الثلاثاء، 2 ديسمبر 2008

مساهمات الدول العربية للاجئين الفلسطينيين شحيحة جداً

مساهمات الدول العربية للاجئين الفلسطينيين شحيحة جداً
خبر و تعليق
قال مسئولون في الوكالة الدولية لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين إن الدول العربية أقل الدول المانحة للأونروا وتشكل مساعدتها واحدا بالمئة فقط من إجمالي المساعدات، وطالبت جمعية بريطانية تساعد اللاجئين الحكومة البريطانية بالضغط على الدول العربية لزيادة مساعداتها للوكالة، واستجاب المسؤولون البريطانيون لطلبها، ووعدوا بالضغط على الدول العربية لزيادة إسهاماتهم المالية لدعم أنشطة الأونروا الإنسانية لمساندة اللاجئين الفلسطينيين، وكانت ناطقة باسم المنظمة الدولية قد قالت: "من الضروري أن يشعر الفلسطينيون بأنهم ليسوا وحدهم وبأن العالم لم يتخلى عنهم".
يمكن بعد قراءة هذا الخبر الخروج بالدلالات السياسية التالية:
أولاً: إن الدول العربية غير معنية بدعم اللاجئين الفلسطينيين ليس منذ الآن وحسب ولكن من أيام النكبة عام 1948، لأنها تعلم من أسيادها علم اليقين بأن لا عودة لهم إلى فلسطين، وأن المطلوب هو توطينهم ودمجهم في النهاية في أماكن لجوئهم، مع وجود بعض الاستثناءات بالنسبة للاجئين في لبنان والذي يؤثر وجودهم على الناحية الديموغرافية، ويؤثر بالتالي على التوازن الطائفي في ذلك البلد.
ثانياً: إن بريطانيا وجمعياتها تلعب بهذه الورقة دور القوة الدولية التي تبدو وكأنها تدافع عن حقوق الفلسطينيين، وتذرف عليهم دموع التماسيح لتبقى لها مكانتها السياسية الفاعلة في المنطقة، وذلك إلى جانب أوراق أخرى موجودة في جعبتها كالعملاء والسفارات والمخابرات وغيرها، وإذا أرادت الأونروا أو الجمعيات التي تقدم مساعدات للاجئين الفلسطينيين من الدول العربية أموالاً فإنها تتوجه إلى بريطانيا وليس إلى الدول العربية نفسها.
ثالثاً: تكريس الشعور لدى الفلسطينيين بأن لا ملجأ لهم سوى الدول الغربية الاستعمارية ومنها بريطانيا، وأن عليهم غسل أيديهم من العرب والمسلمين، لأنهم أقل من يدفع لهم الأموال بالرغم من كونهم يملكون النفط والمال الوفير، وبالرغم من أنهم يدفعون بسخاء مليارات الدولارات للدول الغربية لحاجة ولغير حاجة، وان عبارة أن " العالم لم يتخلى عنهم " تعني أن العرب إذا تخلوا عنهم فان الغرب سيبقى معهم ولن يتخلى عنهم كما فعل العرب.
رابعاً: لو كانت هذه الدول العربية الفاشلة تملك زمام أمورها لقامت هي بتمويل حاجات اللاجئين الفلسطينيين (الزهيدة) ولما احتاجت أصلاً إلى أي تدخل غربي، ولما أعطت المبرر للدول الاستعمارية بالعبث بأهم قضية من قضايا الأمة من خلال هذه الورقة، إلاّ أن خيانة وعمالة هذه الدول العاجزة عن تولي مثل هذه القضية الحساسة هو الذي جعل من الدول الاستعمارية المتسببة في تهجير الفلسطينيين ولجوئهم، راعية وقوامة عليها.




ليست هناك تعليقات: