بايدن العاشق الولهان لليهود !
بالرغم من أن نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن قد كُلِّف رسمياً بالقيام بدور الراعي للمفاوضات غير المباشرة بين السلطة الفلسطينية ودولة يهود، والذي أرسلته إدارته لافتتاح تلك المفاوضات، إلا أنه لم يستطع إخفاء مشاعر الود والعشق والإعجاب باليهود، ولا أن يكبح مشاعر البغض والاحتقار والكراهية للعرب والمسلمين. فقبل وصوله إلى منطقة الشرق الأوسط في جولته الأخيرة وصلت كلماته المتصهينة إليها، وتم تعميمها في كل وسائل الإعلام من دون أن يُجامل أياً من الزعماء العرب فقال: "لو كنت يهودياً لكنت صهيونياً" وَ "أنا صهيوني بالرغم من كوني غير يهودي" و" يمكن للمرء أن يكون صهيونياً ولو لم يكن يهودياً".
وفي خطابه بجامعة تل أبيب بالغ بايدن في إطراء الدولة اليهودية فقال: "ليس لدى أمريكا صديق أفضل من إسرائيل في العالم بأسره"، وتحدث عن عشقه الوجداني العارم لهذه الدولة وقال: "إن إسرائيل دخلت قلبي منذ صغري وبلغت عقلي منذ نضجي"، وردَّدَ بايدن ما تذكره لدى زيارته لقبر هيرتسل من مقولته المشهورة: "إذا كان لديكم الإرادة فلا تتحدثوا عن حلم" ونوَّه بـِ "إنجازات إسرائيل الرائعة بفضل إرادتها وبنائها اقتصاداً قوياً في منطقة جدباء ونجاحها في إرساء تقاليد ديمقراطية راسخة" على حد قوله.
ثم تحدث بايدن عن قوة العلاقة بين أمريكا ودولة يهود وعن استمرار المصالح المشتركة بينهما على مر التاريخ، وأن هذه المصالح ستتواصل لا سيما وأن (إسرائيل) تقع في منطقة معادية للغرب ولأمريكا ولليهود - ويقصد المنطقة العربية الاسلامية - فقال: "لن نتراجع عن تأمين حماية إسرائيل في هذه المنطقة المعادية، ونؤكد شرعية إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها".
بهذه العبارات الحميمية كال بايدن المديح والإطراء لدولة يهود بالجملة، وبهذه العبارات من البغض والعداء لمحيطها العربي والإسلامي استهل بايدن جولته في المنطقة، ولاقى فيها كالعادة ترحيباً حاراً من قبل جميع زعماء المنطقة من العرب وذلك على الرغم من إفصاحه عن هويته الصليبية الحاقدة.
ولكن العجيب أنه ومع كل هذه الموالاة لليهود فقد استقبلته حكومة نتنياهو بالإعلان عن عزمها بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في القدس الشرقية والضفة الغربية في توقيت لا يُمكن أن يُفسر إلاّ باستخفاف حكومة نتنياهو بضيفها العزيز!، فكانت صفعة غير مُتوقعة له ولدولته.
وردت الإدارة الأمريكية على هذه الصفعة بصفعة أشد منها، وتم توبيخ نتنياهو وإجباره على تقديم الإعتذار، وإرغامه على فتح تحقيق في ذلك الإعلان الصادر من وزارة داخليته، كما أرغم على ما هو أكثر من ذلك.
لكن هذا الاعلان وبالرغم من فجاجته من قبل اليهود، وهذا الرد الأمريكي الذي يُعتبر الأقسى منذ عشرين عاماً إلاّ أنه لم يُفسد العلاقة الحميمة بين الدولتين اللتان تُمثلان قوة متحدة تجاه العرب والمسلمين، فلا ينبغي أن ينطلي سؤ الفهم هذا بينهما على المسلمين، لأن ( اسرائيل ) مهما شاغبت تبقى الطفل المدلل لأمريكا، وتبقى بمثابة الولاية الواحدة والخمسين لها.
وعليه فإن على كل عربي ومسلم أن لا يثق بأمريكا مطلقاً، بل ويعتبرها عدوته اللدودة والتي لا تقل عداوته لها عن عداوته لدولة يهود.
أما من لم يستيقظ من المسلمين فعليه أن يتدبر تصريحات بايدن العاطفية تجاه اليهود ويسأل نفسه السؤال التالي : هل بعد كل هذا الانحياز الأمريكي الجارف لكيان يهود يبقى هناك أي مجال للثقة بهذا (الوسيط الأمريكي) غير النزيه الذي أثبت بما لا يدع مجالاً للشك حقيقة اصطفافه مع العدو اليهودي ضد العرب والمسلمين؟!!.
أما بالنسبة لحكام العرب وزعماء الفلسطينيين فهم أصلاً غير معنيين بهذا السؤال لأنهم قد انحازوا منذ زمن بعيد إلى جانب كيان يهود ضد مصالح أمتهم شعوبهم وبلدانهم؟!!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق