الخميس، 4 ديسمبر 2008

لاريجاني واللغة الازدواجية مع أمريكا


لاريجاني واللغة الازدواجية مع أمريكا
تعليق سياسي

إن ترحيب رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني بإجراء اتصالات مع الكونغرس الأمريكي يعكس الطبيعة المزدوجة للسياسات الإيرانية التي تتعامل مع أمريكا بوجهين، وجه يعادي (الاستكبار الأمريكي) بالكلام، ووجه ينسق السياسات الخارجية الإيرانية بما يتماشى مع السياسات الأمريكية، وما نقلته رويترز ووكالات أنباء أخرى عن لاريجاني قوله: "تلقينا في الماضي رسائل من أعضاء في الكونغرس ومجلس الشيوخ الأمريكي، وأخيراً تلقينا رسالة تشعر أن الوقت حان لإجراء مفاوضات ثانية"، وأضاف: "لم نعط رداً سلبياً وندرسها حالياً".
فهذه التصريحات التي أطلقها لاريجاني وهو المحسوب على الجناح المتشدد للمحافظين في إيران تعكس نفاقاً سياسياً واضحاً تجاه أمريكا، فلاريجاني وأمثاله الذين ملأوا وسائل الإعلام بتصريحاتهم النارية ضد أمريكا في مواقع كثيرة، نجدهم هنا حمائم سلام وديعة في علاقتهم مع الكونغرس الأمريكي.
وأما ادعاؤهم بأن الكونغرس هو غير الحكومة فهو ادعاء مردود عليهم، لأن الكونغرس هو دعامة أساسية للحكم في أمريكا، ومن دونه لا تستطيع أية إدارة أمريكية اتخاذ أي قرار سيادي.
إن عداء المسلمين تجاه الكونغرس يجب أن يكون أكبر من عدائهم تجاه الحكومة الأمريكية، أو على أقل تقدير يجب أن يكون مساوٍ له. أما التمييز بين الحكومة والكونغرس في العداء فهذا يُعتبر نوع من خداع الرأي العام لتحقيق أهداف سياسية أميركية بطرق ملتوية، ومنها فتح قنوات اتصال مهمة مع العدو الأول للأمة الإسلامية.

ليست هناك تعليقات: