الجمعة، 20 يناير 2012

الاجتماعات بين قيادات الإخوان المسلمين في مصر والدبلوماسيين الأمريكيين تدخل مرحلة جديدة


الاجتماعات بين قيادات الإخوان المسلمين في مصر والدبلوماسيين الأمريكيين تدخل مرحلة جديدة





إن اجتماعات قادة الإخوان المسلمين مع الدبلوماسيين الأمريكيين لم تقتصر على الأمريكيين ممن هم خارج السلطة بل إنها دخلت مرحلة جديدة مع الأمريكيين المتنفذين في السلطة ذاتها، فاستقبال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع ونائبه خيرت الشاطر للرئيس الأمريكي جيمي كارتر في المركز العام للإخوان المسلمين وتلقي التهنئة منه بمناسبة فوز حزب الإخوان في الانتخابات التشريعية المصرية لم يكن هو العنصر الوحيد في مثل هذه الاجتماعات، بل كان ذلك مجرد البداية والتمهيد لما سيأتي بعده.
فويليام بيرنز مساعد وزيرة الخارجية الأمريكي التقى مع قياديين في حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي للإخوان المسلمين ورحب بالنتائج التي حصل عليها الحزب في الانتخابات واجتمع السيناتور جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بصحبة سفيرة أمريكا في مصر آن باترسون مع كبار قادة الحزب ونقل كيري عن قيادات في الحزب قولهم: "إن الإخوان كانوا يتوقون العمل مع الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية لا سيما في المناحي الاقتصادية"، ونقل عنهم أيضاً: "أنهم يحترمون الاتفاقيات والمعاهدات التي تم توقيعها".
إن هذه الاجتماعات السياسية تشكل نقطة تحول في تاريخ الجماعة، وإن تواصلها العلني مع الأمريكيين والغربيين يعني أن الإخوان يريدون اكتساب الشرعية من خلال هذه اللقاءات وأنهم يريدون ولوج العمل السياسي برعاية أمريكية وغربية حتى يكون عملهم كاملاً وحتى يحظون بالقبول من (المجتمع الدولي) فينالون المناصب السياسية العليا في مصر.
لكن هذا التغيير في استراتيجية الإخوان بقدر ما أتاح لهم من إمكانية الوصول إلى السلطة بقدر ما كشف عن سهولة تخلي الجماعة عن الثوابت.
وكلما قدّم الإخوان للأمريكيين وللغرب عامة المزيد من التنازلات السياسية والفكرية كلما صغروا في أعين الأمة وتحولت قاعدتهم الشعبية عنهم، وانقلبت ضدهم  .
وفي نهاية المطاف سيتحول حزب جماعة الإخوان إلى حزب مصري آخر يحمل شعارات عامة لا صلة لها بالمبدأ ولا التفاف جماهيري حولها. وستتحول الجماهير عنهم إلى أحزاب أخرى ترفع شعارات أخرى.
فالعبرة ليست بوصول الأحزاب إلى السلطة وإنما بالاحتفاظ بالسلطة لمدة طويلة.
والحزب الصحيح هو الذي يسعى لإيصال فكرته المبدئية نقية إلى السلطة لا بإيصال قياداته وتنظيمه الحزبي إليها. وهذا بالتأكيد غير متوفر في الأحزاب الإسلامية التي فازت في الانتخابات البرلمانية المصرية.

الأحد، 15 يناير 2012

جلبة اغلاق مضيق هرمز


جلبة إغلاق مضيق هرمز

(تحليل سياسي)




هذه الجلبة التي غالباً ما تُثار بمناسبة وبغير مناسبة، لها أهداف سياسية عديدة، وتستفيد منها قوى عظمى متنافسة، وتتبارى فيها قوى محلية وإقليمية لإثبات أدوار فيها، وجميع هذه القوى تعمل جاهدة لجني حضور سياسي واقتصادي لا بأس به من ورائها.
فما هي حقيقة هذه الأزمة؟ وما هي أسبابها ودوافعها؟ وما هي النتائج المتوقعة منها؟
يتحكم مضيق هرمز بأكثر من 40 % من إمدادات النفط العالمي، وهذه الإمدادات تطال أوروبا والصين واليابان ومناطق أخرى، وإغلاقه -ان حصل- سيوجد بلبلة نفطية واقتصادية وسياسية كبيرة، وسيُحدث ردّات فعل غير محسوبة قد تطال العالم بأسره.
وقد صعّدت الدول الأوروبية من اجراءاتها العدائية ضد ايران بسبب برنامجها النووي، ولامست عقوباتها لأول مرة  القطاع النفطي، فشرعت في التضييق على الصادرات النفطية الايرانية المتجهة الى أوروبا - وهو الأمر الذي ان تم - فقد يصيب ايران في مقتل كون النفط يُشكل العمود الفقري للاقتصاد الايراني.
ودخلت السعودية على خط الأزمة فأعلنت عن أنّها ستُعوض سوق النفط العالمي عن أي نقص يطرأ  بسبب انقطاع في إمدادات النفط الايراني بنفط من آبارها، وأعلنت عن أنها بمقدورها التعويض برفع طاقتها الانتاجية من النفط الى حدودها القصوى.
وردت ايران بالتهديد بإغلاقها لمضيق هرمز ان فُرضت عليها العقوبات، فالمسألة بالنسبة لها أصبحت مسألة حياة أو موت.
وأدّت هذه التهديدات الإيرانية بإغلاق المضيق إلى تداعيات سياسية كثيرة، فأمريكا وبريطانيا اللتان توهمان العالم بأنّهما المسؤولتان عن حماية المضيق والخليج ردتا على تلك التهديدات  بإرسال السفن الحربية والمدمرات المزودة بأحدث الاسلحة المتطورة إلى المنطقة للتعبير عن مسؤوليتهما وسيادتهما الفعلية عليها.
انّ المدقق في اشعال هذه الأزمة يُدرك أنّ أوروبا – بريطانيا وفرنسا – هي التي تقف من ورائها، فالعقوبات الأشد ايلاماً ضد ايران دائماً تأتي من الأوروبيين وليس من الأمريكيين، وآخر عقوبة أوروبية موجعة ضد ايران جاءت من بريطانيا وذلك عندما قام مصرفها المركزي بوقف التعامل مع المعاملات المالية الايرانية، وهو الامر الذي أدّى الى الهجوم على السفارة البريطانية وطرد السفراء بين ايران وبريطانيا.
أمّا العقوبات الأمريكية ضد ايران فهي إمّا أن تكون شكلية وإما ان تكون ملحقة بالعقوبات الاوروبية كتحصيل حاصل.
هذه هي حقيقة الأزمة ودوافعها، وأمّا نتائجها فلا يُتوقع أن تصل الى اشعال حرب، كما لا يُتوقع أن توقف ايران برنامجها النووي، ويغلب على الظن ان امريكا لن تسمح بتفجير المنطقة، وستبقي المنطقة تحت السيطرة من خلال اجبار ايران على الدخول في مفاوضات رباعية جديدة على غرار المفاوضات السداسية مع كورية الشمالية، وستلجم امريكا ( اسرائيل ) عن القيام بأي عدوان ضد ايران.
ان الموقف السياسي الصحيح لدول المنطقة في هذه القضية يقضي بوقوف هذه الدول متحدة ضد امريكا وأوروبا، ومنع تدخلها الاستعماري فيها بكل أوتيت من قوة.
فمن حق ايران ان تستمر في برنامجها النووي، وواجب على السعودية مساعدتها في ذلك بدلاً من الوقوف مع الغرب المستعمر ضدها، فأمريكا وأوروبا أعداء للمنطقة بما فيها ايران والسعودية، ولا يجوز للسعودية ان تتحالف مع أعداء الأمة ضد ايران، كما لا يجوز لإيران ان تتعاون مع امريكا في العراق وافغانستان لأسباب مذهبية وطائفية.
ان هذا الخليج هو خليج اسلامي، وهو ملك للمسلمين، وحمايته منوطة بالبلدان الاسلامية المطلة على الخليج بالدرجة الأولى وليس منوطة بأمريكا وبريطانيا، وعلى هذه الدول أن تتحد في مواجهتهما وطرد وجودهما منه طردا كليا، وأن لا تتعاون أي دولة من دول الخليج مع امريكا وبريطانيا مطلقا لأن أي تعاون معهما يعتبر خيانة مؤكدة وعاقبته على الامة وخيمة جدا.




السبت، 14 يناير 2012

الصحافة تتحدث عن عرض أمريكي مشروط على إخوان مصر


الصحافة تتحدث عن عرض أمريكي مشروط على إخوان مصر



نقلت مفكرة الإسلام عن صحيفة (المصريون): "عرضاً يتضمن دعم رغبة الإخوان في أن يكون للأغلبية البرلمانية الحق في تشكيل الحكومة القادمة، والوقوف بكل قوة ضد أية محاولات من قبل المجلس الأعلى للقوات المسلحة للانقلاب على العملية الديمقراطية أو تكرار سيناريو 1954م ضد الجماعة والإسلاميين بشكل عام".
وتضمنت الوعود الأمريكية إبرام اتفاق تجارة حرة بين مصر وأمريكا ودعم واشنطن للاقتصاد المصري وتقديمها منح كبيرة لمصر.
وفي مقابل ذلك تطالب واشنطن الإخوان بمجموعة مطالب عليهم الوفاء بها وأهمها: "الدور المصري في حماية المصالح الأمريكية بالمنطقة وضمان أمن واستقرار بلدان الخليج النفطية واستمرار العمل بشكل سلس وآمن داخل قناة السويس وعدم الدخول في مواجهات مع إسرائيل عبر الحفاظ على معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية".
كما تطالب واشنطن الإخوان: "بدعم تصور أمريكي للوصول لتسوية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي والتدخل لدى حركة حماس لإقناعها بالقبول بحل وسط مع إسرائيل يتضمن تقديم تنازلات متبادلة في إطار حل الدولتين الذي تدعمه الإدارة الأمريكية".
وتضيف (المصريون) بأن: "جماعة الإخوان تدرس العرض المقدم من قبل الأمريكان وتخضعه لمناقشات مستفيضة داخل أطرها التنظيمية خاصة أنه يتضمن العديد من النقاط الشائكة والتي تخشى في حال الموافقة عليها أن تخصم من رصيدها لدى الرأي العام".
ويبدو أن هذا العرض الأمريكي قد بدأ يؤتي أكله فقد نشرت صحيفة (الجارديان) البريطانية أن: "جماعة الإخوان المسلمين في مصر طلبت من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس وقف أنشطتها العسكرية الكاملة والقيام بأنشطة سياسية فحسب حتى يسود الهدوء المنطقة العربية".
وبحسب الجارديان فإن المحلل السياسي إبراهيم أبراش في غزة يقول: "لا شك أن حركة الإخوان المسلمين طلبت من حماس مباشرة تهدئة الأوضاع".
وكان خالد مشعل رئيس حركة حماس قد قبل بالتحول إلى المقاومة الشعبية ونبذ المقاومة المسلحة بحجة أنها تشكل أرضية مشتركة مع حركة فتح.
وقد أكد هذه الرؤية الجديدة لحركة حماس القيادي في الحركة غازي حمد الذي قال: "علينا أن نضع استراتيجية جديدة مع إخواننا في مصر وتونس وليبيا".
إن مجرد إصغاء أي حركة إسلامية للعروض الأمريكية يعتبر سقوطاً سياسياً فظيعاً ولا يجوز بحق أي قيادة إسلامية الاستماع لعروض أمريكا لأن أمريكا دولة عدوة للمسلمين ولا يجوز التعامل معها فالذي يجب أن يحكم علاقات الحركات الإسلامية بها حالة الصراع والعداء وليس حالة الحوار والالتقاء فأمريكا كدولة يهود في مستوى عدائها للمسلمين فيجب قطع الطريق أمام أي تدخل أمريكي في قضايا الأمة الإسلامية وشعوبها واستئصال كل نفوذ لأمريكا في بلادنا العربية والإسلامية.

الاثنين، 9 يناير 2012

أمريكا تُطور خياراتها الانتهازية الاستراتيجية في أفغانستان وباكستان



  أمريكا تُطور خياراتها الانتهازية الاستراتيجية في أفغانستان وباكستان





  بعد فشلها في إلحاق الهزيمة بحركة طالبان في أفغانستان طوّرت أمريكا استراتيجيتها هناك وباتت تقبل بالتعايش مع حركة طالبان بعد أن كانت تصفها بالحركة المتطرفة والإرهابية وبالحركة التي تقمع المرأة وتعود بالبلاد إلى القرون الوسطى.
فقد صرح جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي بأن: "حركة طالبان ليست عدواً لواشنطن، ولا يمكن اعتبارها مصدر خطر إلا إذا سمحت لتنظيم القاعدة بشن هجمات على الولايات المتحدة"، وزعم بايدن أن حركة طالبان: "منخرطة حالياً في عملية مصالحة وأن أمريكا قادرة على التعايش مع أفغانستان تحكمها طالبان".
وادعى بايدن في مقابلة له مع مجلة نيوزويك الأمريكية أن: "طالبان في حد ذاتها ليست عدواً لنا، هذا أمر مهم للغاية، ولم يسبق أبداً أن أدلى الرئيس الأمريكي بأي تصريح قال فيه أن طالبان عدو لنا لأنها تهدد مصالحنا".
وكشف بايدن عن سبب آخر لوجود أمريكا في أفغانستان وهو في رأيه الأهم فقال: "من أسباب وجود أمريكا في أفغانستان ضمان أن دولة يقطنها عشرات الملايين من الناس ولديها أسلحة نووية تسمى باكستان لن تبدأ في التفكك أو الانهيار".
هذه هي خيارات أمريكا الاستراتيجية الجديدة في آسيا وهي التعاون مع حركة طالبان على حكم أفغانستان وضمان إبقاء سيطرتها على باكستان وعدم وقوعها بأيدي أهلها.
فأمريكا لا تخشى طالبان ولكنها تخشى باكستان، فوجودها هناك لعدم خروج باكستان عن سيطرتها لئلا يقام فيها دولة إسلامية نووية كبرى.
لذلك أبدى بايدن موافقة أمريكا على وجود نفوذ باكستاني في أفغانستان من خلال علاقات خاصة مع حركة طالبان ولو أدّى إلى استلامها الحكم.
فالمهم عند أمريكا هو أن لا ينفرط عقد الدولة الباكستانية ويسقط جيشها في يد الشعب الباكستاني وعندها تتحول الباكستان إلى قوة ذاتية كبرى في المنطقة تقضي تماماً على النفوذ الأمريكي في كل بقاع العالم الإسلامي.
هذا ما تخشاه أمريكا في المنطقة وتلك هي استراتيجيتها الجديدة فيها.



السبت، 7 يناير 2012

امريكا تشغل رادارها على الأراضي التركية



 تشغيل منظومة الرادار الأمريكي على الأراضي التركية





 تحدث مسؤول تركي السبت الماضي عن أن الرادار المضاد للصواريخ التابع لحلف شمال الأطلسي (الناتو) سيتم تشغيله في تركيا في أسبوع، وقال بأن الرادار مخصص للإنذار المبكر من الصواريخ البالستية في مدينة ملاطيا جنوب شرق تركيا.
ويأتي تشغيل هذا الرادار بعد احتجاج كل من روسيا وإيران على تشغيله من قبل أمريكا وحلف الناتو كما يأتي تشغيله مترافقاً مع احتجاجات شعبية تركية عبَّر عنها حزب الشعب الجمهوري العلماني المعارض الذي اعتبر أن: "تنصيب الرادار لا يساهم في تعزيز الأمن القومي التركي"، وبيّن حقيقة أن: "الحكومة التي يبدو أنها في صراع مع إسرائيل أمام الستار حوّلت تركيا إلى درع إسرائيل خلف الستار".
فإذا كانت الأحزاب العلمانية تحتج وتعترض على نصب منظومة الرادار الأمريكي الأطلسي على الأراضي التركية فكيف تقبل حكومة أردوغان التي توصف بأنها ذات مرجعية إسلامية بنصب شبكة رادار أمريكية على الأراضي التركية؟!! ولماذا تقبل الدولة في تركيا أن تستباح أراضيها للأمريكان ولحلف الناتو؟!! ولمصلحة من تقوم تركيا بحماية الغرب من الصواريخ الروسية والإيرانية؟ وما الذي يجبر الأتراك على القبول بدور الحراسة لحساب الدول الغربية؟
إن قبول أردوغان نصب شبكة الرادار الأمريكية الأطلسية على الأراضي التركية هو مس ولا شك بالسيادة التركية وباستقلالية قرارها. والأفضل لتركيا أن تنضم إلى العالم الإسلامي في مواجهة أمريكا وحلف الأطلسي بدلاً من انضمامها إلى أعداء الأمة الإسلامية.
بل من الواجب على حكام تركيا أن ينفضوا عن بلدهم غبار الذل والهوان والتبعية وأن ينحازوا لمصالح أمتهم الإسلامية التي هي بأمس الحاجة لتكتل شعوبها لمواجهة أمريكا وحلف الأطلسي الذي يناصبها العداء.

الخميس، 5 يناير 2012

حركة حماس تتفق مع حركة فتح والسلطة الفلسطينية على خيار المقاومة الشعبية


حركة حماس تتفق مع حركة فتح والسلطة الفلسطينية على خيار المقاومة الشعبية






  أثمرت اللقاءات المكثفة بين قادة حركتي حماس وفتح تحت شعارات المصالحة والوحدة الوطنية عن تقديم حركة حماس تنازلاً خطيراً جديداً في مسيرة الحركة (النضالية) ويتمثل في التركيز على الشكل السلمي من المقاومة والذي يطلق عليه المقاومة السلمية عوضاً عن المقاومة المسلحة.
فقد أكد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس على أن: "الحركة ستركز على المقاومة السلمية والاحتجاجات الشعبية لإدارة الصراع مع الجانب الصهيوني خلال الفترة المقبلة" ووصفها بـِ (قوة التسونامي).
واعتبر مشعل أن ذلك التوافق ضروري لمصلحة القضية الفلسطينية فقال: "الآن لدينا أرضية مشتركة نستطيع أن نعمل عليها"، وأضاف: "إن فكرة الاحتجاجات الشعبية ابتكرها الشعب الفلسطيني عندما فجّر انتفاضة شعبية ضد إسرائيل في عام 1987 والتي تميزت بحشود الجماهير التي واجهت الجنود الإسرائيليين المدججين بالسلاح بالحجارة".
وأبقى مشعل على خيار المقاومة المسلحة نظرياً فقط فقال: "طالما هناك احتلال على أرضنا لدينا الحق في الدفاع عن أرضنا بكل الوسائل بما في ذلك المقاومة المسلحة".
وركَّز مشعل على ما أسماه الأرضية المشتركة بين الفصائل الفلسطينية وقبل بفكرة الدولة الفلسطينية بحدود عام 1967م بذريعة تلك الأرضية فقال: "لدينا خلافات سياسية ولكن الأرضية المشتركة هي دولة على حدود 67، لماذا لا نعمل على هذه الأرضية المشتركة".
ومن جانبه أكّد صلاح البردويل عضو المكتب السياسي لحركة حماس أقوال خالد مشعل فقال: "إن الحركة ستركز على تعزيز المقاومة المدنية بجميع أشكالها مثل الاعتصامات والمسيرات والعصيان المدني".
وبذلك تكون حركة حماس قد تخلت فعلياً عن الكفاح المسلح تحت ذريعة المصالحة الوطنية، كما تكون قد قبلت بما قبلت به حركة فتح من قبل وهو المطالبة بدويلة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967م وبالوسائل السلمية تحت غطاء المقاومة الشعبية.
وهذا يعني أن حركة حماس وبعد أقل من ربع قرن قد تم ترويضها وإدخالها في قفص منظمة التحرير الفلسطينية التي لم يتم إنشاؤها في الأصل إلا من أجل الاعتراف بالكيان اليهودي وتصفية القضية الفلسطينية. 


الثلاثاء، 3 يناير 2012

حزب النور المحسوب على السلفيين يقتحم المشهد السياسي المصري متخليا عن جميع ثوابته



حزب النور المحسوب على السلفيين يقتحم المشهد السياسي المصري متخليا عن جميع ثوابته




فاجأ حزب النور المصري المحسوب على الاتجاه السلفي المراقبين السياسيين بسرعة انفتاحه على القوى السياسية الخارجية والداخلية بمختلف اتجاهاتها.
فهذا الحزب الإسلامي الذي حصل على المرتبة الثانية وحصد أكثر من 20% من أصوات المقترعين في الانتخابات البرلمانية التي جرت مؤخرا في مصر قد أظهر سرعة عجيبة في تغيير مواقفه إزاء القضايا الكبرى التي تعصف بمصر وبالأمة الإسلامية.
ففضلا عن أنه طمأن أمريكا ودولة يهود بالتزامه بمعاهدة كامب ديفيد التي دمرت مصر وأخرجتها من المعركة مع الكيان اليهودي ففضلا عن ذلك عرض متحدثه الرسمي يسري حمّاد إمكانية التحاور مع أي طرف سياسي دولي أو إقليمي أيا كان ذلك الطرف فتحدث إلى بي بي سي قائلا : " ليس عندنا أي مانع من مناقشة أي قضية أو التحاور مع أي طرف سواء أكان داخل أم خارج البلاد " وأضاف بشكل صريح بأن : " لا مانع لدى الحزب من الحوار مع إسرائيل " .
وأما رئيس الحزب عماد عبد الغفور ففي مقابلة له مع الجزيرة نت طمأن القوى الغربية والعلمانيين المصريين بأن حزبه لن يطبق الشريعة ولن يقيم دولة إسلامية فقال بصراحة :" نرفض الحكومة الدينية، هذا أمر مرفوض " ودعا إلى قيام ائتلاف بين جميع القوى السياسية الموجودة في الشارع المصري.
وأوضح عبد الغفور رؤيته السياسية بشكل عام فقال: " بصفة عامة ما يربطنا بالدول الأخرى هو قضية المصالح مصلحة مصر ومصلحة الدول العربية والإسلامية" .
ولم يكتف عبد الغفور بجعل المصالح أساسا لرؤيته السياسية بل إنه بيّن أن هذه المصالح يجب أن تتوافق مع النظام العالمي الحالي فقال بأن ما يربطنا بالدول الأخرى واستقرار الوضع العالمي هو " الحفاظ على النظام العالمي والدولي " .
هذه هي رؤية حزب يفترض أنه حزب إسلامي وسلفي فهي رؤية تحافظ على هذا النظام العالمي والدولي الظالم الذي تهيمن عليه أمريكا والدول الاستعمارية.
فإذا كان الحزب يريد محاورة (إسرائيل) وأمريكا ويرفض إقامة الدولة الإسلامية وتطبيق الشريعة ويريد أن يحافظ على النظام العالمي فهل يمكن اعتباره بعد ذلك من الأحزاب الإسلامية. وما الفرق بينه وبين أي حزب علماني آخر؟


الأحد، 1 يناير 2012

دولة متمردي جنوب السودان الانفصالية توثِّق تحالفها مع دولة يهود


  دولة متمردي جنوب السودان الانفصالية توثِّق تحالفها مع دولة يهود






  توّج رئيس دولة متمردي جنوب السودان الانفصالية علاقات مشبوهة جديدة مع الدولة اليهودية من خلال زيارة قام بها إلى فلسطين المحتلة ليحبك مع زعماء دولة يهود مؤامرات جديدة ضد السودان ومصر وضد البلدان العربية والإسلامية.
ففي زيارته الأخيرة للكيان اليهودي اتفق سلفاكير مع رئيس وزراء دولة يهود بنيامين نتنياهو على إبرام مجموعة تدابير عدائية ضد مصر والسودان وأهمها إنشاء قاعدة جوية (إسرائيلية) في ولايتي الوحدة وأعالي النيل وتمويل إنشاء خزان كبير من مياه نهر النيل لإقامة سد عليه لتوليد الطاقة الكهربائية في منطقة نحولي.
وواضح من هذه التدابير أن المقصود منها تطويق مصر والسودان من الشمال والجنوب بقواعد عسكرية ثابتة وتحويل مياه نهر النيل لتقليل حصة مصر والسودان منها ومن ثم وضعهما بين كفي كماشة.
وخلال زيارته للكيان تناقلت الأنباء عبارات الثناء والإطراء المتبادل بين زعماء دولة يهود وبين سلفاكير ومنه تقديم الأخير الشكر للكيان اليهودي لقاء ما قدّمه من خدمات لإخراج الكيان السوداني الجنوبي الانفصالي فقال بالحرف: "بدونكم ما كنا لنكون موجودين، قاتلتم معنا للسماح بإنشاء جمهورية جنوب السودان"، واعتبر كير (إسرائيل) "نموذجاً يحتذى به ومثلاً للنجاح"، وأكد على أنه: "سيتعاون مع الدولة اليهودية وسيعمل معها يداً بيد من أجل توثيق العلاقات بين البلدين" على حد وصفه.
ومن جهته قال الرئيس (الإسرائيلي): "إن ولادة دولة جنوب السودان تشكل انطلاقة في تاريخ الشرق الأوسط".
ولم يكتف كير بذكر تلك الحقائق بل وللتأكيد على مدى ولائه لدولة يهود قام بزيارة النصب التذكاري للمحرقة اليهودية (الهولوكست) للدلالة على مدى عمالته وصهيونيته.
هذا هو كيان جنوب السودان الانفصالي وهذه هي حقيقته فهو كيان (إسرائيلي) جديد غُرس في خاصرة مصر والسودان والعالم الإسلامي، فلو كان حكام مصر والسودان مخلصين لدينهم ولأمتهم لما سمحوا بولادة هذا الكيان المعادي لهم، لكن خيانتهم وولاءهم لأمريكا هو الذي سمح للأعداء بدق هذا الخنجر المسموم في قلب الأمة الإسلامية إلى جانب الخنجر (الإسرائيلي).