السبت، 23 أبريل 2011

اختلاف المصالح بين دول حلف الناتو بخصوص ليبيا


اختلاف المصالح بين دول حلف الناتو بخصوص ليبيا

  ظهرت الاختلافات بشكل جلي بين دول حلف شمال الأطلسي بخصوص حجم ونوعية مشاركة دول الحلف في العدوان على ليبيا. فبريطانيا وفرنسا تزعمتا عملية جر الحلف لتكثيف عدوانه وتوسيعه ضد ليبيا، وزعم وزير الخارجية البريطاني وليام هيج بعد اجتماعه بوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بأن بريطانيا قد حققت بعض التقدم في هذا الصدد، فيما ادعى وزير الدفاع الفرنسي جيدار لونجيه أن فرنسا وبريطانيا تريدان توسيع الضربات الجوية لتشمل مراكز الخدمات اللوجستية ومراكز اتخاذ القرار في قوات القذافي.
وقال مراسل ألـ BBC جيمس روبنز: "إن لندن وباريس سعتا في مؤتمر برلين لحث بقية الحلفاء على المشاركة بطائرات قتالية لتكثيف الغارات الجوية في ليبيا".
إلا أن أمريكا في الطرف المقابل رفضت الطلبات البريطانية والفرنسية فنقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أمريكيين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم رفضهم الشكاوى الفرنسية والبريطانية بخصوص إيقاع العمليات الجوية وقالوا بأن قادة الناتو لم يسعوا للحصول على المزيد من الموارد وقد أكد أمين عام حلف الناتو اندريس فوغ راسموسين بأن القائد الأعلى للناتو الأدميرال الأمريكي جيمس ستافريديس راض بشكل عام عن القوات الموضوعة تحت تصرفه.
واعترف وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أن الولايات المتحدة لن تراجع موقفها العسكري بشأن ليبيا رغم طلب من فرنسا.

وأدّى هذا الموقف الأمريكي الرافض لتكثيف المشاركة في الغارات الجوية في ليبيا إلى تخلخل مواقف الدول الأوروبية المختلفة فإيطاليا الدولة الاستعمارية السابقة لليبيا قالت على لسان وزير دفاعها إيناتسيو لاروسيا: "إن بلاده لن تأمر طائراتها المشاركة في العمليات العسكرية في  ليبيا بفتح النار رغم ضغط بريطانيا وفرنسا"، وادّعت إيطاليا أنها تحتاج إلى أسباب مقنعة للانضمام إلى عمليات التحالف.
وكانت ألمانيا وهي أقوى دولة أوروبية اقتصادياً قد وقفت بصلابة ضد موقف بريطانيا وفرنسا في ليبيا، ولم تستطع بريطانيا وفرنسا سوى انتزاع موافقة كلامية أمريكية للإطاحة بالقذافي وذلك من خلال رسالته مشتركة تم نشرها في الصحف الأمريكية والبريطانية والفرنسية يقول فيها الزعماء الثلاثة لأمريكا وبريطانيا وفرنسا: "بأن تحقيق السلام في ليبيا غير ممكن طالما بقي معمر القذافي في الحكم".
وخسرت بريطانيا وفرنسا أيضاً إمكانية إنشاء قوة أوروبية بمعزل عن أمريكا وعن حلف الناتو للقيام بالتدخل العسكري وذلك في اجتماعات الأوروبيين في لوكسمبورغ بعد أن أصرت السويد وإيطاليا وإسبانيا على استبعاد أي مهمة عسكرية من أجندتها ووافقت فقط على إنشاء قوة أوروبية يقتصر عملها على الجوانب الإنسانية ليس إلا.
إن هذا الاختلاف الصريح بين أعضاء حلف شمال الأطلسي وبين أعضاء الاتحاد الأوروبي يؤكد على استمرار نجاح أمريكا في اختراق وحدة الأوروبيين بقيادة بريطانيا وفرنسا، كما يؤكد على استمرار القيادة الأمريكية للحلف ولأوروبا استراتيجياً.
إن على دول العالم الإسلامي الوقوف بحزم ضد مؤامرات الدول الغربية في بلاد المسلمين وإن على قيادات الجماهير الإسلامية رفض أي تعاون مع حلف شمال الأطلسي مهما كانت أهدافه.



ليست هناك تعليقات: