إزالة الالتباس حول عمالة الحكام
لا تكتفي الدولة الأولى كأمريكا بأن تعتمد على عملاء مفضوحين كحسني مبارك ومحمود عباس، فهي لا تضع كل بيضها من العلاء في سلة واحدة، فالجانب الاستعماري لديها وقوتها الطاغية في المنطقة يجعلها تستخدم نماذج متباينة من العملاء، فلا غرابة ولا ضير لديها أن تجد بغض عملائها يشتمونها في العلن والظاهر ويوالونها في السر والباطن كحكام سوريا وإيران، فالمهم عندها أن هؤلاء الحكام عند الممارسة السياسية التطبيقية على أرض الواقع تجدهم ينسقون مع أمريكا تنسيقاً كاملاً وذلك كما هو حاصل في العراق بين الأمريكيين والإيرانيين لدرجة بات معها المواطن العراقي العادي يدرك تلك الحقيقة.
وكذلك ما هو حاصل مع سوريا التي تُصر بكل وقاحة على أن تكون أمريكا فقط هي الراعية النهائية لمفاوضاتها مع دولة العدو اليهودي.على أن هذا ليس نهجاً جديداً في المنطقة، بل هو موجود منذ أيام عبد الناصر الذي كان يشتم أمريكا في العلن ويرسل رجال مخابراته كالتهامي لينسق مع المخابرات الأمريكية في السر.ومن أحدث ما ظهر من أدلة على هذا الصعيد في سوريا على سبيل المثال هو اعتراف وزير الدفاع السوري السابق مصطفى طلاس بأن رئيس الأركان السوري السابق حكمت الشهابي كان رجل أمريكا في سوريا لمدة عشرين عاماً أيام حافظ الأسد. وكان حزب التحرير قد كشف شيئاً من ذلك قبل سنوات عندما قال بأن أمريكا فكّرت جدياً بوضع حكمت الشهابي رئيساً لسوريا في فترة من الفترات الصعبة التي مرت على عميلها.ومن الأمور التي تبدو أحياناً صعبة على الفهم الدور التي تقوم به دول محسوبة على بريطانيا كليبيا وقطر بحيث تثير الالتباس، ويزول هذا الالتباس عند التدقيق في تلك الأدوار. أما قطر فأمرائها تابعون للانجليز لأنهم هم الذين صنعوا لهم الإمارة التي لا تقوى على العيش بدون إسناد دولة كبرى لها كبريطانيا، ولا يوجد واقعياً فيها إمكانية التغيير والتبعية لأمريكا بسبب قلة عدد سكانها وصغرها، وبالتالي فهي دولة من ناحية واقعية تتبع لبريطانيا ولا يُتصور أن تتركها بريطانيا ببساطة لأمريكا. وأما علاقة قطر بأمريكا فهي آتية من كونها وجميع الدول التابعة لبريطانيا مضطرة لتقديم الخدمات لأمريكا لكي تحظى بدور إقليمي تسكت عنه أمريكا. فهي مقابل قاعدة العديد الأمريكية أقامت قاعدة الجزيرة الإعلامية. ومقابل علاقاتها التجارية مع دولة يهود أصبح لها تأثير مساو للتأثير المصري في المنطقة. وأما ليبيا فلما حاصرتها أمريكا وضيقت عليها الخناق وأضعفت دورها الإقليمي في أفريقيا تماماً في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي اضطرت بريطانيا إلى دفع ثمن إخراج ليبيا من عزلتها لتعاود ممارسة دورها الإقليمي النشط في أفريقيا فأوعزت إلى عميلها القذاقي إلى دفع المليارات لأمريكا وتسليم المعدات والخبرات التكنولوجية النووية لأمريكا حتى تقبل بإعادة تأهيله سياسياً، وهذا بالضبط ماحصل.وهكذا طريقة الانجليز في التأثير السياسي فبسبب ضعفهم الدولي يتملقون هم وعملائهم الأمريكان ليبقى لهم تأثير في العالم، فلا يفوتون فرصة إلا ويستغلونها، ولو اضطروا إلى دفع أثمان باهظة لأمريكا. .ومن هذا القبيل يمكن فهم اندساس قطر على دول محور الممانعة لكي لا تترك بريطانيا عملاء أمريكا وحدهم في الساحة، ولو اضطروا إلى دفع المليارات من الأموال، وكذلك لو أدّى بهم الأمر إلى جعل الدول المحسوبة على الانجليز تعادي بعضها البعض وتصالح الدول التابعة لأمريكا. ففي السياسة تجري أمور كثيرة معقدة لذلك ليس غريباً أن التحليل السياسي والتفكير السياسي هو الأعلى والأصعب من سائر أنواع التحليل والتفكير
هناك 3 تعليقات:
ان التفوق الامريكي وهيمنتها على السياسة الدولية لا يعني التفرد بل حتى انها تنزل عن المرتبة التي كانت عليها وذلك بفعل اوروبا وواضح ان امريكا لم تستطع حسم اي مسالة دولية وخاصة بالشرق الاوسط لشدة العراقيل الاوربية اذن يجب ملاحظة الدور الاوروبي مهما كان ضئيلا وتاثيراته على السياسة الامريكيه اما اهمالة بالمطلق فيه نظر
النقطة الثانية كيف تحولت السلطة ومنظمة التحرير ومحمود عباس الى العمالة الامريكية اقصد هنا من يملك قرار التفاوض مع اليهود ؟ لقد قامر هؤلاء عرفات وعباس وزمرتهم بكل شيء وبتاريخ اسود متجذر في العمالة البريطانية فبعد هلاك عرفات اعاد عباس حساباتة وجر زمرته للعمالة الامريكيةمع العلم انه فرض على فتح والسلطة والمنظمة فرض ثم انه مهندس اوسلو وهو اذي فصل القطاع عن الضفة اليست مسألة تحتاج الى اعادة نظر
ليست المسألة هنا مسألة تفوق بل مسألة نفوذ فمن يسيطر على اسرائيل يسيطر على المنطقة. وامريكا هي الوحيدة التي تسيطر على اسرائيل.
أما عباس فكما قلت فقد غيّر ولاءه وأصبح عميلاً أمريكياً وصفّى مئات الضباط الفلسطينيين المحسوبين على عرفات والاوروبيين بالتعاون مع دايتون وأمريكا.
ليست المسألة هنا مسألة تفوق بل مسألة نفوذ فمن يسيطر على اسرائيل يسيطر على المنطقة. وامريكا هي الوحيدة التي تسيطر على اسرائيل.
أما عباس فكما قلت فقد غيّر ولاءه وأصبح عميلاً أمريكياً وصفّى مئات الضباط الفلسطينيين المحسوبين على عرفات والاوروبيين بالتعاون مع دايتون وأمريكا.
إرسال تعليق