الخميس، 28 مايو 2009

كوريا الشمالية تنجح في تحدي ما يسمى بالمجتمع الدولي

التعليق السياسي

كوريا الشمالية تنجح في تحدي ما يسمى بالمجتمع الدولي


بعد سنوات طويلة من محاولة تطويق وتدجين كوريا الشمالية من قبل أمريكا والدول الكبرى التي تشكل ما يسمونه كذباً بالمجتمع الدولي، ها هم الكوريون الشماليون يتمردون على الشروط الذليلة التي فرضت عليهم، ويقومون بتفجير قنبلة ذرية تعادل قوتها قوة قنبلتي هيروشيما وناجازاكي مجتمعتين.
فلقد ضاق الزعيم الكوري كيم إيل سونغ ذرعاً بالمفاوضات السداسية المملة، وبالاشتراطات الكثيرة التي يفرضها الأمريكان على كوريا الشمالية بطريقة استفزازية مقززة، وقرَّر كسر تلك القيود التي يزداد ثقلها على كوريا عاماً بعد عام، فحسم أمره وطالب بتنفيذ الاستحقاقات على وجه الندية من المفاوضين في اللجنة السداسية التي تهيمن عليها أمريكا من قبيل إمدادات الغذاء والطاقة مقابل التخلي الكوري التدريجي عن حيازة الأسلحة الذرية. ولكنه قوبل بمماطلات أمريكية في تنفيذ تلك الطلبات والاستحقاقات وهو الأمر الذي جعله يتخذ قراراً صارماً وحاسماً بوقف التعاون مع اللجنة السداسية، وبالعودة إلى استئناف النشاط النووي والصاروخي، وإجراء التفجير الذري المذهل الذي وقع الأسبوع الماضي، ثم إطلاق الصواريخ الباليستية ليؤكد على قدرة كوريا الشمالية على الحرب والمواجهة والمقارعة ولو كان الأمر يتعلق بأقوى دولة في العالم.
لم يخضع كيم إيل سونغ أبداً لابتزاز الأمريكيين وتحمل وشعبه الفقر والحاجة وحتى الجوع ولكنه لم يقبل التخلي عن الكرامة والسيادة، فلو أرادت كوريا الشمالية رغادة العيش بدون عزة وكرامة لقبل والد الرئيس الحالي كيم إيل سونغ التعاون مع أمريكا والتخلي عن مقومات السيادة ليس من الآن بل منذ أكثر من نصف قرن، فلو فعل ذلك لتحولت كوريا الشمالية إلى دولة غنية ككوريا الجنوبية ولكنها دولة لا تملك أي صفة من صفات الاستقلال، دولة تابعة ذليلة.
لقد اختار كيم إيل سونغ وابنه نموذج الدولة المقاتلة المتحدية المبدئية المرعبة للرأسمالية والاستعمار لتبقى كوريا الشمالية دائماً شوكة في حلق أمريكا ومجتمعها الدولي المنافق.
وشتان بين اختيار كوريا الشمالية طريق العزة والتحدي واستقلالية القرار مع بذل شيء من التضحية، وتحمل شيء من الفقر، وبين اختيار كوريا الجنوبية لطريق التبعية والذلة والخنوع والاستسلام لأمريكا مقابل اقتصاد نشط يعتمد كلياً على رؤوس الأموال الأمريكية.
إن كوريا الشمالية الآن هي من أعظم دول العالم على الإطلاق لأنها تتحدى أمريكا وتهدد باجتياح كوريا الجنوبية، فلم تفعل فعلها أية دولة ولم تجرؤ حتى روسيا أو الصين أو غيرها على فعل ما فعلته كوريا الشمالية.
إن قوة كوريا الشمالية الذاتية هي الضمانة الوحيدة لثباتها ولاستعلائها على أمريكا ولحفاظها على استقلالها.
فنجاح كوريا الشمالية في تحدي المجتمع الدولي الذي تهيمن عليه أمريكا وحفنة من شركائها المنتفعين مهَّد الطريق لقيام دول أخرى بتحديات أخرى مختلفة، كما فعلت فنزويلا والإكوادور وبوليفيا في مواجهة أمريكا.
إن أبلغ درس يمكن الاستفادة منه من النهج الكوري الشمالي خاصة بالنسبة للمسلمين والمستضعفين هو أنه بالإمكان رفض الإملاءات الأمريكية وكسر قواعد اللعبة التي يفرضها ما يُسمى بالمجتمع الدولي على شعوب العالم. وبالإمكان كسر الهيبة الأمريكية والعنجهية الأمريكية.
نعم بالإمكان فعل ذلك بسهولة ويسر، فماذا بمقدور أمريكا أن تفعل لوقف تحدي الكوريين الشماليين؟؟!! إنها لا تستطيع فعل شيء، فأمريكا أعجز من القيام بأي شيء ضد كوريا حتى ولو قامت الأخيرة باجتياح كوريا الجنوبية.
تُرى هل يتعلم حكام العمالة في بلاد العرب والمسلمين من هذا الدرس الجديد؟؟!!! أم أنهم كعادتهم سيستمرون في دفن رؤوسهم في الرمال فلا يسمعون ولا ينظرون ولا يعقلون؟؟!!!.

الأربعاء، 27 مايو 2009

عناوين وأخبار


عناوين وأخبار

العناوين:
وزير الخارجية البريطاني يدعو بخبث إلى إعادة النظر في السياسات الغربية تجاه العالم الإسلامي.

قمة ثلاثية إقليمية مشبوهة في طهران.
طاغية ليبيا يستقبل قائد أفريكوم وينسق معه عملية تنظيم العلاقات الأمريكية الليبية.
الإعلان عن إفلاس أكبر مصرف أمريكي لهذا العام الجاري 2009م.
التفاصيل:
دعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند يوم الخميس الماضي إلى إعادة النظر بالسياسات الغربية العدائية ضد العالم الإسلامي فطالب الدول الغربية إلى رفض استخدام مصطلح (المعتدلين والمتطرفين) في التعامل مع المسلمين وقال: "علينا أن نفهم العالم الإسلامي في بشكل أفضل" وأوضح فكرته بالقول: "إن الأمن يحتاج إلى عنصرين لا يمكن الاستغناء عنهما. الأول هو أننا نحتاج إلى أوسع تحالف للدول والحركات السياسية الأمر الذي يعني أن نكون مستعدين لتشجيع المصالحة مع المنظمات التي ربما لا نتفق مع قيمها لكنها قد تكون مستعدة لقبول أن هناك مصالح تجمعنا معها، والثاني أننا نحتاج إلى رضا الناس" وفسر ذلك بقوله: "إن تحالفاتنا ضيقة جداً ولم تنل رضا المسلمين"، وأضاف: "إن غزو العراق ومضاعفاته أثار شعوراً من المرارة والاستياء والارتياب لدى المسلمين".
وكان ميليباند قد قال قبل عدة أشهر "إن استخدام عبارة الحرب ضد الإرهاب كان خطأ".
واعترف ميليباند بأن فكرة الحرب على الإرهاب كانت تفهم عند المسلمين بأنها الحرب على الإسلام فقال: "صار يتم النظر إلى الغرب ليس على أساس أننا ضد الإرهاب كما كنا نتمنى أن يُنظر إلينا، بل على أساس أننا ضد الإسلام".
وأشار ميليباند إلى أن بريطانيا تدعم "الرئيس الصومالي الجديد شيخ شريف شيخ أحمد بالرغم من ماضيه في إطار المحاكم الإسلامية". وزعم أن شريف أحمد "يسعى إلى منع استغلال الشباب المجاهد الصومالي ومنع تشويه صورة الإسلام".
وأيَّد ميليباند تجربة الصحوات في العراق ونبذهم "للقاعدة"، وميّز بين الحركات الإسلامية الوطنية وبين الحركات الإسلامية العالمية فقال: "إن الإرهاب شوَّه نظرتنا إلى بعضنا (العالم الإسلامي والغرب). لقد تم دمج منظمات لها أهداف مختلفة وقيم وتكتيكات مختلفة في سلة واحدة. أحياناً لم يتم التفريق بين المنظمات التي تكافح من أجل استعادة أراضيها الوطنية وبين المنظمات التي لديها أهداف عالمية إسلامية، ولا بين أولئك الذين يمكن إشراكهم في العملية السياسية المحلية وبين أولئك الذين يعارضون أصلاً العمل السياسي وينتهجون العنف".
وانتهى ميليباند إلى فكرة أن دولة واحدة كبرى أو مجموعة دول لا تستطيع ضمان الأمن الدولي فقال: "إن الأمن العالمي لا يمكن ضمانه فقط من قبل دولة عظمى واحدة فقط أو حتى من قبل مجموعة من القوى العظمى فالتهديدات الناشئة أكبر من طاقة دولة واحدة لمواجهتها بمعزل عن غيرها من الدول" ويقصد أمريكا. وقال بأن المطلوب الآن هو: "تحالف جديد من القبول والرضا بين الغرب والعالم الإسلامي".
إن هذه التصريحات الخطيرة تعكس خبثاً سياسياً بريطانياً عالياً في التعامل مع حالة التمرد الإسلامي الكاسحة التي تجتاح الشعوب الإسلامية في جميع أصقاع المسلمين.
فميليباند هذا يريد تحييد الحركات الإسلامية الوطنية وإقحامها في دائرة من التحالف المهلك مع الغرب ضد الحركات الإسلامية العالمية، ويريد بدعاويه تلك إيهام العالم الإسلامي بأن تحالفه مع الغرب هو مصلحة للمسلمين، وأن مواجهته للحركات الإسلامية الحقيقية يجلب له مكاسب كثيرة.
وبمعنى آخر يريد ميليباند أن يوظف العالم الإسلامي سياسياً لتحقيق مصالح الغرب الخالصة تحت شعار كاذب من التحالف الجديد الماكر بين العالم الإسلامي والعالم الغربي.
--------
انعقدت في العاصمة الإيرانية طهران يوم الأحد الماضي قمة ثلاثية إقليمية جمعت رؤساء كل من إيران وباكستان وأفغانستان للتباحث في أوضاع أفغانستان ولمواجهة حركات القاعدة وطالبان وسائر الحركات الأفغانية المجاهدة خدمة للاحتلال الأمريكي والأطلسي في أفغانستان.
ولو كان حكام إيران صادقين في مزاعمهم ضد أمريكا لما عُقد هذا المؤتمر المشبوه في طهران وهو الثاني من نوعه في غضون شهرين بين الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والرئيس الأفغاني حامد قراضاي دمية الأمريكان في أفغانستان والرئيس الباكستاني آصف زرداري عدو المسلمين الأول في سوات ومنطقة القبائل.
فهذه القمة المشبوهة تكشف عن الوجه الحقيقي للساسة الإيرانيين وتبين مدى تعاونهم المفضوح مع عملاء أمريكا المكشوفين، وبهذا التعاون الإيراني تكون خطابات نجاد النارية ضد أمريكا ودولة يهود مجرد كلمات للاستهلاك الشعبي ليس إلا!!.
----------
في وقت يزعم طاغية ليبيا معمر القذافي أنه يرفض أي وجود عسكري أمريكي في القارة الأفريقية ويعتبر أي نفوذ عسكري غربي في أفريقيا نوعاً من الاستعمار، في وقت كهذا يستقبل القذافي الجنرال وليام وورد قائد القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا المعروفة اختصاراً بأفريكوم وفقاً لما ذكرته مساء يوم الخميس الماضي وكالة الأنباء الليبية التي أشارت إلى رغبة الجنرال الأمريكي في إيجاد علاقات تعاون أمريكية عديدة تشمل مجالات المعلومات والتدريب والمساعدات الإنسانية الأخرى بين الاتحاد الأفريقي الذي يرأسه القذافي لهذه الدورة وبين أفريكوم.
---------
أعلنت الوكالة الفدرالية الأمريكية لضمان الودائع المصرفية في بيان لها عن إغلاق مصرف كبير في ولاية فلوريدا وهو بنك (يونايتد اف.اس.بي) في منطقة كورال غابلس.
وأوضحت الوكالة أن كارثة إفلاس هذا المصرف تقدر تكلفتها بقيمة 9.4 مليار دولار وهي كلفة مرتفعة جداً بالنسبة للوكالة.
ويأتي هذا الإفلاس الجديد في وقت تتسارع فيه الدعوات الشعبية للحد من عمليات سقوط المصارف الأمريكية في مستنقع الإفلاس العميق الذي يكلف خزينة الدولة الأمريكية مليارات الدولارات شهرياً في عمليات ضمان المصارف المنهارة.
إن تكرار عمليات إقفال المصارف المنهارة يؤكد على أن الاقتصاد الأمريكي ما زال يغوص في أعماق الأزمة المالية العالمية التي تضرب جذورها بعيداً في الاقتصاد العالمي.






الخميس، 21 مايو 2009

أيام صعبة تنتظر قوات الاحتلال الأمريكية في العراق

التعليق السياسي


أيام صعبة تنتظر قوات الاحتلال الأمريكية في العراق


تتصاعد الهجمات اليومية ضد قوات الاحتلال الأمريكية في العراق وضد قوات المرتزقة العراقية التابعة لها. فمع مصرع ثلاثة جنود أمريكيين في تفجير ضخم في منطقة الدورة جنوبي بغداد تخطى عدد الجنود الأمريكيين الذين سقطوا هذا الشهر في العراق الثلاثة عشر جندياً، وهو ما لم تعتد عليه قوات الاحتلال في الأشهر القليلة الماضية.
لقد ظن الأمريكان وعملاؤهم أن الأوضاع في العراق قد استقرت، وأن قوات الأمن العراقية والجيش العراقي وما يُسمى بالصحوات تستطيع الإمساك بزمام الأمور وتستطيع إراحة الجيش الأمريكي الذي تنتظره مهمة أصعب في أفغانستان.
لكن تطور الأمور الميدانية على الأرض تثبت العكس، فالتفجيرات المخطط لها بعناية قد عادت لتضرب كل ما هو أمريكي أو متعاون مع الأمريكان في كل زاوية من زوايا العراق، ومشروع الصحوات قد بدأ بالترنح والتهاوي، وأطماع عملاء أمريكا من ذوي النعرات المذهبية ومحاولتهم الاستفراد بالسلطة قد أفسد على أمريكا خطتها في التوفيق بين عملائها من سائر المذاهب.
وبعد هروب قوات الاحتلال البريطانية التي أدركت مبكراً عقم المشروع الاحتلالي للعراق ها هي أمريكا تبقى وحيدة في العراق، وتحاول على الأقل تنفيذ الخطوة الأولى من مشروع الهروب الكبير وهي الخروج من المدن في المرحلة الأولى لتقليل خسائرها الجسيمة على الأرض بقدر الإمكان ولتجنب المواجهات اليومية غير مأمونة العواقب مع الحركات الجهادية.
إن قيام أمريكا بصياغة نظام سياسي في العراق مبني على أسس أمنية وطائفية هو الذي أفرز كل ما يشاهد في العراق من تمزق وتفلت واضطراب، فالحل الأمني الطائفي لا يمكن له أن يوجد الاستقرار في أي بلد في العالم فكيف الحال إذا كان البلد إسلامياً؟!.
قد يكون الحل الأمني الأمريكي نجح جزئياً بتكوين جيش عراقي كبير من المرتزقة ومن قوات الأجهزة الأمنية والصحوات، لكن هذا النجاح سرعان ما تلاشى مع ظهور أول اختلاف سياسي بين القوى الطائفية المتناقضة. وفشل الخطة الأمريكية في العراق قد تأكد الآن، وهو ما بدأ يُسهل لعملية عودة التفاف الشعب العراقي حول حركات المقاومة الجهادية، وإعادة عملية تغذية تلك الحركات بالمزيد من المقاتلين والقيادة.
إن قوات الاحتلال الأمريكية في العراق لن تحقق أهدافها ولن تفلح يوماً في السيطرة على العراق، وما زال أمامها أيام صعبة تنتظرها قبل هروبها النهائي من المنطقة.

الأربعاء، 20 مايو 2009

قضية فلسطين لا حل لها إلا بالإسلام

قضية فلسطين لا حل لها إلا بالإسلام

إن النظرة الغربية إلى الوجود اليهودي في فلسطين هي امتداد تاريخي للنظرة الصليبية إلى سواحل بلاد الشام، حيث يريد الغربيون إعادة التموضع في فلسطين لتكون رأس جسر لهم فيها يستخدمونها للدفاع عن أوروبا وللهجوم على المسلمين وتفريق جموعهم والحيلولة دون توحدهم والإبقاء عليهم في حالة من الضعف والتبعية للغرب من خلال إشغالهم الدائم بالكيان اليهودي الذي زرعوه في فلسطين.
فالدولة اليهودية في فلسطين هي مشروع غربي خالص، واليهود هم أداة لتنفيذه ليس إلا، وباستعراض بعض المحطات التاريخية المهمة يتبين للمتابع بشكل قطعي أن فكرة إنشاء الدولة اليهودية هي فكرة أوروبية أمريكية منذ قرون، فما بين العامين 1798م وَ 1800م دعا نابليون بونابرت يهود أوروبا إلى مناصرته في إقامة دولة لهم في فلسطين ولكن هزيمته في عكا حالت دون تحقيق مشروعه.
ولكن نابليون وإن فشل في تحقيق هدفه لكنه نجح في إرساء فكرة الدولة اليهودية على المستوى الأوروبي والأمريكي. ففي العام 1818م نادى جون آدمز الرئيس الثاني لأمريكا بإقامة الدولة اليهودية في فلسطين، واختمرت الفكرة لدى البريطانيين الذين حاولوا تنفيذ الفكرة عملياً على أرض الواقع عندما اتصلوا في العام 1827م من خلال وسطاء بمحمد علي والي مصر العثماني الذي اختلف مع الدولة العثمانية وحاربها، فاستغل البريطانيون ذلك النزاع وعرضوا عليه إقامة مستوطنات يهودية في فلسطين لإقامة دولة يهودية فيها.
وفي العام 1840م تبلورت الفكرة بشكل أوضح فقامت بريطانيا بعرضها على مؤتمر الدول الأوروبية الذي انعقد للنظر في النزاع الدائر آنذاك بين محمد علي والدولة العثمانية.
وفي العام 1897م عقد المؤتمر الصهيوني الأول في بازل بسويسرا برعاية أوروبية ودعا بوضوح إلى إقامة الدولة اليهودية، ثم عرض اليهود والإنجليز الفكرة على الخليفة العثماني عبد الحميد الثاني الذي رفضها بشدة، ولكن ومع بدء ترنح الدولة العثمانية عرضت بريطانيا على الدول الأوروبية الفكرة مجدداً في العام 1907م لتتحول إلى إستراتيجية ثابتة لجميع الدول الأوروبية.
وفي العام 1917م ومع هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى وخسارتها لفلسطين التي سقطت بأيدي الإنجليز صدر وعد بلفور الداعي إلى إيجاد وطن قومي لليهود في فلسطين.
وبذلك يتبين أن مشروع الدولة اليهودية وإقامتها في فلسطين هو مشروع أوروبي أمريكي صليبي أصيل يهدف إلى تقطيع أوصال العالم الإسلامي بزرع ذلك الجسم الغريب في أحشائه. ومن هنا كان الأصل في المسلمين أن تكون المواجهة بالنسبة إليهم مع أوروبا وأمريكا قبل أن تكون مع دولة يهود لأن المشروع هو أمريكي أوروبي قبل أن يكون مشروع يهودي.
ولما كان الهدف من المشروع هو إيجاد الدولة اليهودية في فلسطين فإن الحل يجب أن يتعلق بإزالة هذه الدولة وليس بتقاسم فلسطين معها، لذلك كان البحث في المسألة الفلسطينية في الأساس يتعلق بوجود دولة يهود أم بعدم وجودها ولا يتعلق بترسيم الحدود معها.
والقضية الفلسطينية من منظور إسلامي هي قضية عقائدية حضارية وليست مسألة قضية تقرير حق المصير للفلسطينيين وإقامة دولة فلسطينية في أي جزء من أجزاء فلسطين، فالناحية الشرعية تجعل من فلسطين بالنسبة لكل المسلمين بمثابة الوديعة التي أودعها الله سبحانه أمانة بأيدي الأمة الإسلامية لأنها مربوطة بالعقيدة من جهة كون بيت المقدس مسرى الرسول r وقبلة المسلمين الأولى ووديعة الصحابة بعد فتح عمر t لها فهي بذلك الاعتبار ليست ملكاً خاصاً لأحد، ولا يملك أي إنسان مهما علا شأنه التنازل عن أي جزء منها أو التصرف بها إلا وفق الحكم الشرعي.
لكن نظرة الزعماء العرب والفلسطينيين لفلسطين لم تكن يوماً نظرة شرعية لأنهم نظروا إليها باعتبار أن (إسرائيل) التي زرعت فيها قد وجدت لتبقى وزعموا أنه لا يمكن القضاء عليها، فلم يكونوا جادين يوماً في أية محاولة للقضاء عليها بل كان الاعتراف بوجودها مسألة حتمية ومسألة وقت لا مناص من القيام به.
وخوَّفوا شعوبهم بالقول بأنها قوة نووية ولا توجد إمكانية لتدميرها، فكانت نظرتهم منذ البداية نظرة اعتراف بها وتثبيت لوجودها بهضمها والتعايش معها بوصفها حقيقة أبدية.
وأما منظمة التحرير الفلسطينية فلم تؤسس في الأصل على أيدي الزعماء العرب إلا من أجل الاعتراف (بإسرائيل) بوصفها الممثلة الشرعية لأهل فلسطين الذين يحق لهم التنازل عن فلسطين لليهود من خلال ممثليهم.
هذه النظرة الاستسلامية التآمرية لمنظمة التحرير هي التي أوصلت القضية إلى ما وصلت إليه من تثبيت للكيان اليهودي في فلسطين والمناداة بالصلح مع الدولة اليهودية وبالتفاوض معها.
ولكن الصلح الذي جرَّبوه لعقود لم يحل المشكلة ولم يعيد حقاً لأهله وبقي خطر دولة يهود يتفاقم وتحول إلى سرطان فتّاك يتمدد ويهيمن على المنطقة بأسرها.
لو أن هؤلاء قد نظروا إلى حل القضية من منظور إسلامي لاستطاعوا التخلص من دولة يهود قبل استفحال أمرها، فالناظر إلى النصوص الشرعية القطعية يتوصل إلى الحقائق بدون عناء وبدون تجارب مريرة كما حصل مع اللاهثين وراء سراب السلام مع دولة يهود.
لقد نهانا الإسلام بشكل قاطع عن المسالمة والتنازل للأعداء بسبب الضعف كما هو حاصل الآن، قال تعالى: )فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ( وهذا الصلح الدائم الذي يروجون له مع كيان يهود يتصادم مع النصوص القطعية التي تدعو إلى الجهاد ذروة سنام الإسلام، قال تعالى: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ(، وقال تعالى: )وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ{190} وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ(. فهذه الآيات توضح بطريقة مبسطة وواضحة وحاسمة كيفية التعامل مع أي عدو حاله كحال الدولة اليهودية المعتدية على المسلمين وذلك من خلال رد العدوان بالقتال والإخراج والاستئصال.
على أن واجب الإعداد لمواجهة العدوان اليهودي والأمريكي والأوروبي أمر من بديهيات الإسلام قال تعالى: )وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ(
فالإعداد والرباط والجهاد مسائل بديهية في حياة المسلمين الذين يخوضون حالة صراع دائم مع الأعداء وهي الحالة الأصلية بين المسلمين وأعدائهم، فالأصل في العلاقة مع الكفار هو الصراع وليس المسالمة.
ومن أساسيات العلاقة بين المسلمين والكفار عدم الموالاة وعدم الركون قال تعالى: )لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ(، وقال: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ(، وقال: )وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ(.
فهذه الآيات القطعية الدلالة القطعية الثبوت تؤكد على حرمة اتخاذ الكفار أولياء وأوصياء على المسلمين وتحرم التحاكم إليهم والاعتماد عليهم وتلقي المشاريع والقرارات منهم كما يحصل في هذه الأيام، حيث كل المشاريع المشبوهة يصيغها الكفار ويفرضونها على المسلمين كخطة خارطة الطريق التي تشرف عليها الرباعية الدولية وما شاكلها.
ومن هنا كانت النظرة الشرعية للصلح مع كيان يهود تؤكد على أنه حرام شرعاً وأن إثم الصلح كبير وخطره فظيع والسكوت عنه أمر لا يجوز، ويجب إنقاذ الأمة من هذا البلاء وتحريرها من السقوط في حمأته والتبرؤ من فعلته.
إن اليهود كما وصفهم القرآن قوم جبناء وأنذال وليسوا بأهل حرب، والآيات الكريمة بينت لنا واقعهم. قال تعالى: )وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ(، وقال: )ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ(.
فالله سبحانه قد حكم على اليهود بالذلة أينما وجدوا أبد الدهر إلا بحبل من الله وحبل من الناس كما هو حالهم اليوم مع أمريكا ودول الغرب الكافرة العدوة للمسلمين.
لكن حماية أمريكا لهم مؤقتة لأن الله قد تأذن وحكم بأن يسلط عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب لبغيهم وإفسادهم في الأرض وعصيانهم وكفرهم بآيات الله.
فدولة يهود من ناحية شرعية ستُزال حتماً وسيقضى عليها لا محالة لأن سوم العذاب الدائم باليهود إلى يوم القيامة تقتضي أن لا يكون لهم كيان يرفع عنهم العذاب والذلة.
فلا يهولنكم –أيها المسلمون- أمر (إسرائيل)، ولا يخيفنكم ما أعدوه من عدة وسلاح فذلك لن يحميهم ولن ينفعهم ولن يحول دون استئصالهم من شأفتهم والقضاء عليهم، وسيحل بهم ما حل بمن سبقهم من يهود بني قريظة إذ ظنوا أن حصونهم مانعتهم من الله ولكنها لن تغني عنهم شيئاً قال تعالى: )مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ(.
هذا هو المصير الطبيعي المؤكد والحتمي لهذه الدولة الجرثومية القذرة الفتاكة المسماة (إسرائيل)، فثقوا بأن مصيرها إلى زوال قطعاً، أما الرضوخ لدولة يهود ولأمريكا وأوروبا والسير في مسلسل التصفية الذي ينقل المسلمين من حالة اعتراف إلى حالة تفاوض وإلى حالة صلح في دوامة مفرغة ومتاهة لا مخرج منها، فإن هذا الرضوخ سيفضي فقط إلى تقديم التنازلات المهينة التي لا تنتهي، ومن يسير في مثل هذا الدرب فلن يحصل على شيء. فقد جرَّب دعاة السلام الزائف كل الحلول فانظروا إلى ماذا أوصلتنا حلولهم!!!.
لقد أضاعوا فلسطين وأضاعوا معها ما تبقى لنا من عزة وكرامة أمام الأعداء، وتعقدت الأمور والنتائج دائماً كانت كارثية، فمن احتلال إلى مصادرة للأراضي وهدم للبيوت وتقطيع أوصال البلاد والعباد من خلال الجدار والتهويد والحواجز والاعتقالات وما شاكل ذلك من إجراءات مذلة لأجل ذلك كله يجب أن لا ننظر إلى حل قضية فلسطين إلا من خلال الجهاد الذي أوجبه علينا الله سبحانه وتعالى.
أخرج البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن النبي r قال: "لتقاتلن اليهود فلتقتلنهم حتى يقول الحجر يا مسلم هذا يهودي تعال فاقتله".
وقد وعدنا الله سبحانه –ووعده حق- بقتال اليهود تحديداً وبالانتصار عليهم. قال تعالى: )َقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً{4} فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً{5} ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً{6} إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً{7} عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً(. ولقد حصل العلو والإفساد من قبل اليهود مرتين قبل البعثة ووقع الإهلاك والتدمير حسب وعد الله الذي كان مفعولاً.
وها هم اليهود اليوم يعودون إلى العلو والإفساد بشراسة وفظاعة لم يسبق لهما مثيلاً، وبسبب ذلك فإن الله سبحانه سيعود عليهم بالقتل والتدمير والإهلاك حسب وعده القطعي الثبوت والقطعي في دلالته التي أفادها قوله سبحانه: )وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا( فها هم عادوا بالعلو والإفساد ويجب أن يعود الله عليهم بالإهلاك والدمار جزاءاً وفاقاً.
لذلك كان أمر القضاء على (إسرائيل) قطعياً، وكان حقاً أن يكون هذا القضاء باسم الإسلام وعلى أيدي المسلمين وليس باسم العروبة أو الفلسطينية لقول الرسول r في الحديث الصحيح: "يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي تعال فاقتله".
وأما اللاهثون السائرون وراء الحلول الاستسلامية والذين يلتحقون بركب الزعماء الخونة فإن ذلك اللهاث واللحاق لن ينفعهم لا في الدنيا ولا في الآخرة، بل إن زعماء الخيانة والعمالة سيتبرؤون من تابعيهم يوم القيامة كما قال تعالى: )إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ{166} وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ(.
وختاماً أقول: إن فلسطين أرض خراجية إسلامية رقبتها موقوفة على جميع المسلمين في الدنيا ولا يجوز التصرف بها بيعاً أو شراءً أو صلحاً ومن يفرط بذرة تراب منها فهو خائن لله ولرسوله وللمؤمنين وينطبق عليه قوله تعالى: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ(.
هذا هو حكم الشرع في القضية الفلسطينية أيها المسلمون فالتزموه قال تعالى: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ(. فباستجابتكم لله وللرسول ستعيدون عزكم ومجدكم قال تعالى: )مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً(.
فالمطلوب هو الالتزام بالحكم الشرعي في هذه القضية وفي غيرها فإن فعلنا فزنا بالدارين وإن لم نفعل خسرنا كل شيء وكانت العاقبة وخيمة، واعلموا أن الله سبحانه ليس بحاجة لمن ينصره بل نحن بحاجة إلى نصر من عنده فلنتوكل عليه، ولنعمل وفقاً لما يرضى، ولنكن من الذين يوصفون بأنهم عباداً لله إذا أرادوا أراد، ولا نكون عاصين لله عاقين لأمتنا.

عناوين وأخبار

عناوين وأخبار


1- مصرع جنود وحراس أمن أمريكيين وبريطانيين في العراق.

2- تواصل سيناريو قتل الجنود البريطانيين في أفغانستان.

3- الرئيس التركي يعتبر سوريا المفتاح الرئيسي لمجمل قضايا المنطقة.

4- شيوخ دولة الإمارات يبذرون الأموال الطائلة على فرسان الحرس الملكي البريطانية وعلى النوادي الرياضية الأوروبية.


الأخبار بالتفصيل

1- ارتفعت وتيرة الاشتباكات المسلحة بين قوات الاحتلال الأمريكية وملحقاتها من المرتزقة العراقية والحراس الأجانب من جهة وبين المجاهدين المقاومين من جهة أخرى، فقد قتل جندي أمريكي وجرح أربعة آخرون نهاية الأسبوع الماضي في عملية فدائية في بلدة الضلوعية شمال بغداد خلال ما يسمى بعملية (بشائر الخير) التي تشنها قوات الاحتلال الأمريكية والمرتزقة العراقية ضد المجاهدين في محيط العاصمة العراقية. كما قتل جندي أمريكي آخر في اشتباكات مسلحة يوم السبت الفائت في مناطق جنوبي العاصمة.
وقتل أيضاً حارس أمن بريطاني وحارسان عراقيان في تفجير قنبلة على جانب الطريق خلال مرور دورية أمنية في مدينة الحلة جنوب بغداد. كما قتل عديد من العملاء العراقيين في مناطق مختلفة من العراق على أيدي المجاهدين.
وبهذه الحصيلة الجديدة من القتلى يرتفع عدد الأمريكيين الذين لاقوا مصرعهم منذ بدء العدوان على العراق في العام 2003م إلى قرابة الأربعة آلاف وثلاثمائة قتيل.
إن ازدياد وتيرة الصدامات العسكرية بين قوات الاحتلال وملحقاتها من القوات المرتزقة وبين كتائب المجاهدين يؤكد على خطأ رهان إدارة أوباما في إمكانية القضاء على المقاتلين أو في اعتماد القوات الأمريكية على قوات الحكومة العميلة في إعادة الأمن والاستقرار إلى العراق لتمكين الأمريكيين من التركيز على مناطق أخرى كأفغانستان.

2- قتل ثلاثة جنود غربيين يوم الجمعة الماضي أحدهم بريطاني في أفغانستان وفقاً لمصادر في حلف شمال الأطلسي الناتو ووزارة الحرب البريطانية التي أكدت أيضاً مصرع جندي بريطاني آخر من عناصر مشاة البحرية البريطانية المارينز يوم الخميس في انفجار بجنوبي أفغانستان في إقليم هلمند.
وبمقتلهما تكون بريطانيا قد خسرت ستة جنود في سنة أيام بمعدل جندي واحد يومياً، وتقترب حصيلة القتلى البريطانيين في أفغانستان وفقاً لإحصائيات CNN إلى قرابة المائتين جندي، بينما يصل قتلى الأمريكيين إلى حوالي ستمائة قتيل تليهما كندا في المرتبة الثالثة والتي تجاوز عدد قتلاها عتبة المائة قتيل.

3- تلقى النظام السوري مساندة قوية من النظام التركي الموالي لأمريكا حيث وصف الرئيس التركي عبد الله غول في مقابلة له مع وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) في أنقرة نشرت يوم الخميس الماضي قال فيها: "إن على الولايات المتحدة والدول العربية إدراك أهمية موقف سوريا ودورها في المنطقة والتعامل مع هذه الحقائق"، وأضاف إلى وجود: "اقتناع الكثيرين في الغرب بأن سوريا هي المفتاح الرئيسي لمجمل قضايا المنطقة ولا يمكن لأحد أن يتجاهل دورها المهم فيها" ودعا إلى: "التجاوب مع نهج سوريا تجاه مشكلات المنطقة وتعزيز الحوار معها".
إن هذا الدعم التركي للدور السوري في المنطقة هو تعبير عن دعم أمريكي صريح للنظام السوري وترجيح لزيادة أهمية دوره عن أدوار الأنظمة المحافظة الأخرى الموالية لأمريكا والغرب في المنطقة كمصر والسعودية.

4- ذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية الخميس الفائت أن الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الشؤون الرئاسية في دولة الإمارات سيدفع (250) ألف جنيه استرليني (نحو 380 ألف دولار أمريكي) لنقل 30 عنصراً من فرسان الحرس الملكي الخاص بملكة بريطانيا إليزابيث الثانية عن طريق الجو مع أحصنتهم ولوازمهم إلى أبو ظبي لتقديم عرض خاص للفريق، وستخصص طائرة بوينغ من طراز 747 لنقل فرسان الملكة من وحدة الاستعراضات الموسيقية البريطانية إلى أبو ظبي وسيقوم بتغطية نفقات إقامتهم في واحد من أضخم فنادقها.
ومعلوم أن الشيخ منصور يملك نادي مانشستر سيتي الإنجليزي لكرة القدم والذي دفع العام الماضي مبلغ 210 مليون جنيه استرليني لشرائه.
ومن جهة ثانية ذكرت صحيفة لاغازيتا ديللوسبورت الإيطالية أن سيلفيو برلسكوني رئيس الوزراء الإيطالي مالك نادي ميلان وافق على بيع 35% من أسهم النادي للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي مقابل مبلغ 500 مليون يورو.
وتقول الصحيفة أن الشيخ مكتوم يخطط لبناء ملعب جديد وعدد من المشاريع المشتركة في إيطاليا.
هكذا يبذر شيوخ الإمارات أموال المسلمين على توافه الأمور!!!!!!.

السبت، 16 مايو 2009

المطلوب من الأمة رفع حالة العداء ضد أمريكا

التعليق السياسي


المطلوب من الأمة رفع حالة العداء ضد أمريكا


أمريكا بإدارة أوباما تشن هجوماً كاسحاً ضد الأمة الإسلامية في غالبية أقطارها، فتشعل الحروب الأهلية، وتسخر الحكام العملاء لها لتنفيذ سياساتها العدوانية، وتعبث في الشؤون الداخلية والخارجية لسائر البلدان الإسلامية.
ففي الباكستان نجحت أمريكا في إقحام الجيش الباكستاني في حروب شاملة ضد حركة طالبان، وساعدها في تحقيق هدفها قائد الجيش والرئيس الباكستاني اللذان أعلنا عن حرب طويلة الأمد ضد الحركة.
وبإشعال هذه الحرب الأهلية في باكستان وقعت نكبة أخرى للشعب الباكستاني وشرد وهجر ملايين الباكستانيين من وادي سوات لدرجة أن مخيمات اللاجئين لم تعد تحتمل استيعابهم، وأعلنت المنظمات الأممية عن وقوع أزمة إنسانية تنذر بتحولها إلى كارثة إنسانية شاملة.
وبدلاً من أن يعود حكام باكستان العملاء عن غيهم ويوقفوا الحرب ويرفضوا الإملاءات الأمريكية لمصلحة شعبهم تمادوا في غيهم وطالبوا بالمزيد من الدعم العسكري الأمريكي والبريطاني للاستمرار في الحرب، فوقع زراداري اتفاقية دفاع استراتيجية في لندن مع رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون وطالب أمريكا بتزويده بطائرات تجسس من دون طيار لقصف معاقل حركة طالبان.
وفي الصومال دعمت أمريكا والدول الأفريقية والعربية موقف الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد في إعلان الحرب ضد حركة الشباب المجاهدين والحزب الإسلامي فقتل العشرات في غضون عشرة أيام وما زالت الحرب الأهلية الصومالية المدعومة أمريكياً تحصد أرواح المزيد في الصومال، وما زالت المعاناة تلحق بالصوماليين الذين هاموا على وجوههم بسبب الحرب وبسبب الفقر وبسبب القحط.
وفي فلسطين والدول العربية المجاورة يتجول رئيس وزراء دولة يهود في شرم الشيخ وعمان ويستقبل بحفاوة مع أنه يرفض أي حل سلمي مع هؤلاء الحكام وما كان يحدث ذلك لولا الضغط الأمريكي على هؤلاء الحكام الخونة لاستقباله، بل إن أمريكا أوباما شرعت في مطالبة جميع الدول العربية والقائمة في العالم الإسلامي بتطبيع علاقاتها مع كيان يهود كشرط مسبق لتحقيق ما يسمى بعملية السلام.
إن هذا العداء الأمريكي السافر للمسلمين يجب أن يقابل بعداء مثله، فلا يجوز أن ينصاعوا للإملاءات الأمريكية، ولا يسمح بتقديم أي تنازل لأمريكا وحلفائها على حساب قضايا الأمة المصيرية.
وإبراز العداء وتأجيجه وتنميته أمر ممكن وميسور، ونحن نرى كيف أن دول أمريكا اللاتينية ناصبت الولايات المتحدة العداء ونجحت إلى حد ما في وقف العدوان الأمريكي عليها.
ومن المفارقات السياسية المثيرة للدهشة أن دولاً لا تعرف الإسلام ولا تعرف المبادئ الكبرى قد نجحت في تثوير شعوبها ضد أمريكا، بينما الدول القائمة في العالم الإسلامي يلفها العجز المزمن فلا تملك أن تأخذ بزمام المبادرة لتواجه تلك الغطرسة الأمريكية، فها هي بورما –ميانمار-تحاكم زعيمة المعارضة أونغ سان سوتشي والمتواطئة مع الأمريكيين لمجرد أنها اجتمعت مع موفدٍ أمريكي في بيتها المفروض عليها فيه الإقامة الجبرية.
إن على شعوب الأمة الإسلامية أن تعيد تجديد حالة العداء مع أمريكا وأن ترفع وتيرته لتكون أمريكا في الرأي العام الإسلامي العدو الأول بلا منازع.

الأربعاء، 13 مايو 2009

عناوين وأخبار

عناوين وأخبار


1- إدارة أوباما تشعل أول حرب أهلية شاملة في باكستان.

2- مصرع أربعة جنود بريطانيين في إقليم هلمند بأفغانستان يوم الخميس الفائت.

3- بابا الفاتيكيان في زيارته للأردن وفلسطين يرفض الاعتذار للمسلمين عن تصريحاته الحاقدة ضد
الإسلام ورسول الإسلام.

4- الاقتصاد الأمريكي يزداد تدهوراً.




الأخبار بالتفصيل

1- نجحت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في إشعال فتيل أول حرب أهلية شاملة في باكستان منذ توليها الحكم مع بدايات العام الجاري. فقد ألَّبت الإدارة الأمريكية حكام باكستان بشكل سافر ضد حركة طالبان، وأمرتهم بإلغاء الاتفاقيات معها في وادي سوات وطالبتهم بإلحاح بإقحام الجيش الباكستاني في حرب ضروس ضد الحركة تأكل الأخضر واليابس في المناطق الشمالية الغربية من الباكستان.
وبعد اندلاع القتال لم تخفِ الإدارة الأمريكية مشاعر الارتياح والفرح حيث عبَّر وزير الحرب الأمريكي روبرت غيتس مساء الخميس الماضي عن "ارتياحه الشديد للرد العسكري الباكستاني على حركة طالبان"، وأما المسؤولون الباكستانيون العملاء لأمريكا فأكدوا على استمرارهم في خوض الحرب نزولاً عند رغبة الأمريكيين، حيث تعهد قائد الجيش الباكستاني أشفق كياني بالانتصار على شعبه فقال: "إن الجيش سيستخدم الإمكانات اللازمة لضمان انتصار حاسم على المتمردين"، بينما قال رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني: "إن الحكومة أمرت الجيش بالقضاء على الإرهابيين الإسلاميين" على حد تعبيره.
وفي واشنطن خرج الاجتماع بين الرئيس الأمريكي أوباما وعميلا أمريكا في المنطقة رئيسي باكستان وأفغانستان زرداري وقراضاي خرج الاجتماع مؤكداً على: "عزمهم على تعزيز التعاون لمواجهة خطر طالبان والجماعات المسلحة في باكستان وأفغانستان".
وتعهد زرداري شخصياً للرئيس أوباما فقال بأن: "العمليات العسكرية ضد طالبان ستستمر إلى حين عودة الوضع إلى طبيعته في وادي سوات".
وعلى ضوء انخراط الجيش الباكستاني في أتون الحرب ضد طالبان تزايدت الدعوات والوعود الأمريكية بتقديم المساعدات العسكرية والاقتصادية للحكومة والجيش الباكستانيين، ففي واشنطن عرض السناتور الديمقراطي جون كيري وزميله الجمهوري ريتشارد لوغار خطة مساعدة غير عسكرية لباكستان بقيمة 5.7مليار دولار على مدى خمس سنوات.
وتتضمن مشروع مشروع ميزانية أمريكية إضافية للسنة المالية 2009 مبلغ 400 مليون دولار لتمويل عمليات الجيش الباكستاني ضد حركة طالبان ومبلغ 600 مليون دولار أخرى كمساعدات مدنية.
وجاءت هذه المبالغ الإضافية ضمن مبلغ إجمالي مقداره 7.96 مليار دولار أقرتها لجنة المصاريف العامة في مجلس النواب الأمريكي لتمويل حروب أمريكا في أفغانستان والعراق.
وأما بالنسبة لميزانية العام 2010 فطالب البيت الأبيض بميزانية تبلغ 130 مليار دولار لتمويل حربي العراق وأفغانستان.
إن هذه الأموال التي تضخها أمريكا لإشعال الحروب في بلدان العالم الإسلامي وبالذات في باكستان وأفغانستان لن تساعد أمريكا في تحقيق أهدافها الاستعمارية ولن تساعد عملاءها في الفوز على الإسلاميين، فالأمور هناك معقدة وحساسة في باكستان، ومرشحة لأن تنقلب على أمريكا وعملائها رأساً على عقب. ويبدو أنه بدلاً من القضاء على حركة طالبان فإن هذا الدعم الأمريكي للحكام العملاء سيساهم في زيادة قوة الإسلاميين بشكل تدريجي في باكستان، وربما سيصل بهم الأمر في نهاية المطاف إلى زيادة فرصهم في إقامة أول دولة إسلامية حقيقية في باكستان تُغيظ أمريكا والغرب، وتقضي على النفوذ الأمريكي في المنطقة قضاء مبرماً.

2- لقي أربعة جنود بريطانيين مصرعهم في إقليم هلمند جنوب أفغانستان يوم الخميس الفائت في هجمات متفرقة شنَّتها قوات حركة طالبان في أفغانستان. فقد اعترفت وزارة الحرب البريطانية أن جنديين بريطانيين لقيا مصرعهما في هجوم (انتحاري)، بينما لقي الثالث حتفه في انفجار قنبلة زرعت على جانب الطريق، فيما قتل الرابع بإطلاق النار عليه قرب مدينة موسى قلعة في نفس ولاية هلمند.
وبهؤلاء القتلى الأربعة يرتفع عدد الجنود البريطانيين الذين صرعوا منذ الغزو الأمريكي البريطاني لأفغانستان في العام 2001 إلى 157 جندياً. وقد قتل منذ بداية العام الجاري مائة جندي أمريكي وبريطاني وغربي في أفغانستان.
وتشير الأرقام الرسمية الصادرة عن قوات الاحتلال الأطلسية إلى تصاعد ملحوظ في عدد القتلى الغربيين في أفغانستان يوماً بعد يوم، وهو ما يؤكد فشل الخطط الأمريكية والبريطانية الأخيرة في حشد المزيد من القوات الأطلسية في أفغانستان في تحقيق أهدافها.

3- رفض البابا تقديم أي اعتذار للمسلمين في زيارته الحالية للأردن وفلسطين عن تصريحاته المسيئة للإسلام التي أدلى بها في العام 2006 والتي وصف فيها الإسلام بأنه لم يأت بشيء جيد للبشرية، وبأنه دين عنف، وبأنه دين يناقض العقل، واكتفى البابا بكلام عام تحدث فيه عن احترامه للمسلمين من ناحية شكلية.
وكانت بعض الحركات الإسلامية في الأردن وفلسطين طالبت البابا رسمياً بالاعتذار، إلا أنه لم يفعل، وأصر على عدم الاعتذار، ومع ذلك لقي ترحاباً حاراً من السلطات الأردنية والفلسطينية، واستقبل استقبال الأبطال الفاتحين في الأردن وفي مناطق السلطة الفلسطينية.
وتحدث المسؤولون وشيوخ السلاطين في الأردن وفلسطين عما وصفوه بالقيم المشتركة بين الأديان، وعن خوض حوارات جديدة لا تغني ولا تسمن من جوع.
أما السواد الأعظم من المسلمين فلسان حالهم يقول للبابا: يا أيها الصليبي الحاقد لا أهلاً ولا مرحباً بك في ديار الإسلام، وأن روما والفاتيكيان ستفتحان على أيدي المسلمين كما فتحت من قبل مدينة هرقل وذلك تصديقاً لحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم بفتحها.

4- أجمل الرئيس الأمريكي باراك أوباما الوضع الاقتصادي لأمريكا في شهر نيسان (إبريل) الماضي في تصريحات جديدة جاء فيها: "علمنا هذا الصباح أن اقتصادنا خسر 539 ألف وظيفة في نيسان (إبريل)" وعزَّى نفسه والأمريكيين بقوله: "إذا كان هذا الرقم مشجعاً لناحية أنه أدنى من الأرقام في كل من الأشهر الستة الأخيرة، فإنها حصيلة تدعو إلى التفكير". ولفت أوباما النظر إلى أن نسبة البطالة بلغت أعلى مستوياتها منذ 25 عاماً، وأشار إلى أن الولايات المتحدة سوف تستمر في حالة الانكماش الكبير أعواماً وأعواماً. وقد بلغت الوظائف التي خسرتها أمريكا منذ بداية اندلاع الأزمة المالية في نهاية العام 2007م ما يقارب الست ملايين وظيفة.
وما يؤكد استمرار حالة التدهور في الاقتصاد الأمريكي ما أصدرته الصحف الأمريكية عن سقوط أكبر المصارف الأمريكية في الامتحان الخاص بالمصارف والتي أجرته الحكومة الأمريكية لها، فقد أصدرت أجهزة الرقابة المالية الفيدرالية توجيهات إلى عشرة مصارف من أصل تسعة عشر مصرفاً أُخضعت للامتحان وفي مقدمتها بنك (أوف أمريكا) بأن تجمع فيما بينها مبلغ 75 مليار دولار لتحسين أوضاعها.
ويأتي سقوط هذه المصارف في الامتحان بالرغم من ضخ مئات المليارات من الدولارات في أرصدتها من قبل دافعي الضرائب. والتي لولا هذه الأموال التي تم ضخها لانهارت تلك المصارف منذ بداية الأزمة.

الخميس، 7 مايو 2009

التعليق السياسي

التعليق السياسي


القتل الجماعي للمدنيين بدم بارد هو جزء من الثقافة الأمريكية


بكل حقد وهمجية وإجرام أغارت المقاتلات الأمريكية على بلدة فرح الأفغانية على مدى يومين متتاليين فقتلت مائة من أهل البلدة غالبيتهم من الشيوخ والنساء والأطفال، وكان مبرر هذه العملية الوحشية دعم القوات الحكومية المرتزقة في صد هجمات مقاتلين من حركة طالبان حاولوا عبور المنطقة، ثم غادروها إلى منطقة أخرى.
إن كثافة الغارات الأمريكية واستمرارها بشكل متواصل ولمدة يومين متتاليين على القرية توحي بأن المكان المستهدف يبدو وكأنه مراكز عسكرية حصينة فيها قوات مدججة بالأسلحة، لكن الناظر إلى الموقع الذي تم قصفه وتدميره لا يجده أكثر من بضعة بيوت طينية بسيطة تأوي مجموعة من السكان البسطاء الضعفاء.
هذه هي التكنولوجيا الأمريكية المتطورة لا تميز بين المواقع العسكرية والمنازل الطينية، ولا بين المسلحين والمدنيين!!
لقد مرت هذه الجريمة كما مر من قبلها عشرات الجرائم المشابهة بمجرد إصدار كلمات عن الأسف على وقوع الضحايا من قبل بعض المسؤولين!!
هكذا وبكل بساطة، تُزهق أرواح العشرات من الأبرياء بحرقهم بمقذوفات الطائرات الفتاكة وبدفنهم تحت الأنقاض ثم يُقال بعد ذلك نأسف لهذا الخطأ!! إنها مأساة ومهزلة أن يُستخف بأرواح البشر إلى هذا الحد!!
ثم إن تكرر وقوع مثل هذه الحوادث، وتكرر سقوط ضحايا من المدنيين في العراق وأفغانستان يؤكد على حقيقة أن القتل الجماعي للمسلمين بدم بارد هو في الحقيقة جزء من الثقافة الأمريكية المكتسبة من موروثات حضارية استعمارية عريقة لدى الأمريكيين، ابتداء من إعدام قبائل الهنود الحمر، ومروراً بإلقاء القنابل الذرية على هيروشيما وناجازاكي، وانتهاء بذبح المدنيين في الأعراس والمناسبات الاجتماعية في العراق وأفغانستان بحجج وذرائع واهية.
فهذه هي الثقافة الأمريكية، وهذه هي الأخلاق الأمريكية، إنها جزء من شخصية الغرب الأمريكي المتوحش التي تطورت وترسخت لتصبح عدواناً وقتلاً وإرهاباً ضد الشعوب المستضعفة.
إن الرد على هذه الهجمة الأمريكية يجب أن يكون مكافئاً ومساوياً في العدوان لقوله تعالى: )َمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ(. فلا يمكن مواجهة هذه العقلية الأمريكية المتغطرسة إلا بقهرها وإذلالها وكسر بيضتها والنيل من عزيزها.
أما التفكير بإرضاء الأمريكان والسير معهم في الحلول والمشاريع التي يريدونها فإن ذلك لن يؤدي إلا إلى المزيد من الانبطاح والخنوع لهم، ولن يساعد في إعادة الحقوق إلى أهلها ولا في الخلاص من هيمنة الدول الاستعمارية ودولة يهود على مقدرات المسلمين.
والبداية يجب أن تتمثل في قطع جميع الصلات مع الأمريكان عسكرية أم سياسية كانت أو غير ذلك، فإذا قطعنا تلك الصلات فإننا نكون قد اتخذنا من أمريكا عدواً رئيسياً لنا ونكون بذلك قد وضعنا أقدامنا على أول الطريق الموصل إلى التحرر الحقيقي من الهيمنة والبلطجة الأمريكية.

الأربعاء، 6 مايو 2009

عناوين وأخبار

عناوين وأخبار


1- مصرع خمسة جنود أمريكيين وأطلسيين في أفغانستان في يوم واحد.

2- مصرع خمسة جنود أمريكيين في العراق في غضون يومين.

3- الرئيس الأمريكي يجدد قلقه من سقوط باكستان بأيدي الإسلاميين.

4- قوات الاحتلال البريطانية تخرج من الأراضي العراقية وشركات النفط البريطانية تدخل إليها.





الأخبار بالتفصيل

1- لقي خمسة جنود أمريكيين وأطلسيين مصرعهم يوم الجمعة الموافق للأول من شهر أيار (مايو) الجاري على إثر هجوم صاعق للمجاهدين الأفغان على أحد المواقع العسكرية المشتركة للقوات الدولية.
وقد صرَّحت المتحدثة باسم الجيش الأمريكي إليزابيث ماثياس لوكالة فرانس برس أن ثلاثة جنود أمريكيين قتلوا في معارك مع مقاتلين أفغان شرقي أفغانستان، كما قُتل جنديان آخران من لاتفيا كانا في مهمة تدريبية لمرتزقة الجيش الأفغاني.
وقالت وكالة CNN نقلاً عن بيان صادر عن القوة الدولية المساعدة إن: "الجنود الخمسة قُتلوا في هجوم استخدمت فيه الأسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية على مجموعة من القوات الدولية".
وتتوعد حركة طالبان قوات الاحتلال الأمريكية والدولية في أفغانستان بمزيد من الضربات القاتلة، وبمضاعفة هجماتها ضد تلك القوات مع حلول فصل الصيف، فيما تسعى قوات الاحتلال إلى تحصين جنودها أمام تلك الهجمات وإلى إرسال المزيد من الجنود الغربيين إلى أفغانستان في محاولة يائسة للتغلب على قوات طالبان التي تزداد قوة يوماً بعد يوم.

2- قُتل خمسة جنود أمريكيين في هجمات متفرقة في العراق يومي الخميس والسبت الفائتين على أيدي المقاتلين الإسلاميين. ففي اليوم الأخير من شهر نيسان (إبريل) الماضي لقي ثلاثة جنود أمريكيين مصرعهم بينهم اثنان من عناصر مشاة البحرية (المارينز)، وفي يوم السبت الماضي قُتل جنديان أمريكيان في مدينة الموصل بإطلاق النار عليهما من أسلحة خفيفة. وبذلك تصل حصيلة القتلى الأمريكيين منذ بدء العدوان الأمريكي الأطلسي على العراق في ربيع العام 2003م إلى 4883 جندياً. وكانت حصيلة قتلى شهر نيسان (إبريل) الأخير 18 عسكرياً أمريكياً لقوا حتفهم في هجمات متفرقة في العراق بزيادة تسعة عسكريين عن شهر آذار (مارس) الذي سبقه.
إن الارتفاع الأخير في أعداد قتلى الجنود الأمريكيين في العراق تُبشر بموجات جديدة ومتلاحقة من الهجمات التي يشنها المجاهدون ضد قوات الاحتلال الأمريكية وذلك بعد أن ظن القادة العسكريون الأمريكيون أن وتيرة القتل ضد جنودهم قد هبطت وأن الأمور قد هدأت، وإذا بها تشتعل من جديد مرة ثانية بزخم جيد وبدموية أعنف.

3- عبَّر الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن قلقه الشديد تجاه باكستان فقال: "إنني قلق جداً للوضع في باكستان ليس لأنني أعتقد أنه سيتم الإطاحة بالسلطة قريباً، وإن طالبان ستستولي على البلاد، بل لأنني قلق من أن الحكومة المدنية الحالية ضعيفة جداً".
ويأتي هذا التصريح المتشائم على إثر فشل الهجوم الذي يشنه الجيش الباكستاني في منطقة القبائل من تحقيق أهدافه، بل إن ما يجري من معارك في إقليم بونر يدل على أن قوات طالبان هي التي تحقق إنجازات هناك، حيث أن التقدم العسكري للجيش الباكستاني على ثلاث جبهات في الإقليم يواجه مقاومة شرسة من قبل قوات طالبان في مدينة بونر التي لا تزال تخضع لسيطرة الحركة حتى الآن.
وقد اعترف المتحدث باسم الجيش الباكستاني الجنرال أثار عباس بأن: "المتمردين سيطروا على مراكز للشرطة في ثلاث بلدات ويحتجزون 52 جندياً وشرطياً رهائن".
ولا تجد إدارة أوباما سبيلاً لإخراج الباكستان وأفغانستان من قبضة الإسلاميين سوى بتنسيق نشاطات القوات الأمريكية مع عملائها في البلدين، فقد أعلن البيت الأبيض أن الرئيس أوباما سيستقبل يوم الأربعاء من بحر هذا الأسبوع الرئيسين الأفغاني حميد كرزاي والباكستاني آصف على زرداري لبحث إمكانية وقف التدهور المستمر في أوضاع البلدين.
لكن مع كل تلك المحاولات التي تُبذل من قبل أمريكا وعملائها للسيطرة على المنطقة إلا أن الأمور ما زالت تزداد تعقيداً وتنذر بفقدان زمام المبادرة كلياً فيها

4- (تخرج بريطانيا من الباب وتعود من الشباك) هذا هو حال الوجود البريطاني الاستعماري في العراق، ففي الوقت الذي أعلن فيه البريغادير توم بيكت قائد الفرقة المدرعة العشرين البريطانية خروج قوات الاحتلال العسكرية من العراق قال: "اليوم يمثل نهاية المهام القتالية للقوات البريطانية في دعم الحكومة العراقية، لكنه ليس نهاية لعلاقة بريطانيا مع العراق"، في هذا الوقت بالذات يلتقي في مؤتمر بلندن ممثلون من نحو 250 شركة ومن أبرزها شركة شل ورولز رويس وباركليز كابيتال بمسؤولين عراقيين من بينهم وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني لتوقيع اتفاقيات نفطية واقتصادية في العراق. كما ويعتزم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الانضمام إلى مسؤولين عراقيين كبار ورجال أعمال أجانب في مؤتمر يعقد في لندن الخميس القادم للبحث في فرص الاستثمار في العراق.
وقال رئيس الوزراء البريطاني في مؤتمر صحفي: "نأمل في توقيع اتفاق مع الحكومة العراقية بشأن الدور المستقبلي الذي يمكن أن نضطلع به في التدريب وفي حماية إمدادات النفط العراقي وهذا سيكون اتفاقاً بين حكومتينا وليس قراراً جديداً من الأمم المتحدة".
فبريطانيا تريد أن تقبض ثمن مشاركتها لأمريكا في غزو العراق وتريد حصة كبيرة من الكعكة العراقية. فالعراق بالنسبة لبريطانيا ما زال مستعمرة لها ولأمريكا حتى يتم استخراج ونهب آخر قطرة نفط من آباره.