السبت، 8 مايو 2010

السلطة الفلسطينية تُجري مناورة أمنية لإثبات مقدرتها على حفظ أمن دولة يهود

السلطة الفلسطينية تُجري مناورة أمنية لإثبات مقدرتها على حفظ أمن دولة يهود


تُجري الدول عادة مناورات عسكرية لإثبات قدرتها في الحفظ على أمن مواطنيها من خطر الأعداء الذين يتربصون بها، أما السلطة الفلسطينية فتُجري مناورات لإثبات مقدرتها في التصدي لشعبها إن صدرت عنه أية بوادر لمحاربة الاحتلال اليهودي في فلسطين، وقمع أي عمل تقوم به قوى المقاومة ضد قوات الاحتلال، وقد تحدث ذياب العلي قائد قوات أمن السلطة الفلسطينية لوكالات الأنباء عن قدرة قواته الفائقة على التصدي لأي عمل مقاوم ضد الاحتلال اليهودي، وطمأن دولة يهود بأن السلطة قادرة على السيطرة على أية مناطق تتسلمها بكفاءة واقتدار، وأنها تعلمت الدروس من تجربتها الفاشلة في غزة فقال: "إن قوات الأمن الفلسطيني لن تسمح بتكرار ما جرى في غزة عندما سيطرت حركة حماس على القطاع أواسط العام 2007، وقوات الأمن تعلمت مما جرى في قطاع غزة".

وبالغ العلي في إرسال إشارات التطمين لكيان اليهود بما عنده من رجال أمن فقال: "لدينا الاستعداد لوضع جندي فلسطيني في كل شبر من الأراضي الفلسطينية". وكان العلي يتحدث في أعقاب مناورة للأجهزة الأمنية شارك فيها حوالي ألفي رجل أمن في منطقة رام الله.

ومن آخر ما قامت به القوى الأمنية الفلسطينية من مخاز على هذا الصعيدٍ، مطاردتها لأحد عناصر حركة حماس، واعتقاله، بحجة اتهامه بإطلاق النار على مركبة عسكرية في إحدى قرى نابلس وذلك بالتنسيق مع قوات الاحتلال اليهودية، فقد ذكرت إذاعة الجيش (الإسرائيلي) الأربعاء الماضي أن أجهزة السلطة طلبت الإذن من الجيش لملاحقة أحد كوادر حماس في منطقة خاضعة للاحتلال، وقال متحدث باسم الجيش (الإسرائيلي) بأن "عملية المطاردة تمت بتنسيق كامل بيننا وبين السلطة". وأكد رئيس الإدارة المدنية (الإسرائيلية) يوان مردخاي: "أن التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية آخذ بالاتساع".

ان السلطة الفلسطينية التي تُثبت كل يوم على أنها ذراع أمني قوي لجيش الاحتلال، وأن تدريب الجنرال الأمريكي دايتون لأجهزتها الأمنية قد آتى أكله، تطرح نفسها اليوم وبأسناد أمريكي كامل وبكل جدارة لتكون الشريك المناسب في المفاوضات مع دولة يهود، لأنها وبحسب أقوال رئيسها محمود عباس قد قدّمت ما عليها من استحقاقات أمنية بحسب خارطة الطريق، وتستحق الآن أخذ الجائزة على مجهوداتها ضد عناصر المقاومة وهي إقامة الدويلة الفلسطينية المسخ في مناطق داخل الضفة الغربية المحتلة.

إن السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية اللتان باعتا القضية الفلسطينية بعد التوقيع على اتفاقية أوسلو والسير في خارطة الطريق، لن تتمكنا نمن قبض أي ثمن من دولة يهود سوى الاستمرار في المفاوضات العدمية لسنوات وسنوات، ولن تُقام الدولة الفلسطينية التي يحلم قادة المنظمة والسلطة بها، والذي ممكن قيامه بحسب ما هو مطروح نوع من الحكم الذاتي الخاضع للاحتلال تحت اسم الدولة، أما قيام دولة حتى بفهوم الدول العربية الفاقدة للسيادة فلن يحصل.

ان قضية فلسطين أكبر من أن يتصدى لها الزعماء الخونة كالقائمين على منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية، وكحكام الدول العربية، ، انها قضية تتعلق بالاسلام وبالعقيدة الاسلامية، فلا يحمل تبعاتها على عاتقه إلا من اتخذ من إعادة دولة الاسلام إلى الحياة قضيته المصيرية، لأنه غير إقامة الدولة الاسلامية ومن غير التلبس بالجهاد تحت ظل خليفة المسلمين لن تتحرر فلسطين، ولن يُقضى على كيان يهود، ولن يُرفع الاحتلال والظلم عن كاهل أهل فلسطين.

ليست هناك تعليقات: