الجمعة، 7 أغسطس 2009

حركة فتح بعد مؤتمرها السادس تفقد كل مقومات وجودها

التعليق السياسي

حركة فتح بعد مؤتمرها السادس تفقد كل مقومات وجودها

في ستينيات القرن الماضي نجحت حركة فتح في الظهور واكتسبت رصيداً جماهيرياً بسبب الشعارات الثورية التي رفعتها ودغدغت بها مشاعر الناس من خلال انتهاجها الكفاح المسلح كطريق وحيد لتحرير كل فلسطين، ومن خلال حديثها عن الثورة المستمرة التي لا تتوقف إلا بتحقيق الانتصار.
وبذلك تمكن عرفات من تأسيس حركة فتح ومنحها ذاك الدور النضالي الثوري، وبذلك أيضاً تمكن من قيادة الحركة لفترة زمنية طويلة مستخدماً ما لديه من صفات كاريزمية قيادية.
ولكن بعد اعتراف حركة فتح الصريح بالقرارات الدولية في العام 1988م ولا سيما قراري 242، 338 وما ينطويان عليه من الاعتراف بالكيان اليهودي على 78% من مساحة فلسطين (التاريخية) اهتزت شجرة حركة فتح، وتساقطت أوراقها، ويبست أغصانها، وفقدت موجبات بقائها بعد أن تغيرت أهدافها، وبعد أن تنازلت عن معظم فلسطين لليهود. إلا أن تلك الهزة العنيفة، وإن عصفت بالحركة لكنها لم تطح بها بسبب استمرار وجود بعض الدماء والأموال في عروقها.
وفي العام 1993م جاءت الهزة الثانية بعد توقيع اتفاقية أوسلو الخيانية والتي أفضت إلى وضع الحركة لنفسها بكل قياداتها وأجهزتها وإمكانياتها تحت رحمة الاحتلال، وجاء عرفات إلى الأراضي المحتلة ليستلم حكماً مشوهاً لبقايا الأراضي الفلسطينية، لكن الاحتلال تنكر له فانتهى به المطاف محاصراً في المقاطعة برام الله ثم ما لبث أن قتل فيها، وبقتله انتهى واقعياً العمر المفترض للحركة.
وبعد مضي ستة عشر عاماً على اتفاقية أوسلو، وبعد أن تفاقمت أوضاع الفلسطينيين وتحسنت أوضاع الاحتلال بسبب أوسلو. وبعد أن فشلت المفاوضات العدمية عن تحقيق أي هدف من الأهداف المتوخاة. وما نجم عنها من مآسي وكوارث وقعت على رؤوس الفلسطينيين، فقدت حركة فتح المسؤولة عن كل هذه النتائج المدمرة كل عناصر بقائها، وكان لا بد من خلع شجرتها من جذورها لأنها فشلت في تحقيق أهدافها.
تقول صحيفة الفاينانشل تايمز البريطانية في عددها الصادر في 4/8/2009 في افتتاحيتها:"لقد ارتفع عدد البلدان التي اعترفت بإسرائيل بعد سنوات 1992-1996 من 85 إلى 161، وهكذا كان الأمر مع مع الاقتصاد والاستثمار الذي تضاعفت نسبة نموه 6 مرات، في المقابل تراجع الدخل الفردي في الأراضي المحتلة إلى الثلث، بينما زاد عدد المستوطنين بنسبة النصف".
أما سبب استمرار وجود الحركة وعقدها لمؤتمرها السادس فراجع إلى ضخ الأموال الأوروبية والأمريكية في عروقها، فالأموال هي التي أبقت على الحركة وليس الأفكار ولا الشعارات.
لقد تحولت حركة فتح في الواقع إلى مقاول سياسي لأمريكا وأوروبا ولكيان يهود مهمتها الوحيدة حماية أمن الدولة اليهودية والسيطرة على الفلسطينيين ومنعهم من الثورة.
إن مؤتمر حركة فتح السادس هو مؤتمر لأزلام أمريكا وإسرائيل ولا علاقة له بأية برامج سياسية ذات قيمة، فكل ما طُرح فيه من كلام سياسي إنما هو كلام غامض حمَّال أوجه تستطيع قيادة الحركة تفسيره كما تشاء، وتستطيع قيادة الحركة به أن تخدم مصالح الاحتلال من دون أي اعتراض.
فما يُطرح فيه من أقوال لا تزيد عن كونها ثرثرات سياسية، وأما الخلافات التي تُثار في المؤتمر فلا ترقى إلى المستوى السياسي، فضلاً عن المستوى العقائدي، إنها مجرد خلافات شخصية ومناطقية على المناصب والنفوذ الشخصي،لوم نسمع فيها إلا عن أشخاص معروفين باهتين ومنتفعين ومستهلَكين.
أما القضايا الكبيرة والشائكة التي ظهرت في المؤتمر فلم تكن أكثر من مسألة تمثيل الفلسطينيين في غزة أو في الخارج أو في الشتات. فإذا وصلت الحركة في اهتماماتها إلى هذا الحد المنخفض فحري بها أن تتلاشى من الساحة فوراً. والحقيقة أن قيادة عباس للحركة تعني قيادة دايتون لها وبالتالي فلم تعد الحركة تمثل أي جزء من شعبها، إنها لا تمثل إلا من أطال في عمرها وضخ الأموال في عروقها.
فإذا كانت الأموال تسري في العروق بدلاً من الدماء فقد انتهت الحركة وماتت إكلينيكياً ومجرد أن توقف أمريكا سيل الأموال المنهمر عليها فستتلاشى الحركة فوراً.

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

بارك الله فيك، لا فض فوك، ولا كلَّ قلمك.

احمد الخطواني يقول...

هذا أقل الواجب.

Mohammad Ziad يقول...

تحليل مميز ... بارك الله فيك ! متفق معك 100%