تصفية حماس للمجموعة السلفية الجهادية في غزة جريمة تُضاهي جرائم الأنظمة الحاكمة
إن قيام قوات حماس بتصفية مجموعة أنصار جند الله في غزة بقوة مفرطة وبسرعة قياسية جريمة بشعة لا يجوز لمسلم الإقدام عليها. ومبررات حماس للقيام بعملية التصفية هذه هي مبررات واهية، وادعاءاتها بأن هذه المجموعة هي حركة تكفيرية وأن قائدها قد أُصيب بلوثة عقلية لم تثبتها بالأدلة، فهي أدلة ساقطة لا قيمة لها. وقيام حماس بسحق هذه المجموعة بكل هذه القسوة وكل هذا العنف تحت ذرائع غير مثبتة وغير صحيحة لا شك أنه عمل إجرامي ووحشي مخالف للشرع.
لقد كان الأولى والأجدى بحركة حماس أن تتحاور مع أفراد هذه المجموعة طويلاً، وأن تفسح المجال لها لتوضيح آرائها بشكل مريح، وتصبر عليها، وأن تُقارعها الدليل بالدليل والحجة بالحجة، لا أن تُسارع بالانقضاض على أفرادها وتعاملهم بوصفهم أعداء.
وإن كون أعضاء هذه المجموعة مسلحين لا يُعطي الحق لحماس بالقضاء عليها. فهناك الكثير من المسلحين من غير حماس في قطاع غزة يسرحون ويمرحون ولا تُعاملهم حماس بمثل هذه الطريقة الوحشية. فالمجموعة وان استعرضت سلاحها لكنها لم تبادئ حماس بالهجوم ، وبالتالي فمهاجمة حماس لها وارتكاب كل تلك المجازر التي قتل وأصيب فيها ما يزيد عن المائة شخص عمل لم يكن له ما يُبرره. وحماس على أية حال هي ليست دولة وإن سيطرت على السلطة في قطاع غزة، فأن تتعامل مع مخالفيها في الرأي معاملة الدول العلمانية الحاقدة على الإسلام والمسلمين فهذا لا يليق بها بوصفها حركة إسلامية، وإذا كان تصرف الحركات الإسلامية على هذا النحو المفجع حتى قبل أن تستلم الحكم فكيف سيكون حالها بعد استلام الحكم فعلاً؟! وهل هذه هي الصورة المحببة التي تُريد إظهارها للناس؟! .
ولكن يبدو أن الأمر مختلف لدى قادة حماس فما يعنيهم ليس صورتها لدى المسلمين وإنما صورتها لدى أعدائهم فالمبرر الوحيد لحماس في جريمتها تلك لم يكن سوى إرسال رسائل إلى ما يُسمى بالمجتمع الدولي بأن حماس موجودة، وبأنها جاهزة للتعامل معه.
فحماس من خلال مثل تلك الأعمال الأمنية تُحاول إقناع أمريكا والدول العربية العميلة بقوتها وبمقدرتها على ضبط الأمن، أو بمعنى آخر بقدرتها على محاربة التنظيمات التي تُعتبر متطرفة في نظر أمريكا وجماعتها أملاً في كسب ود القوى الدولية الفاعلة للتعامل معها في المستقبل.
ليت هذه القوة المفرطة التي استخدمتها حماس ضد هذه المجموعة الصغيرة الضعيفة تستخدمها ضد كيان يهود، وضد أعداء الأمة الكثر الذين ما انفكوا يُذيقونها كل أشكال الهوان وألوان العذاب.
هناك 9 تعليقات:
السلام عليكم , اسمح لي بان اعارض رايك ... لقد كنت متفق معك في رايك بمؤتمر فتح .. اريد ان انوه اللى ان حماس ارسلت القائد القسامي محمد الشمالي،و خرج مرميا بالرصاص ! ثم انك لا تستطيع ان تتجاهل وجود موامرة على حماس من احد اعداءها بسبب صعوبة هزم حماس على ارض غزة .. فربما اراد اعدائها اثارة الفتنة لاضعاف صمود القطاع .. ثم سرعة القضاء عليها فيها رسالة واضحة لكل الحركات الاخرى على قوة حماس .. ثم لا تنسى ان الشعب الفلسطيني انتخب حماس في اكثر الانتخابات ديمقراطية بشهادة الغرب فهي الحكومة الشرعية و يجب معاملتها كحكومة شرعية .. و ردا على قولك بان هذة القوة يجب استخدامها ضد الاعداء, لا تنسى ما فعلته حماس من قبل ضدهم من وقت قريب .. و صمودها في غزة اكبر دليل على نية المقاومة.
و تقبل مروري و تعليقي
اخي الكريم : اولا اشكرك على مشاركتك وتعليقك وانا احترم اي راي صاحبه مقتنع به. ورايي كما هو منشور ارى انه اقوى حجة من رايك، فحماس كحركة اسلامية يجب ان تراعي حرمة الدماء وان تحرص على عدم الثأر. فكل قطرة دم تسفك تحاسب عليها الامة وكل من يتسبب في سفكها.
فحتى ولو قتل احد اعضاء حماس بطريقةظالمة فلا لايجوز للمسلمين الانتقام بهذه الطريقة العشوائية فهناك احكام شرعية وهناك تحقيقات يجب ان تاخذ مداها اما ان تحدث تصفية بمثل هذه الطريقة فهذا شيء مخيف ولا يخدم لا حماس ولا الحركات الاسلامية بشكل عام.
ومن ناحية اخرى فان المطالبة بتطبيق الشريعة الاسلامية هي كطالبة عادلة لا تعالج بالتجاهل والقمع.
ان ما فعلته حماس لا يمكن تسميته الا مجزة بحق اخواننا في غزة فدم المسلم على المسلم حرام فمهما فعلوا كان بامكان حماس او اي سلطة كانت ان تتبع اكثر من اسلوب لحسم هذا الامر وليس افتعال المجاز حتى يقال عنهم حازمين ومسيطرين بالله عليكم ماذا ستقولون امام الله بقتل 24 مسلما هل كان خطأ ام ماذا ................................ غازي وشاحي
نعم اخي الكريم ان ما فعلته حماس في رفح هو ليس خطاً بل خطيئة، ودماء من قتلوا ستبقى تلاحقهم الى ان يتوبوا ويعلنوا الندم عليى جريمتهم هذه ويقطعوا كل صلاتهم بأمريكا والدول العربية العميلة ولا يسالوا عن السلطة والحكم المشروط.
كثير من الحقائق غائبة عن مقالك يا سيدي العزيز. إن حضرتك باحث سياسي، ابحث الموضوع موضوعياً. بارك الله فيك وهدانا وإياك إلى صراطه المستقيم.
اسمحلي استاذي الكريم اخالفك في كل اراأك
جماعة "جند أنصار الله" مجموعة تكفيرية تستبيح دماء المسلمين ولا ترقب فيهم إلا ولا ذمة، واشارت الى ان الحركة تريثت قبل المواجهة مع الجماعة التي ادت الى مقتل زعيمها عبد اللطيف موسى وحاولت اقناعهم بالعدول عن آرائهم وممارساتهم المتشددة، لكن الجماعة اختارت طريق المواجهة، معتبرة انها مخترقة من قبل الاحتلال لتنفيذ مخططاته في القطاع.
كما ان "جند أنصار الله" اصدرت خلال العدوان الاسرائيلي الاخير على غزة بيانا اعلنت فيه انها لن تعين كافرا على كافر وتعني بذلك حركة حماس مقابل الاحتلال الاسرائيلي، كما ان عناصرها قاموا بزرع عبوة امام منزل رئيس رابطة علماء فلسطين مروان ابو راس، وقد تم اعتقال عضو المجموعة الذي قام بزرع العبوة.
فكل هذة الجرائم التي ارتكبتها الجماعة التكفيرية المدعوة بجند انصار الله وتقول انهم مسلمون .
الذي فعلتة حماس اولا كان دفاعا عن النفس ... والجماعة يجب ان تنتهي عن الوجود جماعة تكفيرية تكفر الاسلام بذاتة.
ايضا هذة جماعة مدعمة من اسرائيل يوجهون الامر لخدمة الاحتلال الاسرائيلي .
من الخطأ ان نرمي اي جماعة بانهامدعومة من الاحتلال من دون دليل، فاذا كرهتم تصرفات جماعة او افكارها فلا ترموها بالاتهامات جزافا.
وما صدر عن الجماعة من اقوال غير مقبولة او مقنعة لا يعني انها مخترقة، ولا يجوز تبرير القضاء عليها بسبب اقوال او افعال غير مقبولة.
الاصل المناقشة فان لم تنفع المناقشة فهناك اساليب تاديبية كثيرة غير القتل.
ولكن عندما ارادت حماس التفاوض و ارسلت محمد الشمالي قتله انصار جند الله .. وهذا اجبر حماس على استخدام القوة ! علما بان حماس قامت بنشر معلومات و منشورات تنادي بالوسطية فبي الدين و هذا من اهم الادلة على ان حماس لا تريد الجازر فقط .... و السؤال لماذا تتحدثون عن حماس كطرف واحد في الموضوع ؟ الم يخطىء انصار جند الله ؟
انا لا اقول ان انصار جند الله على صواب فلا شك عندي انهم مخطئون في تصرفاتهم واقوالهم وافعالهم وتفكيرهم من وجهة نظري ضحل وهم غير واعين. ولكن هذا كله لا يبرر القتل الجماعي والتصفية والاستئصال فالمسلم يجب ان يتراحم وان لا يلجأ الى الانتقام والثأر في تعامله مع المسلمين " أذلة على المؤمنين " وان يعالج الامور بالحكمة والسياسة والروية.
والمهم أن يلتزم الحكم الشرعي في كل تصرفاته ولا ينساق الى الاهواء.
إرسال تعليق