الأحد، 15 يوليو 2018

ترامب يبتز الدول الاوروبية باستخدام حلف الناتو


ترامب يبْتز الدول الأوروبية باستخدام حلف الناتو


الخبر:
انتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقب انتهاء قمة دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) الدول الأعضاء في الحلف، وذكّرها بأنّ أمريكا تساهم بمفردها بنحو ثمانين بالمئة من ميزانية الناتو، وقال: "كنت أبلغت الكثير من المشاركين في القمة العام السابق أنّه يجب زيادة ميزانية الإنفاق"، وتابع: "الولايات المتحدة تدفع 90 في المئة من ميزانية الحلف"، معتبراً أنّ: "هذا ليس عادلاً للولايات المتحدة"، ودعا أعضاء الحلف لزيادة النفقات على الدفاع بنسبة تصل إلى 4% من ميزانية بلدانهم، وفي الموضوع التجاري اشتكى ترامب من الدول الأوروبية فقال: "نُعامل معاملة سيئة في المجال التجاري".
وكان ترامب قد شنّ في اليوم الأول من القمّة هجوماً كاسحاً على أعضاء الحلف الذين (لا يدفعون ما عليهم) من النفقات العسكرية للحلف، وخصّ ألمانيا بالقسط الأكبر من هجومه، ووصفها بأنّها تدفع مليارات الدولارات لروسيا لتأمين إمداداتها بالطاقة، في حين إنّ أمريكا تُدافع عنها في مواجهة روسيا، واعتبر ذلك ليس عادلاً، مُتهماً إياها: "بإثراء روسيا، وأنّها رهينة لها"، واتهمها كذلك بعدم الوفاء بالتزاماتها، وردّت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل رداً خجولاً بقولها: "إنّ لألمانيا سياساتها الخاصة" مؤكدة "أن بلادها تتخذ قراراتها بشكل مستقل".
وكان الرئيس الأمريكي قد ندّد عدة مرات بألمانيا بسبب مشروع أنبوب الغاز نورستريم الذي سيربط مباشرة روسيا بألمانيا، وطالبها بالتخلي عنه.
وفي نهاية القمة قال ترامب مُتبجّحاً: "إنّ الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) قد وافقت على زيادة نفقاتها الدفاعية، وأنّها التزمت بإنفاق أكثر من 2 في المئة من إجمالي الناتج القومي سنويا على ميزانية الدفاع"، وعبّر عن سعادته بالتزام دول الحلف بزيادة نفقاتها الدفاعية بما يعادل 33 مليار دولار، وقال: "إنّ الحلف الآن أقوى بكثير مما كان عليه قبل يومين حينما بدأت القمة".

التعليق:
لم تستطع الدول الأوروبية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) مُقاومة ابتزاز ترامب لها بدفع المزيد من الأموال لنفقات الحلف، وفقط في يومين من عمر القمة استطاع ترامب أنْ يُملي إرادته على الأوروبيين، ويُجبرهم على القبول بطلباته، وبالفعل خضعت هذه الدول لمطالب ترامب المُتبجّحة، ووافقت على رفع نسبة مساهمتها في النفقات العسكرية للحلف بما يزيد عن 2% من ميزانياتها وما قد يصل إلى 4% منها.
وكانت أوروبا من قبل ترفض مبدأ زيادة النفقات الدفاعية للحلف، وتعتبر أنّ أمريكا هي التي يجب عليها أنْ تتكفل بمعظم النفقات كما كان عليه الوضع منذ ما يزيد على النصف قرن، لا سيما وأنّ أمريكا هي التي تقود الحلف، وتتحمّل مسؤولياته بدرجةٍ كبيرة، وتسيره كما تشاء، وبما يخدم مصالحها.
إنّ هذا الخضوع الأوروبي الجديد لإملاءات وشروط ترامب لا شك أنّه يزيد الأوروبيين ضعفاً، ويبقيهم تحت المظلة الأمريكية لأمدٍ بعيد، وتحت الحماية الأمريكية المباشرة، وهذا الأمر من شأنه أنْ يسلبهم السيادة المطلقة لدولهم، ويحرمهم من الاستقلال الحقيقي، ويجعلهم خاضعين بشكل دائم للابتزازات الأمريكية، ومرتبطين دوماً بالمصالح الأمريكية العليا، كما ويُفشل مُحاولاتهم المُتكرّرة والطموحة لبناء قوة أوروبية مستقلة وليست تابعة لقوة الحلف تحت القيادة الأمريكية.
فخضوعهم هذا إذاً يجعلهم بعيدين كل البعد عن منافسة أمريكا في الموقف الدولي، ومن باب أولى يجعلهم عاجزين كُلياً عن زحزحتها عن موقعها كدولة أولى ومُهيمنة على العالم.
إنّ هذا الضعف الأوروبي أمام أمريكا سببه المباشر هو ارتباط الدول الأوروبية منذ البداية بأمريكا ارتباطاً رأسمالياً نفعياً مصلحياً، فمنذ أنْ ارتبطت هذه الدول بمشروع مارشال الأمريكي بعد الحرب العالمية الثانية لم تستطع أنْ تتخلص من تبعات هذه الهيمنة الأمريكية المستمرة عليها بعد مرور سبعين عاما.
فإذا كان هذا هو حال الدول الغنية والقوية مع أمريكا فكيف الحال مع الدول الضعيفة والفقيرة؟!
إنّ مفتاح التخلص من الهيمنة الأمريكية يكمن فقط في تبني الدولة التي تريد تحدي أمريكا ومواجهتها لمبدأ الإسلام العظيم الذي لا يهتم بالمصالح المادية، ولا يأبه بالمنافع الجزئية، وإنّما يجعلها تابعةً لمصلحة المبدأ، فالمبدأ عندها هو المحرك الأول لكل أعمالها، والفكرة العقائدية هي الأساس والقاعدة التي تستند إليها الدولة في المُواجهة، وليست المصالح والمنافع المادية كما تفعل الدول الأوروبية، فإذا وجدت دولة بهذه المواصفات فتستطيع أنْ تُطيح بالدولة الأمريكية من عليائها بسهولة ويسر خاصة بعد أن بان ضعفها، وظهر عوارها، وتداعى اقتصادها، ولجأت لترميمه عبر البلطجة والابتزاز.

الخميس، 12 يوليو 2018

انجازات ابن سلمان بعد عام من ولايته



انجازات ابن سلمان بعد عام من ولايته



بالرغم من العلاقة الوثيقة التي تربط محمد بن سلمان بالإدارة الأمريكية بوصفه عميلاً مُخلصاً لها، وبالرغم من مئات المليارات التي دفعتها مملكته لأمريكا كإتاوات لتثبيت حكمه، ولتقوية مركزه كوريث وحيد للعرش، وبالرغم من اعتماد أمريكا للسعودية بقيادته كدولة تابعة محورية لها في الإقليم، بالرغم من هذا كله فإنّ السعودية تزداد ضعفاً، وتخفّ وزْناً، وتتراجع مكانةً في المنطقة، وفي العالم.
فمحمدبن سلمانالذي جمع من السلطات والصلاحيات في يده ما لم يسبقه أحدٌ من الملوك من قبله، ما زال يتخبط في كل ما قام به من أعمال، فبالرغم من أنّه يملك كل الصلاحيات، ويمسك بكل الملفات، ويستولي على كل المناصب، ويتولى بالإضافة إلى ولاية العهد ورئيس الديوان الملكي، والمستشار الخاص للملك، ووزير الدفاع، ورئيس مجلسي الشؤون الاقتصادية والتنموية، والشؤون السياسية والأمنية، ورئيس مجلس أمناء صندوق الشهداء والمصابين والأسرى والمفقودين، ويتصرف في شركة أرامكو وفي بيع 5% من رأسمالها في الأسواق العالمية، ويترأس مجلس إدارة صندوق الاستثمار العام وهو صندوق الثروة السيادي، وهو قائد ما يُسمّى بعاصفة الحزم، وبمعنى آخر فهو كل شيء في الدولة منذ أنْ أصبح ولياً للعهد قبل عام، فبالرغم من كل هذه السلطات التي جمعها بيده، فما هي يا ترى إنجازاته بعد عام من توليه السلطة؟
1- على مستوى العلاقة مع أمريكا: فإنّه ربط السعودية ربطاً مُحكماً بأمريكا حتى النخاع وذلك بحجة التعاون العسكري ضد (الإرهاب)، فجعل من السعودية سنّاً يدور في دولاب السياسة الخارجية الأمريكية،فقام بالتواصل مع وزير الدفاع الأمريكي جايمس ماتيس للبحث في مُحاربة الإسلام، و:"البحث عن وسائل لتحديث آليات التنسيق بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، وتطوير التعاون العسكري والدفاعي بينهما من أجل مكافحة (الإرهاب) والقضاء عليه"، كما قام بتنظيم ما يُسمّى بالقمّة العربية الإسلامية الأمريكية، وهي عبارة عن مجموعة من الاجتماعات التي تتم بين الملك سلمان ورئيس أمريكا دونالد ترامب، وهدفها مكافحة (التطرف).
2– على مُستوى العلاقة مع الجوار: فإنّه اعتبر دولة إيران هي العدوّة رقم واحد، وبنى كل علاقات بلاده على هذا الأساس، مُتجاهلاً عداوة الأعداء الحقيقيين ككيان يهود وأمريكا والغرب الذي اعتبر العلاقات معهم استراتيجية، بينما قام بمواجهة ما أسماه بالتدخلات الإيرانية في المنطقة العربية، واعتبر أنّ العمل العربي المشترك يقتصر على مُواجهة إيران فقط، وأنّ جُلّ التنسيق في العمل العربي المشترك يكون بِمُحاصرة إيران، وتأليب العالم عليها، واعتبر قطع السودان لعلاقاتها الدبلوماسية مع إيران إحدى ثمرات جهوده، وهو ما أدّى إلى تكريس الخصومات السياسية بين البلاد الإسلامية، وغذّى الصراعات الطائفية التي تسبّبت في تمزيق المسلمين وإضعافهم، وتشتيتهم، وحرف نظرتهم عن عدوهم الحقيقي خدمة للأجندة الأمريكية.
3 - على مُستوى العلاقة بين الدين والدولة: فإنّه ضرب علاقة الإسلام بالدولة من خلال تقليص دور السلفيين في شؤون الحكم وهم الذين كانوا دعامة النظام الملكي منذ تأسيسه، فشوّه صورتهم، ويحاول جاهداً التخلص من إرثهم الضارب جذوره في مملكة آل سعود منذ أنْ أنشأها الإنجليز، وأعلن أنّه تبنّى إسلاماً وسطياً معتدلاً ومنفتحاً على العالم، وأنّه سيقود مملكة متحررة، فقام بإبطال صلاحيات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واعتبر أنّ مثلث الشر يتمثل في (إيران، والإخوان المسلمين، والجماعات الإرهابية)، وأنّه يسعى للترويج لفكرة أن واجب المسلمين هو «إعادة تأسيس مفهوم مثلث الشر الخاص بالخلافة، وأنّ واجب المسلمين هو بناء إمبراطورية بالقوة وفقاً لفهمهم وأطماعهم"، وزعم أنّ الله سبحانه وتعالى لم يأمرنا بذلك، وأنّ النبي محمداً e لم يأمرنا بالقيام بذلك، وأنّ لكل إنسان الحق في اختيار معتقده وما يؤمن به،وأمّا عن الوهابية فقال بأنّه ليس هُناك ما يسمى الوهابية، وأنّ السعودية: "مسلمون سنة وكذلك لدينا مسلمون شِيعة"، وبذلك ضرب فكرة الإسلام السياسي بكل تفاصيلها.
4– على مُستوى علاقة المرأة بالرجل وبالمجتمع: فإنّه يسعى حثيثاً وبكل السبل إلى إفساد المُجتمع في السعودية من خلال إفساد المرأة، وتشجيعها على السفور، والاختلاط بالرجال، ونشر القيم الغربية في بلد إسلامي مُحافظ، من خلال مشاريع تافهة وعقيمة تُشرف عليها مؤسّسة الترفيه، وكمنح رخص وتشغيل دور العرض السينمائي والمسرحي والغنائي والرياضي، وإقامة مُنتجعات وملاهي على مساحات شاسعة من الأراضي، والتحضير لما يُسمّى بالمشروع العملاق (نيوم والبحر الأحمر) وهو عبارة عن مدينة (روبوتية)، تحكمها قوانين الحريات الشخصية والاختلاط وفقاً للنظرة الغربية، فالمرأة مثلاً يحق لها في هذه المدينة أن تلبس المايوه وتسبح مع الرجال في الشواطئ، وتُقدّر تكلفتها بــ 500 مليار دولار، وتأتي في إطار ما اعتُبر (تطلعات طموحة) لما يُسمّى برؤية 2030، وستُقام هذه المدينة في أقصى شمال غربي السعودية على البحر الأحمر بامتداد 460 كيلومتراً، وتضم أراضي داخل الحدود المصرية والأردنية، وعلى مقربة من الأراضي التي يحتلها كيان يهود، ليتضافر بهذا المشروع الخبيث مزيجٌ من الفساد والتطبيع ونشر جميع أنواع الرذيلة في آنٍ واحد.
5– على مستوى التدخلات الإقليمية للسعودية في دول الجوار: ففي اليمن على سبيل المثال فإنّه بالإضافة إلى أنّه قام بإغراق السعودية في المُستنقع اليمني وفقاً للدور المرسوم أمريكياً في التصارع مع عملاء الإنجليز، وبالإضافة إلى توريطها في سفك دماء الأبرياء، وقتل النساء والأطفال، وتخريب البلد، وتشريد اليمنيين، وتمزيق الدولة اليمنية، فبالإضافة إلى ذلك كله فإنّ الخسائر الاقتصادية للسعودية بسبب اليمن كانت نتائجها كارثية على الاقتصاد، فهذه الحرب تُكلف السعودية 200 مليون دولار يومياً.
6– على مُستوى الوضع الاقتصادي: فإنّه تحت قيادة ابن سلمان يزداد الوضع تردياً وسوءاً، فبرنامج ابن سلمان الإصلاحي أدّى إلى تباطؤ الوضع الاقتصادي بمستوى عالٍ من الانكماش والكساد، وضعف النمو، واضطرت الحكومة إلى اتخاذ إجراءات تقشفية، وفرض الضرائب، وزيادة الأسعار والتضخم، وإلزام الأجانب والشركات بدفع مبالغ شهرية، أدّت إلى مُغادرة مئات الآلاف من المقيمين، وهروب رأس المال خاصةً بعد اعتقال عشرات الأمراء وكبار مسؤولي الدولة وابتزازهم بحجة محاربة الفساد، ونجم عن ذلك كله الخوف من الاستثمار في المشاريع، وتراجع إجمالي الناتج المحلي بنسبة 0.7% عام 2017، وتضخمت طبقة الفقراء السعوديين ووصلت نسبتها إلى 20%"، وبلغت نسبة البطالة 13 %.
هذه باختصار هي أبرز إنجازات بل سخافات ابن سلمان بعد عام من ولايته...