أفريقيا وموسم المناورات العسكرية الأمريكية
شرعت القيادة العسكرية الأمريكية في قارة أفريقيا المعروفة باسم (أفريكوم) يوم الأربعاء الماضي بإجراء مناورة عسكرية مشتركة مع القوات المسلحة المغربية على مدى شهر ونصف الشهر تحت شعار (الأسد الأفريقي2010). ويشارك في المناورة 850 عنصراً من قوات المارينز إلى جانب 950 جندياً مغربياً.
وتندرج هذه المناورة في إطار برنامج سنوي للتدريبات العسكرية المشتركة (لتعزيز التنسيق والتعاون) بين الطرفين كما أشار بيان صادر عن السفارة الأمريكية في المغرب.
ويقول محمد خريف الباحث في الشؤون العسكرية: "إن أمريكا كانت تسعى لتأسيس قاعدة في طانطان جنوب المغرب"، ولكن الباحث يضيف ويقول بأن أمريكا تريد الآن الاقتصار على التنسيق مع المغرب لمواجهة ما يسمى بالإرهاب وإنها "لا تفكر في وراثة فرنسا فقد تجاوزتها، وفرنسا تتراجع مصالحها في المنطقة باستمرار، وأمريكا تريد الآن مواجهة الوجود الصيني في أفريقيا".
وبالتوازي مع هذه المناورات تجرى تسعة دول افريقية مناورات عسكرية في واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو بمشاركة جنود من دول افريقية واوروبية باشراف اميركي لتعزيز ما يُسمى بمكافحة "الارهاب" والجريمة في دول الساحل والصحراء. وتشارك في المناورات أربعة دول عربية هي الجزائر والمغرب وموريتانيا وتونس إلى جانب خمس دول أخرى هي بوركينا فاسو ومالي ونيجيريا والسنغال وتشاد، كما تنضم إلى المناورات خمس دول اوروبية هي بلجيكا واسبانيا وفرنسا وهولندا وبريطانيا، وتتولى قيادتها الولايات المتحدة وبوركينا فاسو، وتستمر المناورات -التي اطلق عليها اسم "فلينتلوك 10"- حتى 22 مايو/ أيار في أراضي السنغال ومالي وموريتانيا وتشاد ونيجيريا والمغرب، ويشارك فيها 1200 جندي بينهم 600 من القوات الاميركية الخاصة واكثر من 400 جندي افريقي و150 عسكريا اوروبيا.
وقال القائد المعاون للانشطة المدنية والعسكرية للقيادة العسكرية الاميركية لافريقيا انتوني هولمز إن المناورات "ستسهل التعاون الاقليمي في المجال الامني ومكافحة المنظمات الارهابية"، والهدف الرئيسي المعلن من هذه المناورات في دول الساحل والصحراء هو مواجهة الحركات الاسلامية المتنامية التي تشهد منذ سنوات نشاطا لها تحت اسم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي.
وهكذا تستمر أمريكا بمحاربة أي نشاط اسلامي بحجة الإرهاب كما تستمر بمطاردة الدول الكبرى الأخرى في بلاد المسلمين لتحل مكان تلك الدول الاستعمارية فتزداد هيمنةً ونفوذاً في تلك المناطق، بينما تستسلم الأنظمة الحاكمة في البلاد العربية والاسلامية لإرادة أمريكا، وتمكنها من استباحة أراضيها وانتهاك سيادتها من غير خجل منها ولا وجل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق