دور أجهزة الاستخبارات البريطانية والأمريكية في ليبيا
تقول صحيفة الغارديان البريطانية: "يُشارك جهاز الاستخبارات البريطانية (MI6) بدور كبير في استجواب كبار الشخصيات الليبية وتشجيع المزيد منهم على الفرار والانشقاق عن نظام الزعيم معمر القذافي"، وتضيف: "وتلعب المخابرات السرية البريطانية دوراً مؤثراً في الأزمة الليبية الراهنة نظراً لمعرفتها الوثيقة خلال السنوات القليلة الماضية باللاعبين الأساسيين في المشهد الليبي".
ولا تلعب أجهزة الاستخبارات البريطانية دوراً مركزياً في ليبيا وحدها بل إن أجهزة الاستخبارات الأمريكية تشاركها لعب هذا الدور. تقول الغارديان: "فجهاز المخابرات البريطانية MI6 إلى جانب وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) قادا مفاوضات لندن أواخر 2003م شارك فيها من الجانب الليبي موسى كوسا والتي تخلص القذافي بموجبها من أسلحة الدمار الشامل ... وحافظ الجهاز التجسسي البريطاني على علاقته الوطيدة بكوسا الذي قدَّم كذلك معلومات بشأن وجود تنظيم القاعدة في شمال أفريقيا".
وأكدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية مشاركة أجهزة الاستخبارات الأمريكية وتعاونها مع أجهزة الاستخبارات البريطانية في ليبيا فقالت: "إن عناصر من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) تعمل حالياً في ليبيا بالتعاون مع قوات خاصة بريطانية على جمع معلومات عن تأثيرات الضربات العسكرية على قوات العقيد معمر القذافي".
إن حرية العمل المتاحة للمخابرات البريطانية بشكل خاص في ليبيا سهّل عمل الدبلوماسية البريطانية في أحداث اختراق سياسي خطير في النخب السياسية الحاكمة والمعارضة في ليبيا على حدٍ سواء وقد صرَّح وزير الخارجية البريطاني وليام هيج نهاية الأسبوع الماضي بأن: "دبلوماسية بريطانية قد اجتمع بالفعل مع زعماء المتمردين في مدينة بنغازي الليبية في وقت سابق من هذا الأسبوع" وتزامن هذا الاجتماع مع إعلان أمريكا وفرنسا بأنهما أرسلتا مبعوثين إلى بنغازي للاجتماع مع الإدارة المؤقتة للثوار.
وفتحت المخابرات البريطانية أيضاً المجال لعمل قوات خاصة بريطانيا تقوم بأنشطة عسكرية لتوجيه الضربات الجوية للقوات الدولية وذلك وفقاً لتقارير أمريكية وإن كانت المصادر البريطانية العسكرية قد نفت تلك التقارير.
إن تعاون الثوار مع أجهزة الاستخبارات البريطانية والأمريكية يؤدي بشكل جازم إلى سقوط النظام السياسي المراد إيجاده في ليبيا على أنقاض نظام القذافي في أحضان الاستعمار البريطاني والأمريكي وهو ما يعني أن الثورة في ليبيا قد حافظت على تبعية الدولة للاستعمار ولم تفعل شيئاً سوى تغيير الوجوه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق