الثلاثاء، 2 ديسمبر 2008

السلطة الفلسطينية تنشر مبادرة ( الاستسلام) العربية بملايين الدولارات

السلطة الفلسطينية تنشر مبادرة ( الاستسلام) العربية بملايين الدولارات

تعليق سياسي

تنشط السلطة الفلسطينية في هذه الأيام بنشر ما يُسمى بمبادرة السلام العربية في الصحف اليهودية والعربية البارزة وكذلك في الصحف الأمريكية والبريطانية الشهيرة والتي يكلف الإعلان الواحد في صفحاتها ما يزيد عن 150 ألف دولار في الوقت الذي يتعرض فيه مليون ونصف المليون من فلسطينيي قطاع غزة إلى حصار خانق لا يتمكن معظمهم مع هذا الحصار من الحصول على رغيف الخبز أو حبة الدواء.
وتتضمن إعلانات الدعاية التي تنشرها السلطة للمبادرة الخيانية إظهار أعلام سبعة وخمسين كياناً من كيانات المسلمين مضاف إليها شعار منظمة المؤتمر الإسلامي إلى جانب علم دولة يهود للدلالة على استعداد جميع الدول القائمة في العالم الإسلامي للاعتراف بكيان يهود وللتطبيع الشامل معه لقاء انسحابه من الضفة الغربية.
إن هذا التهافت الذليل لسلطة عباس على الاستسلام لكيان يهود، وهذا الاستجداء المتواصل من الدول الكبرى للدخول مع دولة العدو اليهودي في عملية انبطاح شاملة، لا يقتصر فقط على سلطة عباس الذليلة وحسب، وإنما يشمل أيضاً جميع الدول العربية والقائمة في العالم الإسلامي.
إن مجرد كون هذه الدول الخانعة لأميركا والغرب لم تعترض على وضع أعلامها إلى جانب علم دولة يهود يعني بالضرورة موافقتها على التهافت. والاستثناء الوحيد الذي من هذا الخنوع جاء من الجمهورية الإيرانية التي احتجت على وضع علمها في الإعلان وطالبت بإزالته، فيما لم تحتج أية دولة أخرى من الدول السبع والخمسين عليه.
إن هذه الدول العاجزة والمتلهفة على الاعتراف بدولة يهود والتي رضيت بأن يتحدث باسمها جميعاً رجل عاجز كمحمود عباس لا يستطيع الانتقال من مكان لآخر إلا بإذن من الاحتلال، والذي يفاخر متبجحاً بأنه لا يؤمن بالجهاد ولا بالقتال ضد العدو اليهودي تحت أي ظرف من الظروف، والذي يصر في كل مناسبة على أنه "لا يمكن الوصول إلى حل للقضية الفلسطينية إلا عبر المفاوضات وبالطرق السلمية فقط"، إن دولاً كهذه، تُفوض رجلاً كهذا لينوب عنها في التفاوض مع كيان يهود، لا تستحق أن تمثل شعوب الأمة الإسلامية التي تعتنق عقيدة قتالية كالعقيدة الإسلامية، والتي تجعل من الجهاد الطريق الشرعي الوحيد لحمل الدعوة ونشر الإسلام، وواجب على الشعوب إسقاطها وإزالتها من الوجود.

ليست هناك تعليقات: