التعليق السياسي
اهتراء "النظام العربي الرسمي"
إن ما يسمى بالنظام العربي الرسمي إنما أوجده الكافر المستعمر منذ الأساس ليحافظ به على نفوذه ووجوده.
ولما كان المستعمر إنما يريد تثبيت نفوذه في البلدان العربية، فقد قام بصياغة هذا النظام بطريقة يصعب معها وجود الانسجام بين تلك البلدان.
والذي زاد الطين بلة أن الدول المستعمرة استخدمت الأنظمة العربية الحاكمة في صراعها على المصالح مما انعكس أثر هذا الصراع على تلك الأنظمة فأدى ذلك إلى بروز ظاهرة المحاور والأحلاف والتكتلات، وصاحبها مظاهر التنافر والتخاصم والتعادي، وأصبحت سياسات تلك الأنظمة تسودها العبثية والصبيانية، ويغلب عليها الدسائس والمؤامرات، ويهيمن عليها حالات سوقية من التشاتم واللغط الكلامي والشخصانية.
لقد وصل هذا النظام العربي الرسمي إلى درجة غير مسبوقة من الاهتراء والتآكل والتشظي.
وعلى سبيل المثال فقد أصبح من الاستحالة بمكان أن يتصالح النظام السوري مع النظام السعودي بالرغم من التوافق الذي حصل بين النظامين في اتفاق الدوحة.
فقد شن الرئيس السوري بشار الأسد هجوماً كاسحاً على السعودية بعيد الانتهاء من ترتيبات المصالحة في لبنان حيث اتهم الأسد قيادات السعودية بالتآمر على نظام الحكم في سوريا والسعي لقلبه.
وقد استرسل الأسد لعمرو موسى شارحاً له تفاصيل المؤامرة السعودية التي اشترك فيها كل من الملك السعودي ووزير خارجيته ورئيس استخباراته ورئيس مجلس أمنه القومي وقال بأن هؤلاء يريدون جر (الأجنبي الغربي) إلى غزو سوريا وقلب النظام الحاكم فيها.
وفي مثل حالات كهذه من التآمر والتلاسن بين الحكام العرب العملاء والمتصارعين عادة ما تنتعش الوساطات والمصالحات.
واستطاعت قطر أن تتبوأ في هذه الأيام الدور الأبرز في لعب هذا الدور لدرجة أن الحكومة المصرية (مثلاً) تنتظر قيام مسؤول قطري لزيارتها في القريب العاجل لعله ينجح في حلحلة الأمور حكام مصر وحكام سوريا. بينما ترفض الحكومة السعودية رفضاً قاطعاً أية وساطة عربية مع النظام السوري.
إن هذه الأنظمة كالنظام السوري مثلاً الذي استطاع فتح خطوط من المفاوضات وكيان يهود ومع كل أعداء الأمة من أمريكان وإنجليز وفرنسيين وغيرهم نراه عاجزاً عن فتح مجرد حوار مع (أشقائه) السعوديين!!!.
فلقد استقبل بشار الأسد نهاية الشهر (أيار) وفداً برلمانياً بريطانياً مشكلاً من حزبي المحافظين والليبراليين، كما استقبل وفداً آخراً من الطلاب الأمريكيين المنتسبين لأهم جامعة أمريكية في صنع السياسيين وهي جامعة هارفارد. وتحدث مع كليهما عن ما أسماه بالخيار السوري الجديد الذي يدعو إلى التمسك (بالنهج الاستراتيجي للسلام).
لقد بذل العرب جهوداً هائلة (ضائعة) في محاولات رأب الصدع بين (الأشقاء) والتي لم تتوقف منذ إنشاء الجامعة العربية في أربعينيات القرن الماضي.
فلو بُذل أقل بكثير من تلك الجهود في توحيد البلدان العربية في دولة واحدة على أساس الإسلام لكان العرب اليوم في طليعة الشعوب المتقدمة في العالم ولكانوا مع إخوانهم من العجم يُشكلون أقوى دولة إسلامية على وجه المعمورة.
لكنهم إن تمسكوا بمثل هذا النظام المهترئ فسيستمرون في ذيل قائمة الدول المختلفة، وسيبقون في حالة من الغثائية السياسية يستحيل الخروج منها إلا إذا تخلصوا من هذا النظام العربي الصدئ.
(الخميس 29/5/2008م)
اهتراء "النظام العربي الرسمي"
إن ما يسمى بالنظام العربي الرسمي إنما أوجده الكافر المستعمر منذ الأساس ليحافظ به على نفوذه ووجوده.
ولما كان المستعمر إنما يريد تثبيت نفوذه في البلدان العربية، فقد قام بصياغة هذا النظام بطريقة يصعب معها وجود الانسجام بين تلك البلدان.
والذي زاد الطين بلة أن الدول المستعمرة استخدمت الأنظمة العربية الحاكمة في صراعها على المصالح مما انعكس أثر هذا الصراع على تلك الأنظمة فأدى ذلك إلى بروز ظاهرة المحاور والأحلاف والتكتلات، وصاحبها مظاهر التنافر والتخاصم والتعادي، وأصبحت سياسات تلك الأنظمة تسودها العبثية والصبيانية، ويغلب عليها الدسائس والمؤامرات، ويهيمن عليها حالات سوقية من التشاتم واللغط الكلامي والشخصانية.
لقد وصل هذا النظام العربي الرسمي إلى درجة غير مسبوقة من الاهتراء والتآكل والتشظي.
وعلى سبيل المثال فقد أصبح من الاستحالة بمكان أن يتصالح النظام السوري مع النظام السعودي بالرغم من التوافق الذي حصل بين النظامين في اتفاق الدوحة.
فقد شن الرئيس السوري بشار الأسد هجوماً كاسحاً على السعودية بعيد الانتهاء من ترتيبات المصالحة في لبنان حيث اتهم الأسد قيادات السعودية بالتآمر على نظام الحكم في سوريا والسعي لقلبه.
وقد استرسل الأسد لعمرو موسى شارحاً له تفاصيل المؤامرة السعودية التي اشترك فيها كل من الملك السعودي ووزير خارجيته ورئيس استخباراته ورئيس مجلس أمنه القومي وقال بأن هؤلاء يريدون جر (الأجنبي الغربي) إلى غزو سوريا وقلب النظام الحاكم فيها.
وفي مثل حالات كهذه من التآمر والتلاسن بين الحكام العرب العملاء والمتصارعين عادة ما تنتعش الوساطات والمصالحات.
واستطاعت قطر أن تتبوأ في هذه الأيام الدور الأبرز في لعب هذا الدور لدرجة أن الحكومة المصرية (مثلاً) تنتظر قيام مسؤول قطري لزيارتها في القريب العاجل لعله ينجح في حلحلة الأمور حكام مصر وحكام سوريا. بينما ترفض الحكومة السعودية رفضاً قاطعاً أية وساطة عربية مع النظام السوري.
إن هذه الأنظمة كالنظام السوري مثلاً الذي استطاع فتح خطوط من المفاوضات وكيان يهود ومع كل أعداء الأمة من أمريكان وإنجليز وفرنسيين وغيرهم نراه عاجزاً عن فتح مجرد حوار مع (أشقائه) السعوديين!!!.
فلقد استقبل بشار الأسد نهاية الشهر (أيار) وفداً برلمانياً بريطانياً مشكلاً من حزبي المحافظين والليبراليين، كما استقبل وفداً آخراً من الطلاب الأمريكيين المنتسبين لأهم جامعة أمريكية في صنع السياسيين وهي جامعة هارفارد. وتحدث مع كليهما عن ما أسماه بالخيار السوري الجديد الذي يدعو إلى التمسك (بالنهج الاستراتيجي للسلام).
لقد بذل العرب جهوداً هائلة (ضائعة) في محاولات رأب الصدع بين (الأشقاء) والتي لم تتوقف منذ إنشاء الجامعة العربية في أربعينيات القرن الماضي.
فلو بُذل أقل بكثير من تلك الجهود في توحيد البلدان العربية في دولة واحدة على أساس الإسلام لكان العرب اليوم في طليعة الشعوب المتقدمة في العالم ولكانوا مع إخوانهم من العجم يُشكلون أقوى دولة إسلامية على وجه المعمورة.
لكنهم إن تمسكوا بمثل هذا النظام المهترئ فسيستمرون في ذيل قائمة الدول المختلفة، وسيبقون في حالة من الغثائية السياسية يستحيل الخروج منها إلا إذا تخلصوا من هذا النظام العربي الصدئ.
(الخميس 29/5/2008م)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق