التعليق السياسي
نظام مبارك في مصر يقف على شفير الهاوية
في وقتٍ تزدحم فيه المنطقة بالأحداث الساخنة، وتتداخل فيها المؤامرات الدولية مع التوجسات الإقليمية، ويبلغ التوتر فيها أعلى درجاته، في وقت بالغ الحساسية كهذا يتصرف نظام مبارك السياسي بكل بلاهة وقصر نظر على الصعيدين الداخلي والخارجي، وكأنه نظام قاصر جديد لم يستفد من تجربة سبعةٍ وعشرين عاما قضاها في الحكم، ولم يتعلّم شيئاً من خبرته التي من المفترض أن تكون واسعة في العلاقات الدولية.
صحيحٌ أن هذا النظام مرتبط حتى النخاع في سياسته الخارجية بأسياده الأمريكيين، وصحيح أن رئيسه قد دأب على شد الرحال إلى واشنطن كل عام على مدى ربع القرن الماضي باستثناء الأعوام الأخيرة، إلا أن هذا الارتباط ليس مبرراً على الإطلاق ليكون سلوك هذا النظام البالي بهذا القدر من التبعية المفرطة للأمريكان والانبطاحية المطلقة لليهود.
لقد وجد الكيان اليهودي الذي يشدد الخناق على قطاع غزة والذي يقترف المجازر بحق الغزّييّن صباح مساء، لقد وجد هذا الكيان في نظام حسني مبارك الشريك الوفي والحارس الأمين في إكمال عملية الحصار في المنطقة الحدودية بين سيناء وغزة، وفي إحكام إغلاق الحدود مع القطاع لحملهم على الركوع والاستسلام بعد قتلهم بالتجويع وقطع إمدادات الدواء عنهم.
لقد أصدرت حكومة مبارك أوامرها بإغلاق محطات الوقود في رفح المصرية والشيخ زايد القريبتين من قطاع غزة، كما منعت شاحنات نقل البضائع من الدخول إليهما وذلك لإزالة أية حوافز عند أهل غزة للقيام باقتحام الحدود طلباً للوقود والمواد الغذائية والمعيشية.
وبالغت الحكومة المصرية في تنكيلها حتى بالمصريين داخل سيناء فأغلقت صباح الجمعة الماضي الجسر المسمى جسر السلام المقام فوق قناة السويس لمنع نقل الإمدادات بشكل مطلق إلى سيناء لمنع أية إمكانية لاستفادة سكان القطاع من تلك الإمدادات.
فحكومة لا تبالي بتجويع مواطنيها من أجل إحكام الحصار ضد غزة لا تستحق الوجود... فهذا تصرف زعماء عصابة وليس تصرف مسئولي دولة.
إن اعتقال أساتذة الجامعات المصرية خاصة في الحلة الكبرى لمجرد مساندتهم لعمال مصانع النسيج واحتجازهم لساعاتٍ طويلة في مناطق نائية لا يوجد فيها حتى مرافق لقضاء الحاجة تصرفٌ لا يصدر إلا من قطّاع طرق يقومون بممارساتٍ غير إنسانية تتخذ بحق أكاديميين أرادوا فقط التعبير عن مشاعرهم بأسلوبٍ سلميّ.
إن أيدي النظام المصري الملطخة بدماء المصريين الذين قتلوا في طوابير الخبز وقضوا تحت التعذيب في الزنازين يجب أن تقطع لمنعها من الاستمرار في هذه الجرائم الوحشية.
لقد وصل الإفلاس السياسي لدى هذا النظام في السياسة الخارجية إلى درجة أن يصف رأس النظام قطاع غزة بأنه جزء من النظام الإيراني فيقول إن إيران موجودةٌ على حدود مصر.
إنه الإفلاس السياسي فعلاً الذي يجعل من إيران هي الخطر وهي العدو الذي يهدد مصر بينما كيان العدو اليهودي تحول إلى نظامٍ وديعٍ وصديقٍ ولا يشكل أية أخطارٍ على العالم الإسلامي، ولا يحتل أرض الإسراء والمعراج !!!
عجباً لهذا النظام الذي تجلب حكومته آلاف الجنود المدججين بالأسلحة الثقيلة والحديثة بعد أخذ الإذن من دولة يهود وتنشرهم على الحدود مع قطاع غزة وهم في حالة استنفار أمني غير مسبوق لكي يواجهوا إخوانهم الفلسطينيين المحاصرين المكلومين المضطهدين لمنعهم من الاستغاثة بكل قسوةٍ وشدة بحجة محاولتهم لتخطي تلك الحدود المزيفة التي أصبح النظام في مصر يعتبرها مقدسةً لا يجوز مساسها.
إن مسئولي النظام المصري الخائن لقضايا الأمة قد تفوقوا في إطلاق التهديدات ضد أهل غزة على نظرائهم اليهود المتمرسين في إطلاق التهديدات فتارةً يقولون بأنهم سيكسرون أرجل الفلسطينيين الذين سيجتازون الحدود، وتارة يقولون بأنهم سيستخدمون كل الوسائل المتوفرة في منع الفلسطينيين من الاجتياز، وتارةً أخرى يقولون - كما جاء في بيان وزارة الخارجية المصرية - بأن "أية محاولةٍ لانتهاك حرمة الحدود المصرية أو المسّ بها ستقابل بالجدية وبالحزم المناسبين"، وهذا معناه أنهم سيطلقون النار من أسلحتهم الثقيلة المصرية ضد المدنيين العزّل الذين سيحاولون اجتياز الحدود، وهذا لم يحصل حتى مع النازيين أو الفاشيين من قبل.
ليت حكام مصر قد استخدموا مثل هذه اللغة مع اليهود والأمريكان الذين يذلونهم ليل نهار، فهذه السفن الحربية والنووية تمخر عباب مياه قناة السويس وتطلق النار على الباعة المصريين المساكين وتقتلهم ولا تفعل الحكومة المصرية شيئاً دفاعاً عن حرمة دماء المصريين ومياههم.
وهذه دولة يهود تتحكم في القرار المصري على المعابر والحدود وتسخره لخدمة المصالح اليهودية ومع ذلك فلا يعصي النظام المصري للدولة اليهودية أمراً.
ليت حكام مصر يردون الاعتبار للدولة المصرية وجيشها الذي هزم هزيمةً نكراء على يد اليهود وأضاع سيناء مرتين في عامي 56 وَ 67.
إن كان حكام مصر يمثلون الحزم مع الفلسطينيين الذين يتجاوزون الحدود طلباً للغوث والنجدة... فلنر حزمهم في تحرير قطاع غزة الذي أضاعوه من قبل وعليهم أن يتحملوا مسؤولية إرجاعه وكف يد اليهود عنه.
إن نظام مبارك بمواقفه الذليلة مع الأعداء والمتجبرة مع المسلمين المصريين والفلسطينيين يثبت مرةً تلو المرة أنه غير جديرٍ بثقة مواطنيه، وأن عليه أن يرحل قبل أن يتم ترحيله بالقوة، فلقد وصل هذا النظام بتصرفاته المشينة هذه إلى حافة الهاوية وبلغ السيل الزبى، وظروفه التي يمر بها شبيهةٌ يتلك الظروف التي مرت بنظام سلطة السادات من قبل عشية الإجهاز عليه.
والشعب في مصر في حالة غليان بسبب خيانة نظام مبارك وبسبب سلوكه المنحرف والشائن على جميع الأصعدة وبدا وكأنه بركان يقذف بحممه في كل حدبٍ وصوب.
لقد ملّ المصريون من أكاذيب هذا النظام وسئموا من أوضاعهم المريرة التي فرضها عليهم النظام طوال العقود الثلاثة الماضية التي أحالت حياتهم إلى جحيمٍ لا يطاق.
لقد ضجروا من وجود هذا النظام الفاشل وأدركوا بأن الوقت قد حان بالفعل للتغيير، ولم يتبقّ سوى الحركة الأخيرة من الجماهير لتطيح بالنظام ولتخلص الناس من شروره.
نظام مبارك في مصر يقف على شفير الهاوية
في وقتٍ تزدحم فيه المنطقة بالأحداث الساخنة، وتتداخل فيها المؤامرات الدولية مع التوجسات الإقليمية، ويبلغ التوتر فيها أعلى درجاته، في وقت بالغ الحساسية كهذا يتصرف نظام مبارك السياسي بكل بلاهة وقصر نظر على الصعيدين الداخلي والخارجي، وكأنه نظام قاصر جديد لم يستفد من تجربة سبعةٍ وعشرين عاما قضاها في الحكم، ولم يتعلّم شيئاً من خبرته التي من المفترض أن تكون واسعة في العلاقات الدولية.
صحيحٌ أن هذا النظام مرتبط حتى النخاع في سياسته الخارجية بأسياده الأمريكيين، وصحيح أن رئيسه قد دأب على شد الرحال إلى واشنطن كل عام على مدى ربع القرن الماضي باستثناء الأعوام الأخيرة، إلا أن هذا الارتباط ليس مبرراً على الإطلاق ليكون سلوك هذا النظام البالي بهذا القدر من التبعية المفرطة للأمريكان والانبطاحية المطلقة لليهود.
لقد وجد الكيان اليهودي الذي يشدد الخناق على قطاع غزة والذي يقترف المجازر بحق الغزّييّن صباح مساء، لقد وجد هذا الكيان في نظام حسني مبارك الشريك الوفي والحارس الأمين في إكمال عملية الحصار في المنطقة الحدودية بين سيناء وغزة، وفي إحكام إغلاق الحدود مع القطاع لحملهم على الركوع والاستسلام بعد قتلهم بالتجويع وقطع إمدادات الدواء عنهم.
لقد أصدرت حكومة مبارك أوامرها بإغلاق محطات الوقود في رفح المصرية والشيخ زايد القريبتين من قطاع غزة، كما منعت شاحنات نقل البضائع من الدخول إليهما وذلك لإزالة أية حوافز عند أهل غزة للقيام باقتحام الحدود طلباً للوقود والمواد الغذائية والمعيشية.
وبالغت الحكومة المصرية في تنكيلها حتى بالمصريين داخل سيناء فأغلقت صباح الجمعة الماضي الجسر المسمى جسر السلام المقام فوق قناة السويس لمنع نقل الإمدادات بشكل مطلق إلى سيناء لمنع أية إمكانية لاستفادة سكان القطاع من تلك الإمدادات.
فحكومة لا تبالي بتجويع مواطنيها من أجل إحكام الحصار ضد غزة لا تستحق الوجود... فهذا تصرف زعماء عصابة وليس تصرف مسئولي دولة.
إن اعتقال أساتذة الجامعات المصرية خاصة في الحلة الكبرى لمجرد مساندتهم لعمال مصانع النسيج واحتجازهم لساعاتٍ طويلة في مناطق نائية لا يوجد فيها حتى مرافق لقضاء الحاجة تصرفٌ لا يصدر إلا من قطّاع طرق يقومون بممارساتٍ غير إنسانية تتخذ بحق أكاديميين أرادوا فقط التعبير عن مشاعرهم بأسلوبٍ سلميّ.
إن أيدي النظام المصري الملطخة بدماء المصريين الذين قتلوا في طوابير الخبز وقضوا تحت التعذيب في الزنازين يجب أن تقطع لمنعها من الاستمرار في هذه الجرائم الوحشية.
لقد وصل الإفلاس السياسي لدى هذا النظام في السياسة الخارجية إلى درجة أن يصف رأس النظام قطاع غزة بأنه جزء من النظام الإيراني فيقول إن إيران موجودةٌ على حدود مصر.
إنه الإفلاس السياسي فعلاً الذي يجعل من إيران هي الخطر وهي العدو الذي يهدد مصر بينما كيان العدو اليهودي تحول إلى نظامٍ وديعٍ وصديقٍ ولا يشكل أية أخطارٍ على العالم الإسلامي، ولا يحتل أرض الإسراء والمعراج !!!
عجباً لهذا النظام الذي تجلب حكومته آلاف الجنود المدججين بالأسلحة الثقيلة والحديثة بعد أخذ الإذن من دولة يهود وتنشرهم على الحدود مع قطاع غزة وهم في حالة استنفار أمني غير مسبوق لكي يواجهوا إخوانهم الفلسطينيين المحاصرين المكلومين المضطهدين لمنعهم من الاستغاثة بكل قسوةٍ وشدة بحجة محاولتهم لتخطي تلك الحدود المزيفة التي أصبح النظام في مصر يعتبرها مقدسةً لا يجوز مساسها.
إن مسئولي النظام المصري الخائن لقضايا الأمة قد تفوقوا في إطلاق التهديدات ضد أهل غزة على نظرائهم اليهود المتمرسين في إطلاق التهديدات فتارةً يقولون بأنهم سيكسرون أرجل الفلسطينيين الذين سيجتازون الحدود، وتارة يقولون بأنهم سيستخدمون كل الوسائل المتوفرة في منع الفلسطينيين من الاجتياز، وتارةً أخرى يقولون - كما جاء في بيان وزارة الخارجية المصرية - بأن "أية محاولةٍ لانتهاك حرمة الحدود المصرية أو المسّ بها ستقابل بالجدية وبالحزم المناسبين"، وهذا معناه أنهم سيطلقون النار من أسلحتهم الثقيلة المصرية ضد المدنيين العزّل الذين سيحاولون اجتياز الحدود، وهذا لم يحصل حتى مع النازيين أو الفاشيين من قبل.
ليت حكام مصر قد استخدموا مثل هذه اللغة مع اليهود والأمريكان الذين يذلونهم ليل نهار، فهذه السفن الحربية والنووية تمخر عباب مياه قناة السويس وتطلق النار على الباعة المصريين المساكين وتقتلهم ولا تفعل الحكومة المصرية شيئاً دفاعاً عن حرمة دماء المصريين ومياههم.
وهذه دولة يهود تتحكم في القرار المصري على المعابر والحدود وتسخره لخدمة المصالح اليهودية ومع ذلك فلا يعصي النظام المصري للدولة اليهودية أمراً.
ليت حكام مصر يردون الاعتبار للدولة المصرية وجيشها الذي هزم هزيمةً نكراء على يد اليهود وأضاع سيناء مرتين في عامي 56 وَ 67.
إن كان حكام مصر يمثلون الحزم مع الفلسطينيين الذين يتجاوزون الحدود طلباً للغوث والنجدة... فلنر حزمهم في تحرير قطاع غزة الذي أضاعوه من قبل وعليهم أن يتحملوا مسؤولية إرجاعه وكف يد اليهود عنه.
إن نظام مبارك بمواقفه الذليلة مع الأعداء والمتجبرة مع المسلمين المصريين والفلسطينيين يثبت مرةً تلو المرة أنه غير جديرٍ بثقة مواطنيه، وأن عليه أن يرحل قبل أن يتم ترحيله بالقوة، فلقد وصل هذا النظام بتصرفاته المشينة هذه إلى حافة الهاوية وبلغ السيل الزبى، وظروفه التي يمر بها شبيهةٌ يتلك الظروف التي مرت بنظام سلطة السادات من قبل عشية الإجهاز عليه.
والشعب في مصر في حالة غليان بسبب خيانة نظام مبارك وبسبب سلوكه المنحرف والشائن على جميع الأصعدة وبدا وكأنه بركان يقذف بحممه في كل حدبٍ وصوب.
لقد ملّ المصريون من أكاذيب هذا النظام وسئموا من أوضاعهم المريرة التي فرضها عليهم النظام طوال العقود الثلاثة الماضية التي أحالت حياتهم إلى جحيمٍ لا يطاق.
لقد ضجروا من وجود هذا النظام الفاشل وأدركوا بأن الوقت قد حان بالفعل للتغيير، ولم يتبقّ سوى الحركة الأخيرة من الجماهير لتطيح بالنظام ولتخلص الناس من شروره.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق