هذه مدونة سياسية خاصة غير متأثرة بأي وجهة نظر سياسية حكومية ولا محسوبة على أية جهة رسمية. والمواد السياسية المنشورة فيها متجددة متنوعة تتضمن عناوين إخبارية وتعليقات سياسية وأبحاث سياسية ومواد أخرى.أرحب بجميع المشاركات والتعقيبات والاستفسارات ذات الصلة.
الأربعاء، 31 ديسمبر 2008
أجهزة دايتون الفلسطينية تعتقل مطارداً منذ اثني عشر عاماً
أعلنت أجهزة الأمن الفلسطينية التابعة لسلطة الجنرال الأمريكي دايتون في مدينة نابلس عن اعتقال رجب عوني توفيق الشريف خلال عملية وصفت بالمعقدة، بعد إعداد استمر شهرين.
وذكرت كتائب القسام أن الشريف كانت تطارده قوات الاحتلال اليهودي منذ العام 1996م، بينما كانت تطارده القوات الأمنية الفلسطينية منذ العام 1998م.
وقال أبو عبيدة الناطق باسم الكتائب: "على الرغم من هذه المطاردات إلا أن الشريف بقي مطارداً حتى اعتقلته أجهزة سلطة عباس عندما كان متوجهاً إلى أهله –الأسبوع الماضي- وهذا يدل على أن تعاون السلطة الأمني مع قوات الاحتلال ضد المقاومة الفلسطينية بلغ أعلى مدى بشكل خطير جداً وغير مسبوق".
إن هذا التعاون الأمني بين أجهزة دايتون/عباس وبين الأجهزة الأمنية اليهودية هو جزء لا يتجزأ من التزامات السلطة الفلسطينية العميلة وفقاً لخطة خارطة الطريق.
الأحد، 28 ديسمبر 2008
النظام المصري الحاكم شيمته الغدر
أضاف النظام المصري الحاكم إلى قائمة إنجازاته الخبيثة العديدة صفة قبيحة جديدة أخرى تُضاف إلى صفات العمالة والنذالة والخيانة الموسوم بها منذ تأسيسه، ألا وهي صفة الغدر التي تجلت بشكل واضح في المجازر الوحشية الرهيبة التي اقترفتها دولة العدو اليهودي في قطاع غزة.
فقد أوهم المسؤولون المصريون قادة حركة حماس بأنه لا توجد هجمة عسكرية ( إسرائيلية ) على غزة يوم السبت، وطمأنوهم بأن الحكومة المصرية تبحث مع ( الإسرائيليين ) في إمكانية تمديد التهدئة لفترات مؤقتة جديدة، وفي ضرورة الحفاظ على الهدؤ النسبي في القطاع.
وركنت حركة حماس لتلك التطمينات المصرية، وتوجه العسكريون إلى مواقع عملهم كالمعتاد في يوم السبت مصدقين ما قاله لهم المسؤولون المصريون، ووقعت المجزرة التي أعدت بليل، وقتل في ساعة واحدة أكثر من مائتين عسكري في مقراتهم، وأصيب المئات منهم في ساعة الذروة من ذلك اليوم المشؤوم.
لقد تسببت هذه المؤامرة الغادرة الدنيئة بين دولة العدو اليهودي وبين النظام المصري في استشهاد هذا العدد الكبير من المقاتلين في أقل من ساعة واحدة.
وقد أشار إلى هذه المؤامرة لمرة واحدة في وسائل الإعلام الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم لقناة الجزيرة بقوله إن "القيادات المصرية كانت على علم بالعمليات العسكرية الإسرائيلية وأنها اتصلت بمسؤولين من حركة حماس وأبلغتهم بأن الوضع سيكون اليوم هادئاً وبأن المعابر ستفتح، لكن ما حدث هو حرب إبادة".
وما جعل الحيلة تنطلي أكثر على حماس ما جاء في موقع (قضايا مركزية) حيث ذكر: أن " مصر قد طلبت من إسرائيل أن تضبط نفسها، وأن تصبر لأسبوع أو أسبوعين آخرين حتى تتمكن القاهرة من إعادة بلورة تهدئة جديدة تقوم بوساطتها مصر بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية برام الله".
وربما اطمأنّ قادة حماس إلى صدقية تلك الوعود المصرية عندما اقترنت بما تم تسريبه من مواقف أمير كية مؤيدة للتهدئة أشار إليها نفس الموقع المذكور فذكر أن "الإدارة الأمريكية قد ضغطت بشدة على إسرائيل لقبول العرض المصري ولإعطاء الرئيس مبارك فرصة لإيفاد وزير المخابرات المصري اللواء عمرو سليمان كي يعيد الهدوء للمنطقة منوهاً إلى أن إسرائيل وافقت على ذلك بالتزامن مع قيامها بحملة إعلامية عالمية لتبرير موقفها القادم".
وهكذا شارك النظام المصري العميل في التخطيط لهذه المذبحة المروعة الذي راح ضحيتها المئات من خيار المقاتلين مشاركة فعلية تجلّى فيها الغدر بكل صوره و أبعاده.
إن من بديهيات العبر المستخلصة التي على حركة حماس أن تدركها وأن تحفظها عن ظهر قلب من هذه الفاجعة هي عدم الركون إلى هذا النظام المصري المجرم بأي صورة من الصور، فلا توجد أي ذريعة لحماس بعد الآن للتعامل مع هذا النظام، والأفضل لها أن تعمل مباشرة مع القوى الجماهيرية في مصر لفضحه وخلعه، ولا يوجد لديها ما تخسره.
أمّا إن هي تطلعت إلى سلطة هزيلة وراعت هذا النظام الغادر، وتعاونت معه مرة ثانية، فلن ينالها منه إلاّ الأذى والسقوط في مستنقع النظام العربي السقيم.
الجمعة، 26 ديسمبر 2008
ظهور أدلة جديدة على عمالة أنظمة الحكم العربية
قد لا يحتاج المرء إلى أدلة جديدة لإثبات عمالة وخيانة أنظمة الحكم العربية، فعمالتها وخيانتها ثابتة بالأدلة القاطعة منذ نشأتها، وأعمالها السياسية اليومية تؤكد تلك العمالة والخيانة بما لا يدع مجالاً للشك، والنتائج المحسوسة لتلك الأعمال التي تخدم أعداء الأمة لهي أكبر دليل على ذلك.
فهذه الأنظمة قد أعلنت الحرب على شعوبها منذ اللحظة التي حاربت فيها الإسلام كنظام حياة، ولاحقت حملة الدعوة الإسلامية، وتبنت السياسات العلمانية للدول الغربية الاستعمارية، وقامت بقمع أي توجه سياسي لا يتطابق مع تلك السياسات المعادية للشعوب الإسلامية.
لقد أدركت عامة الشعوب العربية مبكراً تبعية أنظمة الحكم العربية وخنوعها للدول الغربية، كما أدركت خيانتها وعمالتها، لكنها مع ذلك الإدراك فإنها لم تضطلع بصورة كافية على الإثباتات التي تدمغها، وتكشف حقيقتها بالأدلة والوثائق، وذلك بسبب الحظر الشديد الذي كان مفروضاً على نشرها لعدم إحراج الأنظمة.
إلاّ أنّ ذلك الحظر خُفف قليلاً بعد انطلاق ثورة المعلومات، وبعد سعي أمريكا إلى نشر ديمقراطيتها في البلدان العربية والإسلامية. فلم تعد أمريكا تبالي كثيراً بفضح عملائها وعملاء الدول الغربية الأخرى بشكل عام، وتابعتها في ذلك بريطانيا وفرنسا وسائر الدول الغربية الأخرى التي أصبحت تريد من أنظمة الحكم العربية أن تعلن على الملأ نبذها للقيم الإسلامية الحقيقية وولائها للحضارة الغربية وقيمها الفكرية.
ومن أحدث الأدلة التي ظهرت مؤخراً عن عمالة أنظمة الحكم العربية الأدلة التالية:
1- وثيقة اعتراف الملك عبد العزيز ببيع فلسطين لليهود: وهي وان كانت معروفة من قبل للمشتغلين بالتوثيق، ولكنها لم تكن متاحة للعامة بأدلة واضحة كما هو حالها اليوم. وهذه الوثيقة تكشف عن تعهد الملك السعودي السابق "عبد العزيز آل سعود" للمندوب البريطاني "برسي كوكس" بإعطاء فلسطين لليهود وفقاً للنص الحرفي الذي تضمنته الوثيقة وهو:(بسم الله الرحمن الرحيم .. أنا السلطان عبد العزيز بن عبد الرحمن آل الفيصل آل سعود، أقرّ وأعترف ألف مرة، لسير برسي كوكس؛ مندوب بريطانيا العظمى، لا مانع عندي من إعطاء فلسطين للمساكين اليهود أو غيرهم، كما تراه بريطانيا، التي لا أخرج عن رأيها، حتى تصيح الساعة..).وقد أشارت صحيفة "الثبات" إلى هذه الوثيقة في عددها الصادر في 25/12/2008 وقالت بأن الملك "عبد العزيز" وقع الوثيقة بخاتمه، كما سردت بعض الأحداث التي تثبت ذلك مثل:" إحباط السعودية لثورة 1936 الفلسطينية، ودورها في نكبة 1948، وإرسال فيصل رسالة إلى جونسون (الرئيس الأمير كي السابق) يطلب منه فيها عام 1967 إخراج القوات المصرية من اليمن، وبجعل إسرائيل تحتل مص وسوريا، وأخيراً دعم السعودية للسادات.... الخ، ونوّهت الصحيفة كذلك إلى وجود صلة بين هذه الوثيقة و بين كتاب كان قد أرسله "جون فيلبي" من منفاه في بيروت عام 1952 إلى الملك سعود وولي عهده فيصل، مع رئيس وزراء لبناني راحل، يهدد فيه السعودية بنشره إذا لم يعد إلى "وطنه الأصلي نجد"، كما قال "فيلبي" في كتابه (الرسالة): "إن عبد العزيز وقعها في مؤتمر العقير، بناء على طلبي، لنثبت للمخابرات الإنكليزية حسن نوايا عبد العزيز تجاه اليهود، بعدما جمدت المخابرات البريطانية مرتّبه الشهري البالغ (500) جنيه إسترليني، فراح يبكي أمامي شاكياً أحواله، واستخرج القلم من جيبه المتدلي (من صدره إلى سرته)، وكتب موافقته على (إعطاء فلسطين وطناً لليهود المساكين)".
2- هدايا عربية جديدة لرايس ولورا بوش: لقد بات واضحاً أن تقديم الحكام العرب هدايا ثمينة لزعماء الدول الكبرى وذويهم هو نوع إجباري من الولاء السياسي يتوجب على الحكام العملاء تقديمه لقادة الدول الكبرى والمتنفذة، ومن آخر ما نشرته وكالات الأنباء من هدايا ما أوردته صحيفة ذي غارديان البريطانية من أن وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس قد تلقت في يناير/كانون ثاني الماضي قلادة من الزمرد والماس وخاتماً وسواراً يزن 19 قيراطاً من الذهب الأبيض من الملك الأردني عبد الله الثاني، وتقدر الصحيفة قيمة هذه المجوهرات ب( 147) ألف دولار، وأضافت الصحيفة إن ملك السعودية عبد الله أهدى رايس قلادة من ألماس و أقراطاً وسواراً وخاتماً بقيمة (165) ألف دولار، وأما أل (بي بي سي) فأضافت هدية أخرى قدّمها الملك السعودي لعقيلة الرئيس الأمريكي لورا بوش وهي عبارة عن مجوهرات من الياقوت الأزرق والماس بقيمة (85) ألف دولار.
وذُكرت هذه الهدايا في الصحافة ووكالات الأنباء بمناسبة قرب مغادرة إدارة بوش للسلطة، وهو الأمر الذي يعني أن كثيراً من الزعماء الغربيين الذين ما زالوا في السلطة لا تظهر هداياهم التي تلقوها من الحكام العرب إلاّ بعد مغادرتهم للسلطة، وذلك باعتباره عرفاً إعلامياً جديداً في الغرب، وهذا سيفضح الحكام العرب على هداياهم السخية للحكام الغربيين كلما أزفت فترات حكمهم.
3- تجسس أجهزة السلطة الفلسطينية على البلدان الإسلامية لصالح مخابرات الدول الكبرى: في مقابلة له مع الجزيرة في برنامج بلا حدود تحدث العضو في المكتب السياسي لحركة حماس محمد نزال عن علاقة الأجهزة الأمنية الفلسطينية مع الأجهزة الأمريكية والبريطانية والفرنسية واليهودية وغيرها، وأظهر مستندات ووثائق قال بأنه مستعد لإثباتها ومقاضاة السلطة الفلسطينية عليها أمام الشعب الفلسطيني، وذكر نزال أن من بين الدول التي شملها تجسس الاستخبارات الفلسطينية الباكستان والسعودية واليمن وليبيا والمغرب وعمان ومصر وقطر والسودان وجيبوتي والصومال، وأشار إلى أن حركة حماس سلّمت وثائق بهذا الشأن لبعض هذه الدول.
ومن الوثائق التي لفتت الأنظار تصوير الاستخبارات الفلسطينية للمفاعل النووي الباكستاني بقصد قصفه، ومنها وثيقة عن مصنع الشفاء السوداني الذي قصف من قبل الأمريكان في العام 1998 بعد تلك الوثيقة.
ومن تلك الوثائق تتبع تحركات التنظيمات الإسلامية والجهادية في فرنسا و السودان والهند وكشمير وفي عدة بلدان أخرى لحساب المخابرات الفرنسية وغيرها.
هذه مجرد عينات بسيطة عن طبيعة أنظمة الحكم العربية العميلة، وهذه هي بعض الأدلة الجديدة التي ظهرت في أسبوع واحد فقط.
الأربعاء، 24 ديسمبر 2008
التطبيع التدريجي مع كيان يهود شرط أوروبا المسبق لتفعيل المبادرة العربية
التطبيع التدريجي مع كيان يهود شرط أوروبا المسبق لتفعيل المبادرة العربية
تتحرك الدول الأوروبية بشكل ملفت للنظر للدفع نحو تطبيع تدريجي وعلني بين جميع الدول العربية ودولة يهود في بادرة جديدة منها لتفعيل المبادرة العربية الاستسلامية مع دولة يهود.
فقد تحدث وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في المحافل الدولية عن المبادرة العربية وكال لها المديح، ووصفها بالمبادرة التاريخية، ولكنه ربط تطبيقها بشرط مسبق وهو التطبيع التدريجي بين الدول العربية ودولة يهود، و اعتبر ذلك التطبيع بادرة ضرورية لكسر ما أسماه "الحاجز النفسي" بين العرب واليهود من أجل إحياء تلك المبادرة السقيمة الميتة ونفخ الروح فيها.
ومقابل هذا التطبيع العربي التدريجي الفوري مع الدولة اليهودية والذي يبدأ بفتح خطوط للطيران، وبالتعاون الاقتصادي والاستثمارات بين الدول العربية وكيان يهود، طالب الدولة اليهودية بالمقابل بوقف الاستيطان فقط.
وهكذا تحاول الدول الأوروبية أن تحجز لها مكاناً إلى جانب الأمريكيين في منطقة الشرق الأوسط، وذلك من خلال سعيها لابتزاز الدول العربية الذليلة لحملها على تقديم المزيد من التنازلات المهينة إرضاءً لدولة العدو اليهودي.
ميزان القوى في الصومال يميل نحو المقاتلين الإسلاميين
ميزان القوى في الصومال يميل نحو المقاتلين الإسلاميين
تتغير موازين القوى في الصومال بسرعة قياسية فقد تمكن المجاهدون الصوماليون الأسبوع الماضي من الوصول إلى مسافة قريبة جداً من أسوار القصر الرئاسي في العاصمة الصومالية مقديشو واشتبكوا بضراوة مع حراس القصر، ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتقدم فيها المجاهدون إلى تلك المواقع الحساسة في العاصمة فقد تكررت هجمات المجاهدين على المجمع الحكومي الذي يوجد بداخله القصر عدة مرات، مع العلم بأنه يخضع لحراسة أمنية مشددة تشارك في مهمة حراسته قوات الاحتلال الإثيوبية والأفريقية بالإضافة إلى قوات الحكومة العميلة.
ولم تجد قوات الاحتلال والقوات التابعة لها أي وسيلة ترد بها على هجمات المجاهدين المتكررة على القصر الرئاسي سوى قيامها بقصف عشوائي لسوق بكارا المكتظ بالمارة، وقصف الأحياء السكنية المجاورة له، كأسلوب وحيد تستخدمه للانتقام من هجمات المجاهدين.
إن الصومال يقترب يوماً بعد يوم من السقوط في قبضة الإسلاميين، فقوات الاحتلال الإثيوبية والأفريقية تتهيأ للهروب من الصومال نهاية هذا العام، بينما تقوم حركة الشباب المجاهدين باكتساح الأراضي الصومالية، وتتساقط أمامها المدينة تلو الأخرى، فيما تتعثر ما تسمى بعملية السلام التي يراد منها تقاسم السلطة في الصومال بين الحكومة العميلة من جهة وبين شيخ شريف شيخ أحمد رئيس أحد جناحي المحاكم الشرعية الذي عاد مطلع هذا الشهر من جيبوتي إلى الصومال ليتقاسم السلطة مع الحكومة بناء على اتفاق جيبوتي الذي رعته دول الايغاد بالتنسيق مع أمريكا، خاصة وأن الرئيس الصومالي ورئيس وزرائه الجديد قد استقالا بعد أن فشل الرئيس الصومالي في إقالة رئيس الوزراء القديم لوقوف البرلمان إلى جانبه.
الثلاثاء، 23 ديسمبر 2008
أميركا تتصل بحركات التمرد في دار فور لمنعها من مهاجمة المدن السودانية
بلغ الصراع الأمريكي الأوروبي في السودان مرحلة أصبحت أمريكا فيها لا تتورع عن الاتصال المباشر مع حركات التمرد في دارفور والتي تدعمها القوى الأوروبية من خلال دولة تشاد، فقد اعترف جبريل إبراهيم أحد قادة حركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور بأن المبعوث الأمريكي للسودان ريتشارد وليامسون قد طلب في مكالمة هاتفية مع رئيس الحركة خليل إبراهيم إيقاف تحرك عسكري تردد أن حركة العدل والمساواة تنوي شنّه على بعض المدن السودانية في إقليم دارفور. وقال جبريل إبراهيم بأن رئيس الحركة ناقش مع المبعوث الأمريكي القضايا المتعلقة بالعملية السلمية في دار فور.
رئيس المخابرات المصرية يطالب جيش الاحتلال اليهودي باستهداف رؤوس المقاومة في غزة
ذكرت صحيفة معاريف اليهودية أن رئيس جهاز المخابرات المصرية عمر سليمان طالب الكيان اليهودي باستهداف قادة حماس، وقالت بأنه شجَّع المسؤولين اليهود، وحرَّضهم ضد حركة حماس، وأنه تفوه بألفاظ حادة ضد الحركة.
ومن جهته شكَّك موسى أبو مرزوق نائب رئيس حركة حماس في صدقية الصحيفة، وقال بأن ما أوردته أمر لا يصدق، ووصف عمر سليمان بأنه رجل وطني لا يصدر عنه مثل هذا الكلام !!، ولكنه مع ذلك طالبه بتكذيب هذا النبأ، إلا أن الأخير لم يصدر عنه أي تصريح ينفي ما نُسب إليه.
الخميس، 18 ديسمبر 2008
احتدام الجدل العقيم بين طرفي السلطة على منصب الرئاسة
في التاسع من شهر كانون ثاني ( يناير ) من العام 2009 تنتهي قانونياً الولاية الرئاسية لمحمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية الهزيلة التابعة للاحتلال اليهودي في فلسطين، ويصبح بعد ذلك التاريخ منصب الرئيس شاغراً ينتافس عليه طرفا السلطة في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وها هو الجدال السياسي والقانوني العقيم يحتدم في هذه الأيام بين الطرفين، وقد أخذ منهما مأخذاً عظيما، بحيث بات يدعي كل منهما أحقيته بذلك المنصب التافه. وها هما يحتكمان لما يُسمى بالدستور الفلسطيني، ويستدلّان بمواد معينة فيه لإثبات موقفيهما منه.
فسلطة رام الله مدعومة بحركة فتح تريد التمديد لعباس عاماً آخر، وحركة حماس تريد تنصيب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أو نائبه رئيساً مؤقتاً للسلطة ريثما تجري عملية انتخابات جديدة لرئاسة السلطة.
إن هذه الخلافات السياسية والقانونية بين فتح وحماس على رئاسة السلطة العقيمة بالإضافة إلى كونها مزّقت الوطن إلى وطنين والشعب إلى شعبين، فإنها أيضاً قد استنزفت قوى الفلسطينيين، وأشغلتهم عن قضاياهم الجوهرية، وقدّمت الذرائع والمبررات للدول العربية المتخاذلة لقيامها بالمزيد من التفريط بالقضية الفلسطينية، وعدم تقديم يد المساعدة والعون للفلسطينيين الذين هم في أمس الحاجة إليها.
على أن مواقف الطرفين من مسألة تنصيب رئيس للسلطة هي مواقف غير شرعية ولا تسند إلى أية مرجعية إسلامية، فحماس كفتح كلتاهما يحتكمان إلى دستور لم تؤخذ مواده من أحكام الشرع الإسلامي، ولم تستند أي من قوانينه إلى الكتاب والسنة.
فما يُسمى بالدستور الفلسطيني هو في الواقع دستور غير شرعي وغير إسلامي، ولا يجوز شرعاً لمسلم قط أن يلتزم بأحكامه إطلاقاً، وهو دستور باطل كسائر الدساتير والقوانين الوضعية التي لا يجوز الأخذ بأي من نصوصه أومواده.
وهو علاوة على بطلانه ومخالفة نصوصه الصريحة مع نصوص الكتاب والسنة، فقد تم انبثاقه عن اتفاقية اوسلو الخيانية التي انبثقت عنها السلطة الفلسطينية، تلك السلطة التي التزمت بالاعتراف بحق كيان يهود بالوجود على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، وهو ما يعني واقعياً التنازل عن جوالي 80 % من ما يُعرف بفلسطين التاريخية.
إن من الخطأ القاتل بل من الخطيئة المميتة على أية حركة فلسطينية تدّعي الإخلاص أن تتحاكم لدستور تمت صياغته برعاية أمريكية ورضا من دولة يهود. وبالتالي فلا معنى لأية مبررات يتم سوقها للناس للقبول بمثل هذا الدستور المدمر.
لقد كان أجدر بهؤلاء الذين يتقاتلون كما يتقاتل الصيادون على جلد الدب قبل صيده، لقد كان أجدر بهم أن ينفضوا أيديهم من أرجاس السلطة وأدناسها، وأن يعملوا - إن أرادوا الفلاح- مع قوى الأمة الحقيقية في جميع البلدان الإسلامية - لا سيما دول الجوار منها - لمقارعة القوى الاستعمارية وعملائها بلا مهادنة ولا مفاوضة ولا مداهنة، وأن يجعلوا من صراعهم مع دولة يهود صراع وجود لا صراع حدود، وأن ينبذوا شعارات الوطنية والقومية والمذهبية المشتتة لقوى الأمة الواحدة، وأن يعملوا للتحرير الحقيقي من منطلق مبدئي عقائدي، وليس من منطلقات محلية أو إقليمية ضيقة، وبذلك فقط ينجحون و ينتصرون.
الاثنين، 15 ديسمبر 2008
الأوروبيون يضعون أسس الاتحاد العسكري فيما بينهم بعيداً عن الهيمنة الأمريكية
أسفرت اجتماعات قمة دول الاتحاد الأوروبي عن نتائج اقتصادية وسياسية مهمة على صعيد تنسيق مواقف دول القارة لتحويلها كقوة عظمى اقتصادية وسياسية وعسكرية.
وما بدا ملفتاً أكثر من غيره في تلك القمة تأكيد دول المجموعة على استقلالية أوروبا عسكرياً عن الهيمنة الأمريكية، فقد شدَّد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يوم الجمعة الفائت على أن أوروبا "لا يمكنها أن تكون قزماً عسكرياً، وعليها أن تحافظ على حرية تحركها إلى جانب تعاونها مع حلف الناتو وصداقتها مع الولايات المتحدة".
وأوضح ساركوزي علاقة الاتحاد الأوروبي بالحلف فقال: "عندما تحدثنا عن الدفاع الأوروبي لم أجد حرجاً في التحدث عن تعاون مع الحلف الأطلسي مع احتفاظ أوروبا بحرية تحركها".
وبيَّن ساركوزي أن على الأوروبيين أن يفهموا "أنهم غير ملزمين بالاختيار بين صداقة الولايات المتحدة والسياسة الدفاعية المستقلة لأوروبا"، وأكَّد أن "علينا القيام بالأمرين".
واعتبر ساركوزي أن هذا يعتبر أنه "تقدم تاريخي"، وأكَّد بقوله: "إن أصدقاءنا البريطانيين مستعدون للمضي قدماً في ذلك".
إن هذه التحركات الاستقلالية الأوروبية تدل على أن أوروبا بدأت تعي أهمية الوحدة بين دولها، وأصبحت تدرك أن سبيل ذلك لا يمكن أن يتم إلا من خلال الجانب العسكري المستقل عن الهيمنة العسكرية الأمريكية.
إن هذا التململ الأوروبي من السطوة الأمريكية هو مجرد بداية لشرخ غربي عظيم بين ضفتي الأطلسي سيتسع في المستقبل ليتحول إلى صدام مباشر بين أمريكا وأوروبا مفسحاً المجال لبروز قوة إسلامية عالمية جديدة بدأت ملامحها تبدو للعيان في طول البلاد الإسلامية وعرضها.
الضغوط الدولية على باكستان تلقى استجابة من القيادة الباكستانية الذليلة
بعد زيارات وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس ومساعدها جون نيغروبنتي ورئيس الوزراء البريطاني إلى كل من الهند وباكستان وإطلاق تصريحات مؤيدة للهند وضاغطة على باكستان منها قول رايس: "إن الموقف خطير ويتعين على باكستان التحرك وبقوة، كما أن الهند لازمت الصواب بإصرارها على تقديم مدبري هجمات مومباي للعدالة" بعد كل هذه الضغوط الأمريكية والهندية على باكستان استجابت الحكومة الباكستانية الذليلة العميلة لهذه الضغوط وقامت بحملة اعقالات مسعورة ضد أتباع حركات إسلامية لا علاقة لها بتفجيرات مومباي، وقد طالت هذه الاعتقالات مئات من أفراد جماعة الدعوة الخيرية وأغلقت 30 مكتباً وأربعة مستشفيات تابعة لها.
وإضافة إلى هذه الاعتقالات والإغلاقات التعسفية قامت السلطات الباكستانية بتجميد الأصول المالية للجماعة على الرغم من أنها تعمل وفقاً للقوانين المرعية في الدولة.
لكن هذه الإجراءات الظالمة التي قامت بها السلطات الباكستانية استجابة للأوامر الأمريكية لن تثني التفاف الباكستانيين حول الحركات الإسلامية المجاهدة ولن تستطيع إيقاف المد الإسلامي الثائر في تلك المنطقة.
هجوم جديد على خطوط الإمدادات لحلف الناتو
شنَّ مجاهدو حركة طالبان –باكستان- هجوماً هو الخامس من نوعه استهدف موقفاً خاصاً لتجمع الآليات والعربات التي تغذي خطوط تموين قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان.
ودُمِّر في هذا الهجوم الجديد عشر آليات بينها ثلاث شاحنات محملة بالبضائع المختلفة. وقد سبق هذا الهجوم عدة هجمات نوعية الأسبوع الماضي أسفرت عن إحراق خمسين شاحنة جديدة وأكثر من مائة وخمسين حاوية أخرى تحمل على ظهورها عشرات المركبات العسكرية من نوع همفر.
وعلى إثر تزايد تلك الهجمات شرعت الإدارة الأمريكية بالتفاوض مع دول آسيا الوسطى للبحث عن طرق بديلة لخطوطها التموينية التي تمثل شرايين الحياة بالنسبة لاستمرار وجود قواتها في أفغانستان.
مصرع سبعة جنود بريطانيين وكنديين في أقل من أربع وعشرين ساعة
قام فتى أفغاني لا يزيد عمره عن ثلاثة عشر عاماً بتفجير استشهادي يوم السبت الماضي أدّى إلى مصرع ثلاثة جنود بريطانيين على الفور في إقليم هلمند جنوبي أفغانستان، وقُتل بريطاني رابع جراء انفجار عبوة ناسفة زُرعت على جانب إحدى الطرقات مستهدفة دورية بريطانية في سانغين في نفس ولاية هلمند الأفغانية.
وبهذه الحصيلة الجديدة من القتلى يرتفع عدد الجنود البريطانيين الذين لاقوا مصرعهم منذ غزو أفغانستان في العام 2001م إلى 132 جندياً.
وكان وقع هذه التفجيرات الأخيرة أليماً على الحكومة البريطانية حيث وصف رئيس الوزراء البريطاني مقتل الجنود الأربعة بأنه "خسارة مأساوية".
، وقتل في نفس اليوم ثلاثة جنود كنديين وهو الأمر الذي أذهل العسكرييين البريطانيين والأمريكيين والغربيين بشكل عام من قدرة حركة طالبان على تطوير استراتيجيتها الحربية، وأدركوا أن الحركة قد طوَّرت بسرعة قياسية نوعية العبوات التي تستخدمها لدرجة أنها أصبحت تماثل العبوات المستخدمة لدى قوات حلف شمال الأطلسي، وهذا ما أثار غيظ قادة الحلف إلى جانب دهشتهم.
إن هذه التطورات العسكرية الميدانية النوعية في ساحات القتال الأفغانية جعلت بريطانيا تطالب بتقاسم الأعباء مع غيرها من دول الحلف وجعلت كندا تصمم على سحب جنودها من أفغانستان في الموعد المضروب، كما جعلت باقي الدول الأطلسية التي تشارك قواتها في أفغانستان تقلص من وجودها تدريجياً هناك.
وهكذا أصبحت هذه التطوراتتلقي بظلالها القاتمة على مستقبل وجود القوات الأمريكية والبريطانية ذاتها في أفغانستان.
المظلة النووية الأمريكية في المنطقة هل هي ضد إيران أم لصالحها؟!
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن نية الإدارة الأمريكية الجديدة إنشاء ما يُسمى بالمظلة النووية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط للدفاع عن دولة يهود ضد التهديدات الإيرانية. وقد نقلت صحيفة الحياة عن مصادر أمريكية قريبة من الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون أن " الإدارة الأمريكية الجديدة تراجع ملف المساعدات العسكرية لدول المنطقة، وتدرس فكرة إنشاء" مظلة نووية إقليمية " رادعة للتهديد النووي الإيراني من خلا ل تزويد حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة خصوصاً إسرائيل قوة ردع أمنية تراعي مخاوفها من أي حوار أمريكي – إيراني في شأن الملف النووي، ومن ضيق نافذة الوقت في هذا الملف مع طهران".
إن هذه التسريبات الأمريكية عن تبني فكرة الدفاع عن الكيان اليهودي من خلال إقامة المظلة النووية تحمل في طيّاتها معاني الإقرار والتسليم بالقدرة النووية الإيرانية، ومن ثم معنى القبول بوجود إيران كدولة نووية توازي وتوازن دولة الكيان اليهودي في المنطقة، وهذا يعني أن إدارة أوبانا القادمة - والتي طرحت خيار المفاوضات المباشرة مع إيران على غرار المفاوضات السداسية مع كوريا الشمالية - تُسلّم وتعترف - وحتى قبل استلامها الحكم - بوجود السلاح النووي الإيراني.
وقد أثار هذا الطرح الأمريكي لفكرة المظلة النووية حفيظة مسؤولين أمنيين ( إسرائيليين)، وقالوا بأن ذلك سيمس "بالجهود الدولية لفرملة المشروع الإيراني النووي، وأنه تسليم أمريكي بسلاح نووي في يدي إيران".
ونقلت صحيفة الحياة كذلك عن صحيفة هآرتس ( الإسرائيلية) التي نقلت بدورها عن مصدر أمني ( إسرائيلي ) قوله:" ما الجدوى من هذا التعهد ممن تردد في معالجة الملف الإيراني قبل أن تبلغ طهران قدرات نووية؟ وأي صدقية ستكون لهذا التعهد عندما تصبح إيران نووية؟".
إن هذا التشكيك ( الإسرائيلي ) بهذه المقترحات الأمريكية يُشير إلى أن إيران هي الدولة الوحيدة– المؤهلة أمريكياً- في المنطقة لمنافسة الدولة اليهودية، وهي الدولة الوحيدة أيضاً التي يمكن استخدامها مستقبلاً في تحجيم دولة ( إسرائيل) وكبح جماحها خدمة للمصالح الأمريكية.
الخميس، 11 ديسمبر 2008
الصراع العنيد بين الإرادات في باكستان وأفغانستان
إن ما يجري من صراع سياسي وحضاري حاد في باكستان وأفغانستان، وما تمخض عنه من صراع دموي عنيف هناك، لا يدخل في باب الصراع الدولي، ولا علاقة له بتزاحم الدول الكبرى وتنافسها على النفوذ، وإنما هو صراع حضاري ومبدئي، بين فكر وقكر، وبين وحضارة وحضارة.
ذلك أن الصراع الدولي يكون طرفاه أو تكون أطرافه من الدول الفاعلة، بينما تكون الدول التابعة مجرد أدوات لذلك الصراع. وحركة طالبان سواء في أفغانستان أو في باكستان تقاتل جميع الدول التي تتواجد لها قوات في المنطقة، لا فرق بين القوات الأمريكية والأطلسية، أو بين القوات العميلة لها كالقوات الأفغانسية والباكستانية.
فحقيقة الصراع الدائر هناك هو بين حركة جهادية وبين قوات أجنبية، ومعها قوات محلية تابعة لها، فالقوات الرسمية للدول إذاً تقف جميعها في خندق واحد ضد قوات الحركة.
وبينما يحتدم الصراع في أفغانستان وفي المناطق القبلية في باكستان يقف الشعب بمعظمه إلى جانب الحركة الجهادية إلا قليلاً من المرتزقة. و في الأسبوع الماضي تمكنت حركة طالبان من تدمير مئات الحاويات والشاحنات المحملة بالعربات العسكرية وبالإمدادات الحيوية لأكثر من ثلاثة وخمسين ألف جندي أمريكي وغربي ينتشرون في مواقع عسكرية مختلفة في أفغانستان.
إن طرق الإمدادات هذه التي تمر في باكستان انطلاقاً من مرفأ كراتشي على المحيط الهندي وصولاً إلى ممر خيبر المؤدي إلى الأراضي الأفغانية، إن هذه الطرق التي تغذي قوات الاحتلال بحوالي 80% من حاجاتها من المواد التموينية والعسكرية قد باتت في حكم المعدومة، لأن التهديدات الفعلية قد ساهمت في تقويضها خاصة إذا استمرت هجمات المجاهدين فيها بنفس تلك الوتيرة.
وبما أن خطوط الإمدادات للجنود تعتبر من ناحية عسكرية واستراتيجية بمثابة شرايين الحياة للجيوش، فإن قطعها يعني الهلاك المحقق بالنسبة لها. لذلك سارعت أمريكا في البحث عن خطوط إمدادات بديلة تمر عبر أذربيجان وتركمنستان في آسيا الوسطى. فنجاح حركة طالبان في تكرار هجماتها على تلك الخطوط قد وصلت إلى درجة أنها أصبحت تقدم إيصالات للسائقين الذين تحرق الشاحنات التي يقودونها ليقدموها دليلاً للأمريكان لإثبات أن الحركة هي التي دمرتها وليس السائقين أنفسهم. ولقد تفادت حركة طالبان أخطاء حركة المقاومة الجهادية في العراق والتي كانت تقاتل كل من له أدنى صلة بالاحتلال أو بالحكومة التابعة لها، وهذا ما أكسب الحركة تأييداً كاسحاً في أوساط السكان الذين تحولوا بسبب ذلك الأسلوب الذكي إلى حاضنة حقيقية للحركة، وهو ما لم يحصل في العراق.
وإذا استمر الوضع في أفغانستان وباكستان على هذا النحو فيستحيل أن تتمكن قوات الاحتلال والقوات الباكستانية والأفغانية من إلحاق الهزيمة بحركة طالبان التي باتت تستمد قوتها من احتضان الجماهير لها.
والتاريخ يحدثنا بأن أية قوة استعمارية مهما بلغت قوتها العسكرية فإنها لم تفلح في القضاء على حركة مقاومة شعبية حقيقية، لأن الصراع في هذه الحالة أصبح صراعاً بين قوى استعمارية غاشمة ومعها قوى محلية عميلة من جهة، وبين قوة الأمة أو الشعب تمثلها حركة جهادية مستندة إلى فكرة عقائدية.
و الصراع الذي يكون على هذا النحو سيطول ويطول، لأنه صراع طبيعي بين إرادة قوى العدوان والظلم والاستكبار من جهة، وبين إرادة شعب يدافع عن معتقداته وعزته وكرامته.
فهو إذاً صراع حقيقي بين إرادتين متناقضتين لا يمكن أن ينتهي إلا بذهاب إحداهما. وبما ان إرادة الشعوب المجاهدة لا تضعف ولا تذوي، فإن إرادة المستعمر سوف تنكسر حتماً على صخرة الجماهير الملتفة حول الحركة المجاهدة، و عندها لا بد للقوى الاستعمارية من أن تفقد الأمل في الحصول على المكاسب المادية التي ترنو للاستحواذ عليها، وهو ما يجعلها تترك النزال وتولي هاربة من ساحة القتال.
فالنتيجة الحتمية لهذا الصراع الدائر في أفغانستان وباكستان باتت محسومة من الآن وهي أن حركة طالبان ستنتصر، وأن أمريكا ومن معها سيولون الدبر، وستكون هزيمتهم في أفغانستان مدوية، وستكون فاتحة الطريق أمام شعوب الأمة لإلحاق هزائم جديدة بالأمريكان ومن والاهم في كل مكان.
الأربعاء، 10 ديسمبر 2008
الفرق بين التعليق السياسي والتحليل السياسي والحديث السياسي
التحليل السياسي يُعرّف بأنه الطريقة التي يتم بها الحكم على أي حدث سياسي في أي منطقة من مناطق العالم. ويعتمد ذلك الحكم على فهم الواقع السياسي لتلك المنطقة أو البلد، وعلى فهم علاقة ذلك الواقع السياسي بالسياسة الدولية وما يسودها من موقف دولي.
أمّا التعليق السياسي فهو تحليل سياسي للحدث أو الخبر، أو لمجموعة أخبار أو مجموعة أحداث، مضاف إليه دعوة للأمة بشأن ما ورد في التعليق أو طلب منها للقيام بعمل سياسي ما بخصوص الحدث أو الخبر من وجهة نظر الطرف المحلل للحدث أو الخبر.
أمّا الحديث السياسي فهو بمثابة دردشات سياسية يتم فيها تناول خبر أو مجموعة أخبار يتم مناقشتها وشرحها وبيان دلالاتها من وجهة نظر خاصة بالطرف المتحدث دون التعقيب عليها بدعوة للأمة ولا بأي طلب آخر.
دور النظام المصري بعيون أمير كية
صدر تقرير حديث عن المعهد الأمريكي لبحوث السياسة الخارجية تحت عنوان (أين تتجه مصر؟) جاء فيه: "إن القاهرة سمحت للطائرات المقاتلة الأمريكية والسفن الحربية بالدخول في المجال الجوي المصري والمياه الإقليمية لها في الأوقات الحاسمة"، وأشار التقرير الذي أعده دانيال كيرتز وهو المرشح لمنصب مبعوث أوباما الخاص في الشرق الأوسط "إن الجيش الأمريكي استفاد كثيراً من المرور عبر قناة السويس قبل وأثناء الحرب على العراق في عام 2003".
وأوضح التقرير أن مصر لا تزال تفعل ذلك حتى الآن "كالتسهيلات للطيران الأمريكي والسفن لعبور قناة السويس التي هي من الأهمية الكبيرة لنشر القوات الأمريكية والعودة من الخليج الفارسي والمحيط الهندي".
وأضاف كيرتز في تقريره: "إن هدف الولايات المتحدة هو جعل مصر قوية بما يكفي لتحمل الضغط والعزلة العربية وليس لجعلها قوية بما يكفي لتهديد إسرائيل".
النظام المصري يتعهد بمنع قيام الدولة الإسلامية
هاجم رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان المصري مصطفى الفقي الأربعاء الفائت مشروع الدولة الإسلامية في قطاع غزة فقال: "إن مصر لا تتحمل إقامة إمارة إسلامية على حدودها الشرقية".
وزعم الفقي "إن إضفاء الطابع الديني على القضية الفلسطينية يؤدي إلى تفتيتها"، وادعى بأن ما يجري منذ استيلاء حماس على السلطة بأنه "تنفيذ لاستراتيجية إسرائيلية وتقديم أكبر خدمة لإسرائيل".
إن هذا النظام بادعاءاته الزائفة هذه يؤكد مدى عدائه الشديد للإسلام والمسلمين، فيقبل بوجود الكيان اليهودي العدواني إلى جواره بينما يرفض وجود كيان إسلامي يريده كل المسلمين، ويسعى لإبقاء القضية الفلسطينية بأيدي العلمانيين الذين ضيَّعوا فلسطين على مدار الستين عاماً الماضية بينما يرفض تولي الإسلاميين لها.
الدول العربية تصدر القمع
نشر مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان تقريراً عن حالة حقوق الإنسان في العالم العربي خلال عام 2008م باسم (الدور الخطير الذي تلعبه الحكومات العربية في تصدير القمع إلى العالم) جاء فيه: "إن القمع قد تزايد بحق دعاة الإصلاح والمدافعين عن حقوق الإنسان والصحافة المستقلة وقادة الاحتجاجات الاجتماعية في البلدان العربية، وأنه اقترن بمساع حثيثة لتصدير القمع الذي فاض عن حاجة العالم العربي من خلال منابر الأمم المتحدة والشراكة الأورومتوسطية التي شهدت ضغوطاً متزايدة من جانب الحكومات العربية للجم أصوات المنظمات غير الحكومية أو إقصائها تماماً من هذه المنابر، وللدفع تجاه إفراغ آليات الحماية الدولية لحقوق الإنسان من مضمونها، وتبني قرارات منافية لمنظومة حقوق الإنسان".
وانتقد التقرير جامعة الدول العربية ووصفها (بدعم النظم الاستبدادية)، وأشار إلى أنها قد تحولت (إلى منصة للهجوم على حرية الرأي والتعبير والحريات الإعلامية)، وأوضح التقرير أن (الحكومات العربية نجحت في التخلص من الضغوط الدولية فيما يتعلق بالإصلاح السياسي ووقف انتهاكات حقوق الإنسان من خلال اتفاقيات الشراكة الأورومتوسطية).
يبدو أن الدول العربية باتت تملك فائضاً من القمع اضطرت إلى البحث له عن أسواق لتصديره.
حصيلة جديدة مرتفعة لقتلى الناتو في أفغانستان
تمكن المجاهدون الأفغان الأسبوع الماضي من قتل سبعة جنود من قوات الاحتلال الأمريكية وقوات الإيساف التابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو). فقد قُتل يوم الجمعة الفائت ثلاثة جنود كنديين وبذلك يصل عدد قتلى الكتيبة الكندية منذ وصولها إلى أفغانستان في العام 2002 إلى مائة قتيل.
وقُتل يوم الخميس جنديان دانمركيان بولاية هلمند ليصل عدد الجنود الدانمركيين الذين سقطوا في أفغانستان منذ قدومهم إليها في العام 2001 إلى تسعة عشر جندياً.
وقتل يوم الأربعاء جنديان أمريكيان ليتجاوز عدد الجنود الأمريكيين الذين سقطوا هناك منذ غزوهم لأفغانستان في العام 2001 المائتين وخمسة عشر قتيلاً.
وبسبب هذا الارتفاع المضطرد في القتلى الأوروبيين تتردد الدول المنضوية في حلف الناتو بإرسال المزيد من جنودها إلى أفغانستان غير آبهة بالضغط الأمريكي عليها، لا سيما وأن كل التقارير الغربية الصادرة عن قيادات قوات الاحتلال في أفغانستان تشير إلى استحالة الحسم العسكري فيها، وتؤكد على ضرورة التعاطي السياسي مع حركة طالبان إذا أُريد لها خروجاً مشرفاً من أفغانستان يحفظ ماء وجهها.
هدايا الزعماء العرب لمسؤولين يهود في مزاد علني
أُقيم في مدينة هرتسليا في فلسطين المحتلة مزاد علني نظمته الدولة اليهودية لبيع الهدايا التي قدَّمها الزعماء العرب لزعماء ومسؤولين يهود. وتدخلت أجهزة المخابرات اليهودية في المعرض وأمرت بمنع إظهار أسماء الزعماء العرب وكتاباتهم على الهدايا لعدم فضح الأنظمة العربية.
ولكنها سمحت مع ذلك بالإفصاح عن بعض المسؤولين العرب الذين قدّموا الهدايا كمحمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية الذي قدَّم هدية لرئيسة الكنيست داليا إيتسيك وهي عبارة عن طقم من الذهب الفاخر والثمين، وتم الإفصاح كذلك عن هدية ملكة الأردن رانيا العبد الله التي قُدِّمت لجهة إسرائيلية تم إخفاء هويتها وهي منفضة كبيرة مليئة بالتحف، كما أنها قامت بالتوقيع على الهدية بخط يدها وهو الأمر الذي رفع من قيمة المنفضة.
والغريب في هذا المزاد أن هدايا عديدة تم تقديمها من قبل الزعماء العرب إلى رئيس الموساد الإسرائيلي مئير دوغان وهو ما يدل على مدى عمق العلاقة الأمنية التي تربط الدول العربية بدولة يهود، فقد أُهدي له ساعات ثمينة من أفخم أنواع الساعات وسلاسل من الأحجار الكريمة المرصعة.
ومن الهدايا الأخرى التي لفتت الانتباه درع ثمينة منقوش عليها بخط عريض (القوات المسلحة الأردنية) وهي مهداة إلى الجيش اليهودي. ومنها أيضاً مجموعة كبيرة من السيجار الفاخر المعروف باسم (كوهيبا) والتي حصل عليها رئيس الحكومة إيهود أولمرت، ومنها كذلك آلة موسيقية ثمينة أُهديت لشارون، ومنها ساعات ثمينة مرصعة بعلم إحدى الدول الخليجية، ومنها ساعات ثمينة أخرى أُهديت لإسحق رابين، ومنها موقد فاخر جداً لشواء اللحم رصع بعدد من الأحجار الكريمة، ومنها كذلك علب مصنعة ومبطنة بقماش أحمر يرجح أنه صنع في سوريا وذلك وفقاً لما نقلته الصحافة اليهودية.
الخميس، 4 ديسمبر 2008
باكستان (الدولة المخيفة) يحكمها أشباه رجال
باكستان (الدولة المخيفة) يحكمها أشباه رجال
تعليق سياسي
منذ أن صرَّح السيناتور جوزيف بايدن والذي أصبح اليوم نائباً للرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما تصريحه الشهير قبل عامين والذي قال فيه: "إن باكستان هي أخطر مكان على وجه الأرض" والأحوال الأمنية والسياسية في شبه القارة الهندية تزداد صعوبة وتعقيداً، فحركة طالبان في أفغانستان تزداد قوتها وتسيطر على المزيد من المقاطعات الأفغانية، وطالبان باكستان تتمدد في منطقة القبائل وتقطع الطريق على القوافل الأمريكية المارة من المرافئ الباكستانية، ومجاهدو كشمير ومجاهدو الهند يقومون بعمليات عسكرية نوعية ضد الاحتلال الهندي، والحكومة الباكستانية العميلة تزداد ضعفاً وهزالاً، كما أنها تفقد ارتباطها بقواعدها الشعبية وتزداد بعداً عن مناصريها القدامى. والأخطر من هذا كله أن الجيش الباكستاني والأجهزة الاستخباراتية الباكستانية تتعرض للاختراقات المتتالية من جانب القوى الإسلامية بحيث أنها باتت تُتهم علانية بدعمها لطالبان ومشاركة بعض عناصرها في قتال الأمريكان.
وجميع المحاولات الأمريكية المتواصلة للتحكم في الجيش الباكستاني قد باءت بالفشل الذريع، وقد صدر تقرير أميركي عن مركز دراسات في أوائل شهر كانون أول ( ديسمبر ) الجاري يؤكد حقيقة كون الدولة الباكستانية هي أكبر تحد لأميركا في مجالي الإرهاب وخطر انتشار أسلحة الدمار الشامل وأوصى التقرير الإدارة الاميركية بالأخذ بما ورد فيه، وأقرت الناطقة الأمير كية باسم البيت الأبيض فيرينو باتفاق إدارة بوش مع التقرير.
ومن هنا لم يكن غريباً أن أبرز الصحف البريطانية صنفت الباكستان كواحدة من مجموعة الدول العشرين الأكثر فشلاً في العالم، ومعلوم أن الدولة الفاشلة في نظر الغرب هي الدولة التي لا يستطيع الغرب التحكم بها تحكماً كاملاً كالصومال على سبيل المثال.
إن على الباكستانيين أن لا يأبهوا لنظرة الغرب السلبية هذه تجاههم، بل إن نظرتها تلك تؤكد على قوة باكستان كشعب وكمجاهدين وكقدرات عسكرية متفوقة.
والهجوم الأخير على بومبي على سبيل المثال وبالرغم من كل التحفظات عليه، يعتبر من وجهة نظر سياسية واستراتيجية مصدر قوة للباكستانيين ضد عدوتهم اللدودة الهند وليس مصدر ضعف كما يفهمه الساسة العملاء في باكستان.
لكن الحكام الجبناء في باكستان قد حولوا نقاط قوة الباكستان إلى نقاط ضعف بسبب سياساتهم الذليلة، فتصريحات الرئيس الباكستاني زرداري للهند ومناشدته لساستها بألا يكون رد فعلهم مبالغاً فيه ضد الباكستان، وحلفه لهم بأغلظ الأيمان بإنزال أشد العقوبات بالمتورطين في التفجيرات مع أنه ينفي أن يكون المهاجمون يحملون أي جنسية، إن تصريحاته الهزيلة هذه دليل على عقم سياسي، وباعث للهند لممارسة المزيد من الضغوط على الباكستان.
وما يقابل هذا الموقف الجبان لزرداري وعصبته الموقف الشجاع لحركة طالبان باكستان في هذه القضية والتي أبدت استعدادها لرص صفوفها إلى جانب الجيش الباكستاني لقتال العدو الهندي الاستراتيجي لباكستان، و تحويل اهتمامه من منطقة القبائل إلى الحدود الشرقية مع الهند.
إن كل محاولات إدارة بوش لتطويع الباكستان قد باءت بالفشل، وستبوء بالفشل كذلك محاولات إدارة أوباما القادمة، ولن تستطيع الهند مساعدة أميركا في احتواء الباكستان لأنها أضعف من أن تجابه الباكستان التي ستبقى باكستان عصية على أعدائها في الخارج وعلى حكامها العملاء في الداخل.
لاريجاني واللغة الازدواجية مع أمريكا
لاريجاني واللغة الازدواجية مع أمريكا
تعليق سياسي
إن ترحيب رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني بإجراء اتصالات مع الكونغرس الأمريكي يعكس الطبيعة المزدوجة للسياسات الإيرانية التي تتعامل مع أمريكا بوجهين، وجه يعادي (الاستكبار الأمريكي) بالكلام، ووجه ينسق السياسات الخارجية الإيرانية بما يتماشى مع السياسات الأمريكية، وما نقلته رويترز ووكالات أنباء أخرى عن لاريجاني قوله: "تلقينا في الماضي رسائل من أعضاء في الكونغرس ومجلس الشيوخ الأمريكي، وأخيراً تلقينا رسالة تشعر أن الوقت حان لإجراء مفاوضات ثانية"، وأضاف: "لم نعط رداً سلبياً وندرسها حالياً".
فهذه التصريحات التي أطلقها لاريجاني وهو المحسوب على الجناح المتشدد للمحافظين في إيران تعكس نفاقاً سياسياً واضحاً تجاه أمريكا، فلاريجاني وأمثاله الذين ملأوا وسائل الإعلام بتصريحاتهم النارية ضد أمريكا في مواقع كثيرة، نجدهم هنا حمائم سلام وديعة في علاقتهم مع الكونغرس الأمريكي.
وأما ادعاؤهم بأن الكونغرس هو غير الحكومة فهو ادعاء مردود عليهم، لأن الكونغرس هو دعامة أساسية للحكم في أمريكا، ومن دونه لا تستطيع أية إدارة أمريكية اتخاذ أي قرار سيادي.
إن عداء المسلمين تجاه الكونغرس يجب أن يكون أكبر من عدائهم تجاه الحكومة الأمريكية، أو على أقل تقدير يجب أن يكون مساوٍ له. أما التمييز بين الحكومة والكونغرس في العداء فهذا يُعتبر نوع من خداع الرأي العام لتحقيق أهداف سياسية أميركية بطرق ملتوية، ومنها فتح قنوات اتصال مهمة مع العدو الأول للأمة الإسلامية.
الدول العربية تنحاز للهند على حساب الباكستان
تعليق سياسي
في وقت تحتاج فيه باكستان إلى من يقف بجوارها بسبب تفجيرات بومبي، وما نجم عنها من ممارسة الضغوط الظالمة عليها من قبل الهند وأمريكا والغرب، في هذا الوقت بالذات تؤازر الدول العربية ممثلة بالجامعة العربية الهند عدوة المسلمين والباكستانيين اللدودة وتدعمها وتعمق علاقاتها بها على كافة المستويات.
فبدلاً من أن تقف الدول العربية إلى جانب مسلمي كشمير المحتلة بلادهم من قبل الهند، وبدلاً من أن تساند أكثر من مائتي مليون هندي مسلم يتعرضون لاضطهاد هندوسي يومي حاقد، بدلاً من ذلك يذهب عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية ليوطد العلاقات العربية الرسمية مع دولة الهند المعتدية على ملايين المسلمين. فقد وقع عمرو موسى هذا نيابة عن مجموع الدول العربية على مذكرة تفاهم تتضمن خطة عمل شاملة للتعاون العربي الهندي المشترك في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية ستترجم بنودها إلى خطوات عملية خلال الفترة المقبلة بحيث تتضمن لقاءات على مستوى القمة وعلى مستويات أخرى بين القادة العرب والقيادة الهندية.
وللتأكيد على مساندة العرب للهند اجتمع عمرو موسى مع كل من رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ ورئيسة الدولة ونائبها ووزير الخارجية ورئيسة التحالف الحاكم سونيا غاندي، ووضع إكليل من الزهور على ضريح المهاتما غاندي زعيم الهند التاريخي، وافتتح المنتدى الهندي العربي الأول بتنسيق مع اليونسكو وبتمثيل سبع عشرة دولة عربية، وأدان باسم جميع العرب التفجيرات التي وقعت في مومبي، ودعا إلى "تضافر الجهود العالمية من أجل مكافحة الإرهاب واقتلاعه من جذوره"، وأكد على "أن العرب لن يتخلوا أو يتراجعوا عن دعمهم للهند في مواجهة فلول الظلام والإرهاب" ويقصد بذلك الإسلاميين.
إن وقوف الجامعة العربية هذه الوقفة القوية مع الهند، وتعزيزها للعلاقات المشتركة بين معظم الدول العربية والدولة الهندية، إنما يعبر عن دعماً عربياً واسعاً ومطلقاً للهند ضد باكستان وضد مسلمي كشمير وضد مسلمي الهند نفسها، وهذا معناه أن حكام العرب قد انحازوا للهندوس ضد المسلمين في باكستان، لأن العلاقات في هذه الحالة لا تقتصر على الأنظمة الحاكمة وإنما تتسع لتشمل الشعوب أيضاً.
فالحكام العرب في وقفتهم الشائنة هذه مع الهند يؤكدون تضامنهم مع ألد أعداء الأمة الإسلامية، ووقوفهم معها يماثل وقوفهم مع كيان يهود ضد أهل فلسطين.
لقد كان حرياً بهم أن يدعموا الباكستانيين المستهدفين من قبل أمريكا والغرب، والمستهدفين كذلك من قبل الهند ودولة يهود بدلاً من أن يدعموا أعداء المسلمين، فالهند لم تنفعهم، ولم تقدم لهم يد العون في أي من قضاياهم الملحة، بل إنها على العكس من ذلك فقد بدأت تمالئ كيان يهود ضدهم.
لكن يبدو أن عمرو موسى الذي غالباً ما يفشل قي جمع كلمة الحكام العرب على موقف واحد، ونجح في جمع كلمتهم في نصرة الهنود أعداء الأمة، يبدو أنه تلقى أوامره هذه المرة مباشرة من أميركا وبريطانيا وتكلم باسم الدول العربية بكل ثقة واطمئنان ومن دون الرجوع إلى الحكام العرب ول حتى مشاورتهم.
الثلاثاء، 2 ديسمبر 2008
مساهمات الدول العربية للاجئين الفلسطينيين شحيحة جداً
خبر و تعليق
قال مسئولون في الوكالة الدولية لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين إن الدول العربية أقل الدول المانحة للأونروا وتشكل مساعدتها واحدا بالمئة فقط من إجمالي المساعدات، وطالبت جمعية بريطانية تساعد اللاجئين الحكومة البريطانية بالضغط على الدول العربية لزيادة مساعداتها للوكالة، واستجاب المسؤولون البريطانيون لطلبها، ووعدوا بالضغط على الدول العربية لزيادة إسهاماتهم المالية لدعم أنشطة الأونروا الإنسانية لمساندة اللاجئين الفلسطينيين، وكانت ناطقة باسم المنظمة الدولية قد قالت: "من الضروري أن يشعر الفلسطينيون بأنهم ليسوا وحدهم وبأن العالم لم يتخلى عنهم".
يمكن بعد قراءة هذا الخبر الخروج بالدلالات السياسية التالية:
أولاً: إن الدول العربية غير معنية بدعم اللاجئين الفلسطينيين ليس منذ الآن وحسب ولكن من أيام النكبة عام 1948، لأنها تعلم من أسيادها علم اليقين بأن لا عودة لهم إلى فلسطين، وأن المطلوب هو توطينهم ودمجهم في النهاية في أماكن لجوئهم، مع وجود بعض الاستثناءات بالنسبة للاجئين في لبنان والذي يؤثر وجودهم على الناحية الديموغرافية، ويؤثر بالتالي على التوازن الطائفي في ذلك البلد.
ثانياً: إن بريطانيا وجمعياتها تلعب بهذه الورقة دور القوة الدولية التي تبدو وكأنها تدافع عن حقوق الفلسطينيين، وتذرف عليهم دموع التماسيح لتبقى لها مكانتها السياسية الفاعلة في المنطقة، وذلك إلى جانب أوراق أخرى موجودة في جعبتها كالعملاء والسفارات والمخابرات وغيرها، وإذا أرادت الأونروا أو الجمعيات التي تقدم مساعدات للاجئين الفلسطينيين من الدول العربية أموالاً فإنها تتوجه إلى بريطانيا وليس إلى الدول العربية نفسها.
ثالثاً: تكريس الشعور لدى الفلسطينيين بأن لا ملجأ لهم سوى الدول الغربية الاستعمارية ومنها بريطانيا، وأن عليهم غسل أيديهم من العرب والمسلمين، لأنهم أقل من يدفع لهم الأموال بالرغم من كونهم يملكون النفط والمال الوفير، وبالرغم من أنهم يدفعون بسخاء مليارات الدولارات للدول الغربية لحاجة ولغير حاجة، وان عبارة أن " العالم لم يتخلى عنهم " تعني أن العرب إذا تخلوا عنهم فان الغرب سيبقى معهم ولن يتخلى عنهم كما فعل العرب.
رابعاً: لو كانت هذه الدول العربية الفاشلة تملك زمام أمورها لقامت هي بتمويل حاجات اللاجئين الفلسطينيين (الزهيدة) ولما احتاجت أصلاً إلى أي تدخل غربي، ولما أعطت المبرر للدول الاستعمارية بالعبث بأهم قضية من قضايا الأمة من خلال هذه الورقة، إلاّ أن خيانة وعمالة هذه الدول العاجزة عن تولي مثل هذه القضية الحساسة هو الذي جعل من الدول الاستعمارية المتسببة في تهجير الفلسطينيين ولجوئهم، راعية وقوامة عليها.
السلطة الفلسطينية تنشر مبادرة ( الاستسلام) العربية بملايين الدولارات
السلطة الفلسطينية تنشر مبادرة ( الاستسلام) العربية بملايين الدولارات
تعليق سياسي
تنشط السلطة الفلسطينية في هذه الأيام بنشر ما يُسمى بمبادرة السلام العربية في الصحف اليهودية والعربية البارزة وكذلك في الصحف الأمريكية والبريطانية الشهيرة والتي يكلف الإعلان الواحد في صفحاتها ما يزيد عن 150 ألف دولار في الوقت الذي يتعرض فيه مليون ونصف المليون من فلسطينيي قطاع غزة إلى حصار خانق لا يتمكن معظمهم مع هذا الحصار من الحصول على رغيف الخبز أو حبة الدواء.
وتتضمن إعلانات الدعاية التي تنشرها السلطة للمبادرة الخيانية إظهار أعلام سبعة وخمسين كياناً من كيانات المسلمين مضاف إليها شعار منظمة المؤتمر الإسلامي إلى جانب علم دولة يهود للدلالة على استعداد جميع الدول القائمة في العالم الإسلامي للاعتراف بكيان يهود وللتطبيع الشامل معه لقاء انسحابه من الضفة الغربية.
إن هذا التهافت الذليل لسلطة عباس على الاستسلام لكيان يهود، وهذا الاستجداء المتواصل من الدول الكبرى للدخول مع دولة العدو اليهودي في عملية انبطاح شاملة، لا يقتصر فقط على سلطة عباس الذليلة وحسب، وإنما يشمل أيضاً جميع الدول العربية والقائمة في العالم الإسلامي.
إن مجرد كون هذه الدول الخانعة لأميركا والغرب لم تعترض على وضع أعلامها إلى جانب علم دولة يهود يعني بالضرورة موافقتها على التهافت. والاستثناء الوحيد الذي من هذا الخنوع جاء من الجمهورية الإيرانية التي احتجت على وضع علمها في الإعلان وطالبت بإزالته، فيما لم تحتج أية دولة أخرى من الدول السبع والخمسين عليه.
إن هذه الدول العاجزة والمتلهفة على الاعتراف بدولة يهود والتي رضيت بأن يتحدث باسمها جميعاً رجل عاجز كمحمود عباس لا يستطيع الانتقال من مكان لآخر إلا بإذن من الاحتلال، والذي يفاخر متبجحاً بأنه لا يؤمن بالجهاد ولا بالقتال ضد العدو اليهودي تحت أي ظرف من الظروف، والذي يصر في كل مناسبة على أنه "لا يمكن الوصول إلى حل للقضية الفلسطينية إلا عبر المفاوضات وبالطرق السلمية فقط"، إن دولاً كهذه، تُفوض رجلاً كهذا لينوب عنها في التفاوض مع كيان يهود، لا تستحق أن تمثل شعوب الأمة الإسلامية التي تعتنق عقيدة قتالية كالعقيدة الإسلامية، والتي تجعل من الجهاد الطريق الشرعي الوحيد لحمل الدعوة ونشر الإسلام، وواجب على الشعوب إسقاطها وإزالتها من الوجود.
مصافحة شيخ الأزهر لرئيس كيان يهود تصيب العالم الإسلامي بالصدمة والذهول
خبر وتعليق
أُصيبت الشعوب الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها بصدمة عنيفة بعد أن نشرت في وسائل الإعلام صور شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي وهو يصافح بكلتا يديه رئيس الكيان اليهودي شمعون بيرس الملطخة أياديه بدماء المسلمين في مصر وفلسطين ولبنان وسوريا منذ إنشاء الكيان اليهودي وحتى الساعة.
وكانت مجزرة قانا في جنوب لبنان من أبرز المجازر التي ارتبطت باسمه والتي قتل فيها مئات المتحصنين في حماية موظفي الأمم المتحدة بقصف جوي همجي، وكان جل ضحايا المجزرة من النساء والشيوخ والأطفال.
وما ولد حالة من السخط والاشمئزاز من هذه المصافحة الغادرة في الشارع العربي والإسلامي أنها كانت مصحوبة بابتسامة عريضة ارتسمت على وجه طنطاوي بحيث بدا أنها تنم عن علاقة من المودة الحميمة بين الطرفين.
وقد انفجرت قوى المعارضة المصرية لهول ما رأت، وعَبَّر أقطابها عن مدى امتعاظهم الشديد من هذا المشهد المزري، فقال حمدي حسن الأمين العام المساعد للكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين: "في الوقت الذي يحج فيه المسلمون إلى قبلتهم الأولى نجد فضيلة شيخ الأزهر يولي وجهه شطر البيت الأبيض مصافحاً رئيس الكيان الغاصب بكلتا يديه". وأما النائب جمال زهران فقال: "إنه لا يصدق الصورة التي بثتها الوكالات لشيخ الأزهر وهو يصافح الرجل الذي قتل واغتصب وشرد وأحرق ونكل بإخوتنا في فلسطين، وفعل ما يستوجب محاكمته بتهم ارتكاب جرائم حرب".
وقال مجدي حسين القيادي في حزب العمل: "إنه لا يجد أي مبرر لفعل شيخ الأزهر سوى أنه ينفذ تعليمات السلطة، فهو أول شيخ للأزهر لا يراعي أصول منصبه"، وأما النائب حمدين صباحي فقال: "إن الشيخ الطنطاوي بما فعله يفقد الثقة عند المسلمين الذين يعرفون حقيقة بيريز قاتل الأطفال ومغتصب فلسطين، فهو لم يتصرف باعتباره شيخاً للأزهر بل تصرف كملحق في السفارة أو موظف في الخارجية المصرية".
وتحدث رئيس لجنة مقاومة التطبيع القيادي بحركة كفاية أحمد بهاء الدين شعبان فقال: "إن مصافحة شيخ الأزهر لبيريز تعني انهيار آخر خيوط المناعة في وجه التطبيع، خاصة بعد أن سقطت الجامعة العربية هي الأخرى بموافقتها على دخول إسرائيل معها في الاتحاد من أجل المتوسط وبهذا ندخل مرحلة التطبيع الديني".
إن هذه التصريحات الغاضبة التي صدرت عن أقطاب المعارضة المصرية تعكس حقيقة سقوط الأزهر من مكانته العليا الذي تبوأها منذ مدة طويلة في نفوس المسلمين، وتلحق العار والشنار بشيخه طنطاوي الذي كانت مصافحته لبيرس وصمة عار أبدية في جبين الأزهر وفي جبين النظام المصري الخائن الذي يرعاه، فهذا النظام، وهذا الشيخ بفعله الخسيس هذا، يكون قد جرَّد رمزاً من أهم رموز الأمة من هيبتها ووقارها واحترامها.