الخميس، 30 مارس 2017

التحالف الدولي الصليبي يوسع عدوانه ضد المسلمين


التحالف الدولي الصليبي يوسع عدوانه ضد المسلمين




انعقد في واشنطن يوم الأربعاء الفائت 22/3/2017 أول اجتماع للدول المنضوية ضمن التحالف الدولي الصليبي بقيادة أمريكا منذ فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية، وذلك لمناقشة ما أسموه بخطة مُحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، ومحاربة (الإرهاب). وشارك في الاجتماع وزراء خارجية 68 دولة - منها غالبية دول الخليج ومصر والمغرب والأردن والعراق وتركيا وغيرها من البلاد الإسلامية -، والدول الغربية النصرانية، وترأس الاجتماع وزير الخارجية الأمريكي الجديد ريكس تيلرسون، وتعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمجتمعين بجعل محاربة تنظيم الدولة أولوية للتحالف، وتوعّد بالقضاء على التنظيم وتصفية زعيمه. لكنّ حقيقة هذا التحالف أنّه ما أسّس في الواقع إلا لمحاربة الإسلام والمسلمين، وليس لمحاربة تنظيم الدولة كما يُزعم، فهو حلف صليبي محض، تُشارك فيه حكومات البلاد الإسلامية للتمويه على عدم إظهار الصبغة الصليبية للتحالف، وما تنظيم الدولة الذي يُعلنون الحرب عليه سوى الذريعة التي يستغلّونها لتحقيق هذا الغرض. على أنّ الهدف الحقيقي لهذا التحالف الحاقد اللئيم والذي أنشأته إدارة أوباما رئيس أمريكا السابق هو القضاء على ثورة الشام، ومنع إقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة في سوريا، والحيلولة دون انتقال تأثيراتها وتداعياتها على الدول المجاورة، فالتحالف في واقعه ما هو إلا وسيلة من وسائل الكافر المستعمر لمواجهة التمدد الإسلامي العالمي، والعمل على وقف انتشاره، وما محاربة تنظيم الدولة و(الإرهاب) سوى المشجب الذي يُعلّقون عليه عُدوانهم المُتواصل ضد الأمة الإسلامية. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد زعم أنّ لديه خطة سرية لهزيمة تنظيم الدولة، كما تعهَّد بذلك خلال حملته الانتخابية الرئاسية، بينما جاء شركاؤه وأتباعه الدوليون إلى واشنطن من أجل الاطلاع على هذه الخطة، ومعرفة أدوارهم فيها. ومن جهةٍ أخرى فإنّ هذا الاجتماع يُعتبر الحدث الدبلوماسي الأول الذي يستضيفه وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون، وهو المناسبة السياسية الأولى التي سيُحاول فيها الوزير التدرّب على القيام بالأعمال السياسية، وإظهار قدراته الدبلوماسية أمام الوزراء الوافدين والذين يملك بعضهم خبرات سياسية تفوق قدراته. إلا أنّه لم يظهر على تيلرسون - حتى الآن على الأقل - أنّه يملك مهارات سياسية مُتميزة كسلفه جون كيري، وما زال يبدو لاعباً هامشياً في إدارة ترامب التي يهيمن فيها الرئيس، ويُعاونه فيها مستشارون أكثر أهمية من الوزراء أنفسهم مثل ستيف بانون وجاريد كوشنر، فظهروا إلى جانب ترامب في اجتماعاته مع زعماء أجانب في البيت الأبيض ولم يظهر معهم تيلرسون! أمّا ما هو الجديد في اجتماع واشنطن الذي شارك فيه وزراء خارجية ثمانية وستين بلداً في هذا التحالف الصليبي زيادةً عمّا كان عليه الحال في إدارة الرئيس السابق أوباما فيمكن حصره في فكرة توسيع وتسريع الحملة العسكرية في كلٍ من سوريا والعراق، فقد قال مارك تونر، المتحدث (المخضرم) باسم وزارة الخارجية الأمريكية بأنّه "سيكون هناك بعض الأفكار الجديدة على الطاولة"، وبأنّ هذه الأفكار تهدف إلى "تسريع وزيادة التركيز على كيفية تسريع جهودنا". وظهرت بالفعل آثار هذا التسريع والتوسيع في خطة إدارة ترامب على شكل مذابح جديدة ارتكبها الأمريكان بحق مئات المدنيين الآمنين العزل في المنازل والمساجد والمدارس والمخيمات في كلٍ من الموصل وحلب والرقة وإدلب قامت بها طائرات التحالف وألقت بحممها على رؤوس الناس فوقعت تلك المذابح الشنيعة. كما ظهر هذا التوسيع والتسريع لدور التحالف من خلال نشر المزيد من القوات البرية الأمريكية في الموصل في العراق لسيطرة عملائها على المدينة، وفي الطبقة في سوريا لدعم المليشيات الكردية الانفصالية في المناطق الشمالية، وكذلك ظهر هذا التسريع والتوسيع من خلال منح البنتاغون والقادة الميدانيين صلاحيات إضافية لتسريع عملية اتخاذ القرارات العسكرية القاتلة، والتي تُفضي بالضرورة إلى إهلاك البشر وتدمير البيوت على من بداخلها من غير الرجوع إلى القيادة السياسية، وهذا هو باختصار الجديد في خطط ذلك التحالف الغادر.

الخميس، 16 مارس 2017

الجزائر تُحرّك منصّات صواريخ باليستية مُتطوّرة باتجاه المغرب


الجزائر تُحرّك منصّات صواريخ باليستية مُتطوّرة باتجاه المغرب



الخبر:

ذكرت صحيفة الصباح المغربية بتاريخ 2017/03/12م أنّ الجزائر حرّكت منصات صواريخ باليستية من طراز (إس 300) و(إس 400) باتجاه الحزام الأمني مع الجزائر، وقالت بأنّ هذه الصواريخ المُتطورة تنتمي إلى الجيل الرابع البالغ التطور، وذكرت أنّ المنصات التي تحمل الصواريخ من نوع (تريومف) يمكنها إسقاط جميع الطائرات والمروحيات الموجهة عن بعد، وأنّ سرعة تلك الصواريخ يمكن أنْ تصل إلى 4800 متر في الثانية.


التعليق:


يأتي هذا التحرّك العسكري الجزائري ضدّ المغرب في ظل استقالة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المُتحدة كريستوفر روس للمنطقة الصحراوية المُسمّاة بإقليم بوليساريو بين البلدين، وتعثر المفاوضات المُتعلقة بحل الصراع المستديم فيها، كما يأتي هذا التحرّك في ظل محاولة الجزائر الضغط على الأمين العام لإرسال مبعوث أوروبي جديد للمنطقة بدلاً من المبعوث الأمريكي.
إنّه لمن المؤسف ابتداء أنْ توضع قضايا شعوب الأمّة الإسلامية بأيدي أعدائها، وإنّه لمن المُحزن حقاً أنْ لا تتحرّك مثل تلك الصواريخ المُتطورة التي في حوزة البلدان الإسلامية إلا ضد الشعوب الإسلامية.
كنّا نتمنّى أنْ تكون هذه الحركة العسكرية السريعة للجزائر ضد أعداء الأمّة الحقيقيين، وأنْ تُستخدم هذه الأسلحة المُتطورة للدفاع عن أراضي المسلمين وحُرُماتهم، لا أنْ تستخدم ضدّ بعضهم بعضاً.
أمّا أنْ تنشغل الجزائر بالمغرب وتنشغل المغرب بالجزائر وأن تتخاصم البلدان الإسلامية مع بعضها بعضاً لأتفه الأسباب فهذا ما تُريده الدول الكافرة المُستعمرة، وهذا ما هو حاصل منذ سقوط دولة الخلافة قبل حوالي مائة عام حتى الآن.
إنّ حل هذه الصراعات الدائمة بين البلدان الإسلامية لن يتحقّق إلا في ظل دولة الخلافة الراشدة العتيدة التي ستعمل على توحيد الجزائر مع المغرب ومع كل البلدان الإسلامية في دولة الإسلام الواحدة، وعندها فلا مكان للحديث عن البوليساريو ولا عن حلايب ولا سائر المناطق الحدودية المُختلف عليها والتي زرعها الكافر المُستعمر في ديار المُسلمين لتكون مصدراً دائماً للخلافات بينهم.
فبدولة الخلافة على منهاج النبوة تُوحد البلدان وتتوحد الشعوب وتتجه نحو رفع الهيمنة الاستعمارية الجاثمة على صدور المسلمين بكافة صورها وأشكالها، ولن يتحقّق ذلك إلا بهدم أنظمة العمالة القائمة في بلدان المسلمين.

الخميس، 9 مارس 2017

أوهام (الثوابت القومية العربية) المُتعلّقة بالقضية الفلسطينية في مهب الريح


أوهام (الثوابت القومية العربية) المُتعلّقة بالقضية الفلسطينية في مهب الريح


على إثر تسريب رئيس وزراء كيان يهود بنيامين نتنياهو لخبر اجتماع العقبة التآمري الذي عُقد في 21 شباط/فبراير 2016، والذي جمع الملك الأردني عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع نتنياهو تحت رعاية وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري، والذي تمّ فيه ولأول مرّة قبول زعماء عرب بفكرة (يهودية الدولة)، بعد هذا التسريب هُرع ملك الأردن من فوره - وبعد افتضاح أمره - فحطّ رحاله في القاهرة، واجتمع على عجل بالسيسي، وحاولا معاً رتق خيانتهما التي فاقت كل الحدود، وتمّ إصدار بيان مشترك بُعيد الاجتماع الخاطف ذُكر فيه أنّهما اتفقا على "التعاون الثنائي بينهما للتوصل إلى حل الدولتين، وإنشاء دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967، عاصمتها القدس الشرقية، وأنّ هذا من الثوابت القومية التي لا يمكن التخلي عنها"، وأنّهما "بحثا التحركات في المستقبل لكسر الجمود في عملية السلام في الشرق الأوسط، خاصة مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجديدة".
إنّ حلّ الدولتين كما هو معروف هو حلٌ أمريكي، وهو يعني عملياً التنازل ليهود عن أكثر من 80% من أرض فلسطين، وإنّ القبول به يُعتبر تفريطاً صريحاً بأرض الإسراء، وخيانةً واضحةً لله ولرسوله وللمؤمنين، وإنّ ادّعاء السيسي وعبد الله الثاني وأضرابهما من حكام المسلمين العملاء دعمهم للقضية الفلسطينية، وإطلاقهم شعارات من قبيل أن إقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة يهود هي من الثوابت القومية، إنّ هذه الادّعاءات والشعارات هي لتضليل المسلمين، وهي شكل من أشكال تسويق فكرة كاذبة حول وهْم إقامة الدولة الفلسطينية، فيزعمون بذلك أنّهم يدعمون قضية فلسطين، وذلك لذر الرماد في العيون، ولإخفاء حقيقة أن التزامهم بحل الدولتين هذا إنّما هو خيانة عظمى بحد ذاتها.
ومن الجانب الآخر فإنّ قادة كيانيهود ظنّوا بأنّ قدوم ترامب إلى الحكم في أمريكا - وهو المعروف بتودّده لليهود وكرهه الشديد للمسلمين - سيؤدي إلى إنهاء فكرة الدولة الفلسطينية، حتى ولو كانت منزوعة السلاح، ويعني بالنسبة لهم ضم الضفة الغربية بالكامل لكيان يهود، خاصةً وأنّ المستوطنات التي تمّ زرعها في كل مكان بالضفة، قد قَبِل ترامب بشرعنتها، ففهموا من ذلك أنّ فكرة الدولة الفلسطينة قد انتهت وإلى الأبد، وأنّه لا مكان بين البحر والنهر سوى لدولتهم، وأنّ اقتراح كيري الذي أرّقهم، والذي يقضي بوجود قوات أمريكية أو دولية فاصلة بين كيان يهود والدولة الفلسطينية قد انتهى بذهاب إدارة أوباما، وأنّ الاعتراف (بيهودية دولة إسرائيل) أصبحت حقيقة واقعة لا سيما بعد اعتراف مصر والأردن بها في اجتماع العقبة.
لكنّ ما صدر عن ترامب عند لقائه بنتنياهو يوم الخامس عشر من شباط/فبراير لا يدل على أنّ إدارته قد تخلّت تماماً عن فكرة الدولتين، فقول ترامب: "أنظر إلى حل الدولتين وحل الدولة إذا كانت إسرائيل والفلسطينيون سعداء، فسأكون سعيدا بـالحل الذي يفضلونه، الحلان يناسبانني"، إنّ هذا القول لا يعني إلغاء فكرة الدولتين، وإنّما يعني أنّ على كيان يهود أنْ يختار واحدة من الفكرتين إمّا فكرة الدولتين وإمّا فكرة الدولة الواحدة، وفي كلامه هذا شيء من التهديد المُبطّن بأنّ عليهم الاختيار بين خيارين أحلاهما مرّ.
والدليل على أنّ أمريكا لم تتخلّ عن فكرة حلّ الدولتين موقف السفير الأمريكي الجديد الذي عيّنه ترامب في دولة يهود ديفيد فريدمان، وهو المعروف بانحيازه السافر لليهود وعدائه للمسلمين، فقد اعترف أمام مجلس الشيوخ الأمريكي بأنّه "ليس لديه خيار أفضل من حل الدولتين"، مع أنّه قد أعرب عن تشكيكه بإمكانية حل الصراع بهذه الطريقة.
فلا يبدو والحالة هذه أنّ إدارة الرئيس الأمريكي ترامب تختلف كثيرا في رؤيتها الاستراتيجية عن الإدارات التي سبقتها بالنسبة للمسألة الفلسطينية، والاختلاف بين إدارة ترامب والإدارات التي سبقتها يتعلق بنوعية الخطاب الاستفزازي الذي استخدمه ترامب، بينما يبقى النهج ذاته هو الذي يحكم الجميع.
قد لا يبدو أنّ هناك أي أفق للحل في المرحلة الراهنة على أي أساس، ولكن هذا لا يعني إسقاط فكرة حل الدولتين، وإنّ مجرد وجود الفكرة ولو من دون تطبيق سيبقى يؤرّق يهود، ويجعلهم في حالة من الارتهان شبه الكامل لأمريكا، وسيبقون في حالة عجز تام عن اتخاذ أية قرارات حاسمة في هذا الشأن، لذلك فإنّ ترامب لم يبتّ في الموضوع، وتركه فضفاضاً، وربطه بالتوافق بين الطرفين، ولم يعطِ ليهود تفويضاً بالتصرف في القضية كما يشتهون.
أمّا من جهة الدول العربية فإنّ اعتبارهم لخيار حل الدولتين جزءاً من الثوابت القومية يدل على مدى تردي نظرتهم للثوابت، وعلى مدى تدني أفقهم السياسي، وإنّه لمن السخرية أنْ يصل بهم الانحطاط إلى هذا الحد، فيعتبروا حل الدولتين الذي أصبح في مهب الريح من ثوابتهم القومية.
إنّ شرف تحرير فلسطين لن يحظى به حكام الدول العربية العملاء، ولا خونة منظمة التحرير الفلسطينية وسلطة دايتون التي انبثقت عنها، إنّ هذا الشرف سيحظى به فقط رجال الإسلام وجيش دولة الخلافة، وعندها ستتبدّد أوهام الأقزام، وستتلاشى ثوابتهم القومية المُنكرة، وسيتحوّلون إلى مجرد صحائف سوداء في تاريخ الأمّة الناصع، وسيعود المسلمون خير أمةٍ أخرجت للناس من جديد، وسيقتعدون ذرى المجد، ويتولون قيادة البشرية.