الثلاثاء، 6 يناير 2009

معبر رفح من وجهة نظر قانونية

معبر رفح من وجهة نظر قانونية

تغلق سلطات النظام المصري المتواطئ مع دولة يهود معبر رفح تحت ذرائع وأسباب واهية، ولا تفتحه إلا تحت ضغوط شديدة، وغالباً ما تقوم بأعمال عرقلة متعمدة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ومن تلك الأعمال على سبيل المثال لا الحصر قيامها بأعمال تفتيش يدوية وبطيئة للشاحنات والسائقين الفلسطينيين، ومنها إلغاء إدخال المساعدات غير الدوائية بحجة عدم وجود مسؤولين يتبعون للسلطة الفلسطينية في رام الله، أو بحجة عدم وجود شاحنات فلسطينية، أو بحجة القصف اليهودي على الجانب الفلسطيني للمعبر، أو بحجج كاذبة أخرى كضيق المعبر وعدم تخصيصه للمواد التموينية، وتفعل كل ذلك لتبرير إدخال المساعدات من معابر تقع تحت السيطرة اليهودية وليس عبر معبر رفح.
و الحقيقة أن ولاء النظام السياسي المصري لأمريكا وخنوعها لدولة يهود هو الدافع الوحيد لتلك المماحكات المصرية حول فتح المعبر، وقد أكد على هذه الحقيقة كثير من المراقبين المتخصصين، ومنهم أستاذ العلوم السياسية في قطر سيف عبد الفتاح الذي قال "من المنظور السياسي والإسلامي يتعين على السلطات المصرية أن تفتح معبر رفح أمام المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في قطاع غزة". وهذا يعني أن المسألة مسألة سياسية، وأنها تتعلق بخيانة النظام المصري وتآمره مع دولة العدو اليهود، تلك الخيانة التي لا تقتصر على إغلاق معبر رفح وحسب، وإنما التخطيط المسبق معه على عملية إحكام حصار قطاع غزة لإجباره على الاستسلام والخنوع.
لكن وجود إرادة الصمود والقتال عند أهل غزة سيبطل هذه المؤامرة التي يشارك فيها النظام المصري مع دولة يهود.
وأما من ناحية قانونية بحتة فقال المستشار أحمد مكي نائب رئيس محكمة النقض المصرية ومقرر مؤتمر القضاة بشأن الأوضاع في فلسطين إن: "ما يقوله الرئيس مبارك كلام سياسي وليس كلاماً قانونياً تفرضه ضرورات سياسية تتمثل في عجز مصر عن اتخاذ موقف حازم في مواجهة إسرائيل لظروف سياسية واقتصادية وعسكرية ودولية وضغوط معينة"، وأضاف: "أما قانونياً فالرأي الذي أقوله ليس كلامي وحدي، فهو رأي قضاة مصر عبرّوا عنه كثيراً، وأنا أعتقد أيضاً أنه كلام الرئيس، بدليل أنني قاضٍ عامل في محكمة النقض، وأتحدث من مصر، ورددت هذا الكلام في الصحف المصرية وفي التلفزيون ولا ألقى تعقيباً، وأعتقد أن الرئيس مبارك في داخله يؤمن بما أقوله أنا لكن هي اعتبارات، هي ضغوط"، وأكد مكي أن "من واجب مصر فتح معبر رفح باعتبار أن الجانب المصري من المعبر يخضع للسيادة المصرية، ومصر ليست مقيدة أصلاً باتفاقية المعابر بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية".
وأما الدكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصري السابق و أستاذ القانون الدولي فقال:" إن القاهرة تنتهك اتفاقيات جنيف بإغلاقها معبر رفح الحدودي مع غزة" واعتبر أن" إغلاقه يعكس موقفاً سياسياً لا قانونياً"، وأضاف الأشعل" إن مصر انتهكت الاتفاقية ثلاث مرات، الأولى بامتناعها عن فك الحصار عن الفلسطينيين لتكون قد ساعدت طرفاً دولياً هو إسرائيل على تهديد حياة مدنيين أبرياء، بما يتناقض مع بنود الاتفاقية التي تلزمها بالتصدي لأي طرف دولي ينتهكها، وأما الانتهاك الثاني فيتمثل في تقاعس مصر عن نجدة طرف دولي وقع عليه الانتهاك، وأخيراً بالتنصل من مسؤولياتها إزاء إقليم حبيس لا يملك منفذاً غير الأراضي المصرية".
وهكذا فمن وجهة نظر قانونية فإن الموقف المصري في إقفال معبر رفح لا يتماشى مع كل القوانين والأعراف الدولية، وأما من ناحية سياسية فواضح أن انحياز النظام المصري لدولة يهود ضد سكان قطاع غزة هو الذي العامل الوحيد المعتبر الذي يحكم آليات فتح معبر رفح.

هناك 4 تعليقات:

غير معرف يقول...

بارك الله فيك أخ أحمد وجزاك خيرا.
أردت أن أسألك عما يتحدث به البعض أمثال ملك الأردن عن سيناريو ما بعد غزة.هل ترى لهذا الكلام نوع من صحة وبارك الله فيك.

احمد الخطواني يقول...

ان مثل هذا الكلام لا وجود له الا عند بعض السياسيين اليهود ومن يخشى على وجود كيانه كحكام الاردن. وهو يظهر بين الفينة والاخرى للتخويف وليس للتنفيذ.

غير معرف يقول...

ما رأيكم بتصريح مبارك ان اغلاق معبر رفح لمنع الزام القطاع الى مصر وتخلي اليهود عن التزاماتهم كدولة احتلال
هل له وجهه من الصحة
ولماذا تذرع مبارك بذلك

ظافر الكالوتي يقول...

أخي العزيز
نعم إن تصريح مبارك بشأن المعبر صحيح, وأن ماتسعى له (إسرائيل) هو التخلي عن مسؤوليتها تجاه القطاع وإلقائها على مصر, وأستدل على ذلك بما نقلته عن الجزيرة نت يوم الخميس 26/12/2008
"وأوضح المعلق البارز إيهود يعاري في القناة الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي لن يجتاح القطاع أو يسقط حركة حماس وإنما سيكثف ضرباته بغية "جباية ثمن" غال منها.
ولفت يعاري النظر إلى أن حركة حماس وإسرائيل غير معنيتين بمواجهة شاملة بل بتجديد التهدئة وسط مساعي الطرفين لتحسين شروطهما.
وأكد المراسل العسكري للقناة العاشرة ألون بن دافيد الليلة الماضية أن الجيش الإسرائيلي عدل موقفه وحسم أمره باتجاه التصعيد عبر سلسلة عمليات تهدف لجباية ثمن من حركة حماس بغية استنزافها قبل الخوض بمداولات غير مباشرة لتجديد التهدئة.
وتحت عنوان "أن نكون أذكياء لا محقين" شدد الجنرال في الاحتياط غيورا آيلاند في مقال نشرته يديعوت أحرونوت على ضرورة التفاوض مع حركة حماس.
وقال رئيس المجلس للأمن الوطني السابق غيورا آيلاند إن حركة حماس معنية بالتهدئة شريطة توفر عدة أمور منها فتح معبر رفح، مشيرا إلى أن "هناك مصلحة لإسرائيل أيضا في فتح معبر رفح، باعتبار أن ذلك يحرر إسرائيل من المسؤولية الحصرية عن تزويد القطاع بكل احتياجاته ويعفيها نهائيا من تهمة الاحتلال لا سيما وأن تهريب السلاح مستمر وهو مغلق".