الخميس، 20 أغسطس 2015

تزايد الدور ‫#‏الإيراني‬ في الشرق الأوسط بعد الاتفاق النووي




تزايد الدور ‫#‏الإيراني‬ في الشرق الأوسط بعد الاتفاق النووي




بعد توقيع الاتفاق ‫#‏النووي‬ بين إيران والقوى العظمى نقلت القيادة الإيرانية جُل ثقلها السياسي والأمني باتجاه الصراع في سوريا والعراق ولبنان واليمن والكويت والبحرين، ومن أحدث الأمثلة على بروز ذلك الثقل وجود مخالب إيرانية جديدة تعبث باستقرار وأمن هذه الدول بشكل لا يخفى على أحد؛ ففي سوريا تُباشر إيران بنفسها المفاوضات حول مصير مدينة الزبداني منحيةً جانباً حكومة الطاغية ‫#‏بشار‬، وفي ‫#‏العراق‬ تقوم بتوفير الملاذ الآمن لرئيس الوزراء السابق نوري ‫#‏المالكي‬ بعد افتضاح أمره فيما يتعلق بملف الفساد، وبعد انكشاف أوامره بانسحاب الجيش‫#‏العراقي‬ أمام تقدم ميليشيات تنظيم الدولة في ‫#‏الموصل‬ و ‫#‏الرمادي‬، وفي لبنان تتمادى إيران في التدخل المباشر من خلال سفيرها ودبلوماسييها، أو من خلال حزبها اللبناني حزب الله في كل شؤون الحكم فيه، بحيث تحولت الدولة اللبنانية إلى ما يُشبه الرهينة التي لا تقطع أمراً إلا بعد أخذ موافقة إيران عليه، وفي اليمن فقد وضعت ‫#‏إيران‬ كل ثقلها لمنع هزيمة الحوثيين هزيمة ماحقة أمام ‫#‏ميليشات‬المقاومة الشعبية، ومحاولة إعادة تموضع قواتهم في مناطق نفوذهم التقليدية في شمال اليمن، وفي الكويت والبحرين حيث توجد فيهما أقليات ‫#‏شيعية‬ تعمل إيران على تحريك خلايا نائمة تابعة لها تقوم بالعبث بأمنهما وإثارة الفوضى فيهما.
تقوم إيران بذلك كله بغطاء أمريكي كامل، فقد سبق وأن وجّه الرئيس الأمريكي باراك أوباما عدة مرات رسائل إلى السعودية ودول الخليج كان آخرها قوله إنّ: "على السعودية وإيران البدء في الاعتراف بأن العداء بينهما مجرد أوهام زائفة كأي شيء آخر، وأن ما يمثله داعش أو انهيار سوريا أو اليمن أو غيرهما، هو أكثر خطرا مما تشعران به من عداء متبادل".
وأضاف أوباما في مقابلة إعلامية له مع شبكة CNN الأحد الماضي: "إن الاتفاق النووي الإيراني، يمكن أن يؤدي إلى زيادة التعاون بين دول يسود الشعور بالعداء بينها"، كذلك ما ظهر من دفاع مستميت لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمام‫#‏الكونغرس‬ الأمريكي عن إيران والاتفاق النووي معها، وقوله إنّ نقض الاتفاق يعني سقوط الدولار الأمريكي بوصفه العملة العالمية الأولى.
إنّ هذا الدفاع الأمريكي المستميت عن إيران يُفهم منه أنّ الدولة ‫#‏الإيرانية‬، أصبحت شريكاً سياسياً لدول المنطقة في حل أهم قضاياها، وأنّه من دون إيران لا يوجد حل، لذلك نشطت الوساطات والتحركات، وكثرت المبادرات والمشاريع التي تأخذ إيران بعين اعتبارها.
وحتى السلطة ‫#‏الفلسطينية‬ فإنّها بعد الاتفاق النووي تُهيئ نفسها لإرسال عباس زكي أو جبريل الرجوب أو غيرهما من رجال السلطة البارزين إلى طهران للتحضير لزيارة رئيس السلطة محمود عباس إلى طهران، وهذا ما يؤهل إيران في المستقبل للعب دور الوسيط بين حركتي فتح وحماس، والانخراط أكثر في الشؤون #الفلسطينية، وهو ما يترتب عليه وجود علاقات بشكل أو بآخر مع الكيان اليهودي.
ولم يعُد خافياً على أحد أنّ الدور الإيراني في المنطقة يتماهى تماماً مع السياسة الأمريكية، فعلى سبيل المثال تُركز إيران في سوريا على الدفاع عن منطقة العاصمة دمشق والساحل وما بينهما من تواصل جغرافي ديموغرافي يؤدي فيما يؤدي إليه في المستقبل إلى إخراج دويلة في منطقة يغلب عليها العنصر الطائفي النصيري والشيعي، وهذا ما أشارت إليه حركة أحرار الشام التي تُفاوض الإيرانيين حول مدينة الزبداني، والتي قالت بأنّ إيران قد اقترحت عليها إخراج المقاتلين والمدنيين على حدٍ سواء من مدينة الزبداني وليس إخراج ‫#‏المقاتلين‬ فقط، وهو ما يعني تهجير القاطنين من المدنيين من أبناء المدينة.. فما تفعله إيران في سوريا يتماشى مع ما تخطط له أمريكا في المنطقة من مشاريع للتقسيم فيها.
وهكذا نجد أنّ الدور الإيراني في المنطقة عموماً يصب في مصلحة أمريكا من حيث تمزيقها إلى دويلات جديدة، وفرض النفوذ الأمريكي المباشر عليها.
لكن لا إيران ولا أمريكا ستنجح في تغيير الناحية الديموغرافية في المنطقة بإذن الله، لأنّ رابطة الإسلام هي الأقوى من بين كل الروابط، ولأنّ المشروع الإسلامي الصادق مشروع دولة ‫#‏الخلافة‬ في بلاد ‫#‏الشام‬ بشكل خاص هو مشروع لا يتقدم عليه أي مشروع آخر، وستفشل بالتالي إيران كما ستفشل أمريكا في فرض أجندتهما الاستعمارية على بلاد الثورات العربية.

توسيع قناة السويس بين التهويل والواقع




الأحد، 16 أغسطس 2015

أوباما يُسوّق لفكرة تقبل الدور الإيراني في نزاعات المنطقة


أوباما يُسوّق لفكرة تقبل الدور الإيراني في نزاعات المنطقة

خبر وتعليق


الخبر:
قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن "على السعودية وإيران البدء في الاعتراف بأن العداء بينهما مجرد أوهام زائفة كأي شيء آخر، وأن ما يمثله داعش أو انهيار سوريا أو اليمن أو غيرهما، هو أكثر خطرا مما تشعران به من عداء متبادل".
وأضاف في مقابلة إعلامية مع شبكة CNN الأحد الماضي: "إن الاتفاق النووي الإيراني، يمكن أن يؤدي إلى زيادة التعاون بين دول يسود الشعور بالعداء بينها، ومن الممكن أن يساعد أيضا في توحيد الجهود ضد تنظيم الدولة الإسلامية".
التعليق:
إنّ أوباما في تصريحاته الغريبة هذه يبدو وكأنّه داعية سلام وإصلاح، ويظهر كما لو كان ناصحاً أميناً للمسلمين، حريصاً على وحدة دولهم، وداعياً إلى حقن دماء شعوبهم، فهذا الاستخفاف الأمريكي بالشعوب الإسلامية والذي يصدر عن الرئيس الأمريكي نفسه لا ينطلي على معظم المسلمين، بل ولا يُصدّق أحد من المخلصين هذه الأكاذيب التي يُروّجها أوباما بشكل مستمر.
فأمريكا برئاسة أوباما تحديداً هي التي أشعلت الحروب الطائفية بين المسلمين، وهي التي أطالت أمد الحروب الأهلية في سوريا والعراق واليمن، وهي التي سمحت للطاغية بشار باستخدام كل ما استطاع استخدامه من أسلحة فتّاكة لقتل مئات الآلاف من أهل سوريا، وهي التي أقحمت إيران وميليشياتها في تلك الحروب، وهي التي شجّعت روسيا وأطمعتها في مد نظام المجرم بشار بالأسلحة والذخائر الهائلة ليصمد نظامه أطول مدة ممكنة، وهي التي نصّبت من نفسها المدافع الأول عن الأقليات والطوائف، فساعدت الأكراد وسائر أتباع المذاهب والأقليات الأخرى في السير باتجاه الانفصال وإقامة كيانات مستقلة، وهذه السياسات الأمريكية لم تعد تخفى على أحد، بل إنّها باتت مكشوفة مفضوحة لعموم المراقبين والساسة، ولا تحتاج إلى كبير عناء في كشفها.
أمّا لماذا يتباكى أوباما الآن على إيران ويدّعي بأنّ العداء بينها وبين السعودية عداء زائف، ويدعو إلى تعاون إيران والسعودية في رفع ذلك العداء، فالجواب على ذلك يكمن في محاولة دمج إيران في المنطقة وتأهيلها للقيام بدور إقليمي ريادي فيها، لا سيما بعد توقيعها على الاتفاق النووي مع الدول الكبرى.
فكما تريد أمريكا إشعال الحروب الطائفية باستخدام إيران حسب متطلبات الأحوال السياسية التي ترتئيها، كذلك تريد تخفيف حدتها ثانية من خلال دمجها في منظومة العمل السياسي وفق الحاجة الإقليمية لتحقيق الأهداف المرسومة.
وتستخدم أمريكا في تحقيق أهدافها الخبيثة تلك إلى جانب إيران كلاً من تركيا والسعودية، وتشرك أحياناً معها بريطانيا لتمرير أجندتها في المنطقة بنجاح من خلال قطر والتي تُعتبر وكيلتها الأكثر نشاطاً في المنطقة.
ولعل الدور - الأكثر أهمية - المطلوب من إيران لعبه في هذه الأثناء هو اشتراكها مع القوى الإقليمية الأخرى في عملية سياسية معقدة لإخراج النظام الطائفي في سوريا من ورطته، ولمحاولة الإتيان بقيادة سياسية انتقالية ناجحة بمشاركة المعارضة وبقايا النظام الحالي، وهذا ما يفسّر التحركات السياسية المريبة التي تدور من وراء الكواليس حول سوريا بمشاركة روسيا.
كذلك فإنّ ما يدل على كثافة العمل السياسي حول الموضوع كثرة المقترحات التي تُطرح، ومناقشتها مع مختلف الأطراف وإدخال تعديلات عليها، فهناك مقترح روسي وآخر إيراني وثالث سعودي، وكل هذا النشاط السياسي المحموم تأمل أمريكا منه أن يُفضي إلى إيجاد قيادة سياسية عميلة جديدة تكون هي البديل الأنسب لسوريا بعد الأسد، وليتم بموجب هذا الحل تهميش دور الثوار المخلصين في سوريا ومن ثم القضاء عليهم.
لكن هذه المشاريع الأمريكية الإجرامية التي تستخدم في تحقيقها هذه الدول مثل إيران والسعودية وتركيا كأدوات تنفيذية لها لن تتحقق، ولن تمر، وستتحطم على مذبح الثورة كما تحطمت من قبل جميع المؤامرات التي سبقتها.