توتر العلاقات الروسية الأمريكية على خلفية أحداث قرقيزيا
يُقدر المراقبون عدد القتلى في الأحداث الدامية التي وقعت في جنوبي قرقيزيا بألفي شخص بينما نزح إلى جمهورية أوزبيكستان المجاورة بالفعل أكثر من أربعمائة ألف شخص غالبيتهم من عرقية الأوزبك.
وتُعزى أسباب هذا الصراع المؤسف في قرقيزيا إلى وجود تضارب في المصالح بين أمريكا وروسيا في البلاد، ومن أهم هذه المصالح وجود قاعدة ماناس الأمريكية في قرقيزيا والتي تعتبر أهم قاعدة أمريكية في آسيا الوسطى واستخدمتها القوات الأمريكية في اجتياح أفغانستان في العام 2003م.
وتسعى روسيا بكل ما أوتيت من حيلة ونفوذ لإخراج القاعدة الأمريكية فقامت الشهر الماضي بتدبير انقلاب أطاح بالرئيس السابق باكاييف الذي وافق على استمرار وجود القاعدة الأمريكية.
وعلى إثر الانقلاب اندلعت الاشتباكات في جنوبي قرقيزيا أولاً بين أنصار الرئيس المخلوع وبين القوات الحكومية وثانياً بين الأكثرية القرقيزية وبين الأقلية الأوزبكية، ويبدو أن روسيا أدركت أن لأمريكا وبقايا النظام السابق أصابع في هذه الاشتباكات، فافتعلت الصراع الاثني وغذّته وشاركت فيه.
ونقلت رويترز عن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف قوله بصراحة: "أنه ينبغي للولايات المتحدة مغادرة قاعدتها الجوية في قيرقيزستان بعد انتهاء العمليان التي يقودها حلف شمال الأطلسي في أفغانستان". وأكد ميدفيديف رأيه هذا مرة ثانية في مقابلة مع وول ستريت جورنال نُشرت على موقع الكرملين الألكتروني يوم الجمعة الماضي فقال: "إن قاعدة ماناس الأمريكية يجب أن لا يستمر وجودها إلى الأبد ... أرى أنها ينبغي أن تحل مهام محددة ثم تنهي عملها".
وأما الحكام الجدد في قرقيزيا فهم يدورون في فلك موسكو، فقد هدّد عظيم بك بكنظاروف نائب رئيسة الحكومة القرقيزية المؤقتة يوم الخميس الماضي بإغلاق قاعدة ماناس الأمريكية ما لم تسلم بريطانيا ماكسيم باقييف نجل الرئيس المخلوع كرمان بك باكييف الذي لجأ إليها، وطالب أمريكا بالعمل إلى تسليمه إذا أرادت الحفاظ على قاعدتها في قيرقيزيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق