الأربعاء، 4 يونيو 2008

التحولات الدولية والموقف الدولي

التحولات الدولية والموقف الدولي

إن رصد المتغيرات الدولية أمر ضروري لمعرفة العلاقات الدولية وللوقوف على هيكلية تلك العلاقات من أجل تحديد صورة الموقف الدولي والذي يتشكل من علاقة الدولة الأولى بالدول الكبرى الأخرى المنافسة لها.
وإذا أخذت المتغيرات الدولية طابعاً جديداً ومناقضاً للعلاقات الدولية السائدة فإنها تحدث تحولاً جذرياً في العلاقات الدولية وتغيراً جوهرياً في الموقف الدولي.
ولو استعرضنا بإيجاز تواريخ التحولات الدولية المعاصرة والتي وقعت منذ الحرب العالمية الثانية وحتى الآن لوجدناها أربعة تحولات لا غير:
الأول: منذ العام 1945م ومع نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى العام 1961م حيث كان فيه الموقف الدولي مبنياً على التعددية الدولية وكانت أمريكا والاتحاد السوفياتي وبريطانيا وفرنسا هي الدول التي تشكل هيكليته وكانت أجواؤه تتسم بالحرب الباردة.
الثاني: ما بين العام 1961م وحتى العام 1991م وكان الموقف الدولي في تلك العقود الثلاثة مبنياً على الثنائية الدولية المؤلفة من الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي وكانت أجواؤه تتسم بالسباق المحموم بين العملاقين على التسلح وعلى اقتسام العالم بينهما.
الثالث: منذ العام 1991م وحتى العام 2001م عاد الموقف الدولي إلى التعددية الدولية وأصبح مكوناً مرة ثانية من الدول الأربع الكبرى الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا واتسمت أجواؤه بالمشاركة الدولية المؤقتة والتعاون الدولي الآني.
الرابع: منذ العام 2001م وحتى عامنا هذا 2008م فإن الموقف الدولي أصبح أُحادي القطبية تهيمن عليه دولة واحدة فقط هي الولايات المتحدة الأمريكية.