الخميس، 15 أبريل 2010

مبادرة بريحينسكي وسولارز تكشف جانباً مهماً من التفكير الأمريكي لحل القضية الفلسطينية



مبادرة بريحينسكي وسولارز تكشف جانباً مهماً من التفكير الأمريكي لحل القضية الفلسطينية



تحدث كل من زبغنيو بريجينسكي مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر والمستشار الحالي بمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية وعضو الكونغرس الأميركي السابق عن ولاية نيويورك ستيفن سولارز في مقال مشترك لهما نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن رؤية أمريكا للدولة الفلسطينية المستقبلية فقالا:" إن استمرار احتلال إسرائيل للضفة الغربية الفلسطينية واستمرار محاصرتها وعزلها لقطاع غزة الفلسطيني من شأنه أن يزيد من غضب المسلمين وامتعاضهم إزاء السياسات الخارجية الأميركية، وبالتالي وضع العراقيل أمام إمكانية إدارة أوباما لتحقيق أهدافها السياسية والعسكرية في المنطقة".

وأما بشأن المحاور الأساسية لأي مبادرة سلام أميركية مقترحة في المنطقة، فيرى الكاتبان أنها باتت معروفة للجميع فالمحور الأول الذي يتعلق بحل مشكلة اللجئين :"تتمثل في إيجاد حل لقضية اللاجئين من خلال التعويض أو إعادة التوطين في أراضي الدولة الفلسطينية وليس في إسرائيل"، مضيفين ":أن هذه الوصفة قد تكون مرة بالنسبة للفلسطينيين ولكنهما لا يتوقعان من إسرائيل أن تقدم على الانتحار من أجل السلام".

وأما المحور الثاني في المبادرة والذي يتعلق بمدينة القدس وبحسب الكاتبين فيتمثل في :"التشارك بين الفلسطينيين والإسرائيليين في القدس بوصفها عاصمة لكل من الدولتين مع بعض الترتيبات الدولية بشأن مدينة القدس القديمة، وذلك أيضا يشكل جرعة مرة بالنسبة للإسرائيليين لأنه يعني أن تكون القدس الشرقية عاصمة لفلسطين".

وأمّا المحور الثالث المتعلق بالمستوطنات فيجري:" الاتفاق بشأن المستوطنات الكبرى الواقعة في حدود 1967 بحيث يتم دمجها ضمن الدولة الإسرائيلية عبر اتفاق لتبادل الأراضي".

ولضمان نجاح هذه الخطة:"يتم نشر قوات أميركية أو قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) على طول نهر الأردن في الدولة الفلسطينية من أجل توفير الحماية الأمنية القصوى لدولة إسرائيل".

وأكدا:" أن السلام هو أيضا في مصلحة إسرائيل، حيث قال وزير الدفاع الاسرائيلي إيهود باراك مؤخرا أن عدم وجود حل الدولتين هو أكبر تهديد لمستقبل إسرائيل بل حتى أكبر من قنبلة إيران، والاتفاق هو في مصلحة الفلسطينيين الذين يستحقون العيش في سلام وكرامة باقامة دولة فلسطينية".

ويقترح الكاتبان اسلوباً جديداً لتنفيذ هذه الخطة يقضي بقيام :"الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالسفر إلى الكنيسست في القدس والمجلس التشريعي الفلسطيني في رام الله لدعوة الجانبين للتفاوض على إتفاق للوضع النهائي استنادا إلى إطار عمل محدد من أجل السلام، وينبغي عليه أن يفعل ذلك بالشراكة مع زعماء عرب وأعضاء اللجنة الرباعية وهو تجمع دبلوماسي يشارك في عملية السلام يضم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، كما أن خطابا لاحقا من جانب أوباما في البلدة القديمة في القدس موجه إلى جميع الناس في المنطقة يعيد إلى الاذهان خطابه في جامعة القاهرة إلى العالم الإسلامي في حزيران من العام الماضي، يمكن أن يكون حدثا متوجا في هذه الرحلة من أجل السلام".

وفي النهاية يرى بريجينسكي وسولارز أنه:"إذا ما رفض أحد الطرفين أو كليهما مبادرة السلام الأميركية هذه فإنه لا مناص عندها من ضرورة قيام الولايات المتحدة باللجوء إلى مجلس الأمن الدولي من أجل توفير ضغط دولي أوسع لإجبار الطرفين على قبول المبادرة وتطبيق بنودها بكل الوسائل الممكنة".

إن أهمية هذه المبادرة تأتي من كونها صادرة عن أحد أهم العقول السياسية في أمريكا، وأحد كبار المراجع السياسية لإدارة أوباما، وقد أفصح جيمز جونز مستشار الأمن القومي الحالي أكثر من مرة وفي عدة مناسبات عن تاييده لمعظم ما جاء في هذه المبادرة، كما اعترف أيضاً بأنه يشترك مع بريجنسكي ومع جميع مستشاري الأمن القومي السابقين في تقديم المشورة للإدارة الأمريكية لا سيما في قضايا العالم الاسلامي ومنها القضية الفلسطينية.

ليست هناك تعليقات: