الخميس، 5 يونيو 2008

اخبار 19/5/2008

اخبار (19/5/2008)
العناوين

1) بعد خطابه التوراتي في الكنيست الإسرائيلي، الرئيس بوش يقدم الوعود والأوهام للعرب
والفلسطينيين في شرم الشيخ.

2) خنوع حكام آل سعود لإملاءات أمريكية جديدة تجبرهم على ضخ المزيد من النفط في الأسواق المشبعة أصلاً به.

3) معظم المساعدات الأمريكية لمصر تذهب إلى الأقباط والعملاء والأسلحة عديمة الجدوى.

الأنباء بالتفصيل

1) بعد أن ألقى الرئيس الأمريكي جورج بوش خطاباً حميمياً في إطراء اليهود والذود عن حياضهم، فزعم أن رجوع اليهود إلى الأرض المقدسة تحقيق لوعد إلهي، وبعد أن تعهد بوش بعدم تكرار (متسادا) أو كارثة جديدة تحل بالشعب اليهودي، فادعى بأن أمريكا بسكانها الثلاثمائة مليون نسمة تنضم إلى إسرائيل بملايينها السبعة في الدفاع عن أمن وأرض إسرائيل.
بعد هذا الإطراء وذلك التعهد تجاهل بوش تماماً في خطابه أي ذكر لنكبة فلسطين، أو ذكر أي حق من حقوق أهل فلسطين، حتى أنه فاجأ معظم الإسرائيليين في نزعته التوراتية لدرجة أن الكثير من الوزراء والمعلقين اليهود وصفوا بوش في هذا الخطاب بأنه صهيوني أكثر من الصهاينة أنفسهم.
وعندما انتقل بوش في محطته الثالثة إلى شرم الشيخ في سيناء مصر، اجتمع بالزعماء القرضايات عبد الله الثاني ومبارك وعباس وقرضاي والمالكي على هامش المنتدى الاقتصادي للشرق الأوسط فوزع عليهم الوعود الكاذبة ممزوجة بالابتسامات الصفراء مدعياً بأنه يدعم التوصل إلى حل عادل للمشكلة الفلسطينية وزاعماً أنه غير منحاز لإسرائيل.
فبوش الذي ما فتئ يؤكد على يهودية الدولة الخالصة وعلى إلغاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين، تقدم بخطوة جديدة لصالح يهود تتلخص في منحهم ضمانةً تتعلق بالتعهد لهم بعدم الضغط عليهم في المفاوضات الجارية مع الفلسطينيين وعدم حملهم على الانسحاب من الأراضي الفلسطينية إلا كما هم يقررون، مما يعني أن الأمر في شأن المفاوضات حول القضايا النهائية قد تُرك مصيره لإسرائيل تُقرره كما تشاء وكما يحلو لها.
وقد عبَّر محمود عباس عن استيائه الشديد من هذه الخطوة فاستجدى بوش طويلاً في وكر شرم الشيخ لكي يتدخل ويضغط على إسرائيل لكي تنسحب من الأراضي الفلسطينية ليصنع له دولة ويصبح أول رئيس لها.
إلا أن استجداءه هذا لم يأت بنتيجة تذكر بل إن بوش قد وجه له ولمبارك ولسائر الزعماء العرب في شرم الشيخ لطمات قاسية تمثلت في الطلب منهم بتقديم المزيد من التنازلات لإسرائيل، فهؤلاء الأشباه من الرجال لم يدركوا بعد أن الاستجداء لا يأتي بأية نتيجة.
وبالرغم من كل هذه الصفعات والإهانات التي ألحقها بوش بهم، إلا أن الزعماء العرب لم يتوقفوا عن الاستمرار في درب الخيانة والعمالة والانبطاح، تلك الدرب التي استمرؤوها واشرأبتها قلوبهم، فلم يعودوا يبالوا بفظاعة وشناعة جرائمهم، ولم يعودوا يشعروا بحجم خياناتهم ومدى ولائهم وارتباطهم بأعداء الأمة من الأمريكيين والغربيين.

2) بمجرد تلميح وسائل الإعلام الأمريكية لفكرة أن بوش سيطلب من السعودية زيادة طاقتها الإنتاجية من النفط خنع سريعاً حكام آل سعود لهذا المطلب الأمريكي، ولبّوه قبل أن تطأ قدما بوش أراضي الجزيرة العربية وتدنسها، فقاموا بضخ ثلاثمائة ألف برميل إضافي من النفط يومياً.
وكانت الأبواق السعودية قبيل زيارة بوش تتحدث عن عدم الحاجة إلى ضخ المزيد من النفط وعدم رضوخ السعودية لأية إملاءات خارجية.
إلا أن الأمور انقلبت رأساً على عقب بمجرد تناقل وسائل الإعلام للخبر الذي مفاده أن الأمريكيين يريدون من السعودية زيادة إنتاجها تلبية للاحتياجات المتزايدة من الطاقة، حيث جاء على لسان مسؤول أمريكي الجمعة الفائت أن: "السعودية أبلغت الولايات المتحدة عن استعدادها لضخ المزيد من النفط الخام، وإن كانت لا ترى حاجة لذلك في الوقت الراهن".
وهكذا وجدنا أن عمالة آل سعود وجبنهم جعلهم يلتزمون بالأوامر الأمريكية بمجرد الإشارة إليها بوسائل الإعلام وقبل أن تصلهم بشكل رسمي.
وكيف يرفض آل سعود الأوامر وقد وقَّعت حكومتهم مؤخراً مع الولايات المتحدة اتفاقاً ينص على: "حماية أمريكا للمنشآت السعودية النفطية والتعاون مع أمريكا في تأمين موارد الطاقة بالمملكة من خلال حماية البنية الأساسية الرئيسية وتعزيز أمن حدود السعودية وتلبية الاحتياجات الأمريكية المتزايدة من الطاقة".
إن مثل هذه الاتفاقات المفضوحة التي توقعها السعودية مع أمريكا لهي وصمة عار في جبين آل سعود الذين حوَّلوا السعودية بسبب هذه الاتفاقات إلى رهينة وألعوبة بيد الأمريكيين الذين بالغوا في ازدراء السعودية والاستخفاف بها.
لقد كبَّل آل سعود أنفسهم بهذه القيود الأمريكية ومكَّنوا الأمريكان بكل سهولة ويسر من التحكم في مقدرات وثروات الأمة بدون حسيب أو رقيب.
3) قال خبير أمريكي بشؤون الشرق الأوسط شارك في وضع وثيقة صادرة عن الكونغرس الأمريكي تتعلق بالمساعدات الأمريكية الخارجية: "إن قانون مجلس النواب الأمريكي الخاص بالمساعدات الأمريكية لمصر عام 2008م وافق على طلب الإدارة بتمويل المعونة لمصر كاملة غير أنه يضع بعض الشروط والتغييرات عليها".
ومن بين تلك الشروط التي وضعها الكونغرس: "تمويل برامج المشاركة المدنية وحقوق الإنسان في الجالية القبطية المسيحية".
وكان هذا الشرط قد سبق وأن ذُكر في وثيقة سابقة صدرت شهر تموز/يوليو الماضي حيث نصت تلك الوثيقة وبكل عنصرية على تركيز المعونة الأمريكية على: "المناطق السكنية التي يمثل الأقباط فيها نسبة كبيرة" وعلى ما أسمته الوثيقة بـِ"تقوية المنظمات المسيحية القبطية غير الحكومية".
وأما عملاء الفكر الغربي في مصر والذين يتبنون النهج الحضاري الأمريكي فقد ركزت الوثيقة الجديدة على منحهم المعونات من خلال إنفاق ما لا يقل عن 50% من المساعدات الأمريكية غير العسكرية لمصر لتنفق على المنظمات غير الحكومية بشكل مباشر دون المرور عبر الحكومة المصرية.
والهدف من ذلك تحكم أمريكا بشكل مباشر بصناعة العملاء الذين يروجون في مصر للفكر الغربي الذي يحمل الطابع الأمريكي تحت ذريعة دعم ما يسمى بـِ(المشاركة المدنية وحماية حقوق الإنسان).
وأما ما يتبقى من المساعدات الأمريكية فقد حظيت بها صفقات الأسلحة التي إما أن تكون من الأسلحة القديمة المستعملة وإما أن تكون من فائض الأسلحة المتراكمة في مخازن السلاح في أمريكا، وإما أن تكون أسلحة جديدة ولكنها ذات جودة متدنية تحتاج إلى تكاليف صيانة عالية تكلف الخزينة المصرية ميزانية إضافية باهظة تضطر معها الحكومة المصرية إلى دفع فاتورتها لأمريكا لاحقاً بحيث تثقل كاهلها.
وهذا الأمر حدا بالعسكريين المصريين الكبار إلى الطلب من حكومتهم زيادة في المعونات الأمريكية الخاصة للمساهمة في تكاليف الصيانة الباهظة.
وهكذا نجد أن المساعدات الأمريكية لمصر تهدف إلى إثارة النعرات بين المواطنين المصريين وبث التفرقة والفتنة بينهم فلا يستفيد منها إلا الأقليات وعملاء الفكر، فوق كونها ترهق الخزينة المصرية بنفقات جديدة يترتب عليها زيادة في مديونية الدولة.
والخلاصة أن المساعدات الأمريكية لمصر لا تقتصر فقط على زيادة المديونية في مصر بدلاً من تقليلها وإنما تساهم أيضاً في زيادة الهيمنة الأمريكية على مفاصل المجتمع المصري الرئيسة.