أفغانستان ما زالت التحدي الأكبر للغرب
في مقابلة له مع صحيفة بوسطن غلوب الأمريكية حذَّر رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الأدميرال مايك مولن من أن "العملية العسكرية الأمريكية في أفغانستان تحتاج إلى فترة تراوح بين ثمانية أشهر واثني عشر شهراً كي تعيد الوضع إلى ما كان عليه في أعقاب الحرب التي شنتها واشنطن بعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001".
وزعم مولن بأن سبب ذلك يعود إلى "التركيز على الحرب في العراق حتى وقت قريب والإبقاء هناك على ضعف عدد القوات الموجودة في أفغانستان فضلاً عن تحالف طالبان مع زعيم القاعدة أسامة بن لادن وآخرين يختبئون في المنطقة الحدودية بين باكستان وأفغانستان". وأرجع تدهور الأوضاع في السابق إلى "غياب التعاون المناسب للحكومة الأفغانية والجيش الباكستاني والأمريكيين".
وقال مولن في برنامج "ميت ذا برس" ومعناه )لقاء مع الصحافة( الذي بثته )سي إن إن( قبل أيام: "أعتقد أن الوضع في افغانستان خطير ويتدهور وتمرد طالبان أصبح أفضل وأصبح أكثر تعقيداً في تكتيكاته".
وأما في بريطانيا الشريك الثاني في الحرب على أفغانستان فقد اعترفت مجلة الإيكونومست البريطانية بتردي الأوضاع في أفغانستان وقالت في مقال رئيسي لها تناولت فيه مجريات الحرب على أفغانستان بالنقد والتحليل: "إن أوضاع البلاد هناك تسير من سيء إلى أسوأ، وإن معظم الأجزاء الجنوبية من أفغانستان باتت خارج نطاق سيطرة الحكومة في ظل تعاظم قوة حركة طالبان".
وبسبب تدهور الأوضاع بالنسبة لقوات الاحتلال الأمريكية والبريطانية في أفغانستان فإن الضغط الشعبي في أمريكا وبريطانيا يزداد تبعاً لتزايد أعداد القتلى الذين يسقطون يومياً في المعارك العنيفة التي تجري خاصة في المناطق الجنوبية من البلاد.
ولم تستفد قوات الاحتلال كثيراً من إقحام الجيش الباكستاني في محاربة طالبان باكستان في تخفيف الضغط عليها، واستمرت عمليات الدعم والتهريب لمقاتلي طالبان من الأراضي الباكستانية بنفس الوتيرة السابقة.
وإذا استمرت الأوضاع في أفغانستان بالتردي فإن القوات الأمريكية والبريطانية ستضطر في نهاية المطاف إلى الانسحاب من الأراضي الأفغانية، وهو ما يعتبر أكبر فشل يُمنى به الغرب وحلف الناتو في بلد من البلدان منذ الحرب العالمية الثانية. وهذا من شأنه أن يُسرِّع في إقامة دولة إسلامية قوية في تلك المنطقة، وهي بلا شك ستكون أشد خطورة على أمريكا وبريطانيا من الأوضاع السيئة الراهنة التي يتساقط فيها جنودها صرعى يومياً على ثرى أفغانستان، وعلى أمريكا وبريطانيا والغرب حينذاك أن يختاروا واحداً من خيارين أحلاهما مر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق