خبر وتعليق
أزمة جورجيا لن تؤدي إلى عودة الحرب الباردة
قرر الاتحاد الأوروبي في ختام قمته الطارئة في بروكسل في يوم الاثنين 1/9 تأجيل جولة مفاوضات الشراكة مع روسيا التي كانت مقررة أواسط الشهر الجاري إلى حين انسحاب القوات الروسية إلى المواقع التي كانت تتمركز فيها قبل اندلاع الصراع المسلح الشهر الماضي.
وجاء هذا القرار بمثابة حل وسط بين الموقف البريطاني المتشدد من روسيا والذي يدعو إلى إعادة تقييم شاملة للعلاقات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا والمطالب على لسان رئيس الوزراء البريطاني بأنه "لا ينبغي السماح لأي دولة الاحتفاظ بالقدرة على ابتزاز أوروبا عن طريق موارد الطاقة" وبين الموقف الألماني الذي جاء على لسان المستشارة الألمانية ووزير خارجيتها بأنه لا ينبغي للاتحاد الأوروبي وقف حواره مع روسيا رداً على تدخل موسكو في جورجيا، وأن أوروبا لن تؤذي إلا نفسها إذا تصرفت بعاطفة وأغلقت أبوابها بوجه روسيا.
إن هذا الموقف الأوروبي المائع قابله موقف إيجابي روسي عملي يؤكد على عدم وقف إمدادات الطاقة من روسيا إلى دول الاتحاد الأوروبي وذلك بالرغم من بعض التصريحات الكلامية النارية.
وأما الموقف الأمريكي الذي كانهو من أشعل الأزمة الجورجية في وجه الدب الروسي فيبقى واضحاً في تعمد استفزازه وعدائه للروس، وقد ترجم ذلك عملياً بتحريك السفن العسكرية الأمريكية في البحر الأسود، وبتوقيع اتفاقية دفاعية تتعلق بأنظمة الصواريخ مع بولندا، وبعلاقات وثيقة مع أوكرانيا، وبالتهديد بإخراج روسيا من مجموعة الثمانية الكبار، وبالتلويح إيقاف إدخالها في منظمة التجارة الدولية.
ولكن، ومع كل هذا الاستفزاز الأمريكي إلا أن روسيا وإن أبدت تصميما ً قويا ً على الدفاع عن مصالحها الحيوية في حديقتها الخلفية وفي مناطق نفوذها التقليدية، وإن أصرت كذلك على انفصال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية عن جورجيا واعترفت باستقلالهما إلا أنها ومع ذلك كله لم تُصعّد أبداً من لهجة الصراع مع أمريكا إلى مستوى إعادة الحرب الباردة بين البلدين.
لقد قال ديمتري بيسكوف أحد مساعدي بوتين: "إن موسكو لا تواجه تهديداً بحرب باردة، وإن التهديد بعزلها سيرتد سلباً على الدول التي ستساهم في ذلك، وإن حرباً باردة بالمفهوم القديم للكلمة مستحيل، حيث أن تلك الحرب مبنية على صدام الأيديولوجيات". وهذا الكلام مفاده أن النزاع بين روسيا وأمريكا هو نزاع جيوسياسي على مناطق النفوذ الروسية وهو ليس صراعاً أيديولوجيا عالمياً ينشأ عنه حرب باردة كما كان الحال أيام الاتحاد السوفييتي السابق.
هناك تعليقان (2):
يمكن ان نضيف ان احد فوائد التي جنتها ادارة بوش من الحرب بين جورجيا وروسيا هو تقديم اهمية ماكين الخبير في السياسة الخارجية مقابل اوباماوهذا ما ذكره بوتين صراحة واتهم واشنطن باستخدام الورقة الجورجية لتقديم مرشح على آخر ثم يخرج علينا ماكين ليطمئن شعبه انه لن يسمح بعودة الحرب الباردة.
ممكن ذلك ولكنه ليس سببل جوهريا
إرسال تعليق