الجمعة، 9 يناير 2009

لا نصرة إلاّ بإسقاط العروش وتحريك الجيوش

لا نصرة إلاّ بإسقاط العروش وتحريك الجيوش

إن ما تنقله شاشات التلفزة وعلى مدار الساعة عما يجري في غزة على أيدي قوات العدو اليهودي ضد المدنيين في قطاع غزة، من صور مروّعة لمشاهد القتل الجماعي، ومن الفتك بأسر بكاملها، ومن تدمير البيوت على رؤوس ساكنيها، ودفنهم تحت ركامها، وما يصاحب صور هذه المشاهد الفظيعة من تواطئ دولي محسوس وعجز عربي وإسلامي مفضوح عن نجدة هؤلاء المستضعفين، يُثير في نفوس جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، مشاعر الحزن والغضب والسخط الممزوجة بحالة من الشعور بالعجز والصدمة والإحباط الناجمة عن عدم القدرة على القيام بأي شيء فعّال يساعد في رفع هذا الظلم المرير الواقع على أهل غزة.
إن هذه المشاعر المتأججة والممتلئة بالغيظ، تدفع بأصحابها للاندفاع بدافع الرغبة الشديدة في الانتقام، للنزول إلى الشوارع، والقيام بالتظاهر والاحتجاج والهتاف بشعارات حادة ضد أعداء الأمة من يهود وأمريكيين وأوروبيين وبأعلى صوت، كما وتدفعهم لمطالبة دولهم المقصّرة بالتحرك السريع لنصرة إخوانهم المضطهدين في غزة. بيد أنهم يُصدمون ثانية عندما يدركون أنّ قادة دولهم أموات من ناحية سياسية فلا يسمعون ولا يتحركون ولا يرعوون، وينطبق عليهم وصف الشاعر:
لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تُنادي
ومن أجل تفريغ حماستهم الملتهبة وطاقتهم الزائدة يلجأون إلى أية أعمال يبحثون فيها عمّا يطفئ غيظهم ويُهدئ من روعهم ويشفي صدورهم.
فمنهم من يقوم بجمع التبرعات وتقديم المساعدات المشكوك أصلاً في وصولها إلى المنكوبين.
ومنهم من يُشكّل وفوداً من العلماء لزيارة الحكام العاجزين المتخاذلين والمتآمرين ومطالبتهم بدعم أهل غزة.
ومنهم من يدعو الفلسطينيين العزل المكبلين الذين يقبعون تحت سلطة الاحتلال بانتفاضة سلمية ثالثة ضد الاحتلال.
ومنهم من يُعلن عن أيام الجمع أيام غضب للمسيرات والتظاهرات.
ومنهم من يدعو إلى إقامة معسكرات لتدريب المتطوعين لقتال اليهود بينما يُعفون الجيوش النظامية المدرّبة من القيام بهذا الواجب.
وهكذا يُحاولون بمثل هذه الدعاوى المضللة تفريغ شحنة الغضب المكتسبة من هذه الأحداث الدموية، وتبريد المشاعر الملتهبة بأعمال لا تُسمن ولا تُغني من جوع ولا تؤدي إلى نصرة ولا غوث ولا نجدة، متجاهلين العمل الحقيقي الجاد المنتج والمفضي إلى معالجة هذه الكارثة المأساوية علاجاً جذرياً ألا وهو تحريك الجيوش وتوجيهها إلى ميادين القتال ضد دولة العدو اليهودي للقضاء عليها، واستئصالها من جذورها، وبذلك فقط يتم خلع تلك النبتة الخبيثة التي زرعها المستعمر الغربي في جسم الأمة ليعيث فيها فساداً وخراباً، وليحول دون وحدتها ونهضتها وقوتها.
ولكي تتحرك الجيوش، وتبطش بهذا الكيان السرطاني، وتُزيله من الوجود، كان لا بد من الإطاحة بهذه العروش التي تمنع الجيوش من حرية التحرك.
فالحل الوحيد الذي يصلح لمعالجة مثل هذه الكروب والمحن والنكبات التي تكتوي الأمة بنيرانها بسبب وجود كيان يهود الملعون في قلب البلاد الإسلامية - وهو الحل الذي لا حل سواه - يتمثل في أمرين اثنين وهما: إسقاط العروش أولاً وتحريك الجيوش ثانياً، وبه فقط يمكن إنقاذ أهل غزة والانتقام ممن استحلوا دمائهم وحرماتهم، وبهذا الحل أيضاً يمكن حماية المسلمين المستضعفين- وفي أي مكان - من هجمات المعتدين المستعمرين، ومن عجز وتواطئ الحكام العملاء المتخاذلين.

ليست هناك تعليقات: