب الله بينما هي في الواقع تقوم بهذا الدور المرعب خدمة للإنجليز للحفاظ على المصالح الأوروبية في لبنان ولإبقاء مكانة بريطانيا في لبنان والمنطقة وحفظ عملائها من السقوط أمام الهجمة الأمريكية الكاسحة.

2) نشرت صحيفة هآرتس الخميس 15/5/2008م للجنرال عاموس يدلين رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) قوله: "إن السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس في طريقها إلى الاختفاء عن الخارطة السياسية، وأنه بعد ذلك ستكون الفوضى، ومن ثم سيطرة حماس على مقاليد السلطة في الضفة أيضاً، وأن عباس الذي يريد السلام مع إسرائيل هو وأجهزته الأمنية لا يفعلان شيئاً من أجل بسط سيطرتهما في الشارع الفلسطيني".

الأحد 18/5/2008م

التعليق السياسي/ السودان

التعليق السياسي

إقليم آبيي جنوب السودان مؤامرة أمريكية بريطانية بتواطؤ من الحكومة السودانية

قررت لجنة من الخبراء الأمريكيين والبريطانيين تبعية إقليم آبيي في السودان إلى منطقة الجنوب السوداني وإلحاقه من ثم بجيش المتمردين المسمى بالجيش الشعبي الذي يسيطر حالياً على أقاليم جنوب السودان.
ويأتي هذا القرار الأمريكي البريطاني الجديد ضمن سلسلة من الفصول التآمرية التي ابتدأت من اتفاقية ميشاكوس الخيانية التي وقعت في العام 2004م والتي ترمي في نهاية المطاف إلى فصل جنوب السودان عن شماله وإعطاء سكان الجنوب حق تقرير المصير الذي سيفضي بالتأكيد إلى إقامة دولة نصرانية معادية للإسلام والمسلمين في جنوب السودان.
وكانت اتفاقية ميشاكوس المشؤومة قد تضمنت في بنودها بروتوكولاً خاصاً يقضي باستثناء قم آبيي من الشمال السوداني بحسب حدود عام 1956م التي وضعتها بريطانيا بحجة وجود قبائل الدنيكا النصرانية في الإقليم.
لقد كان مجرد قبول الحكومة السودانية بمنح وضع خاص لآبيي في اتفاقية ميشاكوس بمثابة التنازل عن هذا الإقليم تدريجياً لصالح متمردي الجنوب بشكل تدريجي وإلحاقه بأقاليم الجنوب مع أنه يقع جغرافياً شمال الخط الحدودي الذي يقسم السودان إلى شمال وجنوب بحسب حدود عام 1956م.
ويكفي لمعرفة حقيقة تآمر الحكومة السودانية في تخليها عن الإقليم كونها وافقت على تشكيل لجنة من الخبراء يكون المرجحون فيها من الأمريكيين والبريطانيين.
وهل يعقل أن يحكم الأمريكان والبريطانيون لصالح وحدة السودان؟؟!!
والذي يثير الشبهة أكثر في موقف حكومة البشير وقوفها موقف المتفرج على المذابح التي يقترفها جيش المتمردين بقيادة سلفا كير بحق أبناء عشائر المسيرية من العرب المسلمين.
والشيء المريب في الأمر هو عدم تدخل الجيش السوداني لحماية أبناء المسيرية في الإقليم، بينما يُسمح للمتمردين النصارى بقيادة سيلفا كير بدخول الإقليم والفتك بسكانه لصالح قبائل الدينكا النصرانية والوثنية.
لقد قُتل في الأسابيع الأخيرة عشرات المدنيين من أبناء المسيرية على يد قوات المتمردين ولم يُحرك الجيش السوداني ساكناً إزاء تلك المذابح.
إن هذه الحقائق المريرة المتعلقة بإقليم آبيي تدل بوضوح على مدى تواطؤ حكومة البشير بمؤامرة إلحاق الإقليم بالانفصاليين، كما تؤكد على أن هذا النظام يعتبر شريكاً أساسياً للمستعمرين الأمريكان والبريطانيين في مؤامرة تمزيق السودان والذي لولاه لما تمكن هؤلاء المستعمرون أصلاً من تمرير تلك المؤامرة الاستعمارية الدنيئة.
(الخميس 1/5/2008م)

اخبار26/5/2008

اخبار26/5/2008
العناوين

1- لبنان يدخل مرحلة جديدة مع انتخاب العماد ميشيل سليمان رئيسا له.
2- النظام السوري يطعن المقاومة في الظهر ويتهافت على التفاوض مع دولة يهود.
3- مسؤول اميركي سابق يصف علاقة بلاده بسوريا وايران بتضخيم الاقوال وغياب الافعال.
4- وزير خارجية فرنسا الاسبق يفضح حقيقة " المجتمع الدولي".

الانباء بالتفصيل

1-دخل لبنان مرحلة جديدة مع انتخاب قائد الجيش ميشيل سليمان يوم الاحد الموافق للخامس والعشرين من ايار للعام الفين وثمانبة للميلاد.
ان انتخاب سليمان كان الثمرة الرئيسيةلاتفاق الدوحة الذي استضافته ورعته قطر ممثلة باميرها ووزير خارجيتها اللذين لعبا دور العراب السياسي حيث تمكنا من جمع الأطراف المتناحرة على طاولة المفاوضات، ونجحا من ثم في إجراء اتصالات مكثفة ومضنية لمدة خمسة أيام بلياليها مع السعودية وسوريا وإيران خارجياً، وفي إجراء مفاوضات شاقة بين الفرقاء المتخاصمين داخلياً.
وأثمرت هذه الاتصالات والمفاوضات عن التوصل إلى اتفاق مصالحة بين تلك القوى والأطراف المشاركة في الصراع يستند إلى قاعدة "لا غالب ولا مغلوب".
إن هذا الاتفاق الذي استند إلى تلك القاعدة هو عبارة عن توافق مؤقت بين مصالح إيران وسوريا والسعودية في لبنان، وبمعنى آخر فهو توافق اضطراري بين أمريكا وأوروبا على نفوذهما في لبنان.
فمجرد بناء الاتفاق على صيغة "لا غالب ولا مغلوب" يعني أن حل المشاكل في لبنان سيبقى مرهوناً بيد القوى الإقليمية والدولية المتصارعة علبه، وهذا يعني أن أي تغير على موازين القوى في أية لحظة سيؤدي بالضرورة إلى نسف ذلك الاتفاق والعودة إلى الصراع من جديد.فالمتصارعون ما زالوا يتربصون ببعضهم البعض وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد صرح وليد جنبلاط احد اقطاب الحكومة وقبل ان يجف المداد الذي وقعت فيه اتفاقية الدوحة "من المهم والاهم المشاركة العربية كي لا تحاول سوريا او بعض حلفائها الاستفراد بالحل الجديد ".
فصيغة "لا غالب ولا مغلوب" تحمل في طياتها أن مبدأ "الغلبة والقهر" هو المبدأ الراجح في مثل تلك الاتفاقات المبنية عليها. فالاتفاق يصمد فقط طالما كانت القوى المتناحرة على لبنان تملك نفوذاً متكافئاً ومتوازناً فلا تطغى إحداهما على الأخرى فإذا ما فقد التوازن واختل التكافؤ بين القوى المتصارعة فالبلد سيعود حتما إلى الصراع من جديد بأشكاله المختلفة والتي ستكون نهايتها انفجار يشعل حرباً أهلية طويلة الأمد.
إن المشكلة في تركيبة لبنان السياسية تكمن في وجوده ابتداء وليس في المكونات الموجودة فيه. فلبنان دولة مصطنعة سلخته فرنسا عن أصله سوريا وجعلت من الطائفية السياسية أساساً في بقائه واستمراريته. وهذا الأساس يحمل في طياته إمكانية حتمية لتدخل القوى الخارجية فيه لكي تسند طوائفه المتعاركة.
والصراع الذي مبعثه الطائفية يبقى دائماً هو الأساس في بلد كلبنان بينما الاتفاقات القائمة على صيغة لا غالب ولا مغلوب تبقى هي الاستثناءات.
ولعل التجربة التاريخية الطويلة في لبنان تؤكد على أنه لا يوجد حل لمشاكل الصراع المستدامة والاتفاقات الاستثنائية فيه إلا بإلغاء الكيان اللبناني برمته وإعادة دمجه إلى أصله سوريا.

2-اعترف النظام السوري وكيان يهود بوجود مفاوضات بينهما منذ ما يزيد على العام برعاية الحكومة التركية التي سبق وان منحتها الادارة الاميركية الضؤ الاخضر للقبام بدور السمسار الذي يشتغل لصالح الامريكان. وقال وزير الخارجية التركي ان الطرفين السوري والاسرائيلي عبرا عن ارتياحهما من جدية العملية التفاوضية واعلن عن بدء جولة جديدة بينهما في اسطنبول الاسبوع القادم.
ان حكام سوريا الذين طالما تغنوا بشعارات المقاومة وتشدقوا بعبارات الممانعة يفاجئون الراي العام ويصدمونه في احلك الظروف بكشفهم عن وجود تلك المفاوضات مع العدو الذي لم يدع فرصة الا واستغلها في تدمير سوريا والتحريض ضدها.
لقد تجاهل قادة النظام السوري بسرعة عجيبة اللطمات والصفعات الكثيرة التي سددها كيان بهود لسوريا والتي لم تطويها صفحة النسيان بعد.
فقصف طائرات العدو لما قيل عن مفاعل نووي سوري شمال سوريا ما زال قادة يهود يفاخرون به.واغتيال الشهيد عماد مغنية في قلب العاصمة السورية لم ينته التحقيق فيه بعد. فهذان حدثان عدائيان و غضان ما زالا حاضران في ذهن كل سوري ومسلم.ومن غير اللياقة على دولة تحترم نفسها تجاهلهما بمثل هذه البساطة والتهافت وراء سراب السلام الخادع مع كيان يهود الذي طالما استخف بالنظام السوري مرارا وتكرارا ومارس معه لعبة التفاوض حول الجولان في العقدين الماضيين دون أي طائل. فمن وديعة رابين الى التزامات نتنياهو وباراك نجح العدو في بيع اوهام السلام الزائف الى حكام النظام في سوريا المستميتين على الارتماء في احضان الامريكان واليهود.
ان تهافت النظام السوري الذليل على اية عملية تفاوض مع الاعداء يفضح هذا النظام ويفضح معه حلفاءه كايران وحزب الله وحماس الذين يحلوا لهم وصف انفسهم بجبهة الممانعة.
لقد كان الاحرى بهؤلاء ان يربطوا مواقفهم باحكام الشرع لا بمواقف النظام السوري المشبوهة ، فبدلا من تاييد المفاوضات السورية مع كيان يهود او السكوت ازاءها كان عليهم فضحها والتنصل منها والبراءة من هذا النظام المعادي للامة والخاذل لها طيلة ما يزيد عن الثلاثين عاما.

3-كشف دينيس روس المبعوث الاميركي السابق للشرق الاوسط في عهد ادارتي يوش الاب وبيل كلينتون في حديث له لمجلة الحياة النقاب عن ان اتفاق الدوحة كان كارثة على واشنطن لانه اعطى حزب الله قوة سياسية لا سابق لها على حد زعمه.
وادعى روس ان اتفاق الدوحة والاعلان السوري- الاسرائيلي بخصوص استئناف المفاوضات يعكسان بوضوح ما اسماه (بتواري التاثير الاميركي كلاعب اساس في المنطقة واستغلال لاعبين اخرين اصغر مثل قطر وتركيا لهذا الامر واخذ مواقع اكثر قيادية). واضاف :" ان خطأ ادارة بوش الاكبر في المنطقة تمثل في تضخيم الاقوال وغياب الافعال".
واعرب روس عن اعتقاده بان: "عدم انخراط واشنطن بما يكفي بعملية السلام وعدم فتح حوار مع اللاعبين الاقليميين ومنهم سوريا التي اقتصر التعامل معها على التوبيخ والتهديد من دون ترجمة هذه اللهجة على الارض اضعف حافاء الادارة و قوى خصومها".
وقال روس بان : " ايران وحزب الله لم يكترثا من فعل واشنطن قبل خوض المواجهات الاخيرة في بيروت لادراكهما انحسار القدرة الاميركية اقليميا".
ان ما كشفه روس في الواقع هو بالضبط ما تريده اميركا فادارة بوش ليست غبية يحيث تعمل على تقوية اعدائها وان التوبيخ الذي تمارسه اميركا مع سوريا وحزب الله لايضغفهما وانما يمنحهما الشعبية وروس نفسه يدرك ذلك تماما وهو انما يدلس على الراي العام بتصريحاته لكن المطلعين بعونها جيدا واللبيب بالاشارة يفهم.
4-قال وزير خارجية فرنسا الاسبق هيوبير فيدرين والذي يعتبر من كبار الساسة والمفكرين الفرنسيين :" ان ما يسمى المجتمع الدولي هو في الواقع الدول الغربية واسرائيل". واضاف لصحيفة لوموند الفرنسية " علينا ان نسمي الاشياء باسمائها وان ندرك ان هناك خمسة مليارات شخص لا ينتمون لتلك الدول وهم يرفضون ان يظل الغرب يتحدث باسم العالم ".
هذه هي حقيقة المجتمع الدولي التي يخيفوننا بها وذلك كما نطق بها اجد اساطين الفكر الغربي والذي اعترف بزيفها وظلمها لخمسة مليارات انسان يشكلون حوالي ثمانين بالمائه من المعمورة.
واذا كان مصطلح المجتمع الدولي هو عبارة عن ( الدول الغربية و دولة يهود) فالى متى تظل ابواق الاعلام في بلادنا تردد ذلك المصطلح كالببغاوات وتخوف به الناس ؟؟...