الجمعة، 25 مارس 2011

الصراع الدولي على ليبيا واليمن يأخذ أبعاداً جديدة


الصراع الدولي على ليبيا واليمن يأخذ أبعاداً جديدة
إنّ الصراع الدولي على ليبيا واليمن بدأ يأخذ أشكالاً جديدة قد تصل معها إلى مرحلة كسر العظام، فأمريكا لم تترك من جهدها جهد في دس أنفها في شؤون ليبيا واليمن والتي تعتبرها أوروبا جزءاً من مناطق نفوذها، وما يُدلّل على ذلك المناقشات الساخنة التي تجري في أروقة البيت الأبيض والكونغرس الأمريكيين، فالمتابع لهذه المناقشات يُلاحظ انقساماً شديداً بين السياسيين الأمريكيين المرموقين على ما يجب أن يكون عليه الموقف الأمريكي من تلك القضايا.
ففريق يُنادي بضرورة انسحاب أمريكا من قيادة التحالف الغربي العدواني تجاه ليبيا بحجة أنّ ليبيا بلد يقع ضمن النفوذ الأوروبي الخالص ولا طائلة من سحب ليبيا من الأوروبيين، بينما فريق آخر يُنادي بضرورة التدخل وذلك لتحقيق أمرين:
الأول: منع الأوروبيين من الاستفراد بالملفات الشرق أوسطية لا سيما استفرادها في ملفات دول كليبيا واليمن المحسوبتين على أوروبا.
والثاني: محاولة إحلال النفوذ الأمريكي في تلك المناطق محل النفوذ الأوروبي ولو كانت الكلفة عالية.
وبين هذين الرأيين يتخبط أوباما وإدارته في طريقة التدخل في محاولة لجسر الهوة بين مواقف الفريقين.
أمّا بريطانيا وفرنسا فألقتا بكامل ثقلهما في ليبيا واليمن، واعتبرت تدخلهما فيهما بمثابة حياة أو موت، ولذلك نجدهما تُنفقان الاموال الباهظة فيهما بالرغم من وضعهما الاقتصادي الصعب وضرورة إجراء تقشف في الإنفاق.
إنّ مجرد الصراع على من يتولى قيادة التحالف العدواني ضد ليبيا هو بحد ذاته صراع على من يملك نفوذاً أكبر في ليبيا.
إنّ بريطانيا حسمت أمرها في مسألة تغيير القذافي في ليبيا وعلي عبد الله صالح في اليمن، ولا مجال لديها لإبقائهما في السلطة فهما قد استهلكا واستنفدا ما هو مطلوب منهما، وهي تُحاول تر تيب خلفاء لهما يكونون من عملائها، واستعانت بريطانيا في تحقيق هدفها هذا بفرنسا، ونسّقت معها الخطا، واعتبرت أن نجاحها في اليمن وليبيا هو نجاح لأوروبا، وانّ فرنسا بصفتها الدولة الأهم في أوروبا فلا بد من إشراكها معها في مهمتها تلك، ولا بُد من إعطائها نصيباً من كعكتها، وذلك لقطع الطريق على أمريكا التي لا تقبل المشاركة وتريد الاستحواذ بمفردها على الكعكة كلها.
وأمّا أمريكا فاتخذت الجانب المخالف لبريطانيا وفرنسا في تلك القضيتين، فبما أنّ بريطانيا وفرنسا قرّرتا تغيير الأنظمة التابعة لأوروبا في ذينك البلدين، فإنّ أمريكا وعلى عكسهما تُريد إطالة عمر نظامي القذافي وعلي عبد الله صالح وابقائهما في سدة الحكم لاطول مدة ممكنة وذلك لتخريب المخططات الأوروبية واحباطها، ولمحاولة إيجاد موطئ قدم لها فيهما، ولعل هذا ما يُفسر تلكؤ أمريكا منذ البداية في إجراءات الإطاحة بالقذافي.
وما يُدلّل على هذا الرأي أيضاً تصريحات المسؤولين الأمريكيين المضطربة والمتناقضة في هذا الشأن.

الخميس، 24 مارس 2011

خسر وخاب من استعان بالأجنبي ولو لتحقيق أهداف ( نبيلة ! )


خسر وخاب من استعان بالأجنبي ولو لتحقيق أهداف ( نبيلة ! )

انه لمن العار والشنار أن يطلب فرد أو جماعة أو دولة النصرة من دول أجنبية عدوة للأمة كأمريكا والدول الأوروبية، لأنّ هذه الدول لا تُقدّم أي خدمة مهما صغرت إلاّ مقابل مصلحة استعمارية بحتة أوإدخال نفوذ، والشواهد على ذلك في هذه الأيام لأكبر دليل على صحة هذا القول.
فالاحتلال الأمريكي والأطلسي للعراق وأفغانستان ما زال حاضراً، والتحكم الأمريكي الشامل بدول مهمة كالباكستان بسبب هذا التدخل لا يحتاج إلى دليل أو برهان.
إنّ كل المبررات التي ساقوها لتبرير ذلك التدخل لا قيمة لها، لأنّ مجرد التنسيق السياسي أو الأمني مع العدو هو جريمة وخيانة، فكيف الحال إذا كان التدخل عسكرياً؟!.
انّ الاستعانة بأوروبا وأمريكا للإطاحة بالقذافي حرام شرعاً، فالنصوص الشرعية المتعلقة بتغليظ حرمتها أكثر من تُحصى، ويكفي للدلالة عليها حديث الرسول صلّى الله عليه وسلم:" لا تستضيئوا بنار المشركين" فهو حديث عام يشمل كل أنواع النصرة والاستعانة، ولا يوجد فقيه معتبر واحد أباح الاستعانة بالكفار، لأنّ النصوص المتعلقة بهذا الموضوع قطعية ولا تحتمل التأويل.
أمّا إباحة القرضاوي للثوار الليبيين بالاستعانة بالكفار فهو قول لا تقوم به حجة، وهو أصلاً لم يأت بأي دليل عليه، وبالتالي فرأيه هذا غير شرعي ولا قيمة له.
إن على الثوار أن يُدركوا خطورة الاستعانة بالأجنبي إدراكاً حسّيا سياسياً، فهم يرون أن أمريكا وفرنسا وبريطانيا يتصارعون على من تكون له القيادة وهو صراعاً استعمارياً مفضوحاً وهدفه شراء الذمم وإدخال النفوذ، ومن السذاجة القول بأنهم بعد الإطاحة بالقذافي سوف يحكمون ليبيا حكماً مستقلاً عن نفوذ تلك الدول الاستعمارية.
إنّ إطالة أمد الحرب في ليبيا واضح الهدف منها بأنّه للتحكم بقادة الثوار ولجعلهم يرتمون في أحضان الدول الغربية.
فعلى الثوار والمخلصين إدراك أنّ هذه الدول لا تُقدّم أية مساعدة من دون تقديم ثمن، وأي ثمن؟ إنُه ثمن مؤلم وموجع بحق الأمة وشعوبها وأحرارها، إنه التبعية السياسية والولاء للأجنبي.
فأن يستمر القذافي بحكم ليبيا خير ألف مرة من إدخال نفوذ الأعداء الأمريكيين والليبيين.
لقد احتلت هذه القوات الأجنبية ليبيا فسماؤها ومياهها باتت تحت سيطرتهم المطلقة، وطائراتها تقصف أبناء الأمة وتُدمّر معداتها ومنشئاتها دون حسيب أو رقيب.
فهل هذا هو المطلوب؟ أن تُدمر الدول الاستعمارية البلاد وتهلك العباد ثم نقول بعد ذلك انتصرنا وأطحنا بالقذافي؟ إنّه لأمر عجيب!!
إنّ هذه الطائرات والسفن الحربية التي تقصف ليبيا هي نفسها التي قصفت من قبل العراق وأفغانستان وما زالت تقصفهما حتى الآن.
فكيف نُحرّم قصف الطائرات الأطلسية للعراق وأفغانستان ونُحلل قصفها لليبيا؟
إنّ مجرد التفكير بالاستعانة بالأجنبي في أي بلد مسلم لتغيير نظام الحكم هوحرام شرعاً فضل عن كونه انتحار سياسي وفشل استراتيجي رهيب. أمّا القول بأنّنا لا نستعين بالقوات الأجنبية الأرضية ونستعين فقط بالقوات الأجنبية الجوية والبحرية، فهذا عذر أقبح من ذنب. ان على الثوار ان ينضموا الى قوات القذافي في إطلاق النار على الطائرات الأمريكية والاوروبية وليس السماح لها بانتهاك الاجواء الليبية.
يجب أن نعلم بأنّ  مجرد وقوف الأعداء وعملائهم كحكام الدول العربية العملاء معنا جنباً إلى جنب في أي قضية من القضايا يعني أنّنا سقطنا في شراكهم، فإذا وقفت أمريكا وحلفائها وعملائها في جانب فعلينا فوراً أن نقف في الجانب الآخر فهؤلاء هم ألد أعدائنا وعداوتنا لهم لا تقل عن عداوتنا (لاسرائيل)، فحذار حذار من السقوط في فخاخهم.

الجمعة، 18 مارس 2011

وزراء الخارجية العرب يتخلون عن مسؤولياتهم ويطلبون من مجلس الأمن تحمل مسؤولياته بشأن ليبيا

   وزراء الخارجية العرب يتخلون عن مسؤولياتهم ويطلبون من مجلس الأمن تحمل مسؤولياته بشأن ليبيا
   في البيان الذي صدر عن اجتماع وزراء الخارجية العرب تنصل الوزراء من مسؤولياتهم تجاه ليبيا تماماً وحمَّلوا كل المسؤولية على مجلس الأمن الدولي وكأنه هو المسؤول عن مشاكل دولهم فجاءت صيغة النص بالطلب من مجلس الأمن تحمل مسؤولياته إزاء تدهور الأوضاع في ليبيا واتخاذ الإجراءات الكفيلة بفرض حظر جوي على حركة الطيران العسكري الليبي فورياً وإقامة مناطق آمنة في المناطق المتعرضة للقصف لحماية الشعب الليبي ومراعاة السيادة والسلامة الإقليمية لدول الجوار.
إن هؤلاء الوزراء باتكالهم على مجلس الأمن الدولي وتنصلهم من مسؤوليات دولهم تجاه دولة يعتبرونها شقيقة بالنسبة لدولهم لا يستحقوا أن يبقوا في مناصبهم لحظة واحدة لو كانوا يشعرون فهم ما زالوا يفكرون بنفس طريقة العبد الذي لا يستطيع التصرف بشؤون نفسه إلا باستشارة سيده لدرجة أنه يلقي باللوم في كل ما يحصل في منطقته على سيده فيناشده بالتدخل وفرض نفوذه على بلاده والعبث بشؤونها.
لو كان هؤلاء الوزراء ورؤساؤهم يملكون ذرة من سيادة أو كرامة لما ناشدوا مجلس الأمن بأن يحل لهم مشاكلهم، ولقاموا هم بمثل هذا العمل البديهي في منطقة يفترض أنها تتبع لسيادتهم.
وما دام أنهم لا يخرجون من اجتماعاتهم بقرارات سيادية، وما دام أن جل ما يخرجون به هو الطلب من الأمم المتحدة أن تتصرف بالنيابة عنهم، فما قيمة اجتماعاتهم ومؤتمراتهم وجامعتهم؟ فهلا إذاً استراحوا من تلك الاجتماعات العقيمة وأراحوا مواطنيهم منها؟

أمريكا هي التي تعرقل إقامة منطقة حظر جوي فوق ليبيا


  أمريكا هي التي تعرقل إقامة منطقة حظر جوي فوق ليبيا

  إن ادعاءات أمريكا وشكوكها في نجاح إقامة منطقة الحظر الجوي فوق ليبيا هي التي أدَّت إلى عرقلة اجتماعات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بفرض الحظر، فالمظلة الدولية التي تتحدث عنها أمريكا للقبول بإقامة الحظر من الصعب إيجادها، وقول الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني من: "أن واشنطن تفضل بأن يتم أي عمل عسكري محتمل تحت مظلة قرار دولي" يدل على أن المظلة الدولية من الصعب إيجادها خاصة وأن أمريكا لا تبذل أية جهود تُذكر في الضغط على روسيا والصين أو حتى في الطلب منهما بالموافقة على إقامة منطقة الحظر.
ولا تكتفي أمريكا في التشكيك بوجود المظلة الدولية بل إنها تشكك أيضاً في نجاح فكرة الحظر نفسها، فقد تحدث المسؤولون العسكريون الأمريكيون عن أن الطائرات السريعة المطلوب نشرها في الأجواء الليبية غير مناسبة لمهاجمة المروحيات الليبية التي يمكنها الهبوط والإقلاع من أي مكان مع وجود الطائرات المطلوب منها تنفيذ منطقة الحظر.
وادَّعى وزير الحرب الأمريكي روبرت غيتس من أن: "فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا ستستلزم شن هجمات على أنظمة الدفاعات الجوية" وزعم السفير الأمريكي لدى حلف شمال الأطلسي بأنه: "رغم الغارات على المتمردين من قبل القذافي فإن الهجمات الجوية لم تشكل عاملاً حاسماً في الاضطرابات الليبية"، وقد ردَّ وزير الحرب البريطاني وليام فوكس على الحجج الأمريكية فقال: "إن هناك بدائل لتدمير الدفاعات الجوية الليبية من أجل إقامة منطقة للحظر الجوي فوق ليبيا"، وأوضح بأن: "مهاجمة الدفاعات الجوية الليبية قد لا يكون ضرورياً"، وأشار إلى نجاح إقامة مثل هذه المنطقة في العراق في الماضي. وقبل اجتماعات حلف شمال الأطلسي تبين لدى أطراف الحلف أن أمريكا لا تدرس عملاً عسكرياً في ليبيا وتتذرع بعدم وجود دعم دولي أوسع.
ويدور النقاش في أروقة البيت الأبيض حول كلفة أي عمل في ليبيا وحول كون ليبيا لا تُشكل مصلحة حيوية للسياسة الخارجية الأمريكية وهذا ما يجعل الإدارة الأمريكية ترفض القيام بأي تحرك أمريكي عسكري في ليبيا وتُعرقل أي تحرك عسكري للأوروبيين في ليبيا.
وهكذا يظهر لنا أن منطقة الحظر الجوي فوق ليبيا أصبحت محل صراع استعماري على المنطقة بين أمريكا وأوروبا.

الخميس، 17 مارس 2011

الإخوان المسلمون يقبلون بالتعديلات والترقيعات المقترحة على الدستور المصري


الإخوان المسلمون يقبلون بالتعديلات والترقيعات المقترحة على الدستور المصري

   في وقت ترفض فيه قوى سياسية كثيرة شاركت في ثورة 25 يناير التعديلات الدستورية التي يتم إدخالها على الدستور المصري برعاية الجيش ويعتبرونها مجرد ترقيعات لا ترقى إلى مستوى الثورة ويطالبون بإعادة صياغة الدستور من جديد في وقت كهذا ترفض فيه غالبية القوى السياسية ذلك تَقبل جماعة الإخوان المسلمين في مصر بالتعديلات الدستورية أو بالترقيعات السياسية مدعية بأن وضع دستور جديد يلبي جميع الأحزاب السياسية سيستغرق وقتاً طويلاً وأن تعديل الدستور هو السبيل الوحيد للمضي قدماً في عملية استئناف الحياة السياسية في مصر.
فبدلاً من رفض الإخوان المسلمون بوصفهم أكبر الجماعات السياسية عدداً في مصر هذه الترقيعات الدستورية والمطالبة بجعل القرآن والسنة هما المصدر الوحيد للدستور المصري، فبدلاً من ذلك تتهافت الجماعة للقبول بتلك الترقيعات وتقدم للمجلس العسكري الحاكم تنازلات سياسية خطيرة ما كان يحلم بها.



الأحد، 13 مارس 2011

قوات الاحتلال الأفريقية تتكبد خسائر فادحة في الصومال

قوات الاحتلال الأفريقية تتكبد خسائر فادحة في الصومال
في أكبر هزيمة تلحق بقوات الاحتلال الإفريقية في الصومال منذ تواجدها في الصومال، اعترف ناطق عسكري إفريقي لوكالة فرانس برس بوقوع هزيمة مدوية للقوات الأفريقية على يد الشباب المجاهدين في الصومال حيث قال بأن: "الحصيلة الرسمية التي أعطيت حتى الآن كانت كاذبة تماماً وفي الحقيقة قتل 43 جندياً من القوة البوروندية التابعة لقوات الاتحاد الأفريقي في الصومال واعتبر أربعة آخرون في عداد المفقودين فيما أُصيب 110 آخرون بجروح خلال الهجوم الأخير المشترك للحكومة الصومالية وأميصوم [قوات الاتحاد الأفريقي] في مقديشو". وتعتبر هذه الخسائر هي الأكبر على الإطلاق في معركة واحدة.
وكان قد قتل في 24 شباط (فبراير) الماضي ستة جنود من أميصوم ( القوات الإفريقية ) في المعارك الطاحنة التي وقعت بينها وبين الشباب المجاهدين.
وبمصرع هؤلاء الخمسين جندياً تكون قوات الاحتلال الأفريقية (أميصوم) قد تلقت ضربة صاعقة ومؤلمة قد تؤثر سلباً على معنويات جنودها، وقد تدفعها عاجلاً أم آجلاً إلى الهروب من الصومال تجر أذيال هزيمتها وخيبتها.

السبت، 12 مارس 2011

الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي يؤيدان إقامة منطقة حظر جوي في ليبيا

الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي يؤيدان إقامة منطقة حظر جوي في ليبيا
انصاعت الجامعة العربية وانصاع مجلس التعاون الخليجي لإملاءات الدول الغربية، ووافقتا على إنشاء الدول الغربية منطقة حظر جوي في ليبيا لمنع الطائرات الليبية من قصف المواقع التي يسيطر عليها الثوار في شرق البلاد وفي غربها.
ولم تأت هذه الموافقة إلا بعد أن اختمرت فكرة فرض الحظر الجوي في أمريكا وأوروبا وهو ما يؤكد على حقيقة التبعية المطلقة للجامعة العربية وللمجلس الخليجي للدول الاستعمارية الغربية.
إن خنوع الجامعة والمجلس للغرب بهذا الشكل المهين يدل على أنهما لا يصلحان لتمثيل الشعوب العربية فهما وبدلاً من القيام بفعل جدي لمساعدة تلك الشعوب فإنهما ينتظران التعليمات الأمريكية والأوروبية ليقوما بما يحفظ للدول الغربية مصالحها، وقد لحق بهما منظمة المؤتمر الاسلامي التي تحذو حذوهما.
إن هذا الموقف المزري والمخزي للجامعة العربية ولمجلس التعاون الخليجي يسقط مشروعية هاتان المؤسستان أمام الشعوب العربية كما يسقط ما تبقى لهما من ثقة من قبل بعض المخدوعين بهما.
إن الجامعة العربية ومشتقاتها هما من صنيعة الاستعمار، والهدف من وجودها تمزيق الأمة الإسلامية وتضليل شعوبها بالشعارات الزائفة الكاذبة.
لقد حان الوقت للعمل على إسقاط هذه الجامعة (المفرقة) وإسقاط الداعمين لها.

الجمعة، 11 مارس 2011

بريطانيا تتأهب للتدخل العسكري في ليبيا وتدفع أمريكا للمشاركة معها

بريطانيا تتأهب للتدخل العسكري في ليبيا وتدفع أمريكا للمشاركة معها
ذكرت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية أنها تلقت تأكيدات من مصادر لم تكشف عنها بأن عدداً من الوحدات العسكرية البريطانية جاهزة للتدخل في شمال أفريقيا وذلك خلال 24 ساعة من تلقيها الأوامر.
ووفقاً للصحيفة فإن: "الوحدات التي يقدر عددها بـِ 600 جندي والتي كانت عادت من أفغانستان في 2009 جاهزة ومستعدة لكل الأحوال".
وكانت بريطانيا قد أرسلت وفداً دبلوماسياً تحت حماية فريق عسكري إلى بني غازي للتفاوض مع الثوار على أمور بقيت طي الكتمان، وقيل بأن قوات الثوار قد احتجزت ثمانية عسكريين بريطانيين أفرج عنهم فيما بعد.
وتتصدر بريطانيا الدول الأوروبية في الضغط على أمريكا من أجل فرض منطقة حذر جوي في ليبيا، غير أن أمريكا مازالت تتذرع بالرفض لأسباب تقول إنها فنية.
إن تحريك بريطانيا لقطع عسكرية بحرية ولوحدات برية وجوية عسكرية خاصة للتدخل في الشؤون الليبية يأتي تحت ذريعة استعمارية بحتة ترى بريطانيا بحسبها بأنها ما زالت الوصية على ليبيا فيما تنافسها أمريكا وتزايد عليها محاولة أخذ جزء من الكعكة النفطية الليبية.
إن على الثوار الذين ثاروا ضد القذافي عدم التعاون مطلقاً مع بريطانيا، وتحت أي ذريعة، وعلى أي مستوى، لأن مجرد قبول التفاوض مع وفد دبلوماسي بريطاني يعني وقوعهم بالفخ، وكشف سترهم للأعداء.
إن أي تعامل مع بريطانيا أو مع غيرها من القوى الاستعمارية الغربية يعتبر خيانة أكيدة للأمة، وتفريطاً مؤكداً بقرارها السيادي.
إن على الثوار إدراك أن بريطانيا هي التي كانت تدعم القذافي طيلة الأربعين عاماً وأنها هي من أوصله إلى سدة الحكم، فبريطانيا هي العدو الحقيقي لأهل ليبيا وما القذافي سوى أداة من أدواتها.

الاثنين، 7 مارس 2011

الدول الغربية تتحرك في ليبيا بينما الدول العربية لا تُحرّك ساكناً

الدول الغربية تتحرك لمعالجة أوضاع ليبيا المتفجرة
بينما كعادتها لا تحرك الدول العربية ساكناً
لا يمضي يوم منذ اندلاع ثورة ليبيا إلا ونسمع فيه تصريحات لقادة الدول الغربية الكبرى بخصوص أحداث ليبيا يعقبها أعمال سياسية ومخططات عسكرية قد توضع موضع التطبيق في أية لحظة، بينما الدول العربية الأقرب إلى ليبيا غائبة عن المشهد تماماً وكأنه لا يعنيها بشيء.
فالطائرات البريطانية قد مسحت الأراضي الليبية ونقلت المواطنين البريطانيين والأوروبيين في مساحة من الأراضي تعادل أربعة أضعاف الأراضي البريطانية، والطائرات البريطانية والفرنسية والإيطالية قد ساهمت في نقل المسافرين المصريين من الحدود التونسية مع ليبيا إلى مصر بينما لم تفعل دولتهم المصرية شيئاً يُذكر لإنقاذهم، والسفن الأمريكية والمدمرات البريطانية والأوروبية تجوب المياه الإقليمية تحسباً لأي طارئ، بينما تقف الجيوش العربية المجاورة لتونس موقف اللامبالي أو المتفرج.
إن هذه الحركة الكثيفة للدبلوماسية البريطانية والأمريكية والفرنسية والألمانية والإيطالية تجاه ليبيا تُظهر للمواطن الأوروبي والأمريكي مدى أهمية منطقة الشرق الأوسط بالنسبة لأوروبا وأمريكا، وتظهر أن هذه المنطقة هي منطقة نفوذ مهمة جداً للغربيين وهو ما يبُرر لهم هذه الحركة الكثيفة.
بينما تُسلِّم الأنظمة العربية المهترئة عندنا بالدور الأمريكي والأوروبي وتركن لهذا الدور مكتفية بلعب دور حرس الحدود.
إن على الساسة والمفكرين في البلدان العربية أن يثيروا هذه النقطة الخطيرة في وسائل الإعلامُ ويبينوا أن على الدول العربية أن تتدخل في الشؤون العربية وجوباً، وأن التدخل الأوروبي والأمريكي فيها مرفوض ولو كان بغطاء تقديم المساعدات، وأنهم أولى من الغرب في حل شؤونهم ومشاكلهم، وأنهم إن لم يفعلوا ذلك فإنهم لا يفقهون أي معنى للسياسة فضلاً عن فقههم لمعاني العزة والكرامة.

الجمعة، 4 مارس 2011

الاستعانة بالغرب للإطاحة بالقذافي خيانة كبرى

الاستعانة بالغرب للإطاحة بالقذافي خيانة كبرى
إن ما يردده بعض الساسة الليبيين والعرب في الفضائيات ووسائل الإعلام المختلفة من ضرورة تدخل ما يسمى بالمجتمع الدولي للمساعدة وتقديم يد العون للشعب الليبي من اجل الإطاحة بالقذافي إن هذا الطلب هو خيانة عظمى يقترفها هؤلاء بحق أمتهم ودينهم.
فأن يقول قائل : يجب على الدول الكبرى أن تفرض منطقة حظر جوي على الطيران الليبي لمنع النظام من قصف الناس فهذا الطلب يعتبر جريمة بحق الأمة لا يجوز لمسلم أن يفعلها تحت أي ظرف من الظروف.
أم أن يقول قائل : إن على المجتمع الدولي إن يعترف ويتعامل مع الهيئات البديلة المعارضة للنظام والموجودة في بنغازي وان يقطع صلاته مع النظام الليبي فذلك أيضا خيانة لا يصح أن تصدر عن مسلم مهما كانت الظروف عصيبة.
إن المجتمع الدولي إنما هو الدول الغربية الاستعمارية الكبرى كأمريكا وبريطانيا وفرنسا ومطالبته بالتدخل ضد القذافي يعني مطالبة هذه الدول بالتدخل في الشؤون السيادية لبلد مسلم وهو الأمر الذي عدت الشعوب وجاهدت طويلا من اجل التدخل ومنع عبث هذه الدول الاستعمارية بمصائر العباد والبلاد.
إن أمريكا وبريطانيا هما اللتان منحتا الشرعية الدولية لنظام حكم القذافي وهما اللتان مكنتاه من التسلط على رقاب الناس وارتكاب جرائمه ضد شعبه وإعدامه للآلاف وهما اللتان جعلتاه يهدر المليارات من الدولارات على المنشآت والمعدات النووية التي دمرها بيده وسلّم ما تبقى منها إلى أمريكا.
فكل جرائم القذافي التي ارتكبها بحق أمته وشعبه وبلده طيلة الأربعين عاما الماضية كانت هذه الدول الغربية شريكة فيها فهل يعقل بعد معرفة ذلك الاستعانة بها واللجوء إليها للمساعدة في إنهاء عمل لحد موظفيها الذي عمل لحسابها فترة طويلة؟
إننا إن فعلنا ذلك نكون كمن يطالبها بتعيين موظف جديد بقناع جديد لإكمال مشوار التبعية لهذا الغرب المستعمر المجرم.
إن المجرم الحقيقي ليس هو معمر القذافي في هذه الحالة بل هو المجتمع الدولي المتمثل في أمريكا وبريطانيا وفرنسا لأنه هو الذي جاء بالقذافي ودعمه طول فترة حكمه الطويلة ليتسيد علينا.
فعلى الأمة وعلى سياسييها التنبه جيدا في حركتها وهي تتحرك للتخلص من الحكام الطغاة المفروضين عليها من قبل الكافر المستعمر عليها أن تكون حذرة جدا وحريصة كل الحرص من مسألة الوقوع مرة ثانية في شرك الغرب فهذا إن حصل فيكون خطأ قاتلا بل خطيئة مميتة ارتكبتها الأمة وسياسيوها في مرحلة بالغة الحساسية.
فان كان لابد من إسقاط القذافي فلتسقطه الأمة بيدها ليكون ذلك شرفا لها. أما إن كان إسقاطه على أيدي الدول الغربية فهذا عار عليها وليس شرفا لها. فمهما اشتد الكرب وكثر الهرج وضاقت السبل فلا يجوز بحال التفكير ولو للحظة واحدة بطلب المساعدة من عدونا الحقيقي وهو دول الغرب الرأسمالية الاستعمارية لأن مجرد التفكير في ذلك يعني أننا سلّمنا زمام أمورنا ومقاليد حياتنا ووضعناها تحت رحمة عدونا الكافر المستعمر وهذا معناه أننا حكمنا على أنفسنا بالتبعية السياسية الدائمة للغرب وهو أمر لا يتناسب مع معاني الثورة والتحرير والتغيير.

الجامعة العربية تتخلى عن مسؤولياتها عند الحاجة إليها

الجامعة العربية تتخلى عن مسؤولياتها عند الحاجة إليها
في وقت تتلاطم فيه أمواج السياسة العربية، وتشتعل فيه الثورات والانتفاضات الشعبية ضد الدكتاتورية والاستبداد، تتخلى الجامعة العربية عن مسؤولياتها، وتلغي مؤتمر القمة العربي الدوري المقرر انعقاده نهاية هذا الشهر الجاري. فإذا كانت الجامعة العربية عند الحاجة إليها تتخلى عن دورها فما فائدة وجودها كتجمع رسمي للدول العربية؟!
إنه مع علمنا أن مؤتمرات القمة العربية لا تُقدِّم شيئاً للأمة ولا تؤخر، لكن إلغاء انعقاد مؤتمرها السنوي الثابت في نهاية شهر أذار من كل عام مسألة مستهجنة.
فمؤتمرات الجامعة لا يصدر عنها عادة أية قرارات حاسمة وقراراتها ذات قيمة إلا في حالة الإجماع على الخيانة كما كان الحال مثلاً في قمة بيروت عام 2002م وذلك عندما أجمعت الدول العربية على تبني المبادرة السعودية الخيانية التي تخلى العرب بموجبها عن معظم أرض فلسطين لليهود وأظهروا استعداداً تاماً للاعتراف والتطبيع مع الكيان اليهودي مقابل إقامة دويلة فلسطينية هزيلة في بقايا الضفة الغربية المحتلة.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو:
إذا كانت مؤتمرات القمم العربية لا تُجمع إلا على الخيانة والتفريط بالحقوق العربية فلماذا إذاً أرجأت الجامعة انعقاد مؤتمرها لهذا العام مع وجود حاجة ماسة لعقده بسبب اشتعال الثورات الشعبية في ليبيا واليمن والبحرين وقبلها في مصر وتونس؟؟
لقد كان بإمكان الجامعة أن تعقد المؤتمر وتخرج كعادتها بقرارات مائعة غائمة لا تغني ولا تسمن من جوع، نعم كان بإمكانها فعل ذلك لكي تحفظ على الأقل ماء وجهها ولكنها لم تفعل وهو ما يعني وجود سبب قد يكون وراءه لغز ما، فما هو يا تُرى هذا اللغز؟؟.
فإلغاء انعقاد المؤتمر مسألة لها ما وراءها، إنّ اجتماع الزعماء العرب مع غياب زملاء لهم يعني بالنسبة لهم الشيء الكثير، وأول شيء يتبادر إلى الذهن هو أن هؤلاء الزعماء إن استطاعوا حضور المؤتمر لهذا العام فقد لا يستطيعون حضوره في الأعوام المقبلة، وإذا كانت الجامعة لا تستطيع تثبيت عروشهم فما الفائدة منها بالنسبة إليهم؟
لذلك كان عدم انعقاد المؤتمر بالنسبة إليهم - من ناحية شخصية - أفضل من انعقاده، ويبدو أنهم اختاروا عدم انعقاده وذلك ليتدبروا أمورهم في محافل أهم من الجامعة وما ينتج عنها من هرطقات.
فالوقت بالنسبة إليهم حاسم وحساس ولا مجال لتضييعه في الدردشة والأحاديث الفارغة لذلك وجدوا أن استغلال الوقت مع أسيادهم للبحث في كيفية تثبيت عروشهم خيراً لهم من إضاعة الوقت في اجتماعات القمم العربية التي يعلمون هم قبل غيرهم أنها أشبه بنادي اجتماعي أو رياضي يقضون فيه وقت فراغهم بينما هم في هذه الظروف الحالكة لا وقت فارغ لديهم يقضونه بسبب العاصفة التي تهب على عروشهم لاقتلاعها.