الثلاثاء، 28 سبتمبر 2010

القرضاوي يسقط الجهاد ضد الغزاة الروس في القوقاز

القرضاوي يسقط الجهاد ضد الغزاة الروس في القوقاز

عُقد في العاصمة الشيشانية جروزني على مدى أيام مؤتمر تحت شعار «الاسلام دين السلام» وذلك بمناسبة ذكرى اغتيال الرئيس الشيشاني السابق احمد قديروف الذي نصّبته روسيا ليحكم بأمرها في الشيشان وليقاتل المجاهدين لحساب الغزاة الروس المغتصبين للقوقاز، وعقد المؤتمر تحت رعاية الرئيس الحالي رمضان قديروف نجل الرئيس السابق أحمد قديروف،ونظم المؤتمر مفتي الشيشان سلطان ميرزاييف التابع لروسيا، وبحضور جمع ممن يُسمون بعلماء الديانات السماوية واتباع الاديان من الباحثين والمهتمين بما يُسمى بحوار الحضارات.
وألقى يوسف القرضاوي كلمة دعا فيها الى ضرورة الالتفاف حول قيادة الشيشان العميلة التي سمّاها (القيادة الشرعية)، وادّعى بان النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يكره الحرب واستدل بقوله «احب الاسماء الى الله عبدالله وعبدالرحمن واقبح الاسماء حرب ومرة»، وبقوله لأصحابه «لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا "، كما استدل بقوله تعالى:" كتب عليكم القتال وهو كره لكم" وقال بان الاسلام إنما شرع الجهاد للدفاع عن النفس والعرض والمال ليس الا. وأثنى على رمضان قديروف ووصفه بانه من اسرة علمية ودينية تعتز بالاسلام.
لقد تجاهل القرضاوي في كلمته عشرات الآيات التي تحض على المبادأة في القتال كقوله تعالى:" قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر..الخ، وغيرها، وركّز على الآيات التي تُركز على السلم والسلام والاعتزال.
واعتبر جهاد الروس وقتال البغاة أعمل عنف فقال: "إن أعمال العنف لا تحقق الهدف منها، فلم تسقط بسببها حكومة، بل لم تضعف بسببها حكومة, وكل ما يمكن أن تنجح فيه جماعة العنف في بعض الأحيان هو قتل رئيس دولة أو رئيس وزارة أو وزير, أو مدير أمن أو نحو ذلك, ولكن هذا لا يحل المشكلة، فكثيرا ما يأتي بدل الذاهب من هو أشد منه وأنكى وأقسى في التعامل مع الإسلاميين".
كما اعتبر القتال في سبيل الله منكراً إذا أدّى إلى سقوط ضحايا فقال: "إن الإسلام حرم تغيير المنكر إذا أدى إلى منكر أكبر منه، ولم يشرع إزالة الضرر بضرر مثله، فضلا عن أن يكون بضرر أكبر منه, ومن ذلك أمر الضحايا المدنيين البرآء من المسلمين وغير المسلمين، الذين يسقطون جراء العمليات التي يقومون بها".
واعتمد على ما يُسمى بفقه الموازنات في تبرير آرائه فقال:" زارنِي وفد من علماء الشيشان، وطلبوا مني أن أتوَجَّه بكلمة إلى أبناء الشيشان، الذين يتخذون العنف سبيلًا للوصول إلى أهدافهم، غير مُبالِين بما يوجبه فقه الموازنات وفقه الأولويات وفقه المآلات، من رعاية اعتبارات كثيرة قبل الإقدام على عملهم".
هذه هي نهاية ما آل إليه القرضاوي بسبب ما اعتبره فقهاً، فقد أوصله فقهه هذا إلى الوقوف بجانب الروس الكفار الغزاة ضد المسلمين المجاهدين القوقاز الذين يعملون على طرد الاحتلال الروسي من بلاد القوقاز المحتلة.
وبناء على هذا الفقه العجيب فلا يُستغرب مثلاً أن يأتي يوم يُبرر فيه احتلال يهود لفلسطين كما بُرّر احتلال الروس للقوقاز.

ليست هناك تعليقات: