الهوة تتسع بين مواقف شعوب المسلمين وحكامهم
تتباين مواقف الشعوب الإسلامية عن مواقف حكامهم في بلدان العالم الإسلامي تبايناً تتسع معه هوة الاختلاف بين الطرفين لدرجة يصعب معها الجسر بينهما.
فبينما تشتعل الشعوب الإسلامية في حواضر تلك البلدان لما يجري من مجازر في قطاع غزة، وتخرج إلى الشوارع مطالبة بفتح باب الجهاد، وإعلان النفير العام لقتال دولة العدوان اليهودي، تتخذ حكومات البلدان الإسلامية مواقف مخزية من أحداث غزة الدامية.
فبالنسبة لحكومات جمهوريات آسيا الوسطى وهي كازاخستان وطاجيكستان وأوزبيكستان وقرغيزيا وتركمانستان فقد أصدرت بيانات (حيادية) دعت فيها الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإحلال السلام، وأشارت تلك البيانات إلى أن الحرب لا يمكن أن تكون وسيلة لتسوية النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، وكأن هذه الحكومات لا علاقة لها بالإسلام والمسلمين ولا بقضاياهم المصيرية.
وأما في أذربيجان فلما طالب بعض المتظاهرين مساندة أهل فلسطين ضد العدوان اليهودي قامت قوات الشرطة الأذرية بتفريق المتظاهرين بالقوة واعتقالهم.
وأما الرئيس الأندونيسي سوسيلو بامبانغ يودويونو الذي يقود أكبر بلد إسلامي يزيد تعداده عن المائتين وعشرين مليون نسمة فزعم أن "النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني لا يرتدي طابعاً دينياً بل هو خلاف على الأراضي". وتأتي تصريحاته المضللة هذه رداً على موجة عارمة تجتاح الإندونيسيين الذين يطالبون بإرسال المجاهدين لنصرة أهل فلسطين، حيث تدعو غالبية القوى الإسلامية في إندونيسيا إلى فتح باب التطوع لقتال دولة يهود قتالاً دينياً عقائدياً.
وأما حكام باكستان وبنغلادش وهي من أكبر بلدان العالم الإسلامي بعد إندونيسيا فيلوذون بصمت أهل القبور إزاء ما يحدث في غزة، ويشغلون أنفسهم وبلدانهم بأمور داخلية تافهة تتعلق بالأوضاع السياسية المحلية في شبه القارة الهندية.
وهكذا تتسع الهوة بين شعوب البلدان العربية وبين حكامها يوماً بعد يوم، وهو ما ينذر بوقوع تلك البلدان في أتون مخاض جماهيري عنيف يؤدي إلى اقتراب الدخول في مرحلة انهيار شامل ووشيك لأنظمة الحكم فيها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق