القذافي بين مزاعم الوحدة ودعاوى الانفصال
تُصنفه وسائل الإعلام على أنه من كبار دعاة الوحدة لكنه في الحقيقة واحداً من أهم دعاة الانفصال.
هذا هو القذافي الذي لا ينقطع عن الكلام في الوحدة باشكالها المختلفة، ابتداءً من وحدة البلاد العربية وانتهاء بوحدة البلاد الأفريقية.
فالوحدة عنده شعارات لا صلة لها بالواقع، لأنه على مدى أربعين عاماً من حكمه المديد لم يفلح القذافي ولو لمرة واحدة في إنجاز أي شكل من أشكال الوحدة المزعومة. فقد حاول إيجاد وحدة مع مصر ومع السودان ومع سوريا ومع الجزائر ومع سائر الأقطار العربية، لكن كل محاولاته تلك راحت أدراج الرياح وباءت بالفشل الذريع.
والسبب الحقيقي لفشل تلك المحاولات أنه كان دائماً غير جاد في تحقيقها، بل إنه كان يعمل متعمداً على تخريبها وإجهاضها وهي في مهدها. فهو رجل لا يؤمن بالوحدة وإن كان يتشدق بمفرداتها، ومسيرة حكمه الطويلة تؤكد على ذلك عملياً، وانتقاله من الحديث عن الوحدة العربية إلى الحديث عن الوحدة الأفريقية يعتبر دليلاً واضحاً على عدم جديته في الدعوة إلى الوحدة.
فالقذافي من ناحية عملية هو رجل انفصالي في الحقيقة والأدلة على ذلك كثيرة، ومن آخرها أنه لدى لقائه يوم الثلاثاء الماضي مع رئيس حركة العدل والمساواة في دارفور خليل إبراهيم قال بأنه يؤيد انفصال جنوب السودان وبأنه سيدعم ذلك الانفصال. وقد أكد ذلك ما كشفه نائب الرئيس السوداني وزعيم التمرد الانفصالي في جنوب السودان سلفا كير من أن القذافي وعده بتأييد جنوب السودان بالانفصال إذا ما اختار (الاستقلال) عن الخرطوم.
وكان القذافي من قبل قد دعم وما زال يدعم انفصال البوليساريو عن المغرب وانفصال جمهورية أرض الصومال عن الدولة الصومالية. ويدعم القذافي الآن زعماء التمرد في دارفور بالمال والعتاد والإعلام.
فالوحدة بالنسبة إليه مجرد شعارات جوفاء ومزاعم كاذبة أما دعاوى الانفصال فهي دعاوى حقيقية يدعمها بالمال والدسائس والإعلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق