الأربعاء، 31 يوليو 2019

الحوار الوطني في الجزائر حل أم تحايل؟




الحوار الوطني في الجزائر حل أم تحايل؟





شرع الرئيس الجزائري المؤقت عبد القادر بن صالح الأسبوع الماضي بتنفيذ خدعة سياسية جديدة للالتفاف على مطالب الجماهير في التغيير، والتحايل عليهم، فطرح مُبادرة جديدة للحوار الوطني تقضي بإجراء مشاورات حول قائمة (الشخصيات الوطنية) التي ستقود ما يُسمّى بالحوار الوطني للخروج من الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد، والوصول بها إلى حل سياسي يُعيد للجزائر نوعاً من الاستقرار، وقال بأنّ:" الانتخابات الرئاسية تبقى الحل الديمقراطي الوحيد والواقعي والمعقول، والدولة ستوفر كل الشروط المطلوبة لإجراء الحوار الوطني"، ودعا بن صالح الجزائريين إلى تبني مبادرته لأنها :" تتقدم على كل المصالح الشخصية أو الحزبية"، وادّعى بن صالح بأنّه يترك للمُتحاورين اختيار شخصيات وطنية توافقية  ذات مصداقية ستشرف على الندوة الوطنية الجامعة، وعلى تشكيل اللجنة العليا المستقلة لتنظيم الانتخابات بعيدًا عن تدخل الإدارة الحكومية، والمؤسّسة العسكرية.
فما هي حقيقة هذا الحوار؟ وما هي مصداقيته؟ وهل بمقدوره التجاوب مع مطالب الثورة؟ أم أنّ هذا الحوار هو مُجرد مُحاولة فاشلة للالتفاف على تلك المطالب؟ وما هو مدى نجاح هذه المبادرة؟ وهل ثمة وجود حظوظ لها في اجتياز أزمة الحكم المُزمنة في الجزائر؟
وتطبيقاً لهذه المبادرة فقد بدأت جولة جديدة من جولات الحوار التي تعقدها الأحزاب المُتعطشة للسلطة، ومعها الشخصيات السياسية المُتلهّفة للوصول إلى المناصب بأي ثمن.
 وأعلن أنّ المُبادرة تهدف إلى ايجاد حل للأزمة السياسية الراهنة المُستعصية في الجزائر، وأنّه قد شارك فيها أكثر من 500 شخصية وُصفت بالمُستقلة تُمثّل قوى سياسية مُختلفة، منها: أحزاب معارضة، وممثلون من القضاء، ومنظمات طلابية، وشخصيات فاعلة في ما يُسمّى بالمجتمع المدني، وكان من أبرز المُشاركين في الحوار علي بن فليس رئيس الحكومة الأسبق، وهو رئيس حزب طلائع الحريات، وعبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم، وعبد الله جاب الله رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية، وجيلالي سفيان رئيس حزب جيل جديد، وعبد القادر بن قرينة رئيس حركة البناء الوطني، وعمار جيدل الناطق باسم منتدى حراك المثقفين.
ويُعقد هذا الحوار الذي هو جوهر المُبادرة تحت مظلة المنتدى الوطني للحوار، وذلك بعد فشل مبادرتين سابقتين طرحهما بن صالح نفسه خلال الأشهر الماضية لتنظيم انتخابات رئاسية في أقرب وقت ممكن، وذلك بعد أن ألغى المجلس الدستوري الانتخابات التي كانت مقررة في 4 يوليو/تموز التي أسقطتها الثورة.
وتحت شعار "الجميع متفق على الذهاب إلى انتخابات حرة ونزيهة"، بدأت فعاليات المنتدى، وأداره الوزير السابق عبد العزيز رحابي الذي صرّح بأنّ: "المُجتمِعين سيناقشون شكل الهيئة الوطنية لتنظيم الانتخابات وضمانات استقلاليتها"، وأكّد:" أنّ المنتدى يهدف إلى صياغة مبادرة سياسية تكون أرضية للشعب والسلطة لإرساء حوار شامل" ، ويدّعي المجتمعون أنّ المنتدى الوطني للحوار جاء لدعم ومساندة مطالب الحراك الشعبي، بخاصة ما يتعلق برحيل كل رموز نظام بوتفليقة.
من الواضح الذي لا يخفى على أي سياسي حصيف أنّ الذين شاركوا في الحوار هم غالبية الأحزاب (الوطنية) و(الإسلامية) التي كانت جزءاً من نظام بوتفليقة البائد، وقد طالبوا:" بتشكيل حكومة كفاءات لتحضير انتخابات رئاسية حرة وشفافة، وإبعاد كل المسؤولين المتورطين في الفساد خلال حكم النظام البائد" مُدّعين أنّهم مع الثورة ومطالبها، وخلصت توصيات المُتحاورين في المُنتدى إلى المطالبة برحيل حكومة نور الدين بدوي للتأكيد على نفس مطالب الثوار، وتشكيل ما أسموه بحكومة كفاءات تحل محلها، على أن تكون لها وحدها حق إدارة هذه الأزمة حتى تنظيم انتخابات رئاسية، وزيادةً في تملق الحراك الشعبي قال منسق فريق الحوار في الجزائر كريم يونس إن من بين المطالب الموافق عليها الاتفاق على تنفيذ إطلاق سراح كل معتقلي الحراك، واحترام قوى الأمن لطابع المسيرات السلمي، ووقف كل أشكال تعنيف المتظاهرين.
وهكذا قرّر المجتمعون دعم ما جاء في خطاب الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح، إذ اتفقوا على ضرورة إنشاء ما أسمّوه "هيئة تسيير الحوار"، وإنشاء هيئة وطنية مستقلة لها الحق في الإعلان عن الانتخابات الرئاسية، وزعموا أنّ الحوار الوطني بهذه الطريقة إنّما هو استجابة حقيقية للاحتجاجات الحاشدة المطالبة بإصلاحات سياسية، وليس استجابة لمبادرة الرئيس المؤقت بن صالح.
إنّ هذا الحوار لا يُمثّل الثورة ولا الثوار، فالمُشاركون فيه هم ممّن ساهما في تثبيت النظام السابق، بل إنّ منهم من كان يقف إلى جانب رأس النظام كعلي بن فليس رئيس الوزراء الأسبق، ومنهم الوزراء والمدراء الذين حافظوا وما زالوا يُحافظون على جوهر النظام، وبالتالي فالحوار يفتقد المصداقية، ولا يُمثّل طموح الثورة في التخلص من كل رموز العهد القديم، فضلاً عن أنّ الأسماء البارزة في الحوار كعبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم، وعبد الله جاب الله رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية، وغيرهم من السياسيين هي نفس الأسماء التي كانت تُنافق بوتفليقة.
أمّا ركوبهم لموجة الثورة فهو عمل سياسي خبيث مُضلّل لإبقاء الدولة بنظامها السابق المُوالي للإنجليز، والضامن لهيمنة ضباط بريطانيا ورجالاتها في الحكم مع إجراء بعض التغييرات التحسينية الطفيفة.
 وأمّا الاطاحة بجنرالات فرنسا ورجالها فهو الثمن الذي قدّمته فرنسا مُرغمة لرجال الانجليز، فبريطانيا قد ضحّت بمنافسيها السياسيين من جنرالات فرنسا لضعفهم وانكشاف أمرهم أمام الثوار، وبذلك يكون رجال الانجليز قد احتكروا السلطة بمفردهم، مُستغلين كراهية الشعب لرجال فرنسا الدمويين، وكما قال أحد الاعلاميين الجزائريين: " الكل يعلم أن الشعب على علم بالمرحلة الدموية التي عاشتها الجزائر في تسعينيات القرن الماضي، وهم ( ضباط فرنسا ) وهذه الفئة هي أكثر فئة مكروهة عند الجزائريين والكل يعلم أنهم تحكموا في مفاصل الدولة في التسعينيات".
فهذا الحوار إذاً هو مُجرد حوار بين قوى سياسية عميلة مُتآمرة على الثورة، تريد الاستحواذ على السلطة، وتعمل على إبقاء النفوذ الانجليزي في البلاد إلى ما لا نهاية، لقاء تمتعها الشخصي بالحكم، ومصيره لا محالة إلى زوال، لذلك فنحن في حزب التحرير نناشد قادة الثورة وأهل القوة أنْ يلتفوا حول مشروع التغيير الحقيقي، وهو مشروع الاسلام العظيم الذي هو المشروع الوحيد الذي يضمن التخلص من النفوذ الاستعماري الغربي، وهو فقط الذي يضمن تطبيق أحكام الاسلام وعدله على الناس من خلال بناء دولة الخلافة الراشدة العابرة للحدود.

الاثنين، 15 يوليو 2019

ثورة الجزائر والخيارات المُرّة



ثورة الجزائر والخيارات المُرّة






الخبر:

تحدّث رئيس أركان الجزائر الفريق أحمد قايد صالح - وهو الحاكم الفعلي للبلاد - عن تصوره للنظام السياسي المطلوب للجزائر ما بعد الثورة، وذلك رداً على الشعارات المردّدة في مُظاهرات كل يوم جمعة، والتي تُطالب باستبعاد حكم العسكر من مثل: "دولة مدنية ماشي عسكرية"، فقال إنّها: "أفكار مسمومة أملتها عليهم دوائر معادية للجزائر، ولمؤسساتها الدستورية، دوائر تكن حقداً دفينا للجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، ولقيادته الوطنية التي أثبتت بالقول والعمل أنها في خدمة الخط الوطني المبدئي للشعب الجزائري، وأنها ثابتة الوفاء على العهد الذي قطعته أمام الله والشعب والتاريخ".

وتوعّد من أسماهم بالعملاء قائلا: "إننا نحذرهم شديد التحذير، بأن الجزائر أغلى وأسمى من أن يتعرض لها ولشعبها، مثل هؤلاء العملاء الذين باعوا ضمائرهم وأصبحوا أدوات طيعة بل وخطيرة بين أيدي تلك الدوائر المعادية لوطننا".

التعليق:

ما زالت الطغمة العسكرية في الجزائر مُتمسّكة في السلطة، وما زالت تتمترس حول أحقيتها في تولي قيادة الدولة بحجج واهية، وما زالت مُتعطّشة للسلطة، وتعتبر الجيش جيشاً شعبياً وطنياً ثابتاً على العهد الذي قطعه أمام الله والشعب والتاريخ على حد قول قائد الجيش قايد صالح.

إنّ هذا ديدن كُلّ الطغاة الذين يعتقدون أنّ توليهم الحكم هو حق طبيعي لهم، وأنّ وصايتهم على الدولة هي مُكتسبٌ تاريخي، فلا يُفرّطون فيه مهما بلغت الثورة من عُنفوان.

فالمؤسسة العسكرية الحاكمة التي يُمثّلها قايد صالح تتسلّح بمشروع الدولة الوطنية التي يُشرف عليها الجيش، بينما في المُقابل ترى المُعارضة الرسمية أنّ المشروع الوطني يجب أنْ يكون دولةً مدنيةً لا وصاية للجيش عليها.

وهكذا يتنافس المشروعان: العسكري المدعوم من الجيش، والمدني المدعوم من المُعارضة الرسمية على حكم الدولة الجزائرية بعد بوتفليقة، ويزعم أصحاب كلا المشروعين بأنّهما يخدمان الوطن والدولة الوطنية.

والحقيقة أنّ كلا المشروعين فاشلان ومسمومان، وأنّهما كليهما مدعومان من الخارج، فحصر المشروعين بالحدود التي رسمها الكافر المُستعمر للجزائر يعني الحفاظ على الوضع السياسي الاستعماري القديم، ويعني أنّ الثورة قد دارت حول نفسها في حلقةٍ مُفرغة، ووقعت في الفخ الاستعماري نفسه الذي وقعت فيه الدولة تحت حكم العسكر، فمشروع الدولة المدنية هو صنو مشروع الدولة العسكرية، فهما وجهان لعملةٍ واحدة، فتمسك المعارضة بالدولة المدنية لا يختلف كثيراً عن تمسك المؤسّسة العسكرية بالدولة الوطنية، فالدولة المدنية والدولة الوطنية شيء واحد، ولا فرق بين أنْ يكون على رأسها مدني أو عسكري، فالأفكار واحدة وأمّا الاختلاف على الأشخاص فلا قيمة له، وكلاهما خياران مُرّان عقيمان فاسدان.

كان ينبغي أنْ تقدم الثورة خياراً ثالثاً ناجحاً غير المشروع الوطني وغير المشروع المدني ألا وهو المشروع الإسلامي، ولو سُمِح لهذا المشروع أنْ يُعرض لكانت الثورة قد انتصرت حقاً، وحقّقت أهدافها، أمّا استبعاد هذا المشروع الإسلامي من الطرفين فهو الذي جعل المعروض منهما مُتشابهاً، ولا جديد فيه، ولا يخدم إلا الكافر المستعمر.

فعلى الثُوار أنْ يُعيدوا حساباتهم، وأنْ يلتفوا حول مشروع الأمّة، وهو مشروع الإسلام العظيم، مشروع نظام الحكم الإسلامي المُتمثّل بدولة الخلافة الإسلامية، وعندها فقط يكون المشروع حقيقياُ، ويكون التغيير فاعلاً ومُنتجاً.



الأربعاء، 10 يوليو 2019

أردوغان وسياسة الجمع بين المُتناقضات كلاماً


أردوغان وسياسة الجمع بين المُتناقضات كلاماً






يُحاول بعض الساسة - لا سيما الحُكام منهم - كسب ود أطراف ذات مصالح مُتضادّة، أو إرضاء مطالب شعوبهم ومصالح أعدائهم في الوقت نفسه، فيجمعون بين المتناقضات في تصريحاتهم وأقوالهم، وهو أمرٌ يستحيل تحقيقه، فمواقفهم الحقيقية تكون قطعاً مُنحازةً إلى طرفٍ من الأطراف، وهو طرف الأعداء، بينما ظاهر تصريحاتهم اللفظية تبدو مُنحازةً إلى الطرف الآخر وهو طرف الشعوب، فنجدهم يُدلون تصريحات في موضوع مُعين مُوجهة إلى شعوبهم غايتها الاستهلاك المحلي، ثُمّ نجدهم يُدلون تصريحات أخرى عن الموضوع نفسه مُغايرة للتصريحات السابقة في وقتٍ آخر، وفي مكانٍ آخر، تكشف عن موقفهم الحقيقي.

والحقيقة أنّه لا يُمكن للمرء أنْ يصدر عنه موقفان مُتناقضان في الوقت نفسه، فإنْ فعل ذلك يكون كمن يجمع بين الإسلام والكفر، أو بين الحق والباطل، أو بين الهُدى والضلال، فإنْ حصل الجمع بين الموقفين المتضادّين بالفعل فيكون جمعاً وهمياً كلامياً، ويكون أحدهما مُضلّلاً مُخادعاً والآخر حقيقياً.

والرئيس التركي أردوغان يصلح مثالاً على هذا النوع من السياسيين، فقبل أربعة أشهر وصف مِحنة المسلمين الإيغور في الصين بأنّها عار كبير على الإنسانية، ولكنّه لم يفعل شيئاً لمساعدتهم، ثمّ في زيارته الأخيرة للصين تبدّل قوله رأساً على عقب ووصفهم بأنّهم أقلية إثنية تعيش بسعادة في إقليم شينجيانغ في ظل التنمية والرخاء المنتشر في الصين! ففي التصريح الأول وصفهم بالإيغور المسلمين المضطهدين في الصين، وفي التصريح الثاني وصفهم بالأقلية الإثنية التي تعيش بسعادة في شينجيانغ، فأي من التصريحين المتناقضين نُصدّق، الأول أم الثاني؟!!

وعند التدقيق في التصريحين نجد أن الأول منهما هو مُجرد كلام للاستهلاك المحلي لأنّه غير مشفوع بالأفعال، بينما نجد الثاني مقروناً بأدلة عملية تؤكد الموقف الحقيقي للرجل، وهذه الأدلة هي:

1- قوله: "إنّ الحفاظ على زخم التنمية في العلاقات التركية الصينية عاملٌ حاسم لرفاهية الشعبين والاستقرار العالمي، ويجب تعزيز التعاون الثنائي الاستراتيجي الذي تأسّس في العام 2010".

ففي هذا القول قرينتان تدلان على موقف أردوغان الحقيقي تجاه الصين والإيغور وهما: زخم التنمية في العلاقات بين البلدين، وتعزيز التعاون الثنائي الاستراتيجي.

2- قوله: "يجب التمسك بالعلاقات الثنائية في إطار مُبادرة الحزام والطريق"، وفي هذا القول قرينة أخرى على موقفه المؤيد للصين في موقفها ضد الإيغور المسلمين، وهي دخول تركيا في مُبادرة الحزام والطريق الصينية التي تُدرّ عليها أرباحاً طائلة.

3- قوله: "لن نسمح بدق الإسفين في علاقاتنا الثنائية"، وفيه قرينة تُشير إلى عدم السماح بدق الإسفين بين البلدين في العلاقات الثنائية، وهو ما يعني شدة التمسك بتلك العلاقات، وعدم التفريط بها بسبب مشكلة الإيغور المسلمين.

4- وأخيراً قوله: "يجب تعزيز الثقة السياسية المُتبادلة بين البلدين من خلال التعاون الأمني للتصدي للتطرّف"، وفي هذا القول أقوى قرينة على انحياز أردوغان في موقفه إلى جانب الصين ضد المسلمين الإيغور المسلمين، وخيانته لهم، وتعاونه الأمني مع الصين ضدهم، كونهم وُسموا بالتطرف من الصين.

وبذلك نكون قد اكتشفنا موقف أردوغان الحقيقي من مسلمي الإيغور المضطهدين، وهو تجاهل محنتهم وتآمره مع الصين ضدهم، ونكون قد أدركنا أنّ تصريحه الأوّل المتعاطف مع الإيغور قبل أربعة أشهر هو مُجرد تصريح لفظي أطلقه للاستهلاك المحلي لإرضاء مشاعر المسلمين ليس إلا.

إنّ وقوف أردوغان إلى جانب الصين ضدّ الإيغور هو وصمة عار في جبينه، فلقد بات معلوماً أنّ الصين تحتجز مليون شخص منهم في مُعتقلات كبيرة بحجة التأهيل المهني، فتمنعهم من مُمارسة شعائر الإسلام، وتمنع نساءهم من لبس الحجاب، وتفصل الأطفال عن آبائهم وأمّهاتهم، وتفرض عليهم الثقافة الإلحادية، وتُعذبهم، وتتجسّس عليهم، مُحاولةً طمس هُويتهم الإسلامية، وتمزيق نسيجهم الاجتماعي المتميز منذ قرون.

وإنّه لمن المؤسف حقاً أنْ نجد دول الكفر كأمريكا وألمانيا، ومعهما المنظّمات الحقوقية الأممية تُطالب الصين بوقف تلك الممارسات الإجرامية ضد الإيغور المسلمين في الصين، بينما أردوغان وقادة المسلمين ينحازون بشكلٍ سافر مع الصينيين ضدهم، ويتواطؤون معهم في طمس الحقائق من أجل بعض المصالح التجارية والاقتصادية الرخيصة.

إنّ أردوغان وحكام المسلمين الذين يجمعون بين السياسات المتناقضة كلاماً هم مُجرد ممثلين مأجورين، لا يُمثّلون شعوبهم، فلا ينبغي أنْ يُصدّقهم أحد من المسلمين، فهم كذّابون مُنافقون، يُخادعون أمّتهم، ويتبنون سياسة الدجل والمُراوغة، مُحاولين الجمع بين المتناقضات السياسية لإسكات شعوبهم، لكنّ الله سبحانه وتعالى لهم بالمرصاد، يفضحهم في كل مرة تظهر خيانتهم فيها، فتنكشف مواقفهم المخزية المُوالية للأعداء، والخاذلة للمسلمين المستضعفين.

على المسلمين أنْ يحذروا منهم، وأنْ لا ينخدعوا بحلاوة أحاديث بعضهم الكاذبة، وأنْ يتخذوا إزاءهم موقفاً حاسماً وصارماً، وأنْ يستمروا في مُقارعتهم ومُكافحتهم، وأنْ يعملوا باستمرار على زعزعة حكمهم، وإسقاطهم، ومن ثمّ إزالة عروشهم كلياً، وإقامة حكم الإسلام على أنقاضها.

الأربعاء، 3 يوليو 2019

تحالف صليبي هندوسي بوذي برعاية أمريكية


تحالف صليبي هندوسي بوذي ضد المسلمين برعايةٍ أمريكية