الجمعة، 9 أكتوبر 2009

الدرع الصاروخي الامريكي

الدرع الصاروخي الامريكي

ما حدث من تغيير في السياسة الأمريكية مؤخراً بخصوص مسألة التنازل عن نصب الدرع الصاروخي في بولندا وتشيكيا يدخل ضمن المصالح الأمريكية بحسب رؤية الحزب الديمقراطي الحاكم وإدارة أوباما. فمعلوم أن الأفكار المتعلقة بهذا النوع من الدرع الصاروخي هي من صميم تفكير الجمهوريين الذين يحلمون بتفوق أمريكا وبضمان أمنها بنسبة 100%.وفكرة الدرع الصاروخي التي تخلت عنها إدارة أوباما هي من جنس حرب النجوم التي ابتدعتها إدارة ريغان في الثمانينات ثم تم التخلي عنها فيما بعد. فهذه الفكرة هي فكرة دفاعية غير قابلة للتطبيق حتى الآن على الأقل، والتجارب فيها مكلفة جداً، ولا تلجأ إليها إدارات الجمهوريين إلاّ في زمن الوفرة، وقد استخدمت في الثنانينات لإرهاق الاتحاد السوفياتي والتسريع في اسقاطه، ونجحت أمريكا في ذلك، وبعد سقوط الاتحاد السوفياتي تخلت أمريكا عن حرب النجوم في زمن الجمهوريين أيام بوش الاب.ولما جاءت ادارة بوش الابن ووجدت أن بوتين نجح في إعادة روسيا الى عافيتها نوعاً ما، ونجح في منافسة أمريكا وفي تهديد مصالحها في آسيا الوسطى ومنطقة القوقاز، استخدمت أمريكا فكرة الدرع الصاروخي في بولندا وتشيكيا لارهاق روسيا وللضغط عليها وابقائها في حالة استنزاف لاقتصادها المتنامي. ولكن بعد انتهاء حكم بوش وجدت ادارة اوباما ان الفكرة لم تُحقق أغراضها بل انها على العكس قوت روسيا وجعلتها تزداد تحديا وعناداً لأمريكان وانتيجة أن الروس بدلاً من الركوع لأمريكا نصبوا صواريخ متطورة لهم في كاليننغراد- وهو جيب روسي يُطل على بحرالبلطيق - صار يُهدد أوروبا برمتها، ويُشكل خطراً على حماية أمريكا وحلف الأطلسي الذي تقوده على الدول الأوروبية, وجدت ادارة اوباما أن من الافضل لها تفكيك درعها الصاروخي هذا مقابل الحصول على منافع جمة لها. فذهب أوباما الى موسكو قبل عدة أشهر وتفاهم مع بوتين وميدفيدف على الثمن الذي على روسيا أن تدفعه مقابل تفكيك الدرع، ونجح أوباما في الحصول على أعلى ثمن وهو: - 1- تفكيك المنظومة الصاروخية في كالينغراد. -2- منح روسيا تسهيلات لوجستية في حربها في أفغانستان. - 3- تعاون روسيا مع أمريكا في الملف النووي الايراني. وبالمقابل حصلت روسيا من أمريكا على الثمن التالي: - 1- عدم دعم جورجيا في المطالبة باعادة الاقليمين المنفصلين عنها. - 2- الاعتراف بالمجال الحيوي لروسيا في مناطق نفوذها في القوقاز وآسيا الوسطى. - 3- اشراك روسيا في المحافل الدولية الاقتصادية وعدم وضع العراقيل أمام انضمتمها لمنظمة التجارة العالمية. هذه هي مصلحة أمريكا من الغاء فكرة الدرع الصاروخي في التشيك وبولندا.

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي تعليق على عنوان المدونة وهو شذور سياسية والصحيح والله أعلم شذرات وليس شذور لن مفردها شذرة.
أرجو أن تتقبل تعليقي بصدر رحب كما عهدناك
أخوك
أبو عمر

احمد الخطواني يقول...

طبعا أنا أتقبل تعليقاتكم وواجب علي أن أتقبلها ولكني راجعت لفظتي شذور وشذرات قبل أن اعتمد كلمة شذور ووجدتها سائغة ومستعملة عند اللغويين وبارك الله فيك على اهتمامك ونصيحتك.