قيادة حركة فتح حسمت أمرها لصالح المشروع الأمريكي والاحتلالي
تعليق سياسي
بعد أن سيطر محمود عباس رئيس حركة فتح على معظم كوادر الحركة في داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة مستخدماً قوة الاحتلال اليهودي وقوة النفوذ الأمريكي وقوة المال السياسي الاجنبي، وتمكن بهذه الوسائل من شراء الكثير من الذمم القيادية في الحركة في الداخل، بعد ذلك انتقل الى الخارج حيث تتوزع القيادات الفتحاوية بين دمشق وتونس.
وبينما تمترس الرجل الثاني في الحركة فاروق القدومي وراء النظام السوري ورفض الانصياع لرغبة محمود عباس في القدوم الى الأراضي المحتلة، وافق الرجل الثالث في الحركة أبو ماهر غنيم - بعد طول تردد وتأرجح – على العودة الى فلسطين تحت سنابك الاحتلال.
فابو ماهر غنيم الذي طالما كان معارضاً لاتفاقات اوسلو ومتولداتها منذ العام 1993، وهو الذي رفض العودة مع ياسر عرفات في العام 1994، أبو غنيم هذا يعود اليوم إلى فلسطين بتصريح ( اسرائيلي ) وتحت الحراب الاسرائيلية.
وهكذا تمكن محمود عباس من شراء الرجل الثالث في الحركة بعد أن هدّده ورغّبه ، هدّده بالتهميش فقد نقلت الشرق الاوسط عن أحد مسؤولي حركة فتح قوله: " إن عودة غنيم لم تُشكل ضربة للقدومي وحسب، بل للتنظيم في الخارج، وإن عباس قرّر ان يعقد المؤتمر في الداخل وانتصر على المركزية، وفي الحقيقة كان قراره بأن من يُقاطع المؤتمر فإنه سيبقى على الرف"، ورغّبه بتعيينه الرجل الثاني في الحركة، نائباً له وإما رئيساً للجنة المركزية للحركة.
إن نجاح عباس في جلب أبو غنيم إلى صفه وعقد المؤتمر السادس للحركة في الايام القليلة القادمة تحت الوصاية الامريكية و( الاسرائيلية ) يُعتبر ذبحاً سياسياً للحركة التي كانت تتغنّى يوماً بأنها حركة مقاتلة!!.
إن أبو غنيم الذي كان يوماً ما عضواً في القيادة العامة لقوات العاصفة وكان مفوضاً عاماً للتعبئة والتنظيم في حركة فتح قبل ما يُقارب الاربعين عاماً ، ها هواليوم يجثو أمام الاحتلال ذليلاً راكعاً مهاناً ضارباً بعرض الحائط كل مواقفه السابقة ومستسلماً للأمريكان وللاحتلال بكل خسة ونذالة.
لقد استقبله أزلام عباس استقبال الأبطال، وزار مقام عرفات ووضع اكليلاً من الزهور وقال : " جئنا لنكمل الطريق" .... ولكن أي طريق هذه التي جاء ليكملها؟؟
إنها طريق الخيانة والعمالة والانبطاح، إنها نفس الطريق التي طالما أعلن عن رفضه لها طيلة الستة عشر عاماً الماضية. فها هو يعود إليها صاغراً ومتآمراً.
إن حركة كحركة فتح التي انجر قادتها (التاريخيون) - كما يُوصفون - إلى طريق الخيانة والهوان لا تستحق أن تبقى، ولا يجوز لعاقل بعد سقوط قادتها أن يُصدق بأنها حركة تحرر( وطنية) بعد أن وصل حالها إلى ما وصلت إليه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق