الأوروبيون يضعون أسس الاتحاد العسكري فيما بينهم بعيداً عن الهيمنة الأمريكية
أسفرت اجتماعات قمة دول الاتحاد الأوروبي عن نتائج اقتصادية وسياسية مهمة على صعيد تنسيق مواقف دول القارة لتحويلها كقوة عظمى اقتصادية وسياسية وعسكرية.
وما بدا ملفتاً أكثر من غيره في تلك القمة تأكيد دول المجموعة على استقلالية أوروبا عسكرياً عن الهيمنة الأمريكية، فقد شدَّد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يوم الجمعة الفائت على أن أوروبا "لا يمكنها أن تكون قزماً عسكرياً، وعليها أن تحافظ على حرية تحركها إلى جانب تعاونها مع حلف الناتو وصداقتها مع الولايات المتحدة".
وأوضح ساركوزي علاقة الاتحاد الأوروبي بالحلف فقال: "عندما تحدثنا عن الدفاع الأوروبي لم أجد حرجاً في التحدث عن تعاون مع الحلف الأطلسي مع احتفاظ أوروبا بحرية تحركها".
وبيَّن ساركوزي أن على الأوروبيين أن يفهموا "أنهم غير ملزمين بالاختيار بين صداقة الولايات المتحدة والسياسة الدفاعية المستقلة لأوروبا"، وأكَّد أن "علينا القيام بالأمرين".
واعتبر ساركوزي أن هذا يعتبر أنه "تقدم تاريخي"، وأكَّد بقوله: "إن أصدقاءنا البريطانيين مستعدون للمضي قدماً في ذلك".
إن هذه التحركات الاستقلالية الأوروبية تدل على أن أوروبا بدأت تعي أهمية الوحدة بين دولها، وأصبحت تدرك أن سبيل ذلك لا يمكن أن يتم إلا من خلال الجانب العسكري المستقل عن الهيمنة العسكرية الأمريكية.
إن هذا التململ الأوروبي من السطوة الأمريكية هو مجرد بداية لشرخ غربي عظيم بين ضفتي الأطلسي سيتسع في المستقبل ليتحول إلى صدام مباشر بين أمريكا وأوروبا مفسحاً المجال لبروز قوة إسلامية عالمية جديدة بدأت ملامحها تبدو للعيان في طول البلاد الإسلامية وعرضها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق