الخميس، 25 أبريل 2013

لماذا تقوم أمريكا بتسليح مصر؟ ولماذا تقبل القيادة المصرية الارتباط بأمريكا عبر مظلة التسليح؟




لماذا تقوم أمريكا بتسليح مصر؟ ولماذا تقبل القيادة المصرية الارتباط بأمريكا عبر مظلة التسليح؟




بالرغم من مرور مصر بحالة من عدم الاستقرار السياسي، وبالرغم من وجود صراع سياسي حاد على السلطة في مصر يشترك فيه رجال محسوبون على أمريكا، فبالرغم من تلك الحالة السياسية التي تبدو غير مستقرة في مصر، تستمرّ أمريكا في تسليح الجيش المصري بأسلحة حديثة، غير عابئة بما يدور من صراع على السلطة في مصر، وغير آبهة بالفوضى السياسية التي تكتنف الشارع السياسي المصري.
ونقلت وكالات الأنباء أنّه من المتوقع أن تُسلّم الولايات المتحدة الامريكية مجموعة جديدة من مقاتلات أف-16 لمصر قريبا، علماً بأن القاهرة كانت قد تلقت بالفعل أربع طائرات مقاتلة من أصل عشرين طائرة من طراز أف-16 في يناير/كانون الثاني، ومن المنتظر أن تتسلم الباقي في وقت لاحق هذا العام.http://aljazeera.net/App_Themes/SharedImages/top-page.gif
وقد أوضح وزير الحرب الامريكي شاك هيغل موقف بلاده من مصر - بعد أن عقد اجتماعات مع مسؤولين مصريين في القاهرة - بقوله: "أردت أن أتوقف في مصر لأعيد تأكيد الالتزام الأميركي بدعم الديمقراطية الناشئة وتشجيع الإصلاحات الديمقراطية والاقتصادية التي تحدث هنا".
وأصدرت السفارة الأميركية بالقاهرة بياناً قالت فيه:" إن هيغل أشاد بالقوات المسلحة المصرية لاحترافيتها وانضباطها، وللدور المسؤول الذي لعبته في حماية الثورة المصرية، ونقل السلطة إلى حكومة مدنية منتخبة".
ان هذه التصريحات الأمريكية تُفسر هذا الدعم الأمريكي لمصر في عهد حكم مرسي بأنّه من أجل دعم الديمقراطية وفق المفهوم الأمريكي، كما أنّها تُشيد بدور الجيش المصري الذي تصفه بالحرفية وبحمايتة للثورة ونقله للسلطة الى حكومة مدنية.
وكأنّ أمريكا من خلال هذه الاشادة بالجيش المصري توحي للناس بأنّها تُساند الثورة، وتؤيد نقل السلطة الى حكومة مدنية منتخبة.
إنّ هذا المديح الأمريكي للجيش المصري وهذا الإطراء لدوره في الثورة ليس بريئاً  كما يتوهم البعض، فأمريكا دولة كبرى ولها مصالح، ولا يهمها أصلاً سوى مصالحها، ومن أهم مصالحها في مصر على الإطلاق أن يبقى الجيش المصري خاضع لنفوذها، وأن تبقى مصر بكليتها خاضعة للجيش، ولا يُمس بسؤ، وبذلك تضمن أمريكا ولاء الدولة كلها لها، فولاء الجيش يعني بالنسبة لها ولاء الدولة، فهي لا يهمها تصارع السياسين، ولا تخاصم السلطات التنفيذية والقضائية والتشريعية فيها، ولا تكترث كثيراً بإنهاك الاقتصاد المصري، ولا بتراجع الدور الاقليمي لمصر في المنطقة، بل الذي يهمها فقط هو استمرار سيطرتها على الجيش وربطه ربطاً محكماً بها تدريباً وتسليحاً وتوجيهاً وتمويلاً.
فأمريكا دولة استعمارية ولا يهمها سوى تركيز نفوذها في مناطق نفوذها والتي تُعتبر مصر من أهم تلك المناطق.
فهذا إذاً هو السبب الحقيقي لقيام أمريكا بتسليح مصر، أمّا لماذا تقبل القيادة المصرية بهذا الارتباط مع أمريكا فهذا ما يحتاج الى بيان.
ان حكام مصر اليوم لا أظن أنهم يجهلون حقيقة أن أمريكا لها أطماع في مصر، كما لا أظن أنهم لا يدركون أنّ تسليح أمريكا للجيش المصري يعني استمرار نفوذها في مصر الى ما لا نهاية، ولا أدل على ذلك من تكرار تصريحات مرسي التي تسترضي أمريكا، وتُطمئن دولة يهود بأن مصر تحترم اتفاقياتها الدولية، وتُحافظ على التزاماتها في كامب ديفد، وتحارب ما يُسمى بالارهاب في سيناء، وتمنع اي هجوم للمجاهدين ينطلق ضد كيان يهود من مصر، وتعمل على إغلاق الأنفاق مع غزة، وتُجرّد حملة عسكرية كبيرة لبسط الأمن في سيناء، وتفعل ذلك كله لتأمين حدود دولة يهود انسجاماً مع المطالب الأمريكية.
فمصر في زمن مرسي تقوم بأكثر مما كانت تقوم به مصر في زمن مبارك، وهذا هو ما يجعل امريكا تسكت عن بقاء مرسي في الحكم.
 فلماذا إذاً تقبل قيادة مرسي والاخوان بالتعاون مع أمريكا وهم يعلمون عواقب هذا التعاون الوخيمة معها؟
انّ تفسير قبولهم هذا مرده الوحيد هو التشبث بالسلطة، ظناً منهم بأنّ رفضهم التعاون مع أمريكا يعني فقدانهم للسلطة، وأنّ أمريكا بيدها مفاتح الأمور في مصر والمنطقة، وأن استرضاء أمريكا يمنح مرسي وجماعته الاستقرار في الحكم الى أمد بعيد.
فان قيل لهم ان هذه المواقف تُخالف الاسلام يقولون بأنّهم عمليون يتماشون مع الواقع، وأن السياسة تحتاج الى البراغماتية، وان خبرتهم السياسية وطريقتهم في التعامل مع الآخر هي التي أدّت الى نجاحهم وتسلمهم الحكم بعد مشوار طويل وهم في صفوف المعارضة وبعد معاناة شاقة واكبتهم عقودا.
الا ان هذه التفسيرات مخالفة لثوابت العقيدة الاسلامية ومخالفة للاحكام الشرعية ومخالفة للواقع كذلك، فالعقيدة تعني التوكل على الله سبحانه وحده لا على امريكا ولا على سواها من الدول البشرية، وما النصر الا من عند الله، والاحكام الشرعية تقضي بعدم موالاة الاعداء قطعياً، والواقع يدل على أنّ كل الذين والوا امريكا لم يتحرروا من ربقتها، فامريكا وقوى الاستعمار ليست من الغباء بحيث تُمكن الدول ( النامية ) من الافلات من قبضتها في أي وقت تشاء، والدليل على ذلك ان دولاً أكبر من مصر وأكثر تطوراً ارتبطت بأمريكا منذ  أكثر من نصف قرن وما زالت تابعة لها حتى الآن، كاليابان وكوريا الجنوبية وتايوان والفلبين واندونيسيا، في شرق آسيا، وليست مصر وقياداتها بأذكى من قيادات هذه الدول حتى تفلت من القبضة الأمريكية.
إنّ الطريق الوحيد لمواجهة أمريكا وقوى الاستعمار الاخرى تكمن في قطع الصلات معهان وكنس نفوذها من بلادنا كنساً تاماً، وتوحيد الجهود وتعبئة الطاقات للمواجهة الحقيقية معها، وهذا لا يكون الا باقامة الدولة الاسلامية الحقيقية التي تتبنى نظام الحكم الاسلامي الصحيح فتلتزم بتطبيق احكام الشرع تطبيقاً فورياً، وتعمل على توحيد بلاد المسلمين في دولة واحدة - وبالوحدة قوة - ، وبذلك تتمكن من تحرير فلسطين وجميع بلاد المسلمين المحتلة، وبذلك فقط ممكن ان تتحول الدولة الاسلامية الناشئة الى قوة دولية عظمى تليق بخير أمة أخرجت للناس.






http://aljazeera.net/App_Themes/SharedImages/top-page.gif

الأربعاء، 17 أبريل 2013

الدور المشبوه لبريطانيا في اتفاقية اوسلو



دور بريطانيا في اتفاق أوسلو المشبوه




بمناسبة وفاة مارغريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا السابقة وتحت عنوان: مارغريت ثاتشر: إحياء نفوذ بريطانيا في الشرق الأوسط ، كتب جيريمي بوين في بي بي سي يوم الثلاثاء، 9 ابريل/ نيسان :
"خلال عهد مارغريت تاتشر كانت بريطانيا من أولى الدول الغربية التي أقامت علاقات مع منظمة التحرير الفلسطينية وقامت بالضغط عليها للاعتراف بوجود اسرائيل.
وفي عام 1989 أرسلت ثاتشر مساعد وزير الخارجية البريطاني، وليام والديغريف، إلى تونس للقاء مسؤولي منظمة التحرير الفلسطينية، وربما الاجتماع مع الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات.
وكانت تلك خطوة في إطار مسار أوسلو، وهي اتفاقية اخفقت في تحقيق السلام بين اسرائيل والفلسطينيين في التسعينيات."
فهذا دليل جديد على دور بريطانيا المبكر في اتفاقية اوسلو، ويُعد أيضاً مستنداً مُهماً يُضاف الى مستندات اخرى كثيرة تُثبت صحة التحليل الذي يقول بأنّ اتفاقية أوسلو التي رتّبتها بريطانيا ومن ورائها أوروبا كانت في الأصل التفافاً على اتفاق مدريد الذي رعته أمريكا، وان كانت أمريكا فيما بعد قد حوّلت اتفاقية أوسلو لصالحها، لتثبيت نفوذها، و لاحتكار ملف القضية الفلسطينية بيدها خاصة بعد قتل ياسر عرفات. 

قطر تمد بريطانيا بالغاز بعد استثمارات قطرية ضخمة غير مسبوقة في البنى التحتية البريطانية




  بعد الاستثمارات القطرية في العقارات والبنى التحتية البريطانية جاء دور إمدادات الغاز



 لم تجد بريطانيا في أزمتها الاقتصادية الخانقة أفضل من قطر لإخراجها من تلك الأزمة، فبعد عشرات المليارات من الدولارات التي ضخّتها قطر في العقارات وفي الطرق وسكك الحديد وشبكات الصرف الصحي العملاقة في لندن، جاء الدور الآن على الغاز القطري وهو الذي ساهم في حل أزمة الطاقة في بريطانيا خاصة بعدما أدّى سوء الأحوال الجوية فيها إلى زيادة معدل الاستهلاك من الطاقة وهبوط مخزونات الغاز وارتفاع أسعاره في بريطانيا بشكل ملموس.
وقد وصلت شحنات الغاز القطري الى بريطانيا مُحمّلة في ناقلتين ضخمتين، وخفّفت بشكل مؤكد من مصاب الإنجليز المتمثل في نقص الطاقة في ظل أجواء ثلجية عاصفة ألـمَّت ببريطانيا.
وبذلك أثبتت قطر لبريطانيا قاعدة أن الصديق ينفع وقت الضيق!!، فكانت صداقتها حميمة لبريطانيا.
فلو كان حكام قطر ليسوا بعملاء فهل يصل بريطانيا من قطر قطرة واحدة من الغاز، خاصة وأن البريطانيين -بالإضافة إلى الأمريكيين- هم المسؤولون عن زرع (إسرائيل) ومعاناة المسلمين في كل مكان على وجه المعمورة!!

الاثنين، 15 أبريل 2013

مغزى تهديدات كوريا الشمالية




  ما بعد تهديدات كوريا الشمالية




  إن اللهجة العدائية الصارمة، والتصعيد السياسي المفاجئ لكوريا الشمالية الشيوعية تجاه كوريا الجنوبية الرأسمالية، وتجاه أمريكا وعملائها في المنطقة، ليس المقصود منه إدخال منطقة شرق آسيا في حالة حرب جديدة، بل المقصود منه تحسين شروط الوضع التفاوضي لكوريا الشمالية مع أمريكا وتابعاتها بما يجعلها قوة إقليمية يحسب لها حساب.
فكوريا الشمالية تدرك أن قوتها لا تستطيع مواجهة القوة الأمريكية الضخمة في المنطقة، وتدرك أيضاً أن حليفتها التقليدية الصين ليس بمقدورها دعمها في حرب خاسرة إذا خاضتها، خاصة وأن الصين نفسها لها مصالح اقتصادية كبيرة مع أمريكا ولا تستطيع المجازفة بتضييعها.
إن هذه التهديدات بقصف المرافق الأمريكية بالرؤوس النووية تُفهَم على أنها نوع من الضغط الدبلوماسي النوعي على أمريكا لحملها على التفاوض معها بشروط أفضل.
فقوة كوريا الشمالية النووية قوة صغيرة وبدائية مقارنة بالقوة الأمريكية وبالتالي فأي هجوم كوري شمالي يُشن ضد أمريكا يعتبر انتحاراً حقيقياً لكوريا الشمالية.
فقادة كوريا الشمالية يحاولون استخدام قوتهم العسكرية لتحسين موقعهم التفاوضي في مفاوضات السلام المتوقع انطلاقها بعد هذه الزوبعة الكلامية من التهديدات التي اصطنعتها القيادة الجديدة الشابة لكوريا الشمالية.

السبت، 13 أبريل 2013

من هو صاحب القرار في استقالة سلام فياض



من هو صاحب القرار في استقالة سلام فياض



ذكرت وكالة رويترز الخميس أن رئيس السلطة الفلسطيني محمود عباس:" يتعرض لضغوط من الدول الغربية الحليفة كي لا يقبل استقالة رئيس الوزراء سلام فياض، بينما تسعى واشنطن إلى إحياء محادثات السلام في الشرق الأوسط".  
ليس بالأمر الغريب ان يتعرض رئيس السلطة الفلسطينية لضغوط امريكا والدول الغربية لكي يُبقي على سلام فياض رئيس حكومة السلطة الفلسطينية في منصبه بالرغم من كراهية أوساط حركة فتح المهيمنة على السلطة لبقائه في المنصب، فأمريكا هي ولية نعمة السلطة فلا يملك رئيسها مخالفة اوامرها، وأمريكا هي التي فرضت سلام فياض على السلطة منذ أيام ياسر عرفات كوزير لمالية السلطة، وهي التي أمرت بتسلمه لرئاسة الحكومة في السلطة منذ العام 2007، وأصبح بعد ذلك يتحكم في كل مقدرات السلطة المالية، ممّا أثار حنق وحسد قادة حركة فتح ضد فياض الذي لم يكن يوماً عضواً في حركتهم، ولا في أي حركة أخرى تتبع منظمة التحرير الفلسطينية، وهم يعلمون كما يعلم غيرهم انه مجرد موظف أمريكي خدم في البنك الدولي.
لقد سلبهم فياض ممّا اعتبروه حقاً لهم، وهم الذين اعتادوا على الاستحواذ على أموال الفلسطينيين حتى من قبل ان توجد السلطة.
لكن الأمور تغيّرت بعد عرفات، وأصبحت السلطة بقيادة عباس تخضع للاشراف الأمريكي المباشر، وجاء المفوض الامريكي دايتون ومن بعده ميللر لترتيب أوراق السلطة - لا سيما الملف الأمني فيها - ، ومن ثم تحويل السلطة الى ذراع أمني وحامي مخلص للكيان اليهودي، وقيام السلطة بدور ها المرسوم لها والقاضي بتنظيف الضفة الغربية من السلاح والمسلحين وملاحقة المقاومين وسجنهم وتسليمهم الى قوات الاحتلال.
وإذا كان هذا هو واقع السلطة فليس بمستبعد أن لا يملك عباس ولا قادة حركته عزل فيّاض بمثل هذه السهولة، فمن عيّنه هو الذي يملك حق عزله، وبما أنّ أمريكا هي التي عيّنته فهي فقط التي تملك صلاحية عزله.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: اذا كان الأمر كذلك فلماذا يحاول عباس إقالة فياض وهو يعلم أن ذلك ليس من صلاحياته؟
والجواب على ذلك السؤال  هو أنّ عباس بمسعاه إذاك يريد أن يُرضي قاعدته التنظيمية داخل حركة فتح وهو يحاول تنفيذ رغبتها في إقصاء فيّاض الذي سلبها امتيازات كانت من نصيبها، لكن لمّا كان الأمر ليس بيده لذلك فهو يُحاول إقناع أو استجداء الأمريكيين للموافقة على طلبه لما في هذا القرار من مصلحة ملحة بحسب ما يراها هو.
ويبدو أنّ أمريكا تدرس طلبه هذا وتنظر في الأمر وتبحث البدائل الأكثر مناسبة للظرف الحالي الذي تمر به السلطة، وهذا ما يُفسر السر في التضارب الظاهر في موضوع تقديم الاستقالة من قبل فياض أو قبولها من قبل عباس.
فلو كان أمر استقالة فياض بيد عباس حقيقة لحصلت الاستقالة فوراً وانتهى الامر بسرعة، ولكن لمّا كان الأمر بيد أمريكا فالأمور تأخذ هذا المنحى المعقد بما يكتنفه من الغموض والاضطراب ومن طول المدة. 

الخميس، 11 أبريل 2013

بريطانيا تُمول حزب بوتو في باكستان



بريطانيا تُمول حزب بوتو في باكستان


    كشفت صحيفة الديلي تليجراف البريطانية النقاب عن أن بريطانيا قامت بتحويل مبلغ (300 مليون) جنيه إسترليني لصالح حزب الرئيس زراداري الذي كانت تتزعمه أرملته بناظير بوتو.
وقالت الصحيفة في تقرير لها: "أن خبيراً اقتصادياً بارزاً قدّم دليلاً للجنة تحقيق برلمانية بريطانية على أنه تمّ استخدام برنامج بناظير بوتو لدعم الدخل لشراء التأييد لحزب أرملها الرئيس آصف علي زراداري".
وأضافت الصحيفة نقلاً عن إحتشام أحمد وهو اقتصادي معروف قوله: "إن وزارة التنمية الدولية البريطانية ضخَّت أموالاً في مشروع تحوم حوله شبهة المحسوبية...وأن هذه الآلية التي تستخدمها الوزارة تهدف إلى كسب أصدقاء والتأثير على أشخاص، وأن حملة إعادة انتخاب زراداري تمولها الوزارة البريطانية".
هكذا إذاً وبمثل هذه الآلية يتم صناعة العملاء من الرؤساء ومن الأحزاب في بلاد الاسلام.



الثلاثاء، 2 أبريل 2013

الدول المستعمرة تنهش في لحم مالي ودول الجوار لا تُحرك ساكناً




الدول المستعمرة تنهش في لحم مالي ودول الجوار لا تُحرك ساكناً

  
وصلت مؤخراً  الى جمهورية مالي طليعة من  المدربين العسكريين البريطانيين، ضمن إطار بعثة الاتحاد الاوروبي لإعداد وتدريب القوات المالية، وقالت اذاعة "بي بي سي" : "إن المجموعة تتألف من 21 مدربا وتتبع الكتيبة الاولى من الفوج الايرلندي الملكي"، فيما أعلنت الأمم المتحدة عزمها على نشر "قوة حفظ سلام" في مالي تضم ١١ الفا و٢٠٠ جندي دولي على ان تُواكبها "قوة موازية" لمقاتلة الإسلاميين "المتطرفين" حسب ما أذاعت وكالات الأنباء.
هذا، وتستمر القوة الفرنسية الأفريقية المشتركة بملاحقة المقاتلين الاسلاميين بعد الفراغ من الحملة الصليبية الرئيسية التي قادتها فرنسا للقضاء على هيمنة الإسلاميين في شمال مالي.
والى جانب فرنسا وبريطانيا وأوروبا وقوات افريقية تابعة للقوى الاستعمارية الاوروبية تُشارك امريكا ايضاً بتقديم مساندة لوجستية متعددة وأبرزها استخدام الطائرات من دون طيار لملاحقة الاسلاميين.
وهكذا تتقاطر قوى الكفر الاستعمارية الكبرى على مالي وتنهش لحمها وعظمها، فتنتهك محارمها ، وتستبيح حرماتها، وتسرق ثرواتها، وتنهب خيراتها، وتزرع عملائها، وتُذكي نيران الفتن العرقية فيها، وتُحولها الى أشلاء ممزقة لا روح فيها ولا حركة ولا حياة.
كل ذلك التدخل الاستعماري الفج ذو الوجه القبيح يجري في مالي بحجة ما يُسمونه بمكافحة الاسلام المتطرف الذي سيطر على شمال مالي، فيما تصمت دول الجوار ودول العرب والمسلمين، ولا يتخذ قادة تلك الدول أي موقف ذي بال، وكأن ما يجري لا يعنيهم، وأمّا أشدهم مقالة، وأمثلهم طريقة فلا تزيد مقالته عن شجب مملول، أو استنكار مكرور.
فإلى متى ستستمر الحملات الاستعمارية الصليية على بلاد المسلمين ولا تجد من يردعها ويقف لها بالمرصاد؟!
تُرى لو كان للمسلمين دولة حقيقية تُمثلهم، وإماماً يُقاتل من ورائه، فهل تجرؤ هذه القوى الاستعمارية الحاقدة على غزو دولة  مالي من دون أن تحسب للمسلمين أي حساب وبهذا الشكل الهمجي الفظ؟!
انّها أجبن من أن تُقدم على ذلك، بل انّها ستحسب ألف حساب للقيام بما هو أدنى من ذلك بكثير.