المظلة النووية الأمريكية في المنطقة هل هي ضد إيران أم لصالحها؟!
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن نية الإدارة الأمريكية الجديدة إنشاء ما يُسمى بالمظلة النووية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط للدفاع عن دولة يهود ضد التهديدات الإيرانية. وقد نقلت صحيفة الحياة عن مصادر أمريكية قريبة من الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون أن " الإدارة الأمريكية الجديدة تراجع ملف المساعدات العسكرية لدول المنطقة، وتدرس فكرة إنشاء" مظلة نووية إقليمية " رادعة للتهديد النووي الإيراني من خلا ل تزويد حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة خصوصاً إسرائيل قوة ردع أمنية تراعي مخاوفها من أي حوار أمريكي – إيراني في شأن الملف النووي، ومن ضيق نافذة الوقت في هذا الملف مع طهران".
إن هذه التسريبات الأمريكية عن تبني فكرة الدفاع عن الكيان اليهودي من خلال إقامة المظلة النووية تحمل في طيّاتها معاني الإقرار والتسليم بالقدرة النووية الإيرانية، ومن ثم معنى القبول بوجود إيران كدولة نووية توازي وتوازن دولة الكيان اليهودي في المنطقة، وهذا يعني أن إدارة أوبانا القادمة - والتي طرحت خيار المفاوضات المباشرة مع إيران على غرار المفاوضات السداسية مع كوريا الشمالية - تُسلّم وتعترف - وحتى قبل استلامها الحكم - بوجود السلاح النووي الإيراني.
وقد أثار هذا الطرح الأمريكي لفكرة المظلة النووية حفيظة مسؤولين أمنيين ( إسرائيليين)، وقالوا بأن ذلك سيمس "بالجهود الدولية لفرملة المشروع الإيراني النووي، وأنه تسليم أمريكي بسلاح نووي في يدي إيران".
ونقلت صحيفة الحياة كذلك عن صحيفة هآرتس ( الإسرائيلية) التي نقلت بدورها عن مصدر أمني ( إسرائيلي ) قوله:" ما الجدوى من هذا التعهد ممن تردد في معالجة الملف الإيراني قبل أن تبلغ طهران قدرات نووية؟ وأي صدقية ستكون لهذا التعهد عندما تصبح إيران نووية؟".
إن هذا التشكيك ( الإسرائيلي ) بهذه المقترحات الأمريكية يُشير إلى أن إيران هي الدولة الوحيدة– المؤهلة أمريكياً- في المنطقة لمنافسة الدولة اليهودية، وهي الدولة الوحيدة أيضاً التي يمكن استخدامها مستقبلاً في تحجيم دولة ( إسرائيل) وكبح جماحها خدمة للمصالح الأمريكية.
هناك تعليقان (2):
تحجيم إسرائيل شيء لا مفر منه من قبل المرسوم السياسي الخارجي لامريكا تجاه اسرائيل .
السؤال : هل ستنظر إسرائيل مكتوفة الايدي ومع من لهم مصلحة من الاوروبين وعملاء الانجليز في سير هذا المخطط التحجيمي
مع ان ذلك ليس في صالح الاطراف الثلاث حدوث ذلك .
وهل في مقدور الاطراف الثلاث في أن يقوموا من خلال عمل سياسي اوعسكري لافساد ما هو مخطط له من قبل امريكا
وهل المنطقه مكبله أمريكا من القواعد العسكرية وعملاء امريكا ومن لف لفهم في الحيلولة دون التعكير على سياسة امريكا في هذا الموضوع اخوك عبد يغمور
لا تستطيع اسرائيل ولا الدول الاوروبية القيام بضرب ايران دون موافقة امريكا والاخيرة ماطلت في معاقبة ايران طيلة فترة بوش المنقضية وفي حكم اوباما القادم اختارت الادارة الامريكية اسلوب التعامل مع ايران بالتفاوض المباشر على غرار ما يجري مع كوريا الشمالية وهو ما يستغرق سنوات طويلة وهي المدة التي تكرس ايران كلاعب مركزي في المنطقة ينافس ويحجم اسرائيل
إرسال تعليق