الأقصى في خطر........ ذلك الشعار الذي فقد بريقه
لقد بُحَّ صوت المسلمين في فلسطين وهم يستصرخون الأمة، ويستنجدون بالدول العربية والبلدان الاسلامية لإنقاذ الأقصى وتخليصه من براثن الاحتلال اليهودي منذ أكثر من أربعين عاماً، ولما يتم إنقاذه، ولا فُك أسره، ولا تم تحريره، ولا رُفع الخطر عنه.
لقد كانت اعتداءات دولة يهود على المسجد الأقصى في السابق تُقابَل بموجات عارمة من الاحتجاجات والمظاهرات والاشتباكات على مستوى الجماهير، كما تُقابل باجتماعات ومؤتمرات كثيرة في كثير من العواصم العربية والإسلامية على مستوى الحكومات.
وتشكلت من أجل الأقصى لجان عديدة كلجنة القدس، وتكونت منظمات ذات وزن كمنظمة المؤتمر الإسلامي، وعُقدت مؤتمرات عربية ذات صخب كبيركاستجابة لما كان يقع على المسجد الأقصى من أخطار.
وكان أي عدوان صريح أو مباشر على الأقصى يُقابل في السابق باستجابة تلقائية على المستويين الرسمي والشعبي، إذ كان وقتها يوجد بقية من حياء عند بعض الرسميين يدفعهم للتجاوب مع تحرك الجماهير ولو ظاهرياً احتجاجاً على تعرض الأقصى لأي خطر.
صحيح أن مثل تلك التحركات لم تُحرر الأقصى ولم تُنقذ أهل بيت المقدس من اضطهاد المحتلين اليهود، لكنها كانت تُمثل تجاوباً ظاهرياً مع الخطر، وان كان لا يُرجى منه أي نفع.
لكن في الفترة الأخيرة فُقد التجاوب الظاهري، ومات ما تبقى من إحساس بالحياء عند من يُظن أنهم قادرون على تحريك الشارع العربي والإسلامي، أو عند من كانوا يُمثلون هذا الدور، فاعتداءات عصابات يهود ضد المسجد الأقصى لم تتوقف في الفترة الأخيرة، حيث تكثف حفر الأنفاق تحت أساسات المسجد، وتكررت اقتحامات الجماعات اليهودية المختلفة لباحاته، وتم وضع الحواجز المادية شبه الدائمة في محيط المسجد الأقصى وفي مداخل القدس للحيلولة دون دخول المسلمين للمسجد، ومُنع من هم دون الخمسين من العمر من الدخول بمناسبة وبغير مناسبة، ومع أن كل تلك الأخطار قد وقعت وتكرر حصولها إلا أن أحداً من أصحاب القرار لم يتحرك لإزالة هذه الألخطار، وهكذا أصبح شعار (الأقصى في خطر) شعاراً باهتاً لا إثارة فيه ولا بريق له.
وحتى الذين ركبوا موجته الأخيرة حالياً لم يعودوا بنفس الزخم الذي كان عليه حال من سبقوهم من الوصوليين راكبي الأمواج، فلم يأبه لهم معظم الناس وثبت لديهم أن سحر الشعار قد انكشف.
لقد ظن الكثيرون بأن انتفاضة ثالثة ستنطلق درءاً للأخطار التي تحيط بالأقصى، وظن البعض بأن مجرد اللعب على وتر الأقصى يؤدي حتماً إلى جذب العامة، وأن مجرد إثارة الموضوع قد تلهب حماسة الشباب، لكن ظن هؤلاء كان في غير محله، فلا الدول العربية والمسلمة تحركت، ولا الجماهير تجاوبت، ولا الانتفاضة الثالثة اندلعت.
لقد هدَّدت بعض الفصائل الفلسطينية بإشعال فتيل انتفاضة جديدة رداً على العدوان الأخير لدولة يهود على الأقصى، وقال ممثل حركة حماس في لبنان أسامة حمدان –على سبيل المثال- "إن هذه الاعتداءات لها تداعيات أصعب بكثير من غيرها من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على بلدنا وأهلنا"، وأضاف بأن:" هناك تحركات لصد العدوان في الداخل الفلسطيني وذلك عبر المواجهات والاعتصامات التي تحصل في الأقصى للدفاع عنه، وكذلك عبر التحركات السياسية من أجل اتخاذ موقف دولي وإقليمي ضد إسرائيل بهدف وضع حد لاعتداءاتها واستفزازاتها".
إلا أن تلك التهديدات والتوقعات ما عاد لها واقع، فما كان يصح قبل عقد أو عقدين من الزمن لم يعُد يصح الآن، فاختلفت الظروف، وأفاق الناس من غفلتهم، وأدركوا أن السياسيين يبنوا لهم قصوراً بالهواء، فكانت اللامبالاة هي الطاغية على معظمهم، وصار ما يُعول عليه السياسيون من آمال في خبر كان، وأصبحت توقعاتهم بامتداد المواجهات والاعتصامات المحدودة إلى مناطق أخرى في مهب الريح.
وأما تعويلهم على أن تلك التحركات الشعبية ستؤدي إلى اتخاذ موقف دولي وإقليمي ضد دولة يهود، وأنها ستضع حداً لاعتداءاتها، فإن هذا التعويل هو آخر ما قد يخطر على البال، فقد عهدنا الموقف الدولي والإقليمي من دولة يهود من قبل، وعهدنا عجزه التام عن اتخاذ أية مواقف تُخالف رغبات الكيان اليهودي.
إن الاعتماد على هبّة الجماهير العاطفية في مواجهة واحدة من أعتى وأصلف القوى العسكرية في المنطقة لم يعد ينطلي على الناس، فلقد ملَّت الأمة، وجماهيرها، هذه الأساليب الهزيلة في المواجهة، وهذا الكفاح الرخيص في رد العدوان، وفي إزالة الخطر عن المسجد الأقصى، ولم يعد أمام الأمة من سبيل للخلاص سوى تحرك أهل القوة والمنعة للقيام بالمواجهة الحقيقية، أما استمرار الاعتماد على المواطنين العزل، وعلى المحاصرين المستضعفين فلم يعد يقنع أحداً، ولم يعُد يخدع أحداً. فهذه الشعارات البرّاقة قد استُهلكت، وهذه الأوراق المخادعة في التحرير وإزالة الأخطار قد سقطت، ولم يعُد أمام الأمة من خيار سوى تحريك الجيوش وخلع العروش، واستنقاذ الأقصى بالجهاد الذي تُباشره الدولة الإسلامية الحقيقية .
هناك 6 تعليقات:
بارك الله فيك على موضوعاتك القيمة
سلمت وسلمت يداك
يعني يا اخي الكريم انت تقولها بصراحة ووضوح وتقصد بها حماس وانصارها واتباعها في القدس واراض 48 من ابناء الحركة الاسلامية لانها هي الوحيدة التي رفعت ولا زالت ترفع شعار ( الاقصى في خطر ) اسمحل ان اسئلك بكل صراحة ايضا ما ذا فعل حزب التحرير للاقصى الذي لازال بخطر ؟؟؟؟
لا ادري هل هذه الجيوش الرابضة في ثكناتها متى ستتحرك وكيف ستتحرك وماذا تنتظر حتى تتحرك اتنتظر ان تهدم البيوت على رؤوس ساكنيها فقد حصل ولم تتحرك ...
ام تنتظر ان تهدم بيوت الله عز وجل على رؤوس مصليها فقد حصل ولم تتحرك ..
ام تنتظر ان يقتل الشيوخ والنساء والاطفال فقد حصل ولم تتحرك ...
فاخبرني بالله عليك ايها الاخ الكريم متى ستتحرك ...؟؟؟
إن الاعتماد على هبّة الجماهير العاطفية في مواجهة واحدة من أعتى وأصلف القوى العسكرية في المنطقة لم يعد ينطلي على الناس، فلقد ملَّت الأمة، وجماهيرها، هذه الأساليب الهزيلة في المواجهة، وهذا الكفاح الرخيص في رد العدوان، وفي إزالة الخطر عن المسجد الأقصى، ولم يعد أمام الأمة من سبيل للخلاص سوى تحرك أهل القوة والمنعة للقيام بالمواجهة الحقيقية، أما استمرار الاعتماد على المواطنين العزل، وعلى المحاصرين المستضعفين فلم يعد يقنع أحداً، ولم يعُد يخدع أحداً. فهذه الشعارات البرّاقة قد استُهلكت، وهذه الأوراق المخادعة في التحرير وإزالة الأخطار قد سقطت،
يا استاذ احمد الخطواني ....
لا يكفينا ان نقوم نحن بشرف الدفاع عن الاقصى وفلسطين .... وما العيب ان نرفع لواء الدفاع ما دام الكثير من المسلمين نائمون ...وهل هذا الدفاع بنظرك دفاع وكفاح رخيص هل الذي ينتفض ويدافع ويخرج مسيره هل كفاحه هذا رخيص ..؟؟؟...
وماذا بايدينا ان نفعل اكثر ن هذا انجلس في بيوتنا ونتفرج على التلفاز
اهكذا افضل يعني بنظرك ام ماذا ؟؟؟
على أي جهة تطرح الشعارات أن تتحمل النقد والمحاسبة، وعليها أن تُوضح استراتيجياتها من العمل ، ومن هنا يحق لكل مسلم أن يتسائل: ثم ماذا بعد؟ ثم ماذا بعد هذه الاحتجاجات الخجولة، ثم ماذ بعد هذه اللجة الاعلامية المؤقتة.
لقد مضى علينا سنوات طويلة ونحن نتحدث بنفس الطربقة ونحن نجتر نفس الأساليب، ألا يوجد في جعبتنا غير هذه الاساليب التي لا توصل الى تحقيق الأهداف المطلوب تحقيقها؟ ثم لماذا لا يجرؤ هؤلاء الذين يستثيرون مشاعر الناس بشعاراتهم التي فقدت مصداقيتها أن يعلنوا على رؤوس الأشهاد عن تقصير الحكام وتحميلهم مسؤولية التحرير بشكل مباشر وصريح؟
فمن الطبيعي أن نحمل الجيوش والحكام مسؤولية الأقصى والقدس وفلسطين، ومن الجهالة والغباء أن نعفيهم من هذه المسؤوليات، فالقضية اسلامية وسوف يُسأل كل مسلم عنها يوم القيامة.
جاء في خطاب مشعل في مؤتمر القمة الطارئ المنعقد في قطر في حرب غزة:"لا ندعوا امتنا اليوم في ظل ميزان القوى المعروف إلى حرب الجيوش ,سيأتي دورها لاحقا , لا نريد توريط الأمة في معارك مستعجلة , لكن يستطيع قادة الأمة وانتم رموزها وقادتها ,تستطيعون أن تراهنوا على خيار المقاومة الشعبية وتستطيعون أن تراهنوا على شعب فلسطين ومن خلفه شعوب الأمة التي أثبتت أنها عظيمة لا تنكسر أمام العدوان"
ولنا أن نسأل مشعل: متى سيأتي دور هذه الجيوش وهؤلاء الحكام, "رموز الأمة وقادتها" الذين أعفيتهم من مسؤولياتهم ؟!.
هل من يريد المراهنة على المستضعفين في فلسطين في انقاذالأقصى, هل هو جاد فعلاً في تحرير الأقصى أم هو الخداع والتضليل للأمة عن الحل الجذري ؟!
ستقف يا مشعل وسيقف قادة حماس أمام رب العالمين وتُسألون, لماذا أعفيتم جيوش المسلمين من دورها؟ هل لأجل أن تكونوا طرفاً في الحلول السياسية لقضية فلسطين ؟!
إرسال تعليق