نشرة أخبار 23/6/2008
العناوينِ
1- اشتعال الجبهة في أفغانستان ومصرع العشرات من جنود حلف شمال الأطلسي في شهر حزيران (يونيو) الجاري.
2- محمود عباس يجري عمليات تنظيف شاملة لعناصر (الحرس القديم) داخل حركة فتح لحساب الأمريكيين.
3- التهدئة بين حماس والكيان اليهودي تُدخل المنطقة منعطفاً خطيراً.
الأنباء بالتفصيل
1- اشتعلت جبهة القتال في أفغانستان من جديد وتمكن مجاهدو طالبان من اصطياد عشرات الجنود من قوات التحالف المنضوين تحت حلف شمال الأطلسي، فقتل منذ مطلع شهر حزيران (يونيو) الجاري بحسب وكالة ألـ(CNN) الأمريكية نحو عشرة جنود أميركيين وتسعة جنود بريطانيين وجنديان كنديان وجندي بولندي وجندي روماني وآخر هنغاري إضافة إلى ثلاثة عشر جندياً من جنسيات أخرى لم يكشف النقاب عنها. هذا بالإضافة إلى مصرع عشرات الجنود المرتزقة من الأفغان الذين يعملون مع حكومة كرزاي الدمية.
لقد بات في هذه الأثناء لا يمر يوم في أفغانستان إلا ويسقط فيه صرعى من قوات الاحتلال الأطلسي إما بالمواجهات أو بالكمائن أو بالعبوات الناسفة أو بالوسائل والفنون القتالية المختلفة الأخرى.
وتقوم قوات الاحتلال بزج أعداد إضافية من الجنود إلى ساحة القتال في أفغانستان في محاولة يائسة منها للسيطرة على الأرض أو الاحتفاظ بالمناطق الشاسعة التي باتت مهددة فعلياً بالسقوط بأيدي حركة طالبان.
لقد أصبح حال تلك القوات في وضع لا تحسد عليه فلا هي بقادرة على الانسحاب مع حفظ ماء وجهها، ولا هي بقادرة على حسم المواجهة مع حركة طالبان. والذي زاد الطين بلة تلك التكتيكات الجديدة التي تستخدمها الحركة والتي تدل على مستوى عالٍ من حرب العصابات لم تعد القوات الأطلسية تقوى على مواجهتها ولا حتى على التصدي لها.
2 - ذكرت وكالة رويترز للأنباء بأن محمود عباس رئيس حركة فتح ورئيس السلطة الفلسطينية يقوم "بعملية إصلاح شاملة لقوات الأمن التابعة لحركته من خلال إصدار المراسيم بتقاعد آلاف الضباط الذين ترقوا في ظل ياسر عرفات عن مناصبهم القيادية".
وقالت الوكالة بأن "العملية التي تدعمها الولايات المتحدة تشمل إلغاء نحو 30 ألف وظيفة أمن وبناء قوات أكثر تناسقاً في إطار جهود واشنطن للتوصل إلى اتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني اكتسبت إيقاعاً أسرع في الأشهر الأخيرة".
ويرمي محمود عباس من عمليات التنظيف هذه إلى إبعاد العناصر الأمنية التي يسمونها بالحرس القديم عن المناصب الحساسة لكونها لا توالي الأمريكان بشكل مطلق ولأنها تريد إنشاء وحدات أمنية جديدة تقوم بتنفيذ المهام والأوامر التي تطلب منها بدون أية ممانعة.
ولكي لا يحصل تمرد في صفوف المقالين إلى التقاعد فقد تم منحهم كامل رواتبهم على أن يبقوا في بيوتهم لا يقومون بأي عمل. وعبّر عن هؤلاء قول أحد المخضرمين منهم ويُدعى أبو علي تركي: "إنهم يحاولون أن يلقوا بنا خارجاً".
وهكذا استطاعت أمريكا أن تقوم بتصفية قيادات حركة فتح الميدانية بكل بساطة ويسر وذلك بعد أن همَّشت دور القيادة السياسية للحركة وذلك باستخدام محمود عباس من خلال أسلوب تمويل الحركة ودفع الرواتب.
3- يبدو أن المساعي الأمريكية عبر النظام المصري في ترتيب هدنة بين حركة حماس والكيان اليهودي قد آتت أُكلها.فقد دخلت التهدئة يومها الخامس وبدأت المفاوضات غير المباشرة بين كيان يهود وحركة حماس تجري على قدم وساق عبر السماسرة المصريين، وقد طبَّلت وسائل الإعلام العربية وزمَّرت للتهدئة وكأنها نصرٌ مبين حققه العالم الإسلامي على شرذمة يهود.
لقد كان لنظام مبارك العميل الدور الأفعل في التوصل إليها بتوجيه أمريكي مباشر، فقام رئيس الاستخبارات المصرية عمر سليمان بدور العرّاب في المفاوضات المكوكية بين الطرفين.
ولقد أثنت أمريكا ودولة يهود على الدور المصري الفاعل و(النزيه)كونه قام بتمثيل دور الوسيط المحايد بين حماس واليهود فتخلى تماماً عن الانحياز إلى قضايا أمته وكأنها مسائل تخص أمماً أخرى.
وفرح كثيراً رئيس وزراء العدو على نجاح التهدئة مع زعمه خلاف ذلك والدليل على فرحه هذا أنه يريد الذهاب بنفسه لاستكمال المفاوضات حول تفاصيل التهدئة بالسفر إلى القاهرة في بحر هذا الأسبوع والاجتماع بالقيادة المصرية التي حلّت أزمة لدى الكيان اليهودي استعصى حلها لسنوات طويلة ألا وهي أزمة سقوط الصواريخ على رؤوس ساكني المستعمرات اليهودية شمال وشرق قطاع غزة.
إن قادة يهود لم يكونوا ليقبلوا أساساً بالتهدئة لولا إدراكهم لمدى عجز جيشهم في إنهاء مشكلة الصواريخ التي أفزعتهم وكادت تبدد الهالة الكاذبة التي نسجوها عن قوة جيشهم الذي لا يقهر على حد زعمهم!!.
إن هذا الدور المصري المشبوه الذي لعبه عمر سليمان يقوم على أساس استدراج حركة حماس بأسلوب كيسنجر المعروف (بالخطوة خطوة) للإيقاع بالحركة ودفعها في شَرَك السياسة العربية المتخاذلة والمستسلمة، ومن ثم لتحويل حركة حماس إلى حركة وطنية واقعية ترضى بالأمر الواقع وتعترف في النهاية بدولة يهود بصيغة من الصيغ ثم تدخل بالتالي في متاهة الحلول السلمية.
إن على حماس أن لا تنخدع بهذه التهدئة المشبوهة وان لا تعتبرها (نصراً مبيناً) لأن المخاطر آتية على الطريق والعبرة سياسياً ليس بالتهدئة نفسها وإنما بما ستفرزه هذه التهدئة من خطوات سياسية رهيبة من شأنها أن تُروّض حماس وتحولها إلى حركة سياسية واقعية كسائر الحركات التي رُوِّضت من قبل.
هذه هي خطورة التهدئة سياسياً على المنطقة وهي باختصارتتمثل في دفع حركات المقاومة حركة بعد الأخرى للولوج في لعبة المشاريع السياسية الزائفة.
هناك تعليق واحد:
لا أملك اكثر من "جزاك الله خيراونفع الله بك وزادك من علمه وحكمته وفتح عليك لتنفع هذه الامة الكريمة"
والسلام عليكم
ابو محمد
إرسال تعليق