الخميس، 4 ديسمبر 2008

باكستان (الدولة المخيفة) يحكمها أشباه رجال


باكستان (الدولة المخيفة) يحكمها أشباه رجال
تعليق سياسي


منذ أن صرَّح السيناتور جوزيف بايدن والذي أصبح اليوم نائباً للرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما تصريحه الشهير قبل عامين والذي قال فيه: "إن باكستان هي أخطر مكان على وجه الأرض" والأحوال الأمنية والسياسية في شبه القارة الهندية تزداد صعوبة وتعقيداً، فحركة طالبان في أفغانستان تزداد قوتها وتسيطر على المزيد من المقاطعات الأفغانية، وطالبان باكستان تتمدد في منطقة القبائل وتقطع الطريق على القوافل الأمريكية المارة من المرافئ الباكستانية، ومجاهدو كشمير ومجاهدو الهند يقومون بعمليات عسكرية نوعية ضد الاحتلال الهندي، والحكومة الباكستانية العميلة تزداد ضعفاً وهزالاً، كما أنها تفقد ارتباطها بقواعدها الشعبية وتزداد بعداً عن مناصريها القدامى. والأخطر من هذا كله أن الجيش الباكستاني والأجهزة الاستخباراتية الباكستانية تتعرض للاختراقات المتتالية من جانب القوى الإسلامية بحيث أنها باتت تُتهم علانية بدعمها لطالبان ومشاركة بعض عناصرها في قتال الأمريكان.
وجميع المحاولات الأمريكية المتواصلة للتحكم في الجيش الباكستاني قد باءت بالفشل الذريع، وقد صدر تقرير أميركي عن مركز دراسات في أوائل شهر كانون أول ( ديسمبر ) الجاري يؤكد حقيقة كون الدولة الباكستانية هي أكبر تحد لأميركا في مجالي الإرهاب وخطر انتشار أسلحة الدمار الشامل وأوصى التقرير الإدارة الاميركية بالأخذ بما ورد فيه، وأقرت الناطقة الأمير كية باسم البيت الأبيض فيرينو باتفاق إدارة بوش مع التقرير.
ومن هنا لم يكن غريباً أن أبرز الصحف البريطانية صنفت الباكستان كواحدة من مجموعة الدول العشرين الأكثر فشلاً في العالم، ومعلوم أن الدولة الفاشلة في نظر الغرب هي الدولة التي لا يستطيع الغرب التحكم بها تحكماً كاملاً كالصومال على سبيل المثال.
إن على الباكستانيين أن لا يأبهوا لنظرة الغرب السلبية هذه تجاههم، بل إن نظرتها تلك تؤكد على قوة باكستان كشعب وكمجاهدين وكقدرات عسكرية متفوقة.
والهجوم الأخير على بومبي على سبيل المثال وبالرغم من كل التحفظات عليه، يعتبر من وجهة نظر سياسية واستراتيجية مصدر قوة للباكستانيين ضد عدوتهم اللدودة الهند وليس مصدر ضعف كما يفهمه الساسة العملاء في باكستان.
لكن الحكام الجبناء في باكستان قد حولوا نقاط قوة الباكستان إلى نقاط ضعف بسبب سياساتهم الذليلة، فتصريحات الرئيس الباكستاني زرداري للهند ومناشدته لساستها بألا يكون رد فعلهم مبالغاً فيه ضد الباكستان، وحلفه لهم بأغلظ الأيمان بإنزال أشد العقوبات بالمتورطين في التفجيرات مع أنه ينفي أن يكون المهاجمون يحملون أي جنسية، إن تصريحاته الهزيلة هذه دليل على عقم سياسي، وباعث للهند لممارسة المزيد من الضغوط على الباكستان.
وما يقابل هذا الموقف الجبان لزرداري وعصبته الموقف الشجاع لحركة طالبان باكستان في هذه القضية والتي أبدت استعدادها لرص صفوفها إلى جانب الجيش الباكستاني لقتال العدو الهندي الاستراتيجي لباكستان، و تحويل اهتمامه من منطقة القبائل إلى الحدود الشرقية مع الهند.
إن كل محاولات إدارة بوش لتطويع الباكستان قد باءت بالفشل، وستبوء بالفشل كذلك محاولات إدارة أوباما القادمة، ولن تستطيع الهند مساعدة أميركا في احتواء الباكستان لأنها أضعف من أن تجابه الباكستان التي ستبقى باكستان عصية على أعدائها في الخارج وعلى حكامها العملاء في الداخل.

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

السلام عليكم
بوركت أستاذي الكريم ودعما لكلامك هذا تصريح يؤكد مدى خوف أعداء الأمة من قوة باكستان وأهلها.

أعلن رئيس الوزراء “الإسرائيلي” السابق بنيامين نتنياهو الذي يتزعم تكتل الليكود، أمس، أن على المجتمع الدولي أن يمنع قيام نظام إسلامي في باكستان يضع يده على الأسلحة النووية في هذا البلد. وكرر نتنياهو، الأوفر حظا بحسب استطلاعات الرأي لتشكيل الحكومة المقبلة اثر الانتخابات “الكنيست” في العاشر من شباط/فبراير المقبل، انه ينبغي منع إيران من امتلاك سلاح نووي. وقال “لا نريد أن تقع أسلحة نووية بين يدي نظام إسلامي أصولي ولا نريد أن يملك الإسلام الأصولي أسلحة نووية”، حسب تعبيره.

وأضاف “أتحدث عن ضرورة منع إيران من امتلاك السلاح النووي، وفي الوقت ذاته عن ضرورة منع قيام نظام إسلامي أصولي في باكستان”. وطالب الرئيس الأمريكي المنتخب باراك اوباما بأن يواجه هذين التهديدين. (ا.ف.ب)
دار الخليج 09-12-2008

أخوك مهاجر

احمد الخطواني يقول...

نعم أخي الكريم الدولة الاسلامية و نظام الحكم الاسلامي هو الشيء الحقيقي الوحيد الذي يخيف الأعداء.