الأربعاء، 21 مارس 2018

نتائج زيارة ابن سلمان لبريطانيا


نتائج زيارة ابن سلمان لبريطانيا





بالرغم من الانجراف السياسي الحادّ للسعودية نحو أمريكا بعد مجيء الملك سلمان إلى السلطة، وبالرغم من عمليات التطهير المُستدامة التي قام بها محمد بن سلمان ضد العناصر الموالية لبريطانيا في الجيش، وفي الحرس الوطني، وفي القصر، إلاّ أنّ ارتباط السعودية القديم والعميق والمُتجذّر مع بريطانيا في كل مجالات الحياة، قد جعل من الصعوبة بمكان تحجيم الدور البريطاني في السعودية فضلاً عن إنهائه، خاصة وأنّ السعودية مُحاطة بمجموعة من الدويلات الخليجية التي لها ارتباطات وولاءات سياسية تقليدية قوية مع بريطانيا، لا سيما وأنّ هذه الدويلات لا شكّ بأنّها تؤثّر على السياسة السعودية تأثيراً مُباشراً بسبب اشتراكها معها في مجلس التعاون الخليجي، الذي أوجدته بريطانيا في المنطقة لتُحافظ به على نفوذها.
وإذا أضفنا بُعداً بريطانياً آخر ضاغطاً على السياسة السعودية، ألا وهو فشلها وفشل أمريكا معها في حسم أزمة اليمن، وحاجتهما الماسّة إلى الدور البريطاني للمساعدة في الخروج من هذه الأزمة، فإنّنا نستطيع القول بأنّ زيارة محمد بن سلمان لبريطانيا كان من أهم أهدافها طلب المساعدة من بريطانيا لمُحاولة إنهاء ورطة السعودية في اليمن، والتوصل معها ومع أمريكا إلى صفقة تُنهي تلك الأزمة.
لذلك لاقت زيارة محمد بن سلمان التي استمرت 3 أيام إلى بريطانيا اهتماماً واسعاً على جميع المستويات والأصعدة، وجرى فيها توقيع اتفاقيات ضخمة في مجالات مختلفة قُدّرت قيمتها بـ 100 مليار دولار أمريكي.
وقد أكّدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي على عنوان هذه الزيارة بأنّها "ستؤسّس مِنصّة لتعزيز العلاقات الثنائية"، ووصف ابن سلمان العلاقة الخاصة القائمة بين السعودية وبريطانيا والتي تعود إلى أكثر من 100 عام بقوله: إنّ "العلاقة بين السعودية وبريطانيا هي علاقة تاريخية وتعود إلى تأسيس المملكة، كما أن لدينا مصلحة مشتركة تعود إلى الأيام الأولى من العلاقة، وإن العلاقة مع بريطانيا اليوم هي علاقة عظيمة" وقال بأنّه "يأمل في أن تكون الشركات البريطانية قادرة على الاستفادة من التغيرات العميقة التي تحدث في السعودية"، وأكّد على أنّه "ستكون هناك فرصٌ ضخمة للندن نتيجة لرؤية 2030".
من جهتها أشادت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين، وقالت إنّ "الشراكة بين الرياض ولندن تساعد بالفعل في جعل بلدينا أكثر ازدهاراً من خلال توفير آلاف فرص العمل في المملكة المتحدة، وفتح فرص هائلة للشركات البريطانية في السعودية".
وتحدّث عن الموضوع نفسه وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون فقال: "إنّ الزيارة ستكون فرصة لتعزيز علاقتنا مع السعودية، وإنّ عشرات الآلاف من الوظائف البريطانية تعتمد على صادراتنا إلى السعودية والتي ارتفعت لتصل قيمتها إلى 6.2 مليار جنيه في عام 2016 أي بزيادة نسبتها 41% منذ عام 2010".
وكان التبادل البريطاني - السعودي قد شهد في السنوات الخمس الماضية زيادة فاقت 2.3 مليار جنيه إسترليني، وفي عام 2016 بلغ حجم التجارة من سلع وخدمات نحو 9 مليارات جنيه إسترليني، وتُعتبر السعودية منذ عام 2010 ثالث أكبر الأسواق نمواً للصادرات البريطانية، كما تُعتبر بريطانيا ثاني أكبر مستثمر أجنبي تراكمي في السعودية بعد أمريكا، وهناك نحو 300 مشروع بريطاني - سعودي مشترك، فيما تبلغ القيمة الإجمالية للاستثمارات نحو 17.5 مليار دولار أمريكي.
ويعتبر الاقتصاد أهم مُحرّك في العلاقات السعودية البريطانية، إذ يصل حجم التبادل التجاري بين الدولتين إلى أكثر من 17 مليار ريال سعودي، وهناك 374 ترخيصا استثماريا بريطانيا في السعودية برأس مال إجمالي قدره 3.4 مليار دولار أمريكي.
وفي ختام الزيارة تمّ الإعلان عن إطلاق (الشراكة الاستراتيجية) لتكون آلية رئيسية لحوار منتظم لتعزيز كل جوانب العلاقة الثنائية بما يشمل المجالات الاقتصادية والدفاع والأمن والمساعدات الإنسانية والمواضيع الإقليمية والدولية، واتفق الطرفان على خطة تنفيذ عملية لتحقيق هذه الشراكة الاستراتيجية، ومتابعتها، في اجتماعات أخرى خلال عام 2018، وتمّ التزام السعودية وبريطانيا بشراكة طويلة الأجل لدعم تحقيق ما يُسمّى برؤية 2030 بحيث تشمل مجموعة من المجالات بما في ذلك: تقييم الفرص والاستثمارات المتبادلة مع بريطانيا من قبل صندوق الاستثمارات العامة، والتجارة البينية بين البلدين، والمشتريات العامة من القطاع الخاص لبريطانيا في المجالات الأولوية لرؤية 2030، بما في ذلك: التعليم والتدريب والمهارات، والخدمات المالية والاستثمارية، والثقافة والترفيه، وخدمات الرعاية الصحية وعلوم الحياة، والتقنية والطاقة المتجددة، وصناعة الدفاع.
كما تمّ توقيع مذكرة تفاهم بين الدولتين تتعلّق بالشراكة في تطوير منهجيات التعليم وبناء القدرات، وقد عيّنت بريطانيا السير أنطوني سيلدون ليكون مبعوثا خاصاً للتعليم لدعم رؤية 2030، وعيّنت أيضاً السير مايك ريتشارد مبعوثا خاصا لها للرعاية الصحية لدعم الرؤية، وتمّ أيضاً الاتفاق على بيع بريطانيا للسعودية 48 طائرة تايفون حربية.
ومن أخطر ما تمّ الاتفاق عليه فيما يتعلّق بالناحية الأمنية قيام السعودية بتزويد بريطانيا بالمعلومات الاستخبارية (الخام) عن كل شيء، وعن كل شخص، وعن كل حدث، تحصل عليه الحكومة السعودية، وذلك قبل تحليلها وتصنيفها وفلترتها.
إنّ مُجرّد استعراض مثل هذه العلاقات المُتميّزة والمُتداخلة، ومُلاحظة مدى حجم هذا التغلغل البريطاني في كل مفاصل الحياة السعودية من خلال هذه الزيارة فقط، إنّ مُجرد ذلك يدل دلالة واضحة على صعوبة إمكانية تحجيم النفوذ البريطاني في السعودية بشكل نهائي، ويدل على أنّ هذه الدولة السعودية التابعة للغرب تبعية مُطلقة، والعميلة للبريطانيين والأمريكيين منذ إنشائها ابتداء على يد الإنجليز، ثمّ بعد دخول النفوذ الأمريكي إليها، ما زالت خاضعة لنفوذ الدولتين - أمريكا وبريطانيا - وإنّ هذه الدولة لا يُمكن أنْ تتحوّل بولائها بشكلٍ كامل نحو أمريكا، بل سيبقى فيها النفوذان الأمريكي والبريطاني ما دامت قائمة، وسيبقى الصراع والتنافس بينهما عليها قائماً من دون حسم نهائي لصالح أيٍّ منهما ما دامت هذه الدولة السعودية موجودة.
ولن يخرج النفوذان الأمريكي والبريطاني منها نهائياً إلاّ بزوال حكم آل سعود من الوجود، ولن يزول هذا الحكم الباطل إلاّ بإقامة دولة الإسلام الحقيقية؛ دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة على أنقاض هذه الدولة السعودية المُصْطنعة الهشّة.

الثلاثاء، 20 مارس 2018

حكام باكستان يتعهدون بحماية آل سعود




حكام باكستان يتعهدون بحماية مملكة آل سعود





الخبر:

قال الرئيس الباكستاني ممنون حسين إنّ: "القوات المسلحة الباكستانية في حالة استعداد تام للدفاع عن سيادة المملكة"، وأضاف إنّ: "باكستان تعتز بتقديم التدريب لضباط وأفراد القوات المسلحة السعودية"، وأشار إلى أنّ: "باكستان دربت حتى الآن أكثر من 8 آلاف من منتسبي القوات المسلحة السعودية، وهذا يدل على مساهمة باكستان في تعزيز قدرات القوات المسلحة السعودية، لكي يكون دفاع المملكة قوياً ولا يستطيع أي أحد أن ينظر إليها بنظرة سوء".

التعليق:

ما يلفت النظر في تصريح الرئيس الباكستاني الجديد هو توقيته وأسبابه، فلماذا تستعد القوات المسلحة الباكستانية للدفاع عن سيادة السعودية في هذه الأيام بالذات؟

فما هو الخطر الجديد الذي يحيق بالسعودية؟ وهل سيادة السعودية الآن أصبحت في خطر؟ ولماذا تُدرّب باكستان ثمانية آلاف عنصر سعودي؟ فهل السعودية تحتاج إلى تدريب الباكستانيين لجنودها؟

لم يجب الرئيس الباكستاني على هذه الأسئلة، ولم يذكر ما هي التحديات التي تمس بالسيادة السعودية بشكلٍ مُحدّد، وترك الأمور عائمة غائمة!!

إنّ السعودية المُتخمة بالأسلحة المُتطورة، وهي التي أنفقت مئات المليارات من الدولارات على جيشها تسليحاً وتدريباً على أيدي الأمريكيين والأوروبيين - وهم لا شك أقدر من الباكستانيين في هذا المجال - لا نظن أنّها بحاجة إلى تدريب جنودها من دولة أقل مُستوى كباكستان لحفظ أمنها وسيادتها.

ولكن يبدو أنّ هناك شيئا آخر ربما تمتاز به باكستان عن أمريكا والدول الأوروبية، وهو وجود إمكانية لاستخدام قواتها وجنودها لحماية حكم سلمان وابنه بشكلٍ مُباشر من أي محاولات  انقلابية غير متوقعة قد تحدث في السعودية كرد فعل على احتكار السلطة من قبل سلمان وابنه، بعد إقالة وإبعاد الأمراء والقادة والضباط بشكلٍ ممنهج.

وقد ذكرت أنباء سابقة عن إرسال باكستان خمسة آلاف جندي باكستاني إلى السعودية لحماية النظام السعودي، وهذا يعني أنّ مُهمة حماية حكم آل سلمان، وإجهاض أي تمرد داخلي مُحتمل، مُلقاة على عاتق باكستان بتكليف من أمريكا، لأنّ إرسال جنود أمريكيين إلى السعودية غير وارد، وغير مُبرّر، وغير مُقنع، للقيام بمثل هذه المُهمة الغامضة، بينما إرسال جنود مسلمين من باكستان مُنسجم تماماً مع هذه الظروف التي تمر بها السعودية.

وهكذا تستخدم أمريكا عملاءها كحكام باكستان للحفاظ على عملائها كحكام آل سعود، وبهذا الأسلوب الأمريكي الخبيث يتم إجهاض الثورات ويتم منع وقوع أي تغيير، باستخدام العملاء.

لكنّ الأمّة الاسلامية وقد استفاقت من غفوتها، واستعادت عافيتها، وكشفت مؤامرات أمريكا، وكشفت عملاءها، لن تهدأ بعد الآن، ولن توقف تحركها الدائم لإسقاط الأنظمة العميلة مهما كانت التضحيات.

الخميس، 15 مارس 2018

نظرة في التغييرات التي طالت كبار قادة الجيش السعودي



نظرة في التغييرات التي طالت كبار قادة الجيش السعودي






أصدر الملك السعودي سلمان بتوصية من ابنه محمد ولي العهد جملة من القرارات الجديدة لتعزيز قبضتهما على الحكم في المملكة، وتمثّلت هذه المرّة بالإطاحة بكبار قادة الجيش السعودي وتعيين قادة جدد، فقد تمّ إعفاء قائد الدفاعات الجوية ورئيس أركان الجيش من منصبيهما، وتمّ تعيين قادة جدد للقوات البرية والدفاع الجوي، وجاء في المرسوم الملكي إنّ: "هذه التعديلات جرت بناء على توصية من وزير الدفاع، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان".
فبموجب الأوامر الملكية الجديدة تم إنهاء خدمات الفريق الركن محمد بن عوض سحيم قائد قوات الدفاع الجوي وإحالته للتقاعد، وتمّ إعفاء الفريق الركن فهد بن تركي بن عبد العزيز قائد القوات البرية من منصبه، وتعيينه قائدًا للقوات المشتركة برتبة فريق ركن، كما تمت ترقية اللواء ركن جار الله بن محمد العلوي إلى رتبة فريق ركن وتعيينه قائدا لقوة الصواريخ الاستراتيجية، وكذلك صدر أمر بترقية اللواء الركن فهد بن عبد الله المطير إلى رتبة فريق ركن وتعيينه قائدا للقوات البرية، فيما ترقّى اللواء ركن مطلق بن سالم الأزيمع لرتبة فريق ركن وتم تعيينه نائبًا لرئيس هيئة الأركان العامة، واللواء الركن مزيد بن سليمان العمرو إلى رتبة فريق ركن وتم تعيينه قائدًا لقوات الدفاع الجوي، وذلك حسبما أعلنت وكالة الأنباء السعودية (واس).
كما صدر أمر بترقية الفريق الركن فياض بن حامد الرويلي إلى رتبة فريق أول ركن وعُيّن رئيسا لهيئة الأركان العامة، ويأتي ذلك التعيين بعد إنهاء خدمات الفريق الأول الركن عبد الرحمن بن صالح البنيان رئيس هيئة الأركان وإحالته للتقاعد.
وادّعت السعودية أن "هذه التعيينات الجديدة هي إجراء طبيعي يتماشى مع خطة تطوير وزارة الدفاع الجديدة".
إنّ حقيقة هذه التغييرات الشاملة التي جرت في الجيش السعودي لا شك أنّها تُعبّر عن تغيير في الولاءات، ومن الواضح أنّ محمد بن سلمان هو الذي يقف وراءها، فهي أصلاً جاءت بتوصية منه، وهو بذلك يقوم بصياغة قاعدة عسكرية سلطوية جديدة ترتكز حول شخصيته، فالإطاحة بقادة كبار بجرة قلم بمثل هذه الطريقة وهذه السرعة، وتعيين قادة عسكريين جدد بدلاً منهم لرئاسة هيئة الأركان بالجيش ولقوات الدفاع الجوي والقوات البرية، تُعتبر بمثابة انقلاب عسكري حقيقي ضد رجال العسكر الذين لا يرغب ابن سلمان ببقائهم في مناصبهم، لشكوكه بولائهم له.
وهؤلاء المُقالون يُعتبرون من المخضرمين في الجيش، ومن أولئك الذين كانوا مُعينين من أيام الملك عبد الله وربما قبله، وهناك شكوك لدى سلمان وابنه بوجود ميول بريطانية لديهم، وقيام ابن سلمان بتنظيف الدولة من كل رجال العهد السابق بات أمراً مألوفاً، فكان أول المُطاح بهم ولي العهد السابق مقرن ورئيس الديوان السابق التويجري وهما من أقرب المقربين للملك السابق عبد الله، ثمُ أطيح بمتعب نجل الملك عبد الله رئيس الحرس الوطني السابق، وأطاحوا على التوالي بكل رموز العهد السابق من السياسيين ورجال المال والاقتصاد، وانتهوا أخيراً بقادة الجيش والعسكريين ممن يُشك بولائهم، أو ممّن لا يوثق بهم.
وهذه التغييرات المُتتالية التي طالت رجال العهد السابق على هذا النحو الممنهج تحمل في طيّاتها عنصراً خارجياً واضحاً، إذ لا يُتصوّر قيام سلمان وابنه بكل هذه التغييرات الانقلابية من دون ضوء أخضر واضح من أمريكا، فعلاقة سلمان وابنه بأمريكا هي علاقة استثنائية، وزيارة ترامب للسعودية، وضخ الأخيرة نصف تريليون دولار في المصارف والشركات الأمريكية المختلفة فيها من المعاني البديهية التي تُشير بما لا يدع مجالاً للشك اعتماد أمريكا في المرحلة المُقبلة على ابن سلمان باعتباره رجلها المُفضل، وهذا يتطلب من أمريكا دعمه، وتثبيته، والتخلص من خصومه، ومنافسيه، وهو ما يُفسّر كل تلك التغييرات الجذرية التي لم تتوقف السعودية في إجرائها منذ استلام سلمان للحكم، والتي كان آخرها ما جرى داخل الجيش السعودي من إقالات وتسريح لكبار القادة العسكريين.
وسبق هذه التغييرات الأخيرة وتزامن معها إرسال باكستان لخمسة آلاف جندي إلى السعودية لا يقومون بأي عمل عسكري واضح، ولا يُشاركون بأي عمليات عسكرية مع الجيش السعودي في اليمن، وإنّما يبقون داخل السعودية نفسها.
ويبدو أنّ الهدف من إرسالهم هو حماية سلمان وابنه من أي تحرك عسكري مناوئ لهما أو من أي انقلاب مضاد، فإرسال باكستان لهؤلاء الجنود لم يكن له ما يبرّره في هذا الوقت بالذات،فضلاً عن أنّه لم يتضح الدور الذى ستقوم به هذه القوات تحديداً، والبيان الصادر عن الجناح الإعلامي للجيش الباكستاني أكّد أن جنود باكستان "لن يتم استخدامهم خارج" المملكة.
وإذا علمنا أنّ البرلمان الباكستاني كان قد صوّت سابقاً لصالح البقاء على الحياد في الصراع بين السعودية وإيران حول اليمن، وعدم إرسال قوات تشترك مع التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، فإنّه قد يُفهم أنّ إرسال جنود من باكستان الآن إلى السعودية له هدف آخر هذه المرة، ويغلب على الظن أنه لحماية النظام من السقوط خوفاً من حدوث انقلاب عسكري ضد النظام السعودي رداً على قيامه بتنظيف الدولة من بقايا رجال العهد السابق.
وهكذا يستمر الصراع على المنطقة، ويستمر الصراع على السعودية بشكلٍ خاص بين الدول الاستعمارية، فتقوم أمريكا بمحاولة فرض سيطرتها المطلقة على السعودية، وإبعاد كل عملاء بريطانيا السابقين من السلطة ومن مراكز القرار، وذلك من خلال الملك سلمان وابنه، وتستخدم جيوش المسلمين كأدوات لحفظ هذه الأنظمة الطاغوتية العميلة.
فبدلاً من قيام هذه الجيوش بواجبها في الجهاد في سبيل الله، وكنس جميع النفوذ الاستعماري من ديار المسلمين كنساً تاماً، وتمكين الأمّة الإسلامية من إقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة، تُستخدم هذه الجيوش في خدمة مصالح الدول الاستعمارية الكبرى، لكنّ هذا الاستخدام لن يطول، فجيوش الأمة باتت تقترب من الحاضنة الجماهيرية، وقد اقترب اليوم الذي تقوم فيه هذه الجيوش بدورها الطبيعي في نصرة من يعمل لإقامة دولة الإسلام وتطبيق الحكم الإسلامي وحمل الدعوة الإسلامية إلى العالم ونشر العدل والهداية للبشرية جمعاء.