الدول العربية تنحاز للهند على حساب الباكستان
تعليق سياسي
في وقت تحتاج فيه باكستان إلى من يقف بجوارها بسبب تفجيرات بومبي، وما نجم عنها من ممارسة الضغوط الظالمة عليها من قبل الهند وأمريكا والغرب، في هذا الوقت بالذات تؤازر الدول العربية ممثلة بالجامعة العربية الهند عدوة المسلمين والباكستانيين اللدودة وتدعمها وتعمق علاقاتها بها على كافة المستويات.
فبدلاً من أن تقف الدول العربية إلى جانب مسلمي كشمير المحتلة بلادهم من قبل الهند، وبدلاً من أن تساند أكثر من مائتي مليون هندي مسلم يتعرضون لاضطهاد هندوسي يومي حاقد، بدلاً من ذلك يذهب عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية ليوطد العلاقات العربية الرسمية مع دولة الهند المعتدية على ملايين المسلمين. فقد وقع عمرو موسى هذا نيابة عن مجموع الدول العربية على مذكرة تفاهم تتضمن خطة عمل شاملة للتعاون العربي الهندي المشترك في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية ستترجم بنودها إلى خطوات عملية خلال الفترة المقبلة بحيث تتضمن لقاءات على مستوى القمة وعلى مستويات أخرى بين القادة العرب والقيادة الهندية.
وللتأكيد على مساندة العرب للهند اجتمع عمرو موسى مع كل من رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ ورئيسة الدولة ونائبها ووزير الخارجية ورئيسة التحالف الحاكم سونيا غاندي، ووضع إكليل من الزهور على ضريح المهاتما غاندي زعيم الهند التاريخي، وافتتح المنتدى الهندي العربي الأول بتنسيق مع اليونسكو وبتمثيل سبع عشرة دولة عربية، وأدان باسم جميع العرب التفجيرات التي وقعت في مومبي، ودعا إلى "تضافر الجهود العالمية من أجل مكافحة الإرهاب واقتلاعه من جذوره"، وأكد على "أن العرب لن يتخلوا أو يتراجعوا عن دعمهم للهند في مواجهة فلول الظلام والإرهاب" ويقصد بذلك الإسلاميين.
إن وقوف الجامعة العربية هذه الوقفة القوية مع الهند، وتعزيزها للعلاقات المشتركة بين معظم الدول العربية والدولة الهندية، إنما يعبر عن دعماً عربياً واسعاً ومطلقاً للهند ضد باكستان وضد مسلمي كشمير وضد مسلمي الهند نفسها، وهذا معناه أن حكام العرب قد انحازوا للهندوس ضد المسلمين في باكستان، لأن العلاقات في هذه الحالة لا تقتصر على الأنظمة الحاكمة وإنما تتسع لتشمل الشعوب أيضاً.
فالحكام العرب في وقفتهم الشائنة هذه مع الهند يؤكدون تضامنهم مع ألد أعداء الأمة الإسلامية، ووقوفهم معها يماثل وقوفهم مع كيان يهود ضد أهل فلسطين.
لقد كان حرياً بهم أن يدعموا الباكستانيين المستهدفين من قبل أمريكا والغرب، والمستهدفين كذلك من قبل الهند ودولة يهود بدلاً من أن يدعموا أعداء المسلمين، فالهند لم تنفعهم، ولم تقدم لهم يد العون في أي من قضاياهم الملحة، بل إنها على العكس من ذلك فقد بدأت تمالئ كيان يهود ضدهم.
لكن يبدو أن عمرو موسى الذي غالباً ما يفشل قي جمع كلمة الحكام العرب على موقف واحد، ونجح في جمع كلمتهم في نصرة الهنود أعداء الأمة، يبدو أنه تلقى أوامره هذه المرة مباشرة من أميركا وبريطانيا وتكلم باسم الدول العربية بكل ثقة واطمئنان ومن دون الرجوع إلى الحكام العرب ول حتى مشاورتهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق