الخميس، 15 يناير 2009

دول "محور الممانعة" لا تقل تخاذلاً عن دول "محور الاعتدال"

دول "محور الممانعة" لا تقل تخاذلاً عن دول "محور الاعتدال"

تقوم بعض القنوات الفضائية المحسوبة على المقاومة برسم صورة مشرقة ووضّاءة لدول ما يسمى بمحور الممانعة وعلى رأسها سوريا وإيران وتابعهما حزب الله، وتُركز هذه القنوات في بثها الدعائي التلفزيوني على مقولة أن هذه الدول هي التي تحول دون نجاح المشروع (الأمريكي الصهيوني) في المنطقة، وذلك بفضل دعمها المتواصل لحركات المقاومة، ولرفضها الانصياع للإملاءات (الصهيوأمريكية) على حد تعبيرها.
وقد لاقت هذه المقولة الخادعة الكثير من الرواج لدى الكثير من المشاهدين، وخاصة عندما تُقارن مواقف هذه الدول التي توصف بالممانعة والمواجهة بمواقف الدول الموسومة بالتواطئ والتعاون مع أمريكا ودولة يهود والتي توصف بأنها من دول محور الاعتدال وعلى رأسها مصر والسعودية والأردن وسلطة محمود عباس في رام الله.
وبالتدقيق في مواقف دول "محور الممانعة" هذه نجدها لا تقل تخاذلاً وتقاعساً عن مواقف دول "محور الاعتدال"، فمن ناحية عملية لا يوجد أي فرق بين مواقف نظامي الحكم في سوريا وإيران عن مواقف نظامي الحكم في مصر والسعودية، فكلها مواقف مخزية ومشينة وجبانة في مواجهة الكيان اليهودي بشكل عام، وفي مواجهة عدوانه الأخير على قطاع غزة بشكل خاص. ولو سألنا أنفسنا وقلنا ماذا قدّمت سوريا وإيران وتابعهما حزب الله لمنكوبي غزة غير الشعارات الطنانة والخطب الحماسية والكلام الأجوف لوجدنا أنها حقيقة لم تُقدم شيئاً.
وما الذي يمنع إيران مثلاً من إطلاق صواريخها - التي تُلوح بها دائماً ضد أعدائها- على العدو اليهودي؟. وإذا كان النظام الحاكم في ايران جادا في ضرب كيان يهود بوصفه عدواً رئيسياً لإيران وللمسلمين فماذا ينتظر؟ وأمامه الآن فرصة سانحة قد لا تتكرر للقيام بذلك، خاصة وأنّ العدو اليهودي المشغول بحرب غزة هذه الأيام ستتوزع قوته على أكثر جبهة.
في الحقيقة لا يوجد للنظام الإيراني أي عذر في عدم السماح للجيش الإيراني بخوض الحرب ضد الكيان اليهودي خاصة وأنها تدّعي أنها حليفاً أساسيا لحماس وحركات المقاومة في قطاع غزة.
أما التذرع بحجة أن مصر لا تفتح حدودها أمام المقاتلين فإنها حجة واهية ولا قيمة لها، لأن وجود المنظومة الصاروخية المتطورة لديها والتي يزيد عدد رؤوسها عن أحد عشر ألفا، يُسقط من ناحية واقعية قيمة الحدود الجغرافية.
وما يُقال عن إيران يُقال عن سوريا، والسؤال البديهي الذي يطرح هو: ما الذي يمنع النظام السوري من فتح حدوده المغلقة منذ أكثر من خمسة وثلاثين عاما أمام المجاهدين؟، وإذا أراد هذا النظام تحرير هضبة الجولان السورية المحتلة منذ عام 1967 وهزيمة دولة يهود فتوجد أمامه فرصة ذهبية هذه الأيام للقيام بذلك، لا سيما وأن جيش يهود في أضعف حالاته خاصة في الجبهة الشمالية.
والسؤال نفسه يُطرح على حزب الله وهو: ما الذي يمنع حزب الله من إطلاق صواريخه الكثيرة التي يفتخر بحيازته لها على مدن العدو ليخفف الضغط عن حركات المقاومة في غزة، وليشتت قوة العدو إلى أكثر من جبهة، وهو ما من شأنه أن يُلحق الهزيمة المؤكدة بدولة يهود فلا تجرؤ بعدها على شن أي عدوان؟.
والجواب الحقيقي على تلك التساؤلات هو إن الذي يمنع إيران وسوريا وحزب الله من الدخول في الحرب ضد الكيان اليهودي إلى جانب المقاومة في غزة هو تلك العلاقة المشبوهة لسوريا وإيران بأمريكا وتنسيقهما لسياساتهما مع السياسات الأمريكية في المنطقة، ولا يوجد أي سبب آخر مقنع للإجابة على تلك التساؤلات غير هذا الجواب.
و بذلك تتساوى الدول المسماة بدول الممانعة مع الدول المسماة بدول الاعتدال في التخاذل والتقاعس عن نصرة أهل غزة، كما تتساوى أيضاً في تولي الأمريكان ألد أعداء الأمة.

هناك تعليق واحد:

memo يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انا لا اريد تعليك على المقال ولكن اود ان اعرف راي الكاتب بمقاطعة البضائع الامريكية والاسرئيلية لغير سكان فلسطين