تلاعب أمريكا بالشركات الأجنبية العاملة في إيران
تعليق سياسي
تتلاعب أمريكا بشكل واضح في موضوع تعامل الشركات النفطية مع إيران، فبينما نجد أن الضغط الأمريكي على بعض الشركات أدّى إلى طردها من سوق النفط الإيراني لا سيما إمدادات البنزين إلى إيران نجدها تسمح لشركات أخرى في التعامل مع إيران ومنها شركات أمريكية، فقد ذكرت تقارير صحافية بريطانية أن كبرى شركات تجارة النفط العالمية أوقفت إمدادات البنزين إلى إيران، وقالت صحيفة "فاينانشال تايمز" إن شركات "فيتول" و"جلينكور" و"ترافيجورا" أوقفت "بهدوء ودون إعلانات صاخبة" إمدادات البنزين لإيران، وأوضحت الصحيفة أن خطوة الشركات النفطية هذه جاءت نتيجة لجهود واشنطن من خلف الكواليس لتقليص التعاون بين إيران وشركات الطاقة. ويُذكر أن الشركات المذكورة تزود إيران بـ 130 ألف برميل يوميًا من البنزين، وقد حلّ محلها على الفور شركات صغيرة تتخذ من دبي والصين مقرات لها قامت بسد الفراغ على وجه السرعة.
صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في وقتٍ سابق قد كشفت النقاب عن تمويل الحكومة الأمريكية لشركات أمريكية وأجنبية تعمل في إيران بعشرات المليارات من الدولارات.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الحكومة الأمريكية أعطت 107 مليارات دولار خلال السنوات العشر الأخيرة لشركات أمريكية وأجنبية تقوم بأعمال في إيران، كثير منها في قطاع الطاقة.
وأوضحت الصحيفة أنه من بين 74 شركة تتعامل مع كل من الحكومة الأمريكية وإيران، هناك 49 شركة مازالت تزاول أنشطة في إيران وليس لديها خطط معلنة لمغادرة البلاد.
وأضافت الصحيفة في تحليل لسجلات اتحادية وتقارير شركات ووثائق أخرى "كثير من تلك الشركات متوغلة في أكثر جوانب الاقتصاد الإيراني أهمية".
وأشارت إلى أن أكثر من ثلثي الأموال الحكومية الأمريكية ذهبت إلى شركات تزاول أنشطة في صناعة الطاقة الإيرانية، وهي مصدر رئيسي للدخل بالنسبة للحكومة الإيرانية وأحد مراكز القوة للحرس الثوري الإيراني الذي يشرف على برامج الصواريخ والبرنامج النووي لطهران.
إن هذا التلاعب الامريكي بمنع شركات والسماح لأخرى بالعمل في السوق الإيراني يكشف عن مدى الدجل في السياسة الأمريكية تجاه النظام الإيراني الذي لا يخشى من العقوبات التي تدعي أمريكا أنها تفرضها على إيران.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق