الخميس، 31 ديسمبر 2009

رداً على ناقضي الذمة في لبنان نقول لهم: إما أن تكونوا ذميين وإما أن تكونوا حربيين

رداً على ناقضي الذمة في لبنان نقول لهم: إما أن تكونوا ذميين وإما أن تكونوا حربيين

في رده على كلام أمين عام حزب الله حسن نصر الله حول " مناقشة خيارات المسيحيين الحالية والمستقبلية " في لبنان قال عضو كتلة (القوات اللبنانية) النائب في البرلمان اللبناني إيلي كيروز متبجحاً :" إن المسيحيين في لبنان لم يكونوا يوماً وفي أي لحظة من تاريخهم أهل ذمة، ولن يكونوا، وهم ليسوا بحاجة البتة إلى حماية أحد ولا وصاية أحد، بل إنهم يتمسكون بحقهم الكامل في الحرية والمواطنة في بلد كانوا في أساس قيامه".
وللأسف الشديد لم يرد على كلام هذا النائب النصراني الاستفزازي لا حسن نصر الله ولا غيره من زعماء المسلمين في لبنان، ولذلك صار واجباً على أي مسلم سمع مثل هذه التصريحات الاستفزازية لمشاعر المسلمين أن يرد عليها.
في البداية لا بد من تذكير هذا النائب بالمغالطة التاريخية الواردة في كلامه وهي زعمه أن " المسيحيين في لبنان لم يكونوا يوماً وفي أي لحظة من تاريخهم أهل ذمة "، فأقول: إن نصارى لبنان بعد الفتح الاسلامي لبلاد الشام في زمن ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب رضي الله عنه كانوا أهل ذمة، وكانوا يدفعون الجزية للدولة الاسلامية، وكانوا يعيشون تحت حماية المسلمين وفي ظل أحكام الشريعة الاسلامية، وكانوا ينعمون بعدل الاسلام ورفاهية العيش في ظلال الحكم الاسلامي، وظلوا كذلك لمدة تزيد عن الألف ومائتي عام إلى أن ضعفت الدولة العثمانية الاسلامية ومن ثم تلاشت من الوجود في العام 1924م.
وبالتالي فإن كلام هذا النائب عن نصارى لبنان بأنهم لم يكونوا من أهل الذمة يوماً هو محض افتراء وزعم باطل لا أساس له.
وأما تبجحه بأن نصارى لبنان ليسوا بحاجة الى حماية أحد ولا وصاية أحد فهذا كلام زائف ويكذبه الواقع، لأن نصارى لبنان دائماً كانوا يعيشون في حماية غيرهم، ففي ظل الخلافة الاسلامية كانوا يعيشون بحماية وأمان المسلمين لمئات السنين، وأما في نهاية العهد العثماني وعندما ضعفت الدولة العثمانية وفقدت القدرة على حمايتهم، ذُبح نصارى لبنان ذبح النعاج على أيدي الدروز بإيعاز من المستعمرين البريطانيين، وطلبوا من فرنسا حمايتهم، وادعت فرنسا بأن الموارنة مرتبطون بها ارتباطاً عضوياً لأسباب استعمارية، وما زالوا منذ تاريخ تلك المذابح قبل حوالي مائة وخمسين عاماً وحتى الآن تحت الحماية الفرنسية خصوصاً والغربية عموماً.
وخلاصة القول إن نصارى لبنان لم يكونوا يوماً بقادرين على حماية أنفسهم من دون الاعتماد على الغير، وذلك بخلاف ما يزعمه هذا النائب المدعو إيلي كيروز من (القوات اللبنانية) التي طالما استعانت بقوات دولة يهود ضد خصومها.
لقد كان الأجدر به أن يُبقي على العلاقة الطيبة لغالبية نصارى لبنان بالمسلمين، والتي تقوم على أساس عقد الذمة المتين، الذي أرسى قواعده الثابتة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه، وأما محاولة تحلله من الذمة، وإنكاره لعقدها، فهذا يُحيله - ويُحيل من وافقه على ذلك - من نصارى لبنان إلى كفار حربيين معادين للمسلمين كاليهود والأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين، وهو ما يعود عليهم في المستقبل القريب بالويل والثبور.
فعلى نصارى لبنان وبشكل خاص الموارنة منهم أن يفكروا مرتين قبل أن يقرروا ما هو واقعهم، وأمامهم خياران لا ثالث لهما: فإما أن يعترفوا بكونهم ذمييين ويكونون بذلك آمنين معززين ومكرمين في لبنان وفي سائر ديار المسلمين، لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين، وإما أن يفسخوا عقد الذمة مع المسلمين ويكونون بذلك أعداء حربيين يُنظر اليهم كما يُنظر ليهود فلسطين من حيث العداوة والبغضاء، وهذا يعني أن الدولة الاسلامية القادمة ستسوي أمرهم كما ستفعل مع دولة يهود التي نقضت عهدها مع المسلمين منذ عهد بعيد.

عنوانان وخبران

عنوانان وخبران

1- أميركا تضغط بشدة من أجل إخراج دويلة انفصالية (فعالة) في جنوب السودان العام القادم.
2- الإدارة الأمريكية توافق على زيارة جون كيري لإيران.

التفصيل

1- تسعى الإدارة الأمريكية بشتى السبل وبكل جدٍ واجتهاد من أجل إخراج دويلة انفصالية في جنوب السودان في الموعد المضروب لها وذلك بُعيد إجراء الاستفتاء العام لسكان مناطق الجنوب في العام 2011 وفقاً لاتفاقية نيفاشا المشؤومة.
وتعمل هذه الإدارة على منع الحكومة السودانية من العمل على عرقلة عملية الفصل وذلك من خلال إجبار الرئيس السوداني عمر البشير على إعادة تدوير قانون الاستفتاء بحيث يُسهِّل عملية الانفصال، ولا يعقدها، ولا يضع أية عراقيل أمامها.
وتضغط إدارة أوباما من خلال استخدام عدة أساليب: منها دعم الانفصاليين الجنوبيين بمئات الملايين من الدولارات وذلك استناداً إلى اعتراف ممثل الانفصاليين الجنوبيين في واشنطن ازيكيل غاتكوث بأن الادارة الأمريكية تساعد حكومة جنوب السودان الانفصالية للاستعداد للاستقلال بعد استفتاء سنة 2011 وقال بأن: "جزءاً كبيراً من المليار دولار التي تُقدمها الولايات المتحدة سنوياً إلى السودان سيذهب إلى الجنوب لبناء طرق ومدارس ومستشفيات وجيش منفصل"، وأضاف لصحيفة واشنطن تايمز الأمريكية: "صار واحداً من أهداف الولايات المتحدة أن يكون جنوب السودان دولة فعالة بعد استفتاء عام 2011". وهدَّد غاتكوث حكومة البشير بالحرب إذا تم تزوير الاستفتاء فقال: "إذا أحس الجنوبيون أن الاستفتاء مزور ستعود الحرب".
إن دعم أمريكا المتواصل وضغطها الشديد على السودان لفصل جنوبه عن شماله، وانصياع البشير وحكام السودان وغالبية سياسييه للرغبات الأمريكية كل ذلك يؤكد على حقيقة الدور الأمريكي الاستعماري الغاشم الذي تمارسه أمريكا في السودان، وفي سائر البلدان العربية والإسلامية، والذي ترمي من ورائه إلى تمزيق العالم الإسلامي، وبسط سيطرتها عليه، وإحكام قبضتها على دوله.
لقد كان من المفترض إزاء هذا الموقف العدائي الأمريكي ضد السودان وضد سائر البلدان الإسلامية أن يُواجه هذا العداء برد صارم من قبل حكام المسلمين وذلك بأن يوقفوا التعاون مع أمريكا في مؤامراتها الانفصالية ضد البلدان الإسلامية، وأن يقوموا على الأقل بقطع علاقاتهم معها، لمنع ازدياد النفوذ الأمريكي في بلاد المسلمين، ومنع تقطيع أوصال السودان، ومنع تفتيت ديار الإسلام، والحيلولة دون تمزيق دوله إلى مزق هزيلة جديدة.


2- كشفت صحيفة ((وول ستريت جورنال)) الأمريكية يوم الخميس الماضي أن السيناتور جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأمريكي والمرشح السابق للرئاسة الأمريكية عن الحزب الديمقراطي للعام 2004م يعتزم القيام بزيارة رسمية إلى إيران، وقالت الصحيفة إن هذه الزيارة قد حظيت بموافقة البيت الأبيض.
ومعلوم أن جون كيري شخصية سياسية أمريكية مرموقة ومعتمدة من قبل إدارة أوباما للقيام بمهام رسمية بالتنسيق مع الرئيس الأمريكي نفسه خدمة للأجندة السياسية الحكومية.
وإن تمت هذه الزيارة لإيران فهذا يعني أنها ستكون أرفع زيارة تقوم بها شخصية على هذا المستوى منذ العام 1986م عندما قام عضو المجلس القومي الأمريكي السابق الكولونيل أوليفر نورث بزيارة لطهران في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان لعقد صفقة إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين في حادثة السفارة الأمريكية.
وقد علَّق أحد الباحثين في معهد كارنيجي الدولي للسلام على هذه الزيارة بقوله: "يبدو أن الولايات المتحدة تحب الأنظمة الدكتاتورية".
إن هذه الزيارة المنكرة لجون كيري لإيران تفضح حقيقة العلاقات السرية الأمريكية الإيرانية، وتكشف واقع التبعية الإيرانية لأمريكا في السياسة الخارجية.

الخميس، 24 ديسمبر 2009

الحكومة المصرية تُعطي موافقتها الصريحة على اتفاقية دولية تُبيح ارتكاب فاحشة الزنا

الحكومة المصرية تُعطي موافقتها الصريحة على اتفاقية دولية تُبيح ارتكاب فاحشة الزنا

تناقلت وكالات الأنباء عن وزيرة الدولة المصرية لشئون الأسرة والسكان مشيرة خطاب موافقتها على التوقيع على اتفاقية "سيداو" التي تمنح المرأة ما يُسمى بحق (إقامة علاقات جنسية خارج إطار الزوجية)، وذلك بالرغم من اعتراض الأزهر عليها لمخالفتها الصريحة للشريعة الإسلامية. وكانت الوزيرة خطاب قد أكدت خلال مشاركتها في دائرة مستديرة عقدتها قبل أيام في المجلس القومي للأمومة والطفولة:" أن مصر لا تتحفظ على الأفكار التي وردت في الاتفاقية، وأنها لا تعارض في ممارسة الضغط على بعض الدول العربية المعترضة للموافقة على تلك الاتفاقية" وذلك بعد أن أبدت عدد من الدول رفضها لما ورد في تلك الاتفاقية من بنود تطعن في القيم الإسلامية.
وكان من الطبيعي أن تُواجه هذه الاتفاقية الأممية بمعارضة قوية من المجامع الفقهية الإسلامية ومن علماء المسلمين في غالبية البلدان الإسلامية وذلك لمصادمتها الصريحة للتشريعات الإسلامية المتعلقة بنظام الأسرة المسلمة، واستهدافها لها بمعاول التخريب والهدم والتحطيم.
إن مثل تلك الاتفاقيات الدولية الهدّامة التي تستهدف المرأة المسلمة والأسرة المسلمة والمجتمع المسلم لم تأت قطعاً من فراغ، وإنما يتم إعدادها سلفاً بالتنسيق مع الحكومات المتواطئة مع الكفار ومع ألد أعداء الأمة. وأما تبرير الحكومة المصرية لقبولها لها ضمن ما يُسمى ب"الجنس خارج نطاق الأسرة" إنما هو تشريع واضح في إباحة الزنا والفجور في المجتمعات المسلمة، فالحكومة المصرية تتصرف وكأنها حكومة لشعب غير مسلم.
وكأنه لا يكفي ما يُعانيه شعب مصر والشعوب المسلمة الأخرى من مصائب وخيانات وعمالة نظام حسني مبارك على الصعيدين الإقليمي والدولي، بل انه يُضيف إلى كل تلك الكوارث طامة جديدة من الكفر الصراح يتم إدخالها على القانون المصري الذي لم يبق فيه شيئاً له علاقة بالإسلام، مع أنّ هناك الكثيرون الذين ما زالوا يزعمون بأنه لا يتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية الغرّاء.

الأربعاء، 23 ديسمبر 2009

ثلاثية إخبارية

ثلاثية إخبارية

1- عودة الدفء إلى العلاقات بين الدولة التركية ودولة يهود.
2- مؤتمر المناخ في كوبنهاجن يفرز قوى دولية كبرى جديدة.
3- فنزويلا تقود شعوب أمريكا اللاتينية نحو التحرر من الهيمنة الأمريكية.

الأخبار بالتفصيل


1- لم تكن التوترات التي ظهرت بين الحكومة التركية ودولة يهود بعد حرب غزة سوى فقاعات سياسية أكسبت حكام تركيا شيئاً من الكاريزما الشعبية ثم سرعان ما عادت العلاقات بين الدولة التركية ودولة يهود إلى سابق عهدها، وعادت الحرارة من جديد إلى العلاقات بين الدولتين بعدما سادها شيء من البرودة.
فعلى هامش مؤتمر المناخ الذي عقد في كوبنهاجن التقى رئيس كيان يهود شيمعون بيريس بالرئيس التركي عبد الله غول الجمعة الماضي وخرج هذا اللقاء ببيان جاء فيه: "بيريس وغول اتفقا على العودة إلى علاقات عادية وإيجابية وروتينية"، كما جاء في البيان أن: "بيريس شكر غول على جهود تركيا للدفع بالسلام في الشرق الأوسط"، ثم دعا بيريس الرئيس التركي لزيارة كيان يهود وقبل غول الدعوة.
وكان وزير التجارة والصناعة في دولة يهود بنيامين بن أليعازر قد زار الشهر الماضي تركيا ودعا من أنقرة إلى ما سماه بالشراكة الإستراتيجية بين الدولتين. وتلقى أيضاً وزير حرب دولة يهود إيهود باراك الخميس الماضي دعوة رسمية لزيارة تركيا.
إن هذه الزيارات والدعوات والبيانات بين الطرفين تؤكد على حقيقة أن ما بدا من توتر بينهما العام الماضي لم يكن سوى سحابة صيف عابرة، وأن العلاقات بين النظامين هي أرسخ وأقوى من أن يهزها بعض المواقف وبعض الانتقادات. فلو كان رئيس الحكومة التركي رجب طيب أردوغان الذي اتهم دولة يهود بارتكاب جرائم حرب في غزة صادقاً في كلامه لما وافق على زيارة حكام دولة يهود لتركيا، ولو كان جاداً في موقفه لقام على الأقل بقطع العلاقات مع دولة يهود، وقام بإعلان حالة العداء معها. وهذا أقل ما يجب أن يفعله لو كان أردوغان صادقاً وجاداً.


2- على مدى أسبوع كامل من المفاوضات المضنية حول التغيرات المناخية وآثارها الضارة على البيئة، وحول الدول التي تتسبب أكثر من غيرها في رفع درجة حرارة الأرض، وفي تحملها المسؤولية عن تقليل الانبعاثات الغازية، كان لقوى دولية جديدة بروز ملحوظ في المؤتمر، وتم تسليط الأضواء عليها، فبالإضافة إلى القوى الكبرى المعروفة كالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان، فقد ظهرت الصين كقوة ثانية في العالم بعد الولايات المتحدة في هذا الصدد، كما برزت كل من الهند والبرازيل من بين الدول المهمة التي تمحور النقاش حول تأثير صناعاتها المتزايد على البيئة والحد من انبعاث الغازات الدفيئة فيها.
وقد مثَّلت دولة جنوب أفريقيا القارة الأفريقية في المؤتمر، وعُقدت قمة مصغرة في ختام جدول أعمال المؤتمر ضمت ممثلين عن القوى الدولية الرئيسية في العالم شملت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والصين والهند وجنوب أفريقيا، فيما غاب أي تأثير لزعماء البلدان العربية والإسلامية في القمة.

3- تسعى القيادة السياسية في فنزويلا ممثلة بالرئيس الفنزويلي هيوجو شافيز إلى قيادة شعوب أمريكا اللاتينية نحو التحرر من الهيمنة الأمريكية الاستعمارية على دول القارة الأمريكية اللاتينية.
ففنزويلا التي أسست مع كوبا في العام 2005م رابطة تحالف شعوب أمريكيا [ألبا] لتكون البديل الحقيقي عن رابطة الدول الأمريكية مع الولايات المتحدة، تقوم في هذه الأثناء بتوقيع اتفاقيات جديدة لا تعتمد على سياسات التجارة الحرة الصماء التي تنتهجها الولايات المتحدة، وإنما تعتمد على سياسات التكامل الاقتصادي بين الدول الأمريكية اللاتينية.
وقد ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن الرئيس الكوبي راؤول كاسترو قد وقّع مع نظيره الفنزويلي هيوجو شافيز اتفاقية تعاون اقتصادي تبلغ قيمتها 3.2 مليار دولار تشمل 250 صفقة في مجالات متعددة منها المشاركة في التنقيب عن النفط قبالة السواحل الكوبية.
وتسعى فنزويلا منذ تولي شافيز السلطة فيها إلى إرساء قواعد سياسات اقتصادية جديدة بين دول أمريكا اللاتينية تقوم على أساس تبادل المنافع والخدمات والسلع بين تلك الدول بدلاً من سياسات العولمة الأمريكية الاستعمارية القائمة على أساس فتح الأسواق بشكل مطلق وبدون أية قيود.


الخميس، 17 ديسمبر 2009

شركة دبي العالمية تُشارك في مشاريع قمار

شركة دبي العالمية تُشارك في مشاريع قمار
ذكرت وكالة أل(CNN) للأنباء أن شركتا "أم جي أم ميراج" الأمريكية و"دبي العالمية" افتتحتا مساء الأربعاء، فندقا وناديا للقمار، ضمن مشروع "سيتي سنتر" الذي يتكلف 8.7 مليار دولار في مدينة لاس فيغاس الأمريكية. وقالت إن الفندق "آريا" يضم أكثر من أربعة آلاف غرفة فندقية وناديا للقمار، تزيد مساحته عن 150 ألف قدم مربع، ويشمل كذلك عشر حانات وملاهي ليلية، فضلا عن 16 مطعما، ومنطقة للعروض الفنية.
وتمتلك شركة "دبي العالمية" المتعثرة والمملوكة لحكومة دبي في الإمارات العربية، 50 في المائة في المشروع، في حين يعود النصف الآخر للشركة الأمريكية التي تعمل في إدارة نوادي القمار، ويسيطر عليها الملياردير كيرك كيركوريان.
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" قد قالت نقلا عن مصادر لم تسمها في أبريل/نيسان الماضي" إن مشروع "سيتي سنتر" في لاس فيغاس يطلب النصح بشأن إشهار الإفلاس".
ويُذكر أن "سيتي سنتر" ، الذي بدأ العمل فيه عام 2005، هو مجمع سكني وترفيهيي وتجاري فاخر متعدد الاستخدامات، تشرف "أم جي أم" على تطويره على مساحة 67 فداناً بين منتجعي بيلاجيو، ومونت كارلو في لاس فيغاس.
هذه هي نوعية الاستثمارات التي تُساهم بها إمارة دُبي، وهذه هي النهضة التي يزعمون أن الامارة قد حقّقتها.

الأربعاء، 16 ديسمبر 2009

ثلاثية إخبارية

عناوين وأخبار

1- خنوع حكام الجزائر للإملاءات الأمريكية وموافقتهم على إقامة قواعد عسكرية أمريكية في الجزائر.
2- الشركات النفطية الأجنبية توقع على عقود لنهب نفط العراق.
3- انخفاض منسوب بحيرة السد العالي بسبب إقامة السدود التي رعتها دولة يهود في أثيوبيا.


الأخبار بالتفصيل


1- بعد سنوات من التمنع والتردد سقط حكام الجزائر أخيراً في فخ الإملاءات الأمريكية المذلة وقبلوا بإقامة قواعد عسكرية أمريكية على الأراضي الجزائرية لأول مرة في تاريخ الجزائر.
وقد ذكر المعارض الجزائري محمد العربي زيتوت أنه تم الاتفاق مع قائد القوات الأمريكية في أفريقيا المعروفة اختصاراً باسم (أفريكوم) الجنرال وليام وورد لدى زيارته للجزائر على صيغة لتأسيس قواعد أمريكية مؤقتة ومتنقلة يتم بموجبها استخدام الأراضي الجزائرية وأراضي مالي وموريتانيا والنيجر وتشاد كلما اقتضت الحاجة لذلك.
وقبلت الحكومة الجزائرية الذليلة بهذه الصيغة بدلاً من الصيغة السابقة التي طرحتها واشنطن على الجزائر والتي كانت تقضي بإقامة قواعد عسكرية ثابتة.
ومن أجل تسهيل تمرير هذه الاتفاقية المشينة استخدمت الحكومة الجزائرية كبار الضباط الجزائريين السابقين من خلال إشراكهم في شركات أمنية مع الأمريكيين والأوروبيين ليمارسوا بأنفسهم الضغط على الرأي العام وعلى الوسط السياسي المعارض في الجزائر لإيجاد نفوذ عسكري أمريكي في الجزائر واقامة قواعد أمريكية فيها.
والثمن البخس الذي حصل عليه هؤلاء الضباط هو مجرد حماية أمريكا لهم من المساءلة القانونية على جرائمهم التي ارتكبوها في تسعينيات القرن الماضي ضد شعبهم أمام المحاكم الدولية.
وهكذا تسقط الزمر السياسية والطغم العسكرية العميلة بسهولة في قبضة أمريكا عدوة الأمة الرئيسية مقابل الحماية الشخصية للزعماء الجزائريين المجرمين من أجل الحفاظ على امتيازاتهم ونفوذهم.
وهذا مجرد مثال واحد من أمثلة كثيرة يدل على كيفية شراء الذمم من قبل الدول الكبرى للطبقات السياسية الحاكمة في بلاد المسلمين.

2- تهافتت الشركات الأجنبية النفطية العملاقة على العراق لتوقيع عقود مجزية مع الحكومة العراقية العميلة تقوم على أساس النهب المنظم للثروة النفطية العراقية الخيالية والتي كانت من أهم أسباب الغزو الأمريكي البريطاني للعراق في العام 2003، فقد حظيت شركتي شل البريطانية الهولندية المشتركة وحليفتها شركة بتروناس المالية بنصيب الأسد من حقل مجنون النفطي العراقي العملاق حيث ترجح المصادر المختصة أن يصل مخزون هذا الحقل إلى أكثر من 21 مليار برميل وستحصل شركة شل على 45% من الحقوق فيه بينما ستحصل شركة بتروناس على 30% منه فيما تحصل الحكومة العراقية على 25% فقط. كما حصلت شركة سي إن بي سي بمشاركة كل من توتال الفرنسية وبتروناس الماليزية على عقود بتطوير حقل الحلفاوية العملاق والذي تُقدر احتياطاته بنحو 4.1 مليار برميل. وكانت شركتا بريتش بتروليوم البريطانية واكسون الأمريكية قد فازتا سابقاً بعقود تطوير حقول الرميلة والزبير والقرنة والذي يقول وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني إن الإنتاج الإجمالي لهذه الحقول الثلاثة سيتجاوز الستة ملايين برميل في اليوم، وفازت شركات صينية ونرويجية وأنجولية وشركات أخرى بعقود مماثلة.
ويخطط الأمريكان للعراق بأن تصل قدرته النفطية الإنتاجية إلى ما بين 10 ملايين إلى 12 مليون برميل يومياً بحيث يتفوق العراق على السعودية التي تنتج ما بين 8 إلى 10 ملايين برميل يومياً فقط.
ويقول المراقبون أن المزادات النفطية التي تعرضها حكومة المالكي على الشركات النفطية في هذه الأيام الأخيرة تُعادل وحدها ما تملكه دولة عضو في منظمة الأوبك مثل ليبيا من نفط.
إن هذا النهب المنظم للنفط العراقي الذي يأخذ الشكل القانوني ما هو إلا ثمرة طبيعية من ثمار الغزو الأمريكي للعراق، وتريد أمريكا من هذه منح هذه العقود المغرية للشركات والدول الكبرى ضمان سكوت هذه الدول على المخططات الأمريكية.
3- كشف خبير المياه الدكتور ضياء الدين القوصي النقاب عن أن كمية المياه الموجودة ببحيرة السد العالي جنوب مصر قد انخفضت من 160 مليار متر مكعب إلى 120 مليار فقط، وفسَّرت الدكتورة ماجدة غنيم الخبيرة الدولية في التنمية أن هذا الانخفاض سببه خسارة مصر لأكثر من أربعة مليارات متر مكعب من المياه كانت تحصل عليها بسبب السد الذي أقامته أثيوبيا بدعم وتمويل (إسرائيلي)، وأكدت غنيم "أنه من المتوقع استمرار تناقص حصة مصر من المياه عاماً بعد آخر مع بناء المزيد من السدود بتحريض وتمويل إسرائيلي يهدف إلى تقليص حصة مصر من المياه مما سيدخلنا في نفق الفقر المائي".
وأضافت غنيم: "وحيث أن معظم إيراد النيل يأتي من أثيوبيا، فقد بعث الكيان الصهيوني بخبرائه في المياه إلى أثيوبيا، والذين ساعدوها على إنشاء 3 سدود على روافد النيل الكبرى التي تدخل على المجرى الرئيسي في أجزاء متقدمة من جنوب أثيوبيا ثم السودان ثم مصر، وقد أقرّت أثيوبيا بهذه السدود الثلاثة (بنشام – الليبرد - ستيد) بحجة توليد الكهرباء، وأقرت بوجود الخبراء الصهاينة هناك".
وأوضحت غنيم أن "إسرائيل قامت باللعب في جنوب السودان فأوقفت مشروع قناة (جونجلي) التي كانت ستوفر لمصر كمية إضافية قدرها 5 مليارات متر مكعب من المياه".
إن النظام المصري وبدلاً من أن يواجه العدو اليهودي الذي يتربص بمصر الدوائر نجده ينسق مع هذا العدو في كل شيء وآخر ذلك التنسيق يتمثل في محاصرة قطاع غزة وزرع الأسيجة الفولاذية العميقة لمنع التهريب إلى القطاع ولترك مليون ونصف هناك يموتون جوعاً.


الجمعة، 11 ديسمبر 2009

هشاشة الاقتصاد العالمي

هشاشة الاقتصاد العالمي
بالرغم من الاجراءات الصارمة التي اتخذت لمنع انهيار الاقتصاد الاعالمي بعد تفجر الازمة المالية العام الماضي، وبالرغم من اعلان الاقتصاديات الكبرى خروجها من حالة الكساد، الا أن الاقتصاد العالمي ما زال هشّاً وغير موثوق به، فالدولار الضعيف والخوف من تغير سعر الفائدة وصعوبة الائتمان ثلاثة عوامل رئيسية تُبقي الاقتصاد العالمي في حالة مضطربة، وتُبقي الوضع الاقتصادي العالمي في حالة عدم استقرار حقيقية لا يُدرى متى ستنتهي.
ومن أبرز مظاهر حالة الهشاشة التي تنتاب الاقتصاد العالمي ارتفاع نسب البطالة في الدول الصناعية الكبرى، وزيادة التضخم وارتفاع الأسعار في غالبية دول العالم، وتمديد العمل بخطط التحفيز وهو ما يعني استمرار العجز في الموازنات العامة لغالبية الدول ذات الاقتصاديات الكبرى.
وقد حذر وزير المالية الألماني الجديد ولفغانغ شوبل من احتمالات تعرض العالم لأزمة أصول جديدة مصدرها انخفاض الفائدة على الدولار وضعف العملة الأميركية وقال"إن الأزمة المالية العالمية سوف يكون لها تأثير زلزالي في العالم كالتأثير الذي سببه انهيار حائط برلين قبل عشرين سنة"، وأضاف في مقابلة مع صحيفة بلد أم سونتاغ الأسبوعية "إنني أعتقد أن الأزمة المالية ستغير العالم مثلما غيره سقوط حائط برلين". وأوضح "أن ميزان القوى بين أميركا وآسيا وأوروبا يتحول بصورة كبيرة, وأن التداعيات لم تنته بعد" وتابع:" إن الاقتصادات تتحسن لكن يجب أن تحصل الشركات على الائتمان الذي تحتاجه من البنوك".
واعتبر المدير العام لصندوق النقد الدولي دومينيك ستراوس كان الاثنين في لندن أن الاقتصاد العالمي لا يزال هشا للغاية على الرغم من أن عاصفة الأزمة المالية قد ولت. وقال ستراوس كان في كلمة في المؤتمر السنوي لكنفدرالية الصناعة البريطانية -أكبر رابطة عمالية في بريطانيا- "اليوم العاصفة مرت. الأسوأ تم تجاوزه بفضل رد جريء وسريع وأيضا بفضل التعاون". وتابع " أنه يمكن القول إن تعافي الاقتصاد العالمي قد بدأ لكن الكل مدرك أن هذا التعافي هش للغاية ويعتمد على سياسة داعمة"، في إشارة إلى برامج الحفز الضخمة التي أقرتها دول كثيرة للتغلب على أسوإ ركود منذ ثلاثينيات القرن الماضي. وقال المسؤول النقدي الدولي" إن الكل توحد وراء هدف واحد خلال الأزمة, ونبه إلى أن هذا التوحد قد يتبدد لتصبح معالم الطريق غير واضحة". وحث المدير العام لصندوق النقد الدولي دول العالم على:" أن تتعاون أكثر فيما بينها لدعم بوادر تعافي الاقتصاد العالمي، مشيرا إلى أن تحديات جديدة ومعقدة تقف في طريق التعافي الكامل من الأزمة".
وأما رئيس البنك الدولي روبرت زوليك فقد حذر:" من أن الاقتصاد العالمي في مرحلة ما بعد الأزمة يتعرض لأخطار جديدة مما يطلق عليه الفقاعات المالية أو الاستثمارية التي قد تدفع ملايين الناس إلى الفقر والجوع"، واستدل على هذا بزيادات عالية في أسعار السلع،وأوضح في مقال له نشرته يومية الفايننشال تايمز:" أن برامج الإنعاش غير المسبوقة التي اعتمدت في الولايات المتحدة وباقي أنحاء العالم خلصت الاقتصاد العالمي من ركود عميق لكنها في المقابل خلقت جملة من المخاطر"، وأشار رئيس البنك الدولي إلى:" أن آسيا تقود في الوقت الحاضر الاقتصاد العالمي بفضل ارتفاع في مؤشرات الإنتاج الصناعي والتجارة وهذا يعكس جزئيا النمو في الصين والهند".
وأما بخصوص العجز فقد ذكرت مصادر بالكونغرس الأميركي أن الموازنة الحكومية سجلت عجزا كبيرا في الشهرين الأولين من السنة المالية الحالية بعد عجز قياسي في موازنة العام الماضي التي انتهت في سبتمبر/أيلول. وقال مكتب الموازنة بالكونغرس" إن الحكومة الأميركية أنفقت فى أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني مبلغ 292 مليار دولار أكثر مما كان متوقعا". وبلغ العجز في الموازنة وفقا لسجلات وزارة الخزانة 176.4 مليار دولار في أكتوبر/تشرين الأول, بينما قدر مكتب الموازنة العجز في نوفمبر/تشرين الثاني بحوالي 115 مليار دولار. وشهدت ميزانية السنة المالية الماضية عجزا قدر بـ1.4 تريليون دولار. وهو أكبر عجز تسجله واشنطن منذ 1945، ويعادل 10% من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي، وهذا الارتفاع الكبير في العجزمن الواضح أن سببه خطط التحفيز التي قامت بها الحكومة الأمريكية لمواجهة الأزمة المالية ودفعتها لضخ المليارات وتقليص الإيرادات.
وأما ارتفاع معدلات البطالة والفقر فهما أكبر أفة تُواجه الدول الصناعية الكبرى بعد هدؤ العاصفة، فقد قال البنك الدولي في تقديرات جديدة له الاثنين إن الأزمة العالمية ستضيف أكثر من 150 مليون شخص إلى صفوف الفقراء في العالم بحلول العام 2010, وأشار إلى أن أكثر من ثلاثين مليونا بأوروبا وآسيا سيكونون من ضحايا موجة الفقر الجديدة. ومن جهتها أكدت منظمة العمل الدولية اليوم الاثنين أن الأزمة الاقتصادية العالمية تسببت خلال عام في إلغاء ما لا يقل عن 20 مليون وظيفة, وحذرت من أن ملايين أخرى من الوظائف قد تلغى إذا عجلت الدول بوقف برامج الحفز الاقتصادي. وقالت المنظمة -وهي إحدى الوكالات التابعة للأمم المتحدة- في تقرير نشر اليوم تحت عنوان"أزمة الوظائف العالمية وما وراءها"، إن البيانات التي قدمتها 51 دولة تظهر أن 20 مليون شخص على أقل تقدير سرحوا من وظائفهم منذ أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي ورفعت الأزمة معدلات البطالة في الولايات المتحدة إلى مستويات لم تسجل منذ ربع قرن على الأقل إذ تعدت 10% أو أوشكت أن تبلغها.
هذه هي آفات الرأسمالية وهذه هي عيوبها، فهي مهما حاولت اصلاح نظاما فلن تنجح في ذلك مهما اتخذت من خطوات لأن الفساد ضارب في جذورها وجذوعها، وليس في ثمارها وأوراقها، والحل الوحيد لاصلاح الاقتصادالعالمي يكمن في نبذ هذه الرأسمالية المتوحشة ونبذ الدول الراعية لها.

الخميس، 10 ديسمبر 2009

عنوانان وخبران

عنوانان وخبران


1- روسيا تتعاون مع أمريكا وحلف الناتو في أفغانستان.
2- منظمات حقوقية مصرية تصف الدولة في مصر بأنها دولة
بوليسية.

التفاصيل
1- أظهر الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف استعداد بلاده لدعم الاستراتيجية العدوانية الجديدة لأمريكا في أفغانستان، والتي تكشف عن عزم إدارة أوباما شن حرب شاملة ضد الإسلام والمسلمين في باكستان وأفغانستان.
وأعلن ميدفيديف عن دعمه لأمريكا في مؤتمر صحفي عقده مع رئيس الوزراء الإيطالي سلفيو برلسكوني نهاية الأسبوع الماضي حيث قال: "نحن مستعدون لدعم هذه الجهود، وضمان انتقال القوات، والمشاركة في المشاريع الاقتصادية وتدريب الشرطة والجيش في أفغانستان".
وكانت روسيا من قبل قد فتحت مجالها الجوي وخطوط نقلها البرية لاستخدام القوات الأمريكية من أجل تأمين الإمدادات العسكرية والتموينية إلى داخل الأراضي الأفغانية.
وتُبدي روسيا بانتهاجها هذه السياسة المتواطئة تعاوناً لافتاً مع أمريكا والدول الغربية في احتلالها لأفغانستان التي يُفترض أن تكون لها سياسة متميزة تجاهها خاصة وأنها تقع في خاصرة نفوذها.
وبتجاوبها مع هذه السياسة الأمريكية تكون روسيا قد فقدت استقلالية قرارها الذي يجب أن يكون متميزاً عن الخط السياسي الغربي الذي تقوده أمريكا، وهو ما من شأنه أن يضعها في نفس دائرة الاستهداف من قبل العالم الإسلامي بسبب سياسة الاستعداء التي تنتهجها ضد المسلمين وهي ذات السياسة التي تستخدمها أمريكا ضدهم.
2- صدر تقرير مشترك عن ست عشرة منظمة حقوقية مصرية يوم الخميس الماضي يصف الدولة المصرية بأنها دولة بوليسية تلعب الأجهزة الأمنية فيها (دوراً محورياً في جميع مناحي الحياة) فيها.
وقال التقرير: "إن سيادة نمط متكامل من الاستثناء والانتهاكات في ظل مناخ من الحصانة تم إنشاؤه وتعميمه بشكل متعمد على مدار عدة عقود"، وأضاف إنه: "في ظل سياسة الاستثناء هذه توسعت سلطات الأجهزة الأمنية حتى أصبحت مصر دولة بوليسية، فإلى جانب الانتهاكات المباشرة التي ترتكبها أجهزة الأمن ضد المواطنين والتي يفلت مرتكبوها في الأغلب الأعم من العقاب، أصبحت الأجهزة الأمنية تلعب دوراً محورياً في كافة مناحي الحياة العامة".
وأكد التقرير أن "الأمر لم يعد مقتصراً على تدخل الأجهزة الأمنية في شؤون المؤسسات السياسية أو الأهلية أو التعليمية أو الدينية أو الإعلامية، وإنما امتد أيضاً إلى تعطيل أحكام القضاء في الكثير من الحالات".
وجاء أيضاً في هذا التقرير الذي قُدِّم إلى مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إنه "ليست هناك حماية للمصريين من التعذيب الذي يمارس بشكل منهجي وروتيني يومياً في أقسام الشرطة ومقار مباحث أمن الدولة".
وأشار التقرير إلى أن "الاستمرار المتواصل للعمل بقانون الطوارئ منذ 6 تشرين أول (أكتوبر) من العام 1981م أدّى إلى الإهدار الفعلي لقيم دولة القانون والمساواة أمام القضاء".

السبت، 5 ديسمبر 2009

الصراع الدولي ما زال يُشكل قواعد اللعبة السياسية في بلدان العالم الإسلامي

الصراع الدولي ما زال يُشكل قواعد اللعبة السياسية في بلدان العالم الإسلامي

إن معظم قواعد اللعبة السياسية في بلدان العالم الإسلامي ما زالت- وبعد مضي أكثر من ستين عاما من جلاء الاستعمار بشقه العسكري- تتشكل من خلال الصراع الدولي على النفوذ والمنافع والثروات في البلدان العربية والإسلامية.
وحتى هذا الصراع الدولي بات يترك في بعض آثاره عودة للجانب العسكري الاستعماري كما هو الحال في أفغانستان والعراق والصومال ومناطق أخرى.
وباستثناء الجهاد الذي تقوم به حركة طالبان في أفغانستان وبعض الحركات الإسلامية الأخرى في مناطق محدودة في العالم الإسلامي فإن مجمل العلاقات السياسية في البلدان العربية والإسلامية ما زالت خاضعة للصراع بين الدول الكبرى.
ومن أمثلة هذا الصراع الدولي الذي يُشكل العلاقات السياسية الخارجية للبلدان العربية والإسلامية ما يجري في باكستان على سبيل المثال، فبريطانيا مثلاً لما رأت الأمريكان يهيمنون على مقدرات الباكستان من خلال سيطرتهم على الجيش وعلى الرئيس زرداري نفسه شرعوا بإعادة الصلاحيات لرئيس وزرائه جيلاني مبتدئين بأهم وأخطر صلاحية يمتلكها الرئيس ألا وهي التحكم بالزر النووي، وممهدين بذلك لعودة النظام النيابي ( البرلماني ) لتكون لهم الغلبة في باكستان، أو على الأقل ليكون لهم دور أكبر في مشاركة أمريكا في الكعكة الباكستانية.
وعندما ردت أمريكا على ذلك بطرح إستراتيجية جديدة تشتمل على ضمانات بزيادة الولايات المتحدة مساعداتها العسكرية والاقتصادية لباكستان شريطة المزيد من تعاون باكستان معها في الحرب على طالبان، ردت بريطانيا من خلال جيلاني بأن سياسة أمريكا هذه ستنطوي على تداعيات سلبية في وضع إقليم بلوشستان الباكستاني، وأن هذه السياسة يجب ألا تخل بالتوازن الإقليمي في جنوب آسيا.
وربما هذا يفسر رسالة بعث بها الرئيس الأمريكي أوباما إلى زرداري قائلاً له إنه يتوقع أن يحشد المؤسسات السياسية والأمنية في حملة موحدة ضد من وصفهم بالمتطرفين، واستثنى من طلبه المؤسسة العسكرية لأنها مضمونه الولاء للأمريكان.
ويقاس على مثل هذا الصراع ما يجري في مناطق أخرى في العالم الإسلامي كالصراع في اليمن ومنطقة الخليج وشمال إفريقيا والسودان وغيرها من المناطق الكثيرة.
وهكذا نجد أن تشكيل معظم العلاقات السياسية في البلدان العربية والإسلامية تخضع للصراع بين الدول الكبرى وهذه الأمثلة هي مجرد عينه تؤكد على هذه الحقيقة .
إننا وللأسف الشديد ونحن نوضح هذه العلاقات القائمة على هذا الصراع الدولي نجد أن بلداناً كانت أقل شأناً من البلدان العربية والإسلامية في ارتباطها مع أمريكا والقوى الكبرى قد تحررت ولو جزئيا من هيمنة القوى الكبرى عليها، ومن هذه البلدان غالبية دول أمريكا اللاتينية التي باتت تساهم في تشكيل علاقاتها الدولية بنفسها بعيداً عن صراع القوى الكبرى الدائر عليها.
إن هذه الأنظمة الحاكمة في بلادنا قد توارثت العمالة والخضوع للأجنبي جيلاً بعد جيل وان اختيارها وارتضائها للتبعية مع القوى الكبرى مرده إلى حاجتها الماسة إلى سند يبقيها في سدة الحكم، وبما أنها قد فقدت السند الطبيعي الذي يعتمد على الأمة وشعوبها، لذلك كان اختيارها للسند المصطنع على عدو الأمة من قوى الكفر الكبرى أمراً طبيعياً بالنسبة لها.
ومن هنا كانت عملية إصلاح الأنظمة الحاكمة في بلادنا الاسلامية لا رجاء فيها، ولا أمل يرتجى منها، لأنها أنظمة صُنعت على عين بصيرة من قبل الدول الغربية، وعلاجها الوحيد هو الإطاحة بها والقضاء عليها قضاءً مبرماً.

الخميس، 3 ديسمبر 2009

استراتيجية أوباما والغرق في المستنقع الأفغاني
أخيراً وبعد ثلاثة أشهر من التداول والدراسة والنقاش بين صنّاع القرار في الولايات المتحدة أعلن الرئيس الأمريكي استراتيجية إدارته الجديدة تجاه أفغانستان، وكان أبرز ما فيها إرسال ثلاثين ألفاً من الجنود الى الجبهة الأفغانية، وأن يبدأ إنسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان في منتصف العام 2011 ، وأن يتم تسليم القوات الأفغانية وقوات مرتزقة أخرى شبيهة بميليشيات الصحوة في العراق مسؤولية ادارة المحافظات الأفغانية بشكل تدريجي، وذلك بعد أن يكتمل إعدادها وتدريبها طوال هذه الفترة. وضمّن خطته مطالبة أوباما للدول الأعضاء في حلف الناتو المشاركة بتقديم خمسة آلاف جندي إضافي إلى أفغانستان لتساعد القوات الأمريكية في بسط سيطرتها على قوات حركة طالبان. وعلّق أوباما نجاح هذه الاستراتيجية في اعتمادها على التعاون الوثيق مع الدولة الباكستانية وجيشها.
هذه هي أبرز النقاط الواردة في خطة أوباما والتي اعتبرت من أهم الاستراتيجيات التي تبنتها أمريكا للتعامل مع أهم وأخطر مشكلة تُواجهها منذ خوضها للحرب العالمية الثانية ولحرب فيتنتام. وتكاد تكون هذه الخطة هي عينها التي استُخدمت في العراق، كما تكاد تكون طريقة التفكير فيها هي ذاتها التي استخدمها نفس الشخص في العراق وهو وزير الحرب الأمريكي روبرت غيتس الذي عُيّن في منصبه في نهاية عهد بوش.
وبالتدقيق في هذه الاستراتيجية نجد أنها استراتيجية هزيلة، غير مقنعة ولا مضمونة النتائج، لأن استنساخ ما جرى في العراق مسألة غير واردة في أفغانستان، وما حصل في العراق ليس بالضرورة أن يحصل في أفغانستان، والقياس هنا خاطئ، فالعراق غير أفغانستان، والظروف في كل منهما مختلفة عن الآخر، والتاريخ لا يُكرر نفسه، بخلاف ما يُشيعه البعض من أن التاريخ يُكرر نفسه.
ومن أبرز نقاط الخلاف بين حالتي العراق وأفغانستان:
1- ان حركة طالبان هي غير تنظيم القاعدة فالحركة أفغانية التوجه بينما التنظيم عالمي الوجهة.
2- لم ترتكب حركة طالبان أي خطأ بحق الشعب الأفغاني وبالتالي لم تستفد أمريكا من أخطاء الحركة كثيراً، بخلاف أخطاء تنظيم القاعدة الفادحة بحق أهل العراق والتي أعطت المبررات الكثيرة لأمريكا للعزف على وتر المذهبية والطائفية بشكل صارخ.
3- وجود حركة طالبان في الحكم قبل سقوطها في العام 2001 ولمدة ست سنوات متتالية منحها قدرة تنظيمية هائلة وجعلها تتعامل مع السكان بوصفها دولة شرعية، بخلاف الحركات الجهادية وحركات المقاومة في العراق التي قامت بعملها بطريقة ارتجالية غير منظمة.
4- إن أخطاء أمريكا الفادحة وجرائمها الكثيرة في أفغانستان، ومفاسد عميلها كرازاي، والنظر إلى أفغانستان نظرة أمنية فقط وعدم الاهتمام بتلبية حاجات السكان، كل ذلك أوجد هوة واسعة من عدم الثقة بين الاحتلال وعملائه من جهة وبين السكان من جهة ثانية، بينما في العراق تعاونت الطبقة السياسية بشكل كامل مع الأمريكان.
5- الطبيعة الجغرافية الصعبة لأفغانستان والخبرة الطويلة للشعب الأفغاني في فنون القتال قلّما نجد له نظيراً لا في العراق ولا في أي بلد لآخر.
6- الاعتماد على باكستان في تأمين ظهرقوات الاحتلال الأمريكية في أفغانستان هو اعتماد في غير مكانه، فباكستان ليست دولة صغيرة يسهل على حكامها الخونة السيطرة عليها، كما أن شعبها يتحرق شوقاً للجهاد والاستشهاد ومن الصعب تذليله من قبل حفنة من العملاء، وذلك بخلاف الدول الصحراوية الصغيرة المجاورة للعراق، وبخلاف إيران التي تُكن عداءً متأصلاً ضد حركة طالبان.
إن هذا الاختلاف البيّن بين حالتي العراق وأفغانستان يدل على أن استراتيجية روبرت غيتس التي تبنتها إدارة أوباما محكوم عليها بالفشل، وأنها سوف تتحول في النهاية الى استراتيجية هروب أمريكي من أفغانستان، ولن تجني أمريكا منها سوى خسارة المزيد من عشرات المليارات من الدولارات سنوياً، وهو ما يُسرّع في تدهور الاقتصاد الأمريكي، ويؤدي بالتالي إلى تراجع أمريكا سياسياً في العالم.
ويؤيد هذا الاستنتاج الخبير الروسي المخضرم بريماكوف الذي يقول: "إن الولايات المتحدة تبحث الآن عن مخرج من الوضع الصعب في أفغانستان عن طريق زيادة وجودها العسكري في هذا البلد. كما تعتمد على تدريب القوات الأفغانية الخاصة من اجل تأمين الاستقرار. وهذه مهمة صعبة للغاية. أرى أن المخرج من عدم الاستقرار هذا يقوم على تقديم مساعدات اقتصادية ودعم إعادة إعمار البلاد". ويضيف قائلاً: " إذا كان الهدف هو اختراق صف طالبان وفتح أبواب السلطة أمام عناصر غير متطرفة من الحركة، سعيا إلى استقرار الوضع في البلاد، فالأمر يستحق العناء. أما إذا كان الحديث يدور حول تقاسم السلطة في أفغانستان بين طالبان وكرزاي، حتى وإن تم ذلك تحت إشراف القوات الأمريكية المعززة، فمثل هذا النهج يبدو لي خطيرا جدا، لأنه قد يوصل طالبان إلى الحكم". فبريماكوف يستنتج من هذه الاستراتيجية الأمريكية الجديدة أن يتم في النهاية تسليم الحكم الى حركة طالبان، ويبدو أنه استنتاج في محله.
وخلاصة مخططات أمريكا في أفغانستان أن جيش احتلالها سيبقى يتخبط ويغرق في المستنقع الأفغاني حتى يصل الى النتيجة التي لا بد لها من الوصول اليها ألا وهي الهروب من أفغانستان وترك الأفغان يحكمون أنفسهم بالطريقة التي يُريدون.
عنوانان وخبران
كارثة دبي المالية تتسبب بأزمة اقتصادية عالمية جديدة.
الموازنة العسكرية الجديدة لدولة يهود هي الأضخم منذ قيامها
.
تفاصيل الأنباء:
1 - أثاراعلان حكومة دبي عن عجزها عن سداد الديون المترتبة على شركتي دبي العالمية والنخيل، وطلبها من الدائنين منحهما مهلة جديدة للسداد، أثار ذلك الاعلان موجة سخط عارمة امتدت تداعياتها الى مختلف ارجاء العالم، فدبي هي واحدة من أبرز الامارات السبع التي التي تتمتع ببعض سمات الاستقلال الذاتي التي تتكون منها ما يُسمى بدولة الامارت العربية المتحدة، وكانت دبي قد توسعت في مشاريعها العمرانية بشكل مبالغ فيه، ودشّنت مشاريع عملاقة من بينها جزر اصطناعية في عرض البحر جرى تمويلها عن طريق القروض البنكية الربوية. ومع نشوب الازمة المالية العالمية العام الماضي تراجعت شهية الممولين للاستثمار في قطاع البنوك وتشييد المباني والمنشأت السياحية، وانتقلت بوادر الازمة العالمية إلى دبي التي بقي حكامها يُحاولون إخفاء الحقائق عن الجمهور وعن الممولين، حتى انفجرت الأزمة واضطرت حكومة دبي الى الاعلان عنها، وذلك بعد أن حاولت الحكومة خلال العام الجاري ايجاد مصادر تمويل دولية جديدة لهذه المشاريع ولكنها اخفقت في ذلك لأن أغلب المشاريع القائمة في دبي بحاجة الى تمويل قصير المدى. وكانت حكومة دبي التي ركبت موجة الاقتراض السهل مبتدأة بنمو اقتصادي غير عادي، قد تعرضت لضربة قوية جراء اندلاع أزمة القروض العالمية، وما نجم عنها من أزمة اقتصادية شاملة.
وحاولت حكومة دبي تفادي الازمة مؤقتاً بفضل الدعم المادي المحدود الذي تلقته من حكومة ابو ظبي هذا العام، ولكن عندما رفضت ابو ظبي انقاذ دبي ماليا بشكل كامل تعرضت دبي لهذه الهزة العنيفة. وقد طلبت حكومة دبي من دائني اثنتين من أكبر الشركات في الإمارة الموافقة على إرجاء سداد ديون بمليارات الدولارات لمدة ستة أشهر إضافية بعد استحقاق سدادها في كانون أول (ديسمبر) المقبل وذلك كخطوة أولى نحو إعادة الهيكلة.
وكنتيجة لهذه الأزمة تراجعت اسعار الاسهم الامريكية بسبب المخاوف بشأن ديون دبي، وفقد مؤشر داو جونز 154 نقطة، اي 1.5 في المئة، وهوت المؤشرات الرئيسية في بريطانيا وفرنسا والمانيا باكثر من 3 في المئة الخميس، وتراجعت كذلك الأسهم اليابانية والآسيوية، وقدر مصرف كريدي سويس انكشاف المصارف الاوروبية حيال ديون دبي والشركات المرتبطة بها بقيمة 13 مليار يورو تقريبا. وقد استسلمت حكومة دبي بعد هذه الأزمة الى صندوق النقد الدولي فأعلنت في بيان لها الاربعاء الماضي انها سمحت لصندوق دبي للدعم المالي بقيادة عملية اعادة هيكلة لمجموعة “دبي العالمية” المالكة لكل من “موانئ دبي العالمية” و“نخيل العقارية“.
وأثارت خطوة دبي هذه غضب بعض المستثمرين الذين حصلوا على تأكيدات وتطمينات من المسؤولين المحليين طوال الشهور الماضية بأن الإمارة سوف تفي بسداد كافة التزاماتها المالية المقدرة البالغة 80 مليار دولار رغم الركود الاقتصادي وتدهور قطاع العقارات.
وكان لرئيس الوزراء البريطاني، غوردون براون تعليق بالغ الأهمية على تطورات الأوضاع المالية في دبي، حيث قال:" إن مشاكل الإمارة جدية ولكن الاقتصاد العالمي قوي حاليا بما يكفي للتغلب عليها". وقال بأنه تحدث إلى مسؤولين في دبي في وقت سابق هذا الأسبوع، وأنه قد تلقى منهم تأكيدات بأنهم:"سيواصلون الاستثمار في مشروعات للبنية التحتية في بريطانيا".

وقال بعض الخبراء "إن البنوك في بريطانيا هي الأكثر تعرضاً للانكشاف أمام قروض متعثرة مصدرها شركات مملوكة لحكومة إمارة دبي، في حال استمرت أزمة تلك الشركات التي أعلنت عزمها طلب تأجيل سداد ديونها، مضيفين أن هذا الأمر لا يمثل حماية للبنوك الأمريكية التي ستتعرض بدورها لهزة عنيفة". وأضاف الخبراء" إن الكثير من المصارف الأمريكية قدمت ضمانات لقروض حصلت عليها شركات في دبي مصدرها بنوك بريطانية وألمانية، إلى جانب أن اندفاع الإمارة الواقعة في دولة الإمارات العربية المتحدة لبيع ممتلكاتها العقارية في الغرب بأسعار بخسة بهدف جمع الأموال لسداد قروضها قد يدفع القطاع العقاري الأمريكي إلى دوامة جديدة من الهبوط". وتشير أرقام مركز أبحاث "J.P Morgan" للأصول المالية إلى أن الانكشاف الأكبر في الولايات المتحدة على قروض دبي يتمثل في دين قيمته 1.9 مليار دولار، يعود لصالح مصرف "سيتي غروب. ومما هو ملفت للنظر أن المصارف البريطانية، وعلى رأسها ستاندرد تشارترد وHSBC ورويال بنك أوف سكوتلند وباركليز وسواها من المؤسسات المالية قدمت أكثر من 30 مليار دولار على شكل قروض لشركات دبي، وبسبب التعامل الواسع بين تلك المصارف ونظيراتها في أمريكا فإن التأثيرات السلبية التي يمكن أن تقع في لندن ستمتد إلى الولايات المتحدة بسرعة. وتحت عنوان "خطر في دبي"، خصصت صحيفة التايمز افتتاحيتها الجمعة للحديث عن أزمة المديونية في دبي، فقالت: "لقد هزَّ العجز وغياب الشفافية في شؤون الإمارة ثقة المستثمرين". وقالت بأنه لا يوجد افضل من ثروات عائدات النفط للحفاظ على ارباحهم من فوائد الديون.
وهكذا فالاستعمار الاقتصادي الغربي جرّب الاستثمار في دبي في غير مجال النفط ولكنه فشل، فعاد للقول بأن الاستثمار الوحيد مضمون النجاح في دول الخليج يكمن فقط في النفط والغاز. فالغرب لا يضع أمواله في بلاد المسلمين الا في مشاريع تجلب له الربح السريع والكوارث على رؤوس المسلمين.
وسقوط نموذج دبي الاقتصادي يُعتبر درساً قيماً لمريدي النهضة والتحرر، وخلاصته أن لا نهضة لأية أمة في الاقتصاد بمعزل عن النهضة في السياسة، وأن الاتكال على بنوك الغرب وجلب الاستثمارات الربوية سيؤول في النهاية الى فقاعة تتبدد في الفضاء، وتُعيد البلاد في الاقتصاد مرة ثانية الى نقطة الصفر ولو كانت بلداناً نفطية.
--------------------------------------------------------------------
2 - ذكرت صحيفة الحياة اللندنية أن الحكومة (الاسرائيلية) قدمت الموازنة العسكرية لها للعام 2010 بتضخم استثنائي يزيد بمبلغ 400 مليون دولار أميركي عن العام الماضي، وقالت إن وزارة الحرب اليهودية أصرّت على الحصول على مطلبها بعدما أعلن رئيس أركان الجيش غابي اشكنازي وبكل صراحة أنه "إذا لم تقر طلباتنا فإنكم وحدكم تتحملون المسؤولية... واجبنا أن نبلغكم أننا نحتاج إلى المزيد من التدريبات وتوفير منظومات دفاعية وضمان أسلحة قتالية متطورة".
وأضافت الصحيفة إن الموازنة العسكرية لهذه السنة ستصل إلى حوالي 15 مليار دولار أميركي، وقالت إن قيادة جيش دولة يهود اعتبرت بأن مبررات هذه الزيادة في الميزانية تتركز على ثلاثة تحديات تعتبرها الدولة تهديداً خطراً عليها وهي: (إيران و المقاومة في لبنان و حماس).
إن استعداد دولة يهود الدائم للحرب يدل على نواياها العدوانية تجاه القوى التي تعتبرها خطراً عليها - وليس من بينها دول الجوار بالطبع - فهي مطمئنة تماماً الى أن قيادات تلك الدول في مصر وسوريا والاردن ولبنان لا تُحرك ساكناً في القيام بأي نوع من أنواع المواجهة، فدولة يهود لا تتوقف نهائياً عن التخطيط و التفكيرفي شن الاعتداءات إيران وعلى بذور المقاومة من حولها تارة على لبنان وتارة على غزة، فيما تنهمك البلدان العربية والمسلمة في حروبها الأهلية والطائفية والمذهبية.





الجمعة، 27 نوفمبر 2009

بريطانيا تُهاجم إدارة أوباما

بريطانيا تُهاجم إدارة أوباما
للمرة الأولى يتحدث وزير دفاع بريطاني بشكل علني عن تخبط الادارة الأمريكية في معالجتها للشأن الأفغاني، فقد نقات صحيفة الديلي تلجراف أقوال الوزير ومنها:" ان عدم وجود اتجاه واضح في واشنطن فيما يتعلق بالمهمة في أفغانستان قد جعل مهمة إقناع الرأي العام البريطاني بدعم العمليات في أفغانستان أمراً صعباً"، وعلّقت الصحيفة على تصريحات الوزير بقولها:" إنها تعكس إحباطاً متزايداً في أوساط حكومية بريطانية وحتى عسكرية سابقة من ارتباك إدارة أوباما في أفغانستان".
إن هذه التصريحات تُؤكد وجود توتر في العلاقات بين لندن وواشنطن على خلفية الأزق الذي آلت إليه الأوضاع في أفغانستان، وهي ان دلّت على شيء فانها تدل على مدى حجم الخلاف السياسي الناشب بين الدولتين في مجمل السياسات الخارجية.
لعل الاستراتيجية الأمريكية غير الواضحة تجاه أفغانستان هي التي أشعلت هذا الصراع من جديد، خاصة مع تزايد الوتيرة في أعداد القتلى في صفوف الجنود الأمريكيين والبريطانيين بشكل غير مسبوق في حرب أفغانستان.
وما يزيد الطين بلة بالنسبة للبريطانيين أمران هما:
1 – تأخر الاعلان عن خطة أوباما التي من المتوقع الاعلان عنها يوم الثلاثاء القادم.
2 – عدم اشراك البريطانيين أو مشاورتهم في وضع تفاصيل الخطة وكأن الأمريكان لوحدهم في أفغانستان.
ان هذا الهجوم الدبلوماسي البريطاني الحاد ضد ادارة أوباما ما كان ليحدث لولا ظهور ضعف بائن في شخصية أوباما، والذي تمثل بشكل جلي في تردده في اتخاذ غالبية القرارات الصعبة.

الخميس، 26 نوفمبر 2009

ثلاثة عناوين إخبارية

عناوين وأخبار

1- تطبيع مغربي يهودي جديد واتفاق على محاربة الإسلام.

2- سلطات الاحتلال اليهودية تعتقل خمسة ضباط يعملون في مخابرات السلطة الفلسطينية.

3- جماعة الإخوان المسلمين في سوريا يخالفون جماعة الإخوان في مصر ويختلفون معهم بخصوص أحداث
اليمن.

الأنباء بالتفصيل

1) استُقبلت وزيرة الخارجية السابقة في الكيان اليهودي تسيبي ليفني في مدينة طنجة المغربية، وشاركت في مؤتمر ميدايز 2009 الذي ترعاه مؤسسة منتدى أماديوس والذي يركز على حل النزاعات في أفريقيا.
وألقت ليفني كلمة سياسية ضد الإسلام في المؤتمر دعت فيها إلى استبعاد الدين الإسلامي عن القضية الفلسطينية وقالت: "إن مشكلة الشرق الأوسط مشكلة فلسطينية إسرائيلية وليست يهودية إسلامية ولا عربية إسرائيلية" على حد زعمها.
ووافقها ممثل السلطة رفيق الحسيني الذي صافحها مرتين في المؤتمر وقال: "لا نريد نزاعاً دينياً" وطالب بما ُيطالب به عادة القادة المفلسون في السلطة والدول العربية بوقف الاستيطان واستئناف المفاوضات مع (إسرائيل).
فالقيادة اليهودية والفلسطينية والعربية متفقة أصلاً على محاربة الإسلام وإبعاده بشكل دائم وقاطع عن الصراع. وأما النظام المغربي فادعى أن استقبال ليفني يأتي ضمن ما أطلقت عليه الدولة المغربية ب(سياسة اليد الممدودة للطرف الآخر) باعتبار أن السلم والتفاهم والمفاوضات هي السبيل الوحيد للخروج من الأزمة على حد ادعائها، وقال وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري إن "المغرب يؤكد من جديد على أهمية الإطلاق الفوري لمفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أسس سليمة ومتينة". ومعلوم أن نجل وزير الخارجية المغربي إبراهيم الفاسي الفهري هو الذي يتولى إدارة منتدى أماديوس الذي استضاف ليفني.
وعلَّق خالد السفياني رئيس مجموعة العمل المغربية لمساندة فلسطين والعراق على زيارة ليفني بقوله: "إنها أيام سوداء في تاريخ المغرب، ومن استدعائها يهين الشعب المغربي ويصبح شريكاً معها في جرائمها".

2) لم تسلم السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية التي تسهر على حماية أمن دولة يهود، لم تسلم من اعتقال سلطات الاحتلال اليهودية لضباطها ومسؤوليها، فقد ذكرت مصادر أمنية فلسطينية أن جيش الاحتلال اليهودي اقتحم قرية عقربا الفلسطينية الواقعة جنوب مدينة نابلس المحتلة، واعتقل مدير جهاز المخابرات في مدينة سلفيت المجاورة لنابلس محمد عبد الحميد بني فضل، واعتقل كذلك أربعة ضباط آخرون يعملون في نفس الجهاز ضمن عمليات مداهمة واقتحامات لقرى أخرى.
وعلَّق عدنان الضميري المسؤول السياسي العام للأجهزة الأمنية الفلسطينية على هذه الاعتقالات بقوله: "هذه أكثر من رسالة، هم يحاولون بشتى الوسائل أن يمسوا هيبة السلطة، ويقولون للعالم إن الفلسطينيين لا يستحقون الدولة التي يطالبون بها، وهذا يتم من خلال تخريب الأمن والمس بمستوى الأجهزة الأمنية".
وهكذا نجد أن أجهزة دايتون / عباس لم تتمكن حتى من حماية نفسها من اعتقالات جيش يهود لبعض مسؤوليها، وهرع مسؤولو السلطة الفلسطينية كالعادة إلى أمريكا ولية أمرها للشكوى على هذا الاعتقال، وتعهدت لها أمريكا بالتحدث مع دولة يهود من أجل وقف عمليات الاعتقال والإفراج عن الضباط المعتقلين.
هذا هو مصير من يُسلم زمام أمره إلى عدوه، وهذا هو الهوان الذي يلحق به جراء ولائه لأمريكا وأعداء الأمة.

3) خالفت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا في موقفها تجاه أحداث اليمن مواقف جماعة الإخوان المسلمين في مصر والأردن أقطار أخرى، فقد أصدر المراقب العام للجماعة في سوريا علي صدر الدين البيانوني بياناً يهاجم فيه الحوثيين وإيران بشدة، ويؤيد فيه مواقف حكومتي اليمن والسعودية منهم، وذكر البيان أن هناك "مخططاً لما حذَّرت منه جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، ونبَّهت القائمين عليه، والمحرضين عليه، وحين تزحف فلول مجموعات الحوثي في هذه الأيام إلى أراضي المملكة العربية السعودية، إنما تكشف عن النيّات المبيّتة للقائمين على هذا المشروع الأثيم، والذي هو في حقيقته ليس مشروع دفاع عن وجود أو مطالبة بحقوق، بل هو مشروع بناء لكيان مزروع ليؤدي دوراً استراتيجياً في زيادة حجج الفرقة والانقسام في قلب بلاد العرب والمسلمين".
وأما المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر محمد مهدي عاكف فدعا "إلى وقف القتال فوراً في ساحة المعركة اليمنية لمنع إراقة دماء المسلمين وقتل المدنيين الأبرياء". وأما كمال الهلباوي المتحدث السابق باسم التنظيم العالمي للإخوان المسلمين في الغرب فقد أيَّد كلام عاكف وأضاف عليه: "كان الأجدر بمنظمة المؤتمر الإسلامي أن تُشكل فريقاً من العلماء لتدرس الموقف وتدعو للصالح وحقن دماء المسلمين بدلاً من أن تقف بجانب السعودية وأن تتصرف باستقلالية ولا تكون أداة بيد السعودية".

الخميس، 19 نوفمبر 2009

عناوين وأخبار

عناوين وأخبار

1- رئيس النظام السوري يلهث وراء التفاوض مع كيان يهود.

2- النظام الإيراني ينسق مع تركيا لنقل اليورانيوم وتخزينه في أراضيها.

3- تسجيل أكبر عجز في الميزانية الأمريكية وفي الميزان التجاري الأمريكي منذ أكثر من عشر سنوات.

الأنباء بالتفصيل
೧1 عرض بشار الأسد رئيس النظام السوري على كيان يهود استئناف التفاوض معه من خلال الوسيط التركي، وأعرب عن تمسكه بالسلام الشامل للمنطقة، وقال بأنه مستعد للمفاوضات مع دولة الاحتلال ورحّب بالدور الفرنسي في المفاوضات، واعتبر أن حكومة يهود هي التي ترفض استئناف التفاوض مع نظامه.
ويأتي هذا التخاذل الجديد للنظام السوري مع علمه بعدم جدوى التفاوض مع دولة يهود بعد تجارب تفاوضية كثيرة معها، وهو ان دل على شيء فإنما يدل على مدى تهافت وعمالة بشار لأمريكا والتزامه المطلق بأوامرها المذلة له ولنظامه.
2) في خطوة سياسية ذات دلالة أعلن رئيس الأركان الإيراني حسن فيروز أبادي الجمعة الماضي عن تأييده لمبدأ تبادل اليورانيوم المنخفض التخصيب الموجود لدى إيران مع يورانيوم مخصب بنسبة 20% يصلح كوقود لتشغيل مفاعلها النووي المخصص للأبحاث الطبية وذلك استجابة لاقتراح وكالة الطاقة الذرية في هذا الشأن.
وتأتي هذه الخطوة بعد أن وفَّرت تركيا بديلاً مأموناً ومناسباً لتخزين اليورانيوم باستعدادها لقبول أي طلب إيراني بهذا الخصوص.
وكانت الحكومة التركية قد تباحثت مع إيران حول هذا الموضوع في الأيام القليلة الماضية حيث أكَّد وزير الطاقة التركي تانر يلديز ذلك بقوله: "لن تكون هناك أي مشكلة في تخزين اليورانيوم الإيراني منخفض التخصيب في تركيا ولن نقول لا".
والظاهر أن القيادة الإيرانية تفضل التعامل مع تركيا بوصفها دولة تتبع السياسة الأمريكية على تعاملها مع فرنسا التي لا يوثق بها من قبل المسؤولين الايرانيين. وإذا ما تمت الموافقة على هذه الخطوة فتكون أمريكا قد نجحت بإخراج أوروبا بطريقة ذكية من اللعب في الملعب الايراني، وتكون بذلك قد منعتها من حشر أنفها في الملف النووي الإيراني.

3) سجلت أمريكا أكبر عجز في السنوات العشر الأخيرة في ميزانيتها الفدرالية وفي ميزانها التجاري حيث بلغت قيمة العجز في ميزانيتها 176.36 مليار دولار بزيادة مقدارها 20 ملياراً عن العجز المسجل في العام السابق.
وفُسِّر هذا العجز بانخفاض العائدات الضريبية وانخفاض الإيرادات المتعلقة بخطط التحفيز والإنفاق الحكومية الكبيرة التي نُفذت لمواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية التي انفجرت العام الماضي.
وأما الميزان التجاري فقد أظهرت بيانات وزارة التجارة الأمريكية أن العجز فيه بلغ مستوى 18.2%، حيث وصل الشهر الماضي إلى 36.5 مليار دولار بينما كان العجز في شهر أغسطس (آب) الماضي قد بلغ ما قيمته 30.8 مليار دولار.
هذا وقد اتسع العجز التجاري الأمريكي مع الصين بالذات بنسبة 9.2% ليصل إلى 22.1 مليار دولار.

لعبة كرة قدم كشفت مدى هشاشة القومية العربية

لعبة كرة قدم كشفت مدى هشاشة القومية العربية
ومدى شوفينية الروابط الوطنية وعنصريتها


غالباً ما تعكس الألعاب الرياضية - التي يُفترض فيها الحيادية والحرفية - مضامين سياسية غاية في العمق والأهمية. فلعبة كرة قدم بين منتخبي مصر والجزائر التي تأهلت فيها الجزائر على حساب مصر لمونديال كأس العالم المقرر إجراؤه في جنوب أفريقيا في الصيف القادم تحولت إلى صراع سياسي عنيف بين البلدين وأدَّت إلى ما يشبه القطيعة السياسية بين الدولتين.
وتحدثت وكالات الأنباء عن أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وعلى خلفية هذه المشاحنات يعتزم إعادة النظر في العلاقات الجزائرية المصرية، وأنه زعم أنه أُصيب بصدمة جرّاء ما حصل للفريق الجزائري وللجزائريين في مصر من إهانات واعتداءات على أيدي المصريين.وفي حين يتوجه الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز يوم الأحد المقبل الى القاهرة لإجراء مباحثات مع الرئيس المصري حسني مبارك وعدد آخر من كبار المسؤولين المصريين، ويُستقبل وكأنه ضيف وصديق على أهل مصر أعلنت القاهرة الخميس استدعاء سفيرها بالجزائر للتشاور ولإبلاغه بضرورة قيام حكومة بلاده بتحمل مسؤولياتها في حماية المصريين والمنشآت والمصالح المصرية بالجزائر.
ولأجل هذا هذا الغرض عقد الرئيس حسني مبارك اجتماعاً موسعاً مع عدد من كبار المسؤولين في الحكومة المصرية، بينهم رئيس الوزراء ورئيسي مجلسي الشعب والشورى، وعدد من الوزراء، إضافة إلى مدير المخابرات العامة، ورئيس أركان حرب القوات المسلحة، لبحث التداعيات الناجمة عن هذا الحدث ( الجلل )، والذي استدعى انعقاد مجلس الحرب هذا.
وانتقلت حالة العداء التي افتعلتها الزُمر السياسية الفاسدة في البلدين إلى الصحافة والإعلام أولاً، ثم إلى الجمهور في كلا البلدين ثانياً، فالصحف المصرية شنَّت هجوماً عنيفاً على الجزائر وذكَّرتها بأفضال مصر عليها في حرب التحرير في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، والصحف الجزائرية ردَّت بهجوم معاكس على الصحف المصرية وادَّعت بأن مصر استفادت من الثورة الجزائرية في تأميم قناة السويس بعد علمها بأن فرنسا مشغولة بالجزائر ولا قدرة لديها للدخول في حرب جديدة مع مصر عام 1956م.
وأُقحم في النزاع المسؤولون الرياضيون في كلا البلدين، كما أقحم من يوصفون بالفنانين من خفاف العقول الذين شاركوا في تأجيج مشاعر الغضب والانفعال لدى الجماهير العريضة في مصر والجزائر على حد سواء، وفي إثارة الحقد والكراهية بين الشعبين.
وتحدثت الأنباء عن تسليح المشجعين من أتباع كل ناعق بالأسلحة البيضاء بعد نقل الحكومتين المصرية والجزائرية لهم بالطائرات إلى السودان وعلى نفقتيهما الخاصة، وكان الأحرى بهذا الإنفاق أن يُوجه لصالح ملايين الفقراء والمعدمين في البلدين.
وهكذا لعب الحكام العملاء في مصر والجزائر لعبة قذرة في بث عوامل الفرقة والانقسام بين الشعبين، وفي إثارة مشاعر الكراهية والحقد بين أعضاء جسم الأمة الإسلامية الواحد.
إن افتعال مثل هذه القلاقل السياسية بين الدولتين على يد القيادتين السياسيتين للحكومتين المصرية والجزائرية قد أظهرت مدى هشاشة الرابطة القومية العربية التي يتبجح بها النظامان، وتُظهر كذلك مدى اضمحلالها في أذهان ومشاعر الشعوب العربية، كما أظهرت هذه القلاقل من ناحية أخرى مدى عنصرية وشوفينية الروابط الوطنية المصرية والجزائرية والتي استطاعت أن تُحول حادث كروي رياضي عادي إلى نزاع عميق وجرح غائر بين أبناء الأمة الواحدة والشعب الواحد.
فتركيز الإعلام المصري على سبيل المثال على عظمة مصر وتاريخها وفرعونيتها وجاهليتها يثير عند الجزائريين وغيرهم من الشعوب العربية والمسلمة الأخرى مشاعر الغيرة والعصبية للدفاع عن هويتها.
وهذا هو حال الوطنية والقومية دائماً، وهذا هو ديدنها فهي سلاح يفتك أول ما يفتك بالشعوب المتمسكة به، ولا يصلح أبداً لتوحيد الأمة ضد أعدائها الحقيقيين.
إنها العصبية الجاهلية بكل تجلياتها وأهدافها قد تجسّدت تماماً من خلال حدث رياضي عابر، وتحوّلت إلى عنصرية واضحة، وحقد أعمى، حوّل - وبكل بساطة - علاقة الاخوة والعقيدة إلى علاقة العداوة والبغضاء.

الجمعة، 13 نوفمبر 2009

النظام اليمني يستغيث بأمريكا لإنقاذه من السقوط

النظام اليمني يستغيث بأمريكا لإنقاذه من السقوط

لم يجد نظام علي عبد الله صالح المتهالك في صنعاء بُداً من اللجوء إلى أمريكا والتوقيع معها على اتفاقية أمنية عسكرية، فقد عصفت الأحداث في شمال اليمن وجنوبه، واضطر النظام إلى توقيع اتفاقية أمنية وعسكرية مذلَّة مع أمريكا لتحميه من السقوط.
ووقع الاتفاقية عن الجانب اليمني رئيس هيئة الأركان العامة للجيش اللواء الركن أحمد علي الأشول ووقعها عن الجانب الأمريكي العميد جفري سميث، وثمَّن الأشول الجهد الذي بذله الجانب الأمريكي في تعزيز التعاون المشترك بين الجيشين الأمريكي واليمني على حد زعمه، بينما قال سميث: "إن هذه الجولة من المفاوضات التي عقدت في صنعاء تعتبر امتداداً للعلاقات الجيدة والدائمة بين بلاده واليمن وأن أمريكا ستواصل دعمها لليمن للحفاظ على وحدته وأمنه، واستقراره عامل مهم لواشنطن".
إن هذا الاتفاق المشين الذي وُقّع الثلاثاء بين الحكومة اليمنية والأمريكان في مجال المخابرات العسكرية والتدريب العسكري يأتي في وقت تشتد فيه المعارك في شمال اليمن بين الحكومة والحوثيين، وتضطرب فيه الأوضاع في جنوب اليمن بين الحكومة والانفصاليين.
وبدلاً من أن يلجأ النظام اليمني إلى الدول العربية أو المسلمة لمساعدته على إيقاف الحرب الأهلية، يرضخ النظام إلى أمريكا التي تفرض عليه توقيع اتفاقيات عسكرية وأمنية متواصلة لتحوله إلى دولة تابعة مستسلمة راكعة.
كان بمقدور النظام الحاكم في اليمن لو كان يملك إرادة الحل لمشاكله أن يمتثل لحكم الشرع في وقف الاقتتال بناءً على مفهوم الآية الكريمة ]وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ...[، لكن النظام أبى إلاّ الانصياع لإملاءات أمريكا بدلاً من الاهتداء بكتاب الله وسنة رسوله صلّى الله عليه وسلم، وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدل على مدى بُعد هذا النظام الطاغوتي عن الإسلام، ومدى خنوعه لأنظمة الكفر الوضعية.

الأربعاء، 11 نوفمبر 2009

عناوين وأخبار

عناوين وأخبار

1- أردوغان يسعى لفرض زعامة تركيا على البلدان العربية والإسلامية خدمة للمصالح الأمريكية.
2- السعودية تنخرط بشكل مباشر في الحرب الأهلية اليمنية.
3- تزويد أكبر مصنع (إسرائيلي) لتوريد مواد البناء للمستوطنات بالغاز المصري.
4- مبيعات أمريكا من السلاح للدول العربية والمسلمة للعام الجاري بعشرات المليارات من الدولارات.

الأخبار بالتفصيل

1) تُولي حكومة أردوغان شطرها نحو البلدان العربية والإسلامية في محاولة جادة منها للقيام بدور الزعامة لقيادة تلك البلدان المنضوية في ما يُسمى بمنظمة المؤتمر الإسلامي والتي تعقد قمتها في اسطنبول في الأيام القلائل القادمة تحت لوائها خدمة للمصالح الأمريكية.
وفي تحدٍ صارخ للاتحاد الأوروبي الذي تضع دوله العراقيل أمام دخول تركيا في فضائه تم دعوة الرئيس السوداني عمر حسن البشير إلى المؤتمر بالرغم من مطالبة الأوروبيين بمحاكمته بناء على مذكرة الاعتقال الدولية بحقه.
ويحاول أردوغان الظهور بمظهر القائد القوي والبراجماتي أمام الغرب، فهو من جهة يحاول استقطاب إيران في محور إقليمي تركي إيراني، وهو من جهة أخرى يحاول تزعم المجموعة العربية المتناقضة مع إيران، وبذلك يبعث برسائله الى واشنطن والعواصم الأوروبية فحواها إظهار قدرته على الريادة في المنطقة للاعتماد عليه في القيام بدور رائد فيها.
وهذا الدور الوسطي الذي يقوم به أردوغان يؤسس لجعل الدول الغربية تحتاج إليه في تغيير المواقف الإيرانية المتصلة في موضوعات مثل الملف النووي و في المسألتين الفلسطينية والعراقية تحديداً.
وإلى جانب المواقف التركية السياسية المتميزة فإن تركيا تلعب دوراً اقتصادياً بارزاً على المستويين الدولي من خلال مجموعة العشرين والإقليمي من خلال استثماراتها الضخمة مؤخراً في العراق والسودان.

2) تقوم الطائرات الحربية السعودية من طرازي F15 وتورنادو بغارات جوية مكثفة على جانبي الحدود السعودية اليمنية ضد معاقل الحوثيين الذين يقولون بأنهم قتلوا وأسروا عدة جنود سعوديين قاموا بمساعدة الحكومة اليمنية ضدهم. وتقول الأنباء بأن السعودية حرَّكت اللواء العسكري الرابع من منطقة خميس مشيط إلى منطقة نجران للمشاركة في الحرب في اليمن. وتدعي كل من الحكومة السعودية والحوثيين تحقيق إنجازات في المعارك التي اندلعت على طرفي الحدود، فيما تقول الإدارة الأمريكية بأنها تتوقع حرباً طويلة المدى في اليمن، وهي تطالب فقط بالحفاظ على سلامة المدنيين وهو ما يعني أن أمريكا هي من تشعل فتيل الحرب في اليمن.
إن أمريكا وعملاءها لا شك بأنهم يقفون وراء هذه الحرب الأهلية المجنونة في اليمن والتي من المؤكد أنها ستجلب المآسي العديدة والكوارث الجديدة للمسلمين. وإن الذرائع المذهبية والطائفية الواهية يستخدمها زعماء اليمن والسعودية كمبررات للانخراط في هذه الحرب القذرة.


3) ذكرت صحيفة (كالكاليت) الاقتصادية (الإسرائيلية) في تقرير لها نشرته الثلاثاء الماضي أن شركة (أي ام جي) المصرية للغاز الطبيعي بدأت بضخ كميات تجريبية من الغاز الطبيعي لمحطة الطاقة التابعة لمصنع (نيشر) للإسمنت والذي يعتبر أكبر مصنع من نوعه في (اسرائيل) يقوم بتوريد مواد البناء والتشييد للمستوطنات (الإسرائيلية).
وكانت الحكومة المصرية قد بدأت بضخ الغاز إلى دولة يهود للمرة الأولى قبل عام ونصف العام بكمية من الغاز مقدارها 1.7 مليار متر مكعب لمدة 15 عاماً قابلة للتمديد.
ويأتي هذا الضخ المصري الجديد للغاز المصري إلى دولة يهود لمساعدتها في الاسراع في بناء المستوطنات على الأراضي الفلسطينية في وقت يُحرم فيه أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني في قطاع غزة من إدخال ولو حفنة صغيرة جداً من الإسمنت.

4) تحدثت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الجمعة الماضية عن صفقات بيع السلاح بعشرات المليارات من الدولارات لدول عربية ومسلمة للعام الجاري، فقد ذكرت الوزارة أن قائمة الدول العربية والبلدان الاسلامية المستوردة للسلاح الأمريكي لهذا العام تصدرتها الإمارات العربية بمبلغ 7.9 مليار دولار تليها أفغانستان بمبلغ 5.4 مليار دولار ثم السعودية بمبلغ 3.3 مليار دولار ومصر بمبلغ 2.1 مليار دولار فالعراق بمبلغ 1.6 مليار دولار. وتتوقع الوزارة لمبيعاتها من السلاح في العام 2010م أن تبلغ ما يقارب الثمانية والثلاثين مليار دولار أمريكي.
وبالرغم من هذه المبيعات الهائلة من السلاح الأمريكي للبلدان العربية والاسلامية ولغيرها من البلدان فإن الاقتصاد الأمريكي ما يزال في حالة من التباطؤ الاقتصادي، ومن أحدث الأدلة على ذلك تخطي معدل البطالة في أمريكا لأول مرة ومنذ ثلاثة عقود حاجز العشرة بالمائة والذي أدّى إلى فقدان 190 ألف وظيفة من السوق الأمريكية.

السبت، 7 نوفمبر 2009

شبهات حول العلاقة الأمريكية الإيرانية

شبهات حول العلاقة الأمريكية الإيرانية
في السنوات الخمس الماضية لم تتوقف وسائل الإعلام عن الحديث عن الملف النووي الإيراني، ولم تنته التجاذبات والمشاحنات بين الدبلوماسيين الإيرانيين من جهة وبين الدبلوماسيين الغربيين لا سيما الأمريكيين منهم من جهة ثانية، لدرجة أن كثيراً من المراقبين والمحللين السياسيين اعتبروا أن الصراع بين إيران وأمريكا صراعاً حقيقياً، وأن نهاية الصراع لا بد آتية، وأن الضربة الأمريكية أو (الإسرائيلية) المدعومة أمريكيا قد اقترب أوانها.
ولكن المدقق في واقع العلاقات الأمريكية بإيران يجد أن الأمور كلما وصلت إلى حافة الهاوية عادت من جديد إلى حلبة الصراع (الرياضية) الآمنة، وفُتح النقاش مع إيران من جديد، وطُرحت ملفات جديدة للحوار، وأدخل العالم في حالة من الغموض السياسي بشأن تلك العلاقات المضطربة بين الطرفين.
والظاهر من سلوك القادة الإيرانيين أنهم واثقون من عدم وقوع ضربة أمريكية ساحقة ضد قدراتهم العسكرية والنووية، ويبدو أنهم مطمئنون إلى أن سجالاتهم مع أمريكا والغرب لن تُفضي إلى الانفجار حتماً، ولن يخسروا من الاستمرار بدبلوماسية حافة الهاوية التي ينتهجونها.
ويغلب على الظن أن إيران تُنسق سياستها الخارجية مع أمريكا تنسيقاً تاماً، أو بمعنى آخر فهي تلتزم بالتعليمات الأمريكية في كل ما يتعلق بسياستها الخارجية، فهذه السياسة متطابقة مع السياسة الأمريكية في العراق وفي أفغانستان كلياً، وهي سياسة خادمة للأهداف الأمريكية في الخليج وفي الشرق الأوسط بكل تأكيد.
ولهذه الأسباب مجتمعة فإن العلاقة الإيرانية الأمريكية تشوبها الشبهات الكثيرة، خاصة وأن التنسيق الأمني والسياسي بينهما بلغ على أرض الواقع مداه خاصة في العراق وأفغانستان.
وأما مسألة الملف النووي وما يُثار حولها من لغط، فما هي سوى الرافعة التي تستخدمها إيران لتصير دولة إقليمية عظمى في المنطقة، وهو الأمر الذي وافقت عليه أمريكا فعلاً، بدليل أنها وافقت على مبدأ بيع إيران لليورانيوم المخصب وهو ما لم يحصل قط مع أي دولة أخرى غير نووية.
ولعل ما ينتاب الإعلاميين والسياسيين من حيرة واضطراب بسبب التصعيد الكلامي بين إيران وأمريكا، بينما يجري تنسيق فعلي بينهما على الأرض ممكن إزالته بكل بساطة ويسر وذلك بعد أن كشف الضابط الأمريكي السابق لاري فرانكلين الذي كان مسؤولاً عن الملف الإيراني في وزارة الدفاع الأمريكية في فترة الغزو الأمريكي للعراق في إدارة بوش السابقة عن حقيقة العلاقات الأمريكية الإيرانية آنذاك، حيث ظنَّ فرانكلين مثل الكثيرين غيره أن إيران هي أشرس عدو لأمريكا فقال: "قرَّرت واشنطن غزو العراق دون وجود سياسة حاسمة إزاء أشرس عدو لها وهو إيران". وبعد أن شعر فرانكلين أن الإدارة الأمريكية لم تكن جادة في سياستها ضد إيران أثناء الغزو قام بتسريب معلومات خاصة عن إيران أخذها من البنتاغون وسلَّمها إلى دولة يهود من خلال دبلوماسي (إسرائيلي) سابق لدى واشنطن، كما قام بتسريب معلومات مماثلة إلى (الإيباك) ظاناً أن ذلك سيقنع مجلس الأمن القومي بآرائه، لكن النتيجة جاءت معاكسة لما أراد فاتهموه بالتجسس ضد الدولة لصالح دولة أجنبية وألقي به في السجن.
وبعد خروجه من السجن كشف لاري فرانكلين عن مناقشاته داخل أروقة وزارة الدفاع الأمريكية فقال: "جادلت كثيراً داخل البنتاغون بشأن تغيير النظام الإيراني، وطالبت بتغيير النظام وليس بالتكيف مع الواقع، لكن كان هناك مسؤولين في الخارجية وجهاز الاستخبارات (سي آي إيه) يعارضونني".
وأوضح فرانكلين أن "هذا أدّى إلى فوضى وارتباك، وأما المتشددون الذين يحكمون إيران فاعتقدوا أننا نعلن سعينا لتغييرهم، ولكن من ناحية عملية فنحن لا نريد ذلك".
إن مثل هذا الكشف من قبل مسؤول أمريكي سابق عن واقع العلاقة المشبوهة بين أمريكا وإيران قد يُزيل شيئاً من الحيرة لدى الكثير من المراقبين السياسيين بشكل عام عن طبيعة العلاقات الأمريكية الإيرانية، ويؤكد من جهة أخرى أن هناك تنسيق واضح بين واشنطن وطهران في السياسة الخارجية، وأن ما (تطنطن) به وسائل الإعلام عن حالة من العداء والصراع بينهما إن هو إلا جعجعة إعلامية الغرض منها تقوية مكانة إيران إقليمياً في المنطقة.

الخميس، 5 نوفمبر 2009

عناوين وأخبار

عناوين وأخبار

1- بريطانيا تلاحق فرنسا في الجزائر.
2- كولومبيا تمنح أمريكا قواعد عسكرية دائمة لتهديد دول أمريكا اللاتينية.

الأخبار بالتفصيل

1) في مؤتمر نظَّمه ما يُسمى بمجلس تعزيز التفاهم العربي البريطاني (كانو) وجمعية الدراسات الجزائرية في كلية بيربيك في جامعة لندن يوم الخميس الماضي في لندن تحدثت وزيرة شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا السابقة في وزارة الخارجية البريطانية البارونة إليزابيث سايمونز منتقدة بشدة الدور الفرنسي والأوروبي في الجزائر وفي المنطقة العربية عموماً فقالت: "إن علاقة بريطانيا بالجزائر جيدة في هذه المرحلة، وإن قيادة الجزائر تحررت إلى حد ما من هيمنة فرنسا عليها، ولكن الوجود الفرنسي الثقافي واللغوي والحضاري ما زال فاعلاً برغم رغبة الجزائر في تعزيز روابطها مع المملكة المتحدة وأمريكا والصين والهند ومع جيرانها العرب".
ومعلوم أن الجزائر أصبحت الدولة الثانية في تصدير الغاز الطبيعي لبريطانيا من خلال التعاون بين شركتي سوناطراك الجزائرية وبريتش بتروليوم البريطانية. وقالت سايمونز مهاجمة أوروبا وفرنسا: "إن أوروبا تقدم الوعود في برامج الشراكة الأوروبية المتوسطية ولكن هذه الوعود تنتقل إلى حيز التنفيذ"، وعبَّرت عن استيائها من فرنسا خصوصاً لكونها تلقي باللوم على الدول العربية في كل مشكلة تحدث في المنطقة، وهو ما يغضب القيادات الجزائرية والعربية على حد قولها.
وكانت بريطانيا قد باعت الجزائر مؤخراً طائرات وفرقاطات ومعدات عسكرية بمليارات الدولارات وهو ما يعني أن النفوذ البريطاني عاد إلى الجزائر بقوة مع تحكم الرئيس الجزائري بوتفليقة بالسلطة بشكل كبير، خاصة وأن الأخير معروف بعمالته لبريطانيا منذ ستينات وسبعينات القرن الماضي وذلك عندما كان وزيراً للخارجية إبان حكم الرئيس الأسبق هواري بومدين.

2) وقَّعت الولايات المتحدة الأمريكية وكولومبيا اتفاقاً عسكرياً يؤمّن بموجبه للجيش الأمريكي استخدام سبع قواعد جوية وبحرية وبرية لمدة عشر سنوات يعمل فيها ثمانمائة عسكري أمريكي وستمائة متعاقد كلهم محميون من الملاحقات القضائية في المحاكم الكولومبية. ومن أهم تلك القواعد السبع قاعدة بالانكيرو الجوية قرب العاصمة الكولومبية بوغوتا التي رصدت لها الإدارة الأمريكية 46 مليون دولار.
وقد أحسَّت الدول اللاتينية فعلاً بالخطر من هذه القواعد الأمريكية الجاثمة على قارتها لا سيما الدول المجاورة لكولومبيا وهي فنزويلا والإكوادور والبيرو والبرازيل وبنما.
وتدَّعي الإدارة الأمريكية أن هذه القواعد تهدف فقط إلى مكافحة المخدرات، بينما يرى معظم المراقبين أن هدفها تمكين الجيش الأمريكي من التركز والانتشار في قلب القارة الأمريكية الجنوبية للسيطرة على قلب القارة.
هذا وقد اتهم الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز أمريكا بعد هذا التواجد العسكري الجديد لها في كولومبيا بأنها الإمبراطورية التي تسعى لشن "تحرك حربي جديد يستهدف أمريكا الجنوبية" على حد وصفه.
وقد عوَّضت كولومبيا أمريكا بهذه القواعد عن القاعدة العسكرية التي فقدتها أمريكا في الإكوادور، والتي تم إغلاقها وطرد الأمريكيين منها بعد وصول اليساريين للحكم في كيتو العاصمة الإكوادورية مؤخراً.

الخميس، 29 أكتوبر 2009

عناوين وأخبار

1- حلف الناتو يتبنى إستراتيجية هروب من أفغانستان.
2- الأطماع الاستعمارية تحرك فرنسا عسكرياً نحو الخليج.
3- قطر تبدد أموال المسلمين على المصارف والمتاجر البريطانية.

الأخبار بالتفصيل

1) في آخر اجتماع عقده وزراء حرب الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) يوم الجمعة في العاصمة السلوفاكية برايتسلافا، تبنى الوزراء إستراتيجية هروب من أفغانستان تحت زعم إعداد الحلف للمرحلة الانتقالية في أفغانستان التي يطلقون عليها ((المرحلة الرابعة للإيساف)) أو ما يُسمى بمرحلة الأفغنة.
وخرج الاجتماع بتوصيتين مهمتين وهما: ضرورة تغليب مسألة حماية المدنيين من الآن فصاعداً على مطاردة طالبان، وإعطاء الأولوية لبناء جيش وشرطة أفغانيين قادرين على الحلول محل القوات الدولية.
وأكد أمين عام حلف الناتو اندرس فوغ راسموسن هذه الإستراتيجية بقوله: "إن الحل الوحيد لكي لا تصبح أفغانستان ملاذاً للإرهابيين هو تقويتها لتقاومهم وإن ذلك سيتحقق مع البدء في أسرع وقت بنقل مسؤوليات العسكريين إلى القوات الأفغانية عقب فترة انتقالية، منطقة تلو منطقة، وولاية تلو ولاية، وأن الأمر يتطلب موارد بشرية ومالية، ومن الضروري إرسال المزيد من المدربين لدعم القوات الأفغانية".
وتأتي هذه الإستراتيجية بعد يأس قوات حلف الناتو في أفغانستان من تحقيق الفوز على طالبان بعد مرور أكثر من ثمان سنوات على الغزو.
وتتوافق توصياتها مع رغبات الشعوب الغربية في ضرورة الانسحاب من أفغانستان حيث أشارت كريستيان ساينس مونيتور إلى أن استطلاعات الرأي الأخيرة أظهرت أن أغلبية الشعب الأمريكي باتت تعتقد أن الحرب على أفغانستان ليس من ورائها أي جدوى، وأنه ليس فيها ما يستحق التضحية بأبناء البلاد.

2) تسعى فرنسا بقوة إلى وضع أقدامها في الخليج إلى جانب أمريكا وبريطانيا فقد عزَّزت علاقاتها العسكرية من جديد مع عدة دول خليجية فعقدت معها الاتفاقات وباعتها أسلحة بقيم مالية عالية.
وقد وقَّع وزير الدفاع الكويتي الشيخ جابر مبارك الأحمد اتفاقاً عسكرياً بالأحرف الأولى في مقر وزارة الحرب الفرنسية مع نظيره الفرنسي إيرفيه موران وزعم بأن هذا الاتفاق "سيفتح الطريق لتعاون استراتيجي بين الجيشين الفرنسي والكويتي"، وأما موران فأفصح عن نوايا فرنسا الاستعمارية بالخليج فقال: "إن فرنسا عائدة إلى هذه المنطقة الإستراتيجية من العالم وقرَّرت استعادة مكانتها الكاملة فيها لضمان أمنها" واستغل موران ما وصفه "البرنامج النووي الإيراني الذي يشكل عاملاً بالغ الأهمية لزعزعة الاستقرار والأمن ويثير قلق دول الخليج كلها"، وادَّعى أن الكويت بشكل خاص: "تشعر بقلق بالغ".
وكانت فرنسا قد دشَّنت قاعدة عسكرية دائمة في الإمارات العربية في نهاية أيار (مايو) الماضي وجدَّدت اتفاقية عسكرية موقعة مع الإمارات في العام 1995م.
وأوضح موران طبيعة العلاقة الفرنسية الأمريكية في المنطقة فقال: "إن باريس يمكن أن تكون إلى جانب الولايات المتحدة شريكة أخرى لدول الخليج وصديقة للأمريكيين لكنها تملك رؤيتها الخاصة للأمن والاستقرار في العالم" على حد قوله. واعترف موران بأن فرنسا: "فقدت مكانتها في الكويت من منتصف الخمسينيات".
وهكذا تظل منطقة الخليج ينظر إليها على أنها مجرد مستعمرات تتنافس عليها الدول الغربية تماماً كما كان حالها قبل ستين عاماً.


3) تقول التقديرات الغربية إن خطوة قطر الاستثمارية المقبلة التي سيقدم عليها الصندوق السيادي القطري الذي يمتلك ثروة هائلة من عائدات النفط والغاز بعد بيع الأسهم في مصرف باركليز البريطاني هي الإقدام على تنفيذ عملية استحواذ جديدة داخل القطاع المصرفي البريطاني، وأن ما حصلت عليه من سيولة جراء بيعها لأسهمها في المصرف ستستخدم في زيادة حصتها في سلسلة متاجر (سنزبيري).
ويتوقع الخبير أنيس فراج بقيام الصندوق السيادي بشراء حصص جديدة في أحد المصارف البريطانية الكبرى.
ومعلوم لدى المطلعين على الأمور المالية في بريطانيا أن شركة قطر القابضة وأخرى من أبو ظبي ساهمتا بضخ 5.8 مليار جنيه إسترليني احتاجها مصرف باركليز البريطاني لزيادة رأسماله، إضافة إلى استثمار الصندوق السيادي القطري أسهماً قابلة للتحويل بقيمة 2.3 مليار جنيه إسترليني في بريطانيا.

سلفاكير زعيم الانفصاليين السودانيين يُستقبل في القاهرة استقبال رؤساء الدول

بالرغم من أن النظام المصري يرفع شعارات وحدة الجنوب السوداني مع الشمال، وبالرغم من أنه يناشد الانفصاليين باختيار الوحدة وعدم اختيار الانفصال في الاستفتاء المقرر إجراؤه في العام 2011م بحسب ما تنص عليه اتفاقية نيفاشا المشؤومة، بالرغم من ذلك كله إلا أن المدقق في سلوك النظام المصري يجد أن ما تُذيعه أبواق الإعلام المصرية عن الوحدة المزعومة تكذبه ممارسات النظام على أرض الواقع، فأن يُستقبل في القاهرة زعيم الانفصاليين المتمردين في جنوب السودان سلفاكير استقبال رؤساء الدول، وأن يُوقع معه اتفاقيات سياسية شاملة، فمثل هذه الأعمال لا تدل على أن النظام المصري يريد الوحدة، لأنه لو كان حقاً يسعى للوحدة لاستقبل الرئيس السوداني وبمعيته نائبه سلفاكير رئيس المتمردين، أما أن يُستقبل رئيس المتمردين لوحده، ويُوقع معه اتفاقيات سياسية شاملة فهذا يؤكد على أن وراء الأكمة ما وراءها وأن المسألة تخفي بين جنباتها أموراً خطيرة.
فرئيس النظام المصري حسني مبارك ورئيس حكومته أحمد نظيف استقبلا كير وتباحثا معه في مجمل الشؤون السودانية، وتعاملا معه وكأنه بالفعل رئيس دولة الجنوب السوداني قبل أن تولد.
لقد شملت المحادثات مع كير مساهمة مصر في إقامة مشاريع تنموية كثيرة وعديدة تتعلق بتنمية الإقليم الجنوبي وتحسين المستويات المعيشية والصحية والتعليمية لأبناء الجنوب، وتتضمن كذلك مشروعات لمحطات توليد الكهرباء والمياه وشق الطرق وتطوير الخدمات الصحية والإنتاج الزراعي ومشروعات الري ومواجهة الفياضانات وتنمية المياه الجوفية وحفر 30 بئراً للمياه واستكمال بناء قناة جونجلي الضخمة بالجنوب السوداني والتي توفر أربعة مليارات متر مكعب إضافية من المياه مما يساعد في تنمية منطقة الجنوب السوداني، وإقامة مشروعات زراعية ومشروعات للطاقة.
وشملت المحادثات أيضاً التعاون في مجال التعليم حيث يتابع رئيس الحكومة المصرية أحمد نظيف مع المسؤول الانفصالي مشروع إقامة فرع لجامعة الاسكندرية في مدينة جوبا عاصمة الجنوب السوداني.
وقد قال المتحدث الإعلامي المصري بأن مصر تقوم منذ مدة بإنشاء أربع محطات للكهرباء في مدن جنوب السودان بتكلفة إجمالية قدرها 154 مليون جنيه في مدن واو ويامبيو ورومبيك وبور.
إن هذه المساهمات الكبيرة التي يقدمها النظام المصري لجنوب السودان لا شك بأنها تدعم انفصال الجنوب عن السودان وتمكنه من الوقوف بقوة على قدميه بعد العام 2011 وذلك عشية الانفصال المقرر بعد الاستفتاء الموعود.
وما يؤكد هذا التوجه الخبيث أن سلفا كير قال عقب اجتماعه مع مبارك إن الوحدة أصبحت غير جاذبة وألقى باللائمة على العرب في الانفصال فقال: "إن عدم اهتمام العرب وشريكهم حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالوحدة والعمل لأجلها هو الذي أدى إلى إقناع الجنوبيين بخيار الانفصال"، وأضاف بأن إقناع الجنوبيين بخيار الوحدة "جاء في الزمن الضائع".
إن هذا الكرم المصري مع الجنوب السوداني الانفصالي لم نعهده مع الدولة السودانية ولا مع أي دولة من الدول العربية المسلمة القائمة، وهذا يعني أن تقوية الجنوب هو هدف سياسي مطلوب من مصر المساهمة في تحقيقه، وإلا فما الذي يدفع النظام المصري إلى تقديم كل هذه المساعدات (الجبارة) لهذا الإقليم الانفصالي؟؟
إن الدافع الوحيد وراء قيام النظام المصري بدعم الانفصاليين الجنوبيين هو تحقيق الأجندة الأمريكية التي ترمي منذ اتفاق نيفاشا إلى تمزيق السودان وإخراج دولة صليبية وثنية في جنوب السودان تكون بمثابة (إسرائيل) ثانية في المنطقة.
فحكام مصر هم عملاء لأمريكا لا يملكون مخالفة تعليماتها ولو كانت ضد مصلحة أمتهم. وهكذا نرى أنه وبدلاً من أن يمنع النظام المصري قيامها نجده يغذ الخطا في السير والعمل لبنائها، ودعمها وتقويتها والاعتراف بها، فكأن النظام المصري بفعله هذا يسير بإرادته نحو حتفه، وكأن حكامه لفرط جهلهم وخيانتهم لا يميزون بين ما يضر وما ينفع، ولا يفرقون بين البلسم الشافي والسم الزعاف.

الخميس، 22 أكتوبر 2009

علي بلحاج الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر يهاجم بوتفليقة وحركة (حمس)

علي بلحاج الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر يهاجم بوتفليقة وحركة (حمس)

شن الرجل الثاني في الجبهة الاسلامي للانقاذ هجوماً لاذعاً على نظام الحكم الجزائري وعلى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، فوصف النظام بأنه يستقوي بالأمريكان للتغطية على ضعفه، وبسبب خوفه من المحاكم الدولية التي قد تُحمله المسؤولية عن انتهاك حقوق الانسان في حقبة التسعينات والتي ارتكب فيها الجيش الجزائري مجازر وحشية ضد معارضيه فقال: "النظام الجزائري كان يخاف من المحاكم الدولية، حيث كان لديه أكثر من 17 ألف معتقل في الصحراء وأكثر من 25 ألف مفقود، وبالتالي لجأ إلى أميركا في صفقة سنقف ضدها بالمرصاد على أساس أنها عمل مستهجن وغير مقبول لا وفقا للمنطق الإسلامي ولا بحكم ثورة الجزائر". واستنكر بلحاج على النظام سماحه للأمريكيين بأن يتدخلوا بشكل سافر في الشؤون الداخلية الجزائرية فقال: "عندما ضعف النظام في الجزائر، حيث عقدت مساعدة نائب وزير الدولة الأميركية المكلفة بالدفاع الخاص في أفريقيا فيكي هودليستون مؤتمرا صحفيا تحدثت فيه عن القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية وعن الحرب على الإرهاب وعن القاعدة".
وتساءل بلحاج مستغرباً عن سبب إنغماس الرئيس بوتفليقة ونظامه في علاقات مشبوهة مع الأمريكيين وقال : "نحن نستغرب حقيقة موقف الرئيس بوتفليقة من هذه العلاقات، ونحن نتساءل عن سبب تغير موقفه من أميركا التي كان يرفض التعاطي معها أيام الرئيس الجزائري السابق هواري بومدين". وأضاف "أما الآن فهو لا يرى مانعا في ذلك، وهذا يعني أن بوتفليقة لم يكن على قناعة بالقضايا العادلة وإنما كان موظفا عند بو مدين، وإلا لما تراجع عن هذه المواقف". وفسّر بلحاج هذه العلاقات بقوله: "ان التطور في العلاقات بين النظام الجزائري والحكومة الأميركية يأتي في ظل تصاعد الحراك الشعبي المحتج على سوء الأوضاع المعيشية وترديها، ولذلك أراد النظام أن يستقوي بأميركا على المعارضة وعلى الشعب، وما يحدث في السر أخطر مما هو معلن عنه، والذي يلام على كل ذلك هو الرئيس عبد العزيز بوتفليقة".
ولم يُوفر بلحاج في هجومه على نظام بوتفليقة الهجوم على المتحالفين مع نظامه مثل حركة مجتمع السلم المسماة اختصاراً ( حمس)، فانتقد مشاركة عبد الرزاق مقري نائب رئيس حركة مجتمع السلم "حمس" في أعمال منظمة "فريدم هاوس"، وقال: "خدمة الإسلام لا تكون إلا بالإسلام وبالتزام أحكام الشريعة، ولا يمكن لحزب سياسي له خلفية إسلامية ويناصر حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن ينسق مع أميركا بهذه الطريقة، ومع منظمات مشبوهة"، وأضاف: "ولذلك لا بد من الوضوح في هذه المسألة، صحيح أن الجبهة ضُربت، ولكن لا يجوز أن ندخل في الدين ما ليس منه بدعوى التكتيك، فهذا خطر يشوّه الحركة الإسلامية وننصح إخوتنا بالبعد عن هذه المنظمات".
إن ما لم يذكره بلحاج عن نظام الحكم في الجزائر أنّه نظام صنعه المستعمر الفرنسي والبريطاني على جماجم المليون شهيد الذين سقطوا دفاعاً عن الجزائر، وبالتالي فلا يُتوقع من بوتفليقة وهو أحد أعمدة هذا النظام الاستعماري منذ حوالي خمسين عاماً، أن ينقلب على أسياده المستعمرين، فهو ربيب الاستعمار منذ نعومة أظفاره، ولم يجد الانجليز والفرنسيون عميلاً مخضرماً أكثر منه ليتولى الحكم في الجزائر بعد انتفاضة الشعب الجزائري بقيادة جبهة الانقاذ ضد هذا النظام الإجرامي الذي صنعوه على عين بصيرة.
أما حيرة بلحاج من بوتفليقة الذي كان أيام هواري بومدين في الستينيات والسبعينيات يتجنب هو ورئيسه من إقامة علاقات مع الأمريكيين، بينما الآن يُهرول نحوهم، فيمكن إزالتها بتوضيح أن النظام في عهد بوتفليقة كان موالياً للانجليز سياسياً وللفرنسيين ثقافياً، وكان يُحارب النفوذ الأمريكي بكل شراسة لمنعه من التغلغل في الجزائر، ومنافسة النفوذ الأوروبي فيها. أما في هذه الأيام فقد ضعف النفوذ الأوروبي كثيراً في الجزائر، وفي أفريقيا بشكل عام، ولم يعُد عملاء فرنسا وبريطانيا - ومنهم بوتفليقة - بقادرين على صد الزحف الأمريكي على مناطق النفوذ الأوروبي. فأمريكا تستغل وجود القاعدة، وتستغل وقوع النظم التابعة للنفوذ الأوروبي في أخطاء سياسية قاتلة، لتتخذ منها ذرائع لبسط نفوذها فيها.
لذلك ليس غريباً أن يقول بلحاج بأن النظام الجزائري عقد صفقة مع الأمريكيين لكي لا يجرّوه الى المحاكم الدولية بسبب الجرائم التي اقترفها الجيش الجزائري ضد معارضيه السياسيين والمدنيين. فأمريكا استغلت ذلك لكي يكون لها نفوذ في الجزائر وذلك من خلال ابتزاز النظام الجزائري الذي تورط في التسعينيات في مجازر ضد المواطنين الأبرياء ترقى إلى مستوى الاتهام باقتراف جرائم إبادة تستوجب ملاحقة المسؤولين عنها أمام المحاكم الدولية، فما كان من النظام الجزائري إلاّ أن استجاب لابتزاز الأمريكيين هذا مقابل عدم فضحهم للنظام، وعدم ملاحقته، وعزله، ومنحهم بالتالي موطأ قدم في الجزائر.
وهذا النوع من الابتزاز هو أسلوب أمريكي قديم ومعروف، فقد مارسوه أيضاً مع القذافي في ليبيا والذي قدّم لهم عشرات المليارات وعشرات العقود المغرية، وقدّم لهم كل ما تملكه ليبيا من خبرات، ومعلومات، ومعدات، تتعلق ببرنامجها النووي مقابل رفع العزلة عن النظام الليبي، وعدم تقديم القذافي للمحاكمة بسبب حادثة لوكربي.
وما ينطبق على بوتفليقة ونظامه من حيث الخيانة والعمالة، ينطبق على حلفائه وشركائه في الحكم، ومنهم حركة مجتمع السلم المسماة ( حمس) وغيرها من الحركات والأحزاب المتواطئة مع النظام.

عناوين وأخبار

عناوين وأخبار

دولة الامارات العربية ترفع علم دولة يهود في ( أبو ظبي ).
طاغية ليبيا يُعين ابنه بشكل رسمي وريثاً له في الحكم.
عجز الموازنة الأمريكية يبلغ أعلى مستوى له منذ الحرب العالمية الثانية.


تفاصيل الاخبار

1- في سابقة هي الأولى من نوعها سمحت دولة الامارات العربية برفع علم دولة يهود في اجتماع لوكالة الطاقة المتجددة عقد في مدينة ( أبو ظبي ) عاصمة الامارات، واستُقبل فيه ممثلوا دولة يهود من قبل المسؤولين في دولة الامارات كأعضاء متساوين مع الممثلين الآخرين.
وبرّر وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية محمد قرقاش في خطابه الافتتاحي للمؤتمر استقبال المندوبين اليهود بضرورة التعاون مع جميع الدول الأعضاء في وكالة الطاقة المتجددة بمن فيهم دولة يهود!.
ويأتي هذا التطبيع الأرعن لدولة الامارات مع الدولة اليهودية في وقت يتم فيه إدانة قادة الكيان اليهودي على جرائمهم في حرب غزة ضد المدنيين الفلسطينيين، وذلك بعد إقرار تقرير جولد ستون الأممي إثر حصوله على الأغلبية في مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة، وكأن هذا التطبيع الجديد جاء ليخفف عن دولة يهود ذلك الضغط الدولي الشديد الواقع عليها بسبب ذلك التقرير.


2- عين طاغية ليبيا الرئيس معمر القذافي ابنه المدعو سيف الاسلام وريثاً له في حكم ليبيا، حيث أمر اللجان الشعبية التي تمثل الدولة بتكليف ابن القذافي رسمياً بمنصب المنسق العام للقيادة الشعبية والاجتماعية في ليبيا وهي ( مؤسسات الدولة الرئيسية ).
وبموجب هذا المنصب الجديد فان الدستور سيخول القذافي الابن بصلاحيات واسعة تجعله الرجل الثاني في الدولة بدون منازع، حيث سيكون مسؤولاً عن الحكومة التي يُطلق عليها في ليبيا اللجنة الشعبية العامة ، وعن البرلمان الذي يُطلق عليه مؤتمر الشعب العام، وعن جميع الأجهزة الأمنية الليبية.
وبمعنى آخر فإن القذافي الابن سيكون الحاكم المطلق لليبيا في حالة غياب أبيه لأي سبب من الأسباب.
ومعروف عن ابن القذافي هذا تآمره المتواصل على ليبيا وشعبها، ومن أشهر مؤامراته الافراج عن الممرضات البلغلريات اللاتي تسببن في موت وإصابة اكثر من أربعمائة طفل ليبي بعد حقنهم بفيروس الايدز قبل عقد من الزمان. كما كان المسؤول الرئيسي عن تحسين العلاقات مع أمريكا وبريطانيا وتمكينهما من السيطرة المطلقة على مقدرات الشعب الليبي بذريعة التخلص من تبعات حادثة لوكربي.
ويدعي القذافي الذي يصف نفسه بأنه ملك ملوك افريقيا والقائد الاممي الكبير والذي يرأس حالياً الاتحاد الافريقي للدورة الحالية، يدعي بأنه منشغل بالقضايا العالمية ولا يريد أن يُشتت نفسه بالأمور المحلية والتي سيترك أمر معالجتها لابنه.


3- بلغ عجز الموازنة الفدرالية الامريكية إلى مبلغ 1.42 تريليون دولار أمريكي للعام الماضي وذلك بعد تنفيذ خطة التحفيز الاقتصادية وما أعقبها من هبوط عائدات الضرائب.
وتقول الأرقام الرسمية الأمريكية ان العجز بلغ 10 % من الناتج الاجمالي الأمريكي وهو أعلى مستوى يبلغه منذ الحرب العالمية الثانية.
ويتوقع المحللون الاقتصاديون أن تفشل إدارة أوباما في كبح هذا العجز المتعاظم والذي جرّ الاقتصاد الأمريكي إلى مزيد من التدهور، وأدّى إلى هبوط متواصل للدولار، وارتفاع كبير في التضخم و في الأسعار.

الجمعة، 16 أكتوبر 2009

زيف الديمقراطية في لبنان وأفغانستان وفي كل مكان

زيف الديمقراطية في لبنان وأفغانستان وفي كل مكان

الديمقراطية كنظام حكم ما زالت تُثبت زيفها وفسادها مع خوض كل تجربة ديمقراطية جديدة، والتجربتان الديمقراطيتان في لبنان وأفغانستان تنطقان بهذه الحقيقة، ففي لبنان أُجريت الانتخابات الديمقراطية قبل عدة شهور، ولم تُفلح حتى الآن في إفراز حكومة تمثل الأغلبية. فما زالت المناورات والمداولات والمزايدات والمساومات تستحوذ على السياسيين وعلى الأحزاب والقوى الطائفية والجبهوية على حد سواء، والحديث عن الحقائب الوزارية والتوزير والاستيزار، وحسابات المصالح الشخصية والحزبية، و مقاييس النفوذ الداخلي والوجاهة والزعامة، ما زال كل ذلك يطغى على السياسة وعلى السياسيين، ولا ننسى إضافة إلى ذلك الحديث عن تدخلات القوى الإقليمية والعالمية التي باتت تلقي ظلالاً كثيفة وثقيلة من التعقيدات والاشتراطات السياسية اللا متناهية.
إن هذا الذي وجد إنما وجد بسبب الانتخابات الديمقراطية في لبنان، فأوجد حالة من الإرباك والتخبط والتنطع بين الفرقاء المتشاكسين، والتي ألقت بدورها ذيولاً من الشك والريبة انعكست على قرب أو بُعد الاستيلاد العسير للحكومة العتيدة المستعصية.
فالدولة بأسرها باتت تعيش في حالة شلل سياسي شامل تنتظر تأليف حكومة توافق بين المتناحرين والمتشاكسين، والسياسيون أصبحوا يتحدثون بلغة المطابخ والطَّباخين، فعلى سبيل المثال يلخص نواف الموسوي أحد نواب البرلمان المشهد السياسي اللبناني الحالي بمثل تلك المفردات فيقول: "إن مواد الطبخة أصبحت جاهزة ومؤمنة وعلى الطَّباخ أن يُحسن طبخها". هذه هي ديمقراطية لبنان التي تعتبر عند الكثيرين أفضل ديمقراطية عربية على الاطلاق، وهذا هو واقعها المزري.
أما في أفغانستان فالتجربة الثانية للديمقراطية فيها تدخل في حالة الموت السريري، بحيث أن ما يُسمى بالمجتمع الدولي الذي يرعاها وعلى رأسه أمريكا تتخبط في قبول نتائج الانتخابات، فمنهم من يرى قبولها ومنهم من يرى إعادتها، هذا هو لسان حال مبعوثها ريتشارد هولبروك الذي بات يشكك في نتائجها بصوت عال. فهذه الانتخابات الديمقراطية التي أُجريت قبل أكثر من شهر في أفغانستان أصبحت نتائجها جزءاً من المشكلة وليست جزءاً من الحل، وعملاء أمريكا في أفغانستان من الحكام والسياسيين المعارضين لم يعودوا يمثلون أي شيء في البلد أمام اللشعب الأفغاني الذي سئم منهم، ومن عمالتهم المفضوحة لأمريكا، وبلغ حالهم مستوى جعل الإدارة الأمريكية نفسها لم تعد تثق بهم. وتحولت ديمقراطيتهم (الواعدة) كما كانوا يصفونها في أفغانستان إلى ديمقراطية مع وقف التنفيذ!!.
لقد أثبتت هذه الانتخابات الديمقراطية في أفغانستان بالفعل أنها أكبر مهزلة ديمقراطية يُجريها الغرب بقيادة أمريكا في التاريخ، وغدت ألعوبة أمريكية مستهلكة وغير صالحة حتى للعبث فيها.
فهذا هو زيف الديمقراطية بدا واضحاً للعيان في بلاد المسلمين وبالذات في لبنان وأفغانستان. على أن فساد الديمقراطية ليس مقتصراً على تجاربها في البلدان الإسلامية وحسب، بل إن فسادها صار ينخر في كل بلد تبناها ويطبقها كنظام حكم. فقد أثبتت الديمقراطية أنها مصدر رئيس للانقسام الأهلي في كثير من البلدان غير الاسلامية التي طُبِّقت فيها مثل أوكرانيا وجورجيا في أوروبا، وكينيا وتنزانيا في أفريقيا، وتايلاند وميانمار في آسيا، وفنزويلا وبوليفيا في أمريكا اللاتينية، وأخيراً هندوراس في أمريكا الوسطى.
إن فساد الديمقراطية كامن في نفس فكرتها، وكامن أيضاً في آلية تطبيقها، وفي نتائجها، والتي غالباً ما تحرم الخاسرين في الانتخابات من حقوقهم السياسية، والذين قد يصل تعدادهم إلى ما يقارب نصف السكان، حيث يُحرمون من المشاركة في الحكم بحجة أنهم لم يفوزوا في الانتخابات.
أما ما يشيعونه عن نجاح الديمقراطية في أمريكا وأوروبا فهو زعم زائف لا أساس له؛ لأن حكمهم على نجاح تلك الديمقراطيات ليس مرده إلى صلاحية فكرة الديمقراطية نفسها كنظام حكم، بل مرده إلى تقدم تلك الدول وتطورها قياساً بالدول المتخلفة، فهو حكم على نجاح الدول في ازدهارها وغناها، وليس حكماً على نجاح الديمقراطية فيها، لذلك كان من الطبيعي أن يكون الحكم بالنجاح في هذه الحالة لصالح تلك الدول، وأن يكون الحكم بالفشل مقترناً بالدول المتخلفة؛ لأن مقارنة السيء بالأسوأ يُظهر دائماً عند العامة أن السيء أفضل من الأسوأ في كل الأحوال. ولو أن الناس عاشوا في ظل نظام الحكم الإسلامي، وعرفوه عن قرب، وعايشوه من ناحية واقعية لاستطاعوا - وبكل سهولة - أن يحكموا على الديمقراطية بالزيف والفساد وبشكل تلقائي، وذلك بعد أن يقارنوا بين الواقعين. ولكن في غياب دولة الاسلام الحقيقية، وغياب نظام الحكم الاسلامي جعلهم لا يجدون أمامهم سوى القبول بما هو موجود من ديمقراطية فاسدة ظالمة مدمرة.
ومن هنا فالمدقق في فكرة الديمقراطية، والمتعمق فيها، يجدها فكرة فاسدة عفنة، ويجد نظام الحكم المطبق لها هشاً ومضعضعاً، ويجد أن ما يُبقي الديمقراطية على قيد الحياة ما هو إلاّ غياب البديل الاسلامي الذي يتجسد في نظام حكم اسلامي حقيقي.

عناوين وأخبار

عناوين وأخبار

1- خيارات أمريكا في أفغانستان محدودة وخاسرة.

2- اعتراف سفير السلطة في جنيف بتخبط القيادة الفلسطينية بخصوص تقرير جولدستون.

3- مركز كارتر يحث الإدارة الأمريكية على الحوار مع حركة حماس.

الأخبار بالتفصيل



1) يتخبط المسؤولون في إدارة أوباما بشأن المأزق الأفغاني، ففي حين يقترح الجنرال ستانلي مكريستال قائد القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان إرسال أربعين ألف جندي إضافي خلال العام المقبل، ويحذر من هزيمة محققة إذا لم يتم إرسال الجنود، يدعو جوزيف بايدن نائب الرئيس الأمريكي إلى عدم إرسال مزيد من الجنود، والاقتصار على استهداف وضرب القاعدة في باكستان لإنهاء الحرب لصالح أمريكا بأقل الخسائر على حد تقديره. فيما ترى وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن واشنطن الآن تدرس خيار التحدث إلى عناصر من طالبان.
وأما الرئيس أوباما ومعه وزير دفاعه روبرت غيتس فيميلان إلى رأي بعض المستشارين في البيت الأبيض الذي بات يعرف بخيار "باكستان أولاً"، حيث يعتمد هذا الخيار على توظيف الجيش الباكستاني في حراسة الحدود مع أفغانستان، وقيامه بالاستمرار في حرب طالبان باكستان في المناطق الحدودية لضبط الحدود ومنع التهريب بشكل كامل، ويبرر المستشارون رأيهم هذا بقولهم: إن هناك فرقاً بين طالبان أفغانستان وبين تنظيم القاعدة، فهم يرون أن تنظيم القاعدة له أيديولوجية عالمية بينما طالبان أفغانستان هي جماعة من البشتون تريد السيطرة على البلاد استناداً إلى منظور قومي.
ويعزز هذا التوجه لدى الإدارة أمران:
الأول: ما أعلنته حركة طالبان في رسالة بعثت بها إلى الدول الغربية عبر مواقعها على شبكة الانترنت يوم الأربعاء الماضي من "أنها لا تنوي القيام بأعمال حربية ضد الغرب خارج الأراضي الأفغانية، وأن هدفها هو الحصول على الاستقلال وإقامة نظام إسلامي في أفغانستان".
والثاني: أن أمريكا في الأيام القلائل الأخيرة رصدت مليارات الدولارات لدعم باكستان من أجل قيامها بمهمة حفظ الحدود وملاحقة طالبان والقاعدة على الأراضي الباكستانية بالتنسيق الكامل مع القوات الأمريكية، وهو الأمر الذي أوجد نوعاً من الامتعاظ لدى قادة الجيش الباكستاني.
ويُعزز هذا التوجه السياسي للإدارة الأمريكية نشر تقرير استخباري أمريكي جديد على وسائل الإعلام يُفيد بأن تقديرات الاستخبارات الأمريكية لأعداد مقاتلي طالبان قد تضاعف في السنوات الأربع الأخيرة أربع مرات، حيث بلغ عددهم الآن خمسة وعشرين ألف مقاتل بعد أن كانوا سبعة آلاف فقط في العام 2006م.
ويبدو أن إدارة أوباما تُريد الاستفادة من القدرات والإمكانات المتوفرة لدى إيران وروسيا والدول الأوروبية لمساعدة أمريكا في حربها الفاشلة في أفغانستان من أجل الخروج من المستنقع الأفغاني بأقل قدر ممكن من الخسائر.

2) بعد أن كان يدافع بحرارة عن موقف السلطة الفلسطينية من تأجيل مناقشة تقرير جولدستون حتى الربيع القادم اعترف سفير السلطة الفلسطينية في جنيف إبراهيم خريشة بخطأ الموافقة على ذلك التأجيل، فقال لصحيفة الشرق الأوسط: "نعم يمكن القول إنه كان هناك خطأ"، وعلَّل ذلك بقوله: "لم نكن نتوقع ردود الفعل خاصة الشعبية الفلسطينية".
وأقر خريشة بوجود حالة التخبط التي صاحبت مناقشات فكرة الموافقة على التأجيل فقال: "نعم يمكن أن نقول ذلك"، وأرجع السبب إلى ما سماه "بالظروف الموضوعية والاتصالات من قبل الكثير من الدول الصديقة والشقيقة" على حد قوله. وعندما سُئل عن المسؤول عن ذلك التخبط والخطأ أجاب: "القيادة الفلسطينية" ولكنه رفض تحديد الأسماء.
وأما نبيل عمرو سفير السلطة السابق في القاهرة فقال: "إن المبررات التي تسوقها السلطة باتهام دول عربية غير مقنعة، وإن على (أبو مازن) أن يعترف منذ اللحظة الأولى بأنه المسؤول الأول عن هذه القضية الكبيرة"، وادعى نبيل عمرو بأن مستشاري محمود عباس هم الذين عادة ما يورطونه.


3) حث مساعد مدير برنامج حل الصراع في مركز كارتر نيثان ستوك الولايات المتحدة إلى الحوار مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحذَّر من أن "إقصاءها سيفضي إلى حرب أزلية مع جماعات أكثر تشدداً" على حد قوله. وذكَّر ستوك بأن رفض الولايات المتحدة الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية في ثمانينيات القرن الماضي قد أدّى إلى ظهور حماس قبل أن يحصل الاعتراف، وقال بأن رفض الحوار مع حماس يهدد بإنتاج منظمات أكثر تطرفاً منها. واستدل ستوك بثلاثة أمور على واشنطن أن تأخذها في الاعتبار إذا كانت جادة في الحوار مع حماس وهي –كما أوردتها الجزيرة نت-:
"أولاً: بالموافقة على إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة، فإن حماس ستبدي بحكم الأمر الواقع اعترافاً بإسرائيل.
ثانياً: حماس قالت إنه يمكن للسلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس أن تمضي في المفاوضات مع إسرائيل، وأنها (أي حماس) ستلتزم باتفاقية السلام التي يوقعها عباس إذا تم التصديق عليها عبر استفتاء الشعب الفلسطيني.
ثالثاً: حماس طبَّقت العديد من اتفاقيات وقف إطلاق النار مع إسرائيل وعرضت هدنة لسنوات مقابل انسحاب إسرائيلي من الضفة الغربية".

الجمعة، 9 أكتوبر 2009

الدرع الصاروخي الامريكي

الدرع الصاروخي الامريكي

ما حدث من تغيير في السياسة الأمريكية مؤخراً بخصوص مسألة التنازل عن نصب الدرع الصاروخي في بولندا وتشيكيا يدخل ضمن المصالح الأمريكية بحسب رؤية الحزب الديمقراطي الحاكم وإدارة أوباما. فمعلوم أن الأفكار المتعلقة بهذا النوع من الدرع الصاروخي هي من صميم تفكير الجمهوريين الذين يحلمون بتفوق أمريكا وبضمان أمنها بنسبة 100%.وفكرة الدرع الصاروخي التي تخلت عنها إدارة أوباما هي من جنس حرب النجوم التي ابتدعتها إدارة ريغان في الثمانينات ثم تم التخلي عنها فيما بعد. فهذه الفكرة هي فكرة دفاعية غير قابلة للتطبيق حتى الآن على الأقل، والتجارب فيها مكلفة جداً، ولا تلجأ إليها إدارات الجمهوريين إلاّ في زمن الوفرة، وقد استخدمت في الثنانينات لإرهاق الاتحاد السوفياتي والتسريع في اسقاطه، ونجحت أمريكا في ذلك، وبعد سقوط الاتحاد السوفياتي تخلت أمريكا عن حرب النجوم في زمن الجمهوريين أيام بوش الاب.ولما جاءت ادارة بوش الابن ووجدت أن بوتين نجح في إعادة روسيا الى عافيتها نوعاً ما، ونجح في منافسة أمريكا وفي تهديد مصالحها في آسيا الوسطى ومنطقة القوقاز، استخدمت أمريكا فكرة الدرع الصاروخي في بولندا وتشيكيا لارهاق روسيا وللضغط عليها وابقائها في حالة استنزاف لاقتصادها المتنامي. ولكن بعد انتهاء حكم بوش وجدت ادارة اوباما ان الفكرة لم تُحقق أغراضها بل انها على العكس قوت روسيا وجعلتها تزداد تحديا وعناداً لأمريكان وانتيجة أن الروس بدلاً من الركوع لأمريكا نصبوا صواريخ متطورة لهم في كاليننغراد- وهو جيب روسي يُطل على بحرالبلطيق - صار يُهدد أوروبا برمتها، ويُشكل خطراً على حماية أمريكا وحلف الأطلسي الذي تقوده على الدول الأوروبية, وجدت ادارة اوباما أن من الافضل لها تفكيك درعها الصاروخي هذا مقابل الحصول على منافع جمة لها. فذهب أوباما الى موسكو قبل عدة أشهر وتفاهم مع بوتين وميدفيدف على الثمن الذي على روسيا أن تدفعه مقابل تفكيك الدرع، ونجح أوباما في الحصول على أعلى ثمن وهو: - 1- تفكيك المنظومة الصاروخية في كالينغراد. -2- منح روسيا تسهيلات لوجستية في حربها في أفغانستان. - 3- تعاون روسيا مع أمريكا في الملف النووي الايراني. وبالمقابل حصلت روسيا من أمريكا على الثمن التالي: - 1- عدم دعم جورجيا في المطالبة باعادة الاقليمين المنفصلين عنها. - 2- الاعتراف بالمجال الحيوي لروسيا في مناطق نفوذها في القوقاز وآسيا الوسطى. - 3- اشراك روسيا في المحافل الدولية الاقتصادية وعدم وضع العراقيل أمام انضمتمها لمنظمة التجارة العالمية. هذه هي مصلحة أمريكا من الغاء فكرة الدرع الصاروخي في التشيك وبولندا.

الأقصى في خطر........ ذلك الشعار الذي فقد بريقه

الأقصى في خطر........ ذلك الشعار الذي فقد بريقه

لقد بُحَّ صوت المسلمين في فلسطين وهم يستصرخون الأمة، ويستنجدون بالدول العربية والبلدان الاسلامية لإنقاذ الأقصى وتخليصه من براثن الاحتلال اليهودي منذ أكثر من أربعين عاماً، ولما يتم إنقاذه، ولا فُك أسره، ولا تم تحريره، ولا رُفع الخطر عنه.
لقد كانت اعتداءات دولة يهود على المسجد الأقصى في السابق تُقابَل بموجات عارمة من الاحتجاجات والمظاهرات والاشتباكات على مستوى الجماهير، كما تُقابل باجتماعات ومؤتمرات كثيرة في كثير من العواصم العربية والإسلامية على مستوى الحكومات.
وتشكلت من أجل الأقصى لجان عديدة كلجنة القدس، وتكونت منظمات ذات وزن كمنظمة المؤتمر الإسلامي، وعُقدت مؤتمرات عربية ذات صخب كبيركاستجابة لما كان يقع على المسجد الأقصى من أخطار.
وكان أي عدوان صريح أو مباشر على الأقصى يُقابل في السابق باستجابة تلقائية على المستويين الرسمي والشعبي، إذ كان وقتها يوجد بقية من حياء عند بعض الرسميين يدفعهم للتجاوب مع تحرك الجماهير ولو ظاهرياً احتجاجاً على تعرض الأقصى لأي خطر.
صحيح أن مثل تلك التحركات لم تُحرر الأقصى ولم تُنقذ أهل بيت المقدس من اضطهاد المحتلين اليهود، لكنها كانت تُمثل تجاوباً ظاهرياً مع الخطر، وان كان لا يُرجى منه أي نفع.
لكن في الفترة الأخيرة فُقد التجاوب الظاهري، ومات ما تبقى من إحساس بالحياء عند من يُظن أنهم قادرون على تحريك الشارع العربي والإسلامي، أو عند من كانوا يُمثلون هذا الدور، فاعتداءات عصابات يهود ضد المسجد الأقصى لم تتوقف في الفترة الأخيرة، حيث تكثف حفر الأنفاق تحت أساسات المسجد، وتكررت اقتحامات الجماعات اليهودية المختلفة لباحاته، وتم وضع الحواجز المادية شبه الدائمة في محيط المسجد الأقصى وفي مداخل القدس للحيلولة دون دخول المسلمين للمسجد، ومُنع من هم دون الخمسين من العمر من الدخول بمناسبة وبغير مناسبة، ومع أن كل تلك الأخطار قد وقعت وتكرر حصولها إلا أن أحداً من أصحاب القرار لم يتحرك لإزالة هذه الألخطار، وهكذا أصبح شعار (الأقصى في خطر) شعاراً باهتاً لا إثارة فيه ولا بريق له.
وحتى الذين ركبوا موجته الأخيرة حالياً لم يعودوا بنفس الزخم الذي كان عليه حال من سبقوهم من الوصوليين راكبي الأمواج، فلم يأبه لهم معظم الناس وثبت لديهم أن سحر الشعار قد انكشف.
لقد ظن الكثيرون بأن انتفاضة ثالثة ستنطلق درءاً للأخطار التي تحيط بالأقصى، وظن البعض بأن مجرد اللعب على وتر الأقصى يؤدي حتماً إلى جذب العامة، وأن مجرد إثارة الموضوع قد تلهب حماسة الشباب، لكن ظن هؤلاء كان في غير محله، فلا الدول العربية والمسلمة تحركت، ولا الجماهير تجاوبت، ولا الانتفاضة الثالثة اندلعت.
لقد هدَّدت بعض الفصائل الفلسطينية بإشعال فتيل انتفاضة جديدة رداً على العدوان الأخير لدولة يهود على الأقصى، وقال ممثل حركة حماس في لبنان أسامة حمدان –على سبيل المثال- "إن هذه الاعتداءات لها تداعيات أصعب بكثير من غيرها من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على بلدنا وأهلنا"، وأضاف بأن:" هناك تحركات لصد العدوان في الداخل الفلسطيني وذلك عبر المواجهات والاعتصامات التي تحصل في الأقصى للدفاع عنه، وكذلك عبر التحركات السياسية من أجل اتخاذ موقف دولي وإقليمي ضد إسرائيل بهدف وضع حد لاعتداءاتها واستفزازاتها".
إلا أن تلك التهديدات والتوقعات ما عاد لها واقع، فما كان يصح قبل عقد أو عقدين من الزمن لم يعُد يصح الآن، فاختلفت الظروف، وأفاق الناس من غفلتهم، وأدركوا أن السياسيين يبنوا لهم قصوراً بالهواء، فكانت اللامبالاة هي الطاغية على معظمهم، وصار ما يُعول عليه السياسيون من آمال في خبر كان، وأصبحت توقعاتهم بامتداد المواجهات والاعتصامات المحدودة إلى مناطق أخرى في مهب الريح.
وأما تعويلهم على أن تلك التحركات الشعبية ستؤدي إلى اتخاذ موقف دولي وإقليمي ضد دولة يهود، وأنها ستضع حداً لاعتداءاتها، فإن هذا التعويل هو آخر ما قد يخطر على البال، فقد عهدنا الموقف الدولي والإقليمي من دولة يهود من قبل، وعهدنا عجزه التام عن اتخاذ أية مواقف تُخالف رغبات الكيان اليهودي.
إن الاعتماد على هبّة الجماهير العاطفية في مواجهة واحدة من أعتى وأصلف القوى العسكرية في المنطقة لم يعد ينطلي على الناس، فلقد ملَّت الأمة، وجماهيرها، هذه الأساليب الهزيلة في المواجهة، وهذا الكفاح الرخيص في رد العدوان، وفي إزالة الخطر عن المسجد الأقصى، ولم يعد أمام الأمة من سبيل للخلاص سوى تحرك أهل القوة والمنعة للقيام بالمواجهة الحقيقية، أما استمرار الاعتماد على المواطنين العزل، وعلى المحاصرين المستضعفين فلم يعد يقنع أحداً، ولم يعُد يخدع أحداً. فهذه الشعارات البرّاقة قد استُهلكت، وهذه الأوراق المخادعة في التحرير وإزالة الأخطار قد سقطت، ولم يعُد أمام الأمة من خيار سوى تحريك الجيوش وخلع العروش، واستنقاذ الأقصى بالجهاد الذي تُباشره الدولة الإسلامية الحقيقية .

الاثنين، 5 أكتوبر 2009

تقرير غولدستون يكشف فضائح سلطة عباس

فضائح سلطة عباس بخصوص تقرير غولدستون

نقلت وكالة شهاب للأنباء عن مصادر خاصة بها " أن السلطة اعترضت في البداية – على سحب تقرير ريتشارد غولدستون- ورفضت بإصرار إلى أن جاء العقيد إيلي أفرهام وعرض على جهاز الحاسوب المحمول ملف فيديو يعرض لقاء وحوار دار بين رئيس السلطة محمود عباس ووزير الحرب الصهيوني يهود براك بحضور تسيبي لفيني". وأفاد المصدر نفسه أن محمود عباس ظهر في التسجيل المصور وهو يحاول إقناع براك بضرورة استمرار الحرب على غزة وقد بدا براك متردد ومهزوز أمام حماسة محمود عباس وتأييد ليفيني لاستمرار الحرب. وبين المصدر أن أفرهام عرض على وفد السلطة تسجيل لمكالمة هاتفية بين مدير مكتب رئاسة الأركان الصهيوني والطيب عبد الرحيم الذي قال أن الظروف مواتية ومهيأة لدخول الجيش الصهيوني مخيمي جباليا والشاطئ، مؤكدا أن سقوط المخيمين سينهي حكم حماس في غزة وسيدفعها لرفع الراية البيضاء. وأوضح المصدر أن دوف فايسغلاس قال للطيب عبد الرحيم أن هذا سيتسبب في سقوط آلاف المدنيين رد عليه عبد الرحيم بأن "جميعهم انتخبوا حماس وهم الذين اختاروا مصيرهم وليس نحن". وقال المصدر إن الوفد الإسرائيلي هدد بعرض المواد المسجلة أمام الأمم المتحدة وعلى وسائل الإعلام مما أدى إلى وافق وفد السلطة الفلسطينية على سحب تأييد التقرير وطالبه الوفد الإسرائيلي بكتابة تعهد خطي يقر فيه الوفد الفلسطيني بعدم إعطاء تصريحات لأي دولة لاعتماد تقرير غولدستون.
وكان قد صرح الجنرال غابي اشكنازي رئيس اركان جيش الإحتلال الإسرائيلي بتاريخ 11/5/2009 أن السلطة ممثلة برئيسها محمود عباس خاضت مع اسرائيل حرب العدوان على غزة، فقد كشفت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي ضمن إحدى نشراتها الإخبارية في ساعة متأخرة من مساء الاثنين 11/5/2009 عن تصريحات لإشكنازي يعترف فيها لأول مرة بأن "اسرائيل وسلطة رام الله قاتلتا جنباً إلى جنب أثناء عملية الرصاص المسكوب على قطاع غزة". وكشفت صحيفة اسرائيلية أن غابي اشكنازي أرسل رسالة إلى المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية كشف من خلالها عن التعاون غير المسبوق بين الجيش والسلطة الفلسطينية في رام الله ممثلة برئيسها خلال الحرب على غزة. وأوضح اشكنازي أن مشاركة السلطة كانت أمنية بالدرجة الأولى، ثم محاربة ميدانية مشتركة بالدرجة الثانية خلال عملية الرصاص المسكوب، مؤكدا على أن الجيش والسلطة عملا جنبا إلى جنب ضد حركة "حماس" خلال الحرب. وذكرت صحيفة "معاريف" أن سلطة رام الله ضغطت على اسرائيل لإسقاط حُكم "حماس" قبل العملية العسكرية في غزة. وكشفت وثيقة أُعدّت في مكتب وزارة الخارجية الإسرائيلية في عهد الوزيرة تسيبي ليفني أن عناصر فلسطينية رفيعة المستوى ضغطت على اسرائيل بشكل كبير لإسقاط حُكُم "حماس" في قطاع غزة. وتُظهر الوثيقة الإسرائيلية أن سلطة رام الله دفعت الإحتلال الإسرائيلي وبقوة للخروج لتنفيذ عملية الرصاص المسكوب في غزة وضرب "حماس"، وبحسبها "فإنه وخلال الفترة الأخيرة بدأت تصرفات السلطة في عدة مواضيع تُثير القلق الإسرائيلي، كونها لا تسير في طريق واحد من التعاون والتفاهمات مع اسرائيل". وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن ما دفع وزارة خارجية الإحتلال الإسرائيلية للكشف عن هذه الوثيقة، هو ما شرعت به شخصيات في سلطة رام الله في أعقاب عملية الرصاص المسكوب، للبدء في التحقيق مع القادة الإسرائيليين في جرائم الحرب التي ارتكبوها خلال الحرب. ( انتهى الكلام المنقةل بتصرف عن وكالة شهاب للأنباء).
ومن جهة ثانية أكدت منظمة المؤتمر الإسلامي أن الولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية اتفقتا سويا على قرار الأمم المتحدة بتأجيل التصويت على تقرير القاضي ريتشارد غولدستون الخاص بالحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة. وقال الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو:" إن التأجيل جاء بناء على اتفاق أميركي مع السلطة الفلسطينية قبلت به منظمة المؤتمر الإسلامي"، وهو ما يكذب أقوال السلطة بأنها ليست هي المسؤولة عن سحب التقرير.
وحتى منظمة العفو الدولية (أمنستي) طالبت الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بإحالة تقرير القاضي ريتشارد غولدستون إلى مجلس الأمن فورا والذي أجّل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قراره بشأنه إلى الدورة القادمة التي تبدأ في مارس/آذار المقبل. وأعربت العفو الدولية عن أسفها لقرار التأجيل على التصويت. ودعت مجلس الأمن إلى وضع لجنة مستقلة من الخبراء لمراقبة تشكيل إسرائيل وحماس للجان تحقيق في الممارسات التي وردت في التقرير.

عناوين وأخبار

عناوين وأخبار

1- سلطة عباس تُجهض تقرير جولدستون وتُنقذ دولة يهود من الإدانة الدولية على جرائمها في غزة.

2- في تحول مفاجئ وبدون مقدمات: إيران توافق على تخصيب اليورانيوم خارج أراضيها.

3- السعودية تُغري روسيا بصفقات سلاح بمليارات الدولارات مقابل إيقاف بيع إيران لصواريخ

(إس300).

الأخبار بالتفصيل

1) قامت سلطة محمود عباس الخيانية بأقبح عمل ممكن أن تقوم به في الآونة الأخيرة، وهو قيامها بسحب دعمها لتقرير القاضي ريتشارد جولدستون الذي أدان فيه جرائم دولة يهود في غزة، وقتلها للمدنيين بما يخالف القانون الدولي والإنساني، وبسبب حصارها لقطاع غزة، ومنع إدخال الإمدادات الغذائية والخدماتية الضرورية للحياة لسكان القطاع، كما أدان التقرير القصف (الإسرائيلي) للمستشفيات والمدارس، واستخدام الفسفور الأبيض والقذائف المسمارية، وتدمير البنية التحتية الصناعية والإنتاج الغذائ، وتخريب منشآت المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي والسكن، وهو ما يُعتبر انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، ويمكن اعتباره جريمة حرب.
وقد أيد التقرير 33 عضواً في مجلس حقوق الإنسان التابع لهيئة الأمم المتحدة من أصل 47 عضواً، وسانده حوالي 50 منظمة غير حكومية. وأحدث التقرير هزة عنيفة لقادة الكيان اليهودي، وأوقع في قلوبهم الرعب من احتمال مثولهم أمام العدالة الدولية إذا ما وصل إلى محكمة الجنايات الدولية.
غير أن سلطة عباس العميلة قد أنقذت دولة يهود من هذه العواقب الوخيمة وذلك بموافقتها على تأجيل النظر في التقرير لمدة ستة أشهر تكون كفيلة بموت التقرير موتاً بطيئاً.
وبرَّر إبراهيم خريشة المندوب الفلسطيني عن السلطة الفلسطينية في الأمم المتحدة سحب التقرير بقوله: "إن الفلسطينيين يُفضلون أن يحصل القرار على إجماع المجلس"، وقال بأننا "لا نريد الاستعجال أو القفز في الهواء حتى لا ينتهي المطاف بالتقرير كما انتهت إليه تقارير سابقة".
وصرَّح خريشة لصحيفة نيويورك تايمز بقوله: "نحن لا نريد أن نضع العقبات أمام الأمريكيين" في إشارة إلى الضغوطات الأمريكية على السلطة بزعم أن عملية السلام ستتعثر إذا ما تم تمرير التقرير.
وذكرت الجزيرة أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قد تلقى في الأيام الأخيرة قبل سحب التقرير اتصالين من وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون والتي دعته إلى عدم الموافقة على ما جاء في التقرير بدعوى أنه "سيعمق الفجوة التي قل اتساعها مؤخراً مع الإسرائيليين" على حد قولها.
وقالت عدة مصادر إخبارية إن سلام فياض رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية قد ضغط على محمود عباس للموافقة على سحب التقرير متذرعاً بالوضع الاقتصادي "وبعرقلة إسرائيل لعمل شركة اتصالات فلسطينية جديدة وعدم إعطائها الترددات اللازمة" من قبل دولة الاحتلال. وادعى فياض بأن الموافقة على التقرير والعمل على ترويجه يُعتبر خطأ "لأننا لا نستطيع الوقوف في وجه أمريكا وإسرائيل" على حد قوله.
وبعد تعليق السلطة للتقرير انفجر مؤيدو حقوق الإنسان غيظاً من مواقف السلطة وأمريكا ودولة يهود، واستخدم هؤلاء الأعضاء في المنظمات غير الحكومية مصطلحات حادة في وصف من عطّلوا تمرير التقرير مثل "خيانة أخلاقية" وَ "فضيحة سياسية" وَ "عدم وعي سياسي" وذلك بعد أن كانوا يعولون على استصدار قرار من المجلس الأممي بتأييد التقرير تمهيداً لاتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة ضد مجرمي الحرب المتورطين في الحرب على غزة.
وقال ممثل اتحاد الحقوقيين العرب بالأمم المتحدة في جنيف إلياس خوري للجزيرة نت: "إن هذا القرار مخيب للآمال ومحبط لكل الجهود المضنية التي بذلتها جميع الأطراف المؤيدة للحق العربي لدعم تقرير جولدستون المتميز بكل المقاييس"، وأكَّد أن "خطورة الخطوة التي أقدمت عليها الحكومة الفلسطينية تكمن في أن هذا التقرير هو سابقة من نوعها في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، حيث تدخل لأول مرة القضاء الجنائي الدولي والتي يعمل فيه متخصصون على قدر عال من الحرفية والحياد لتسجيل جرائم حرب غزة، ووجدت إسرائيل صعوبة في اتهام جولدستون بالعداء للسامية لأنه يهودي الديانة".
وفرحت الصحافة اليهودية كثيراً لقرار السلطة هذا، وقد نقلت صحيفة هآرتس عن مسؤول فلسطيني مساء الخميس قبل إعلان الخبر يوم الجمعة: "إن السلطة الفلسطينية قرَّرت سحب الشكوى التي عرضتها على مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لتبني تقرير جولدستون". وبلَّغ السفير اليهودي في الأمم المتحدة في جنيف روني ليشنوا رئيس حكومته نتينياهو بأن السلطة الفلسطينية ستعلن يوم الجمعة سحب القرار.
وفي يوم الجمعة وبالنيابة عن الدول العربية والأفريقية والإسلامية قامت باكستان بتأجيل التصويت على نص القرار رسمياً حتى موعد انعقاد جلسة المجلس في مارس (آذار) المقبل، وعلل مندوبها زامير أكرم هذا الموقف المخزي بقوله: "سيتيح قرار السحب مزيداً من الوقت من أجل بحث شامل وواسع للتقرير".
ولكن وكالات الأنباء المعروفة كرويتر وغيرها نقلت عن مصادر داخل المجلس بأن "هناك اتفاق على التأجيل في ضوء الضغوط الهائلة من الولايات المتحدة".
وكان جولدستون قد قال من قبل أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة مبرراً موقفه الصارم في التقرير والمؤيد لمحاسبة الجرائم اليهودية: "نحن نؤمن بقوة القانون، بقانون حقوق الإنسان، بمبدأ حماية المدنيين أثناء الصراعات المسلحة إلى أقصى الحدود الممكنة".
هذه هي أحدث وأقبح خيانات السلطة الفلسطينية وحكام البلدان العربية والإسلامية بحق دماء الشهداء والأبرياء في غزة.

2) بعد أكثر من أربع سنوات على إعلان حكام إيران عن إصرارهم على تخصيب اليورانيوم داخل المنشآت الإيرانية باعتباره حقاً مشروعاً لهم كفلته القوانين الدولية، تراجعت إيران عن هذا الحق وأعلنت عن قبولها بتسليم اليورانيوم المخصب لديها بنسبة 5% إلى روسيا أو فرنسا واستلام يورانيوم مخصب وجاهز لاستخدامه في الأغراض السلمية تحت رقابة الدول الكبرى الصارمة.
وجاء هذا التحول المفاجئ بعد اجتماع حاسم عقد بين المفاوض الإيراني عن الملف النووي سعيد جليلي وبين مساعد وزير الخارجية الأمريكي ويليام بيرنز وهو اللقاء الأول على هذا المستوى بين البلدين منذ ثلاثين عاماً.
واعتبر هذا الاجتماع بمثابة الفرصة الأخيرة لإيران للتوصل إلى تسوية حول برنامجها النووي مع الدول الكبرى. ولعل هذا التنازل الكبير يأتي بعد تصعيد الضغوط الأوروبية واليهودية على إيران مما اضطر أمريكا إلى التدخل وإرغام حكام إيران على الانحناء أمام العاصفة والقبول بتقديم هذا التنازل المذل.
وكان سبق هذا التطور الدراماتيكي الكشف عن منشأة نووية إيرانية جديدة قرب مدينة قم من قبل وكالات الاستخبارات الأمريكية والفرنسية والبريطانية واضطرار إيران بعد ذلك إلى دعوة مفتشي الوكالة الدولية لزيارة المنشأة.
ويبدو أن السبب الرئيسي لهذا التنازل الإيراني هو ذلك الاختلاف الكبير بين الموقفين البريطاني والفرنسي مع أمريكا حول نية إيران في امتلاك الأسلحة النووية، حيث تقول وجهة النظر البريطانية والتي تؤيدها فرنسا بأن إيران تسعى لامتلاك الأسلحة النووية في الأعوام القليلة القادمة، بينما تفيد وجهة النظر الأمريكية بأن إيران قد أوقفت أنشطتها المتعلقة بالتسلح منذ العام 2003م.
وقد انعكس هذا الخلاف على إيران سلباً وأوجد مبررات أوروبية كافية لضرب إيران، ولحمل أمريكا على الموافقة كارهة على القيام بذلك، فردت أمريكا بهذه الاجتماعات الحاسمة مع الإيرانيين وإرغامهم على تقديم التنازلات، وسمحت أمريكا لأول مرة بزيارة وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي لواشنطن في سابقة هي الأولى من نوعها عشية إجراء تلك المحادثات الحاسمة حول البرنامج النووي الإيراني في جنيف، حيث كانت هذه الزيارة المفاجئة للوزير الإيراني لواشنطن موازية لاجتماعات جليلي مع بيرنز في جنيف. وخلصت تلك الاجتماعات في كل من واشنطن وجنيف إلى هذه النتائج الجديدة المفاجئة والتي أدَّت إلى منع وقوع ضربة مؤكدة على إيران.

2) تقدمت السعودية بعروض مغرية لروسيا تقضي بتوقيع عقود شراء أسلحة بقيمة 7.2 مليار دولار مقابل إيقاف روسيا لصفقة بيع إيران لمنظومة الصواريخ المتقدمة (إس300) المضادة للطائرات، وتجري حالياً محادثات بين السعودية والروس على شراء دبابات (تي 90س) ومدرعات (بي م بي 3) ومروحيات (مي35) ومروحيات (مي 17) ومنظومة صواريخ (بانتسير) وَ (بوك م2) وَ (س400) المضادة للجو. وكل هذه الأسلحة ستشتريها السعودية بشرط إيقاف روسيا بيعها لصفقة (إس 300) لإيران.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية نوفوستي عن مصدر روسي في قطاع التصنيع العسكري في حديث مع صحيفة (فيدوموستي) قوله إن: "روسيا قد تباشر بإرسال منظومات (إس300) إلى إيران في أسرع وقت ممكن لأن تلك الصواريخ جاهزة للتصدير حالياً"، وأضاف: "لكن إرسالها إلى إيران توقف بأمر من القيادة الروسية"، وتابع المصدر للصحيفة القول: "إنه في حال فُسخ العقد الموقع مع إيران فإن وزارة الدفاع الروسية ستشتري تلك المنظومات لتدخلها الخدمة في القوات المسلحة الروسية".
وهكذا نجحت الضغوط والإغراءات السعودية في حرمان إيران من هذه المنظومة الصاروخية المتقدمة خدمة لدولة يهود، وحرصاً على تفوقها.