الخميس، 1 أبريل 2010

القمة العربية في سرت تتمخض عن مزيد من العجز والوعود والشعارات والأوهام

تعليق سياسي

كغيره من مؤتمرات القمم العربية السابقة التي ناهز تعدادها الثلاث والثلاثون مؤتمراً منذ إنشاء الجامعة العربية في العام 1946م على يد وزير الخارجية البريطاني آنذاك أنطوني إيدن وانعقاد مؤتمر أنشاص في مصر أول مؤتمر قمة عربي، فإن مؤتمر سرت الأخير الذي عقد في السابع والعشرين والثامن والعشرين من شهر آذار (مارس) الجاري لم يتمخض إلا عن مجموعة من الخطابات الإنشائية الخالية من أي مضمون، إضافة إلى جملة من المناشدات والحوارات والمجاملات والوعود.

وقد اعترف الرئيسان السابق والحالي للمؤتمر وبكل صراحة بأن لا شيء يستطيع رئيس المؤتمر فعله، وأن المؤتمر ما هو إلاّ مجرد مؤتمر للأقوال وليس للأفعال، وأقرّا بأن الزعماء لا يملكون المقدرة على فعل شيء لشعوبهم، وأن شعوبهم بدأت بالتمرد عليهم.

وبسبب قلة حيلة الزعماء العرب، وفشلهم في الاتفاق على أي شيء في المؤتمر، طرح الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى فكرة إشراك دول الجوار العربي كإيران وتركيا في أعمال الدول العربية، لكن هذه الفكرة رُفضت أيضاً من قبل بعض الزعماء العرب، واستمر المؤتمر على حاله من الانقسام والعجز والتبعية كما كان عليه حاله منذ تاريخ إنشاء الجامعة في العام 1946 وحتى الساعة.

فلقد عجز المتآمرون والمؤتمرون العرب - كما كانوا عاجزين دائماً - أولاً عن تحقيق أي شكل من أشكال الوحدة أو حتى عن مجرد التضامن، وعجزوا حتى عن رفع الحواجز الحدودية والصعوبات الجمة المفروضة على حركة المواطنين والأموال عبر البلدان العربية، وعجزوا ثانياً عن كسر الحصار - وهم الذين طالما تحدث كثير منهم عن ضرورة كسره – وهو الحصار الخانق الظالم الذي فرضته دولة يهود على قطاع غزة من جميع الجهات بما فيها من جهة مصر ، وعجزوا ثالثاً عن الإعلان عن مواقف صارمة ضد الاحتلال الاستيطاني اليهودي لفلسطين والذي يتمادى من خلال احتلاله لفلسطين على جميع الدول العربية الأخرى، وعجزوا رابعاً عن منع تطبيع معظم أنظمتهم العربية مع مؤسسات دولة الاحتلال اليهودي من تحت الطاولة أو من فوق الطاولة وهم يعرفون أنهم يُطبّعون مع الاحتلال الغاصب المعتدي على كراماتهم وشعوبهم. وعجزوا خامساً عن التصدي لمشاكل البلدان العربية التي تنزف دماً في فلسطين والصومال والسودان واليمن والعراق والجزائر. وعجزوا سادساً عن القضاء على آفات الفقر والمرض والأمية المنتشرة في أكثر من نصف سكان البلاد العربية. وعجزوا قبل ذلك كله وبعده عن وضع حد للتدخل السافر لأمريكا وللدول الأوروبية في أخص شؤونهم الداخلية. وعجزوا سابعاً وثامناً و...... وعحزوا.... وعجزوا.... وعجزوا........

فقائمة العجز العربي - عجز زعماء الدول العربية - من الصعب إحصاؤها، وهو عجز طبيعي بسبب تركيبة الجامعة العربية التي صنعتها بريطانيا على عين بصيرة.

وبشكل إجمالي فقد تمخض المؤتمر العربي الأخير عن عجز شامل في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحضارية، ولم ينجحوا إلا في إطلاق المزيد من الوعود والثرثرات والأوهام، وحتى الخطابات الجوفاء التي عادة ما يلقيها الزعماء العرب فقد تم بسبب عجزهم إلغاء معظمها في هذا المؤتمر.

هناك تعليقان (2):

Unknown يقول...

يمكن القول بأنك تتحدث عن ملجأ للعجزة والمقعدين !!!!

احمد الخطواني يقول...

نعم أخي الكريم وزيادة على ما قلت فهم خونة وعملاءربنا يخلصنا منهم وممن نصّبهم على رقابنا