قريع يكشف المستور
كشف أحمد قريع القيادي الخاسر في انتخابات مركزية حركة فتح النقاب عن جانب مهم من خفايا الصراع الدائر داخل حركة فتح فقال لصحيفة القدس العربي: "إن هناك علامة استفهام كبيرة حول الانتخابات وطريقة إجرائها وفرز نتائجها، وإن ترتيبات حدثت خلف الستار وأدت إلى استبعاد بعض الأسماء وفرض أسماء أخرى"، وأكَّد: "إن الأسلوب الذي تقرر في لجنة الإشراف على الانتخابات لم يُتبع"، وأضاف: "لقد اتفقنا أن تكون أصوات انتخاب أعضاء اللجنة المركزية في صندوق واحد، وإذا بها تجري في عشرة صناديق"، وتساءل عن مغزى فوز أربعة من قادة الأمن والمنسقين مع الاحتلال، وشدد على أنه تقدم بطعن رسمي ليس في نتائج الانتخابات فقط وإنما بالعملية الانتخابية برمتها وقال: "أنا أتحفظ على عقد المؤتمر في الداخل، ولكن بعد أن تقرر عقده في بيت لحم عملت بجد لوضع المؤتمر على السكة، ولكن الأمور انقلبت رأساً على عقب بسبب وجود مجموعة أرادت شيئاً آخر غير الذي نريده".
ولعل من أهم ما أفصح عنه قريع الاختلاف في وجهتي النظر الأمريكية والانجليزية في مسألة حل الدولة الفلسطينية فأفصح عن موقفه الأصلي بقوله: انه لم يعد يؤمن مطلقاً بحل الدولتين "لأن هذا الحل بات شبه مستحيل، فأي دولة هذه التي لا تُعرف لها حدود ولا تتمتع باي سيادة، وتمزق تواصلها الجغرافي الكتل الاستيطانية، والقدس ربما لا تكون عاصمة حقيقية لها".
والسؤال الذي ينبغي أن يُطرح عليه الآن هو: أين كان قريع طيلة الخمس عشرة سنة الماضية من هذه الأفكار؟!، ولماذا سكت طوال هذه المدة؟ ولماذا لم يُعلن عن موقفه بوضوح طوال كل هذه المدة؟ والجواب على هذه الأسئلة والتي لا يستطيع قريع الإجابة عليها هو: أن قريع كان دائماً لا يؤمن الاّ بالدولة العلمانية الواحدة ولكنه كان يخشى الإفصاح عن إيمانه خوفاً من غلبة التيار الأمريكي على حركة فتح بعد سيطرة عباس عليها. لذلك فهو كان دائماً يُنافق عباس وجماعته طيلة تلك الفترة أملاً في تحسين مكانته، إلى أن تم التخلص منه نهائياً في انتخابات المؤتمر السادس للحركة فأخرج ما كان مخبوؤاً وكشف المستور ولم يعد عنده ما يُخشى عليه.
إن قريع يُعتبر بالنسبة للقيادة الجديدة التابعة لأمريكا شيئاً من الماضي، و يسمونه وأمثاله بالحرس القديم، فأفكاره الإنجليزية العتيقة قد عفا عليها الزمن، لذلك كان لا بد من طرده من قيادة الحركة التي سادها رجال أمريكا!!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق