التناحر بين سلطتي رام الله وغزة يُفضي إلى قطع التيار الكهربائي عن غزة
غرقت مناطق واسعة من غزة ليلة الجمعة الماضية في ظلام دامس بعد أن توقفت المحطة الرئيسية للكهرباء في غزة عن العمل بسبب نفاذ الوقود، وحمّلت حكومة غزة سلام فياض رئيس حكومة السلطة الفلسطينية في رام الله المسؤلية عن إنقطاع التيار الكهربائي في غزة، وذلك بسبب عدم دفعها الأموال لشراء الوقود، علماً بأن الأوروبيين كانوا لفترة طويلة هم الذين يتولون القيام بدفع ثمن الوقود للسلطة.
وتدعي السلطة الفلسطينية بأن الاتحاد الأوروبي أوقف نهائياً تقديم الأموال المخصصة لشراء الوقود، وأن السلطة هي التي تُمول الشراء منذ فترة، وأنها لم تعد قادرة على ذلك خاصة وأن سلطة غزة لاتجبي لها الأموال من المستهلكين.
وقد نقل المركز الفلسطيني للإعلام تصريحات لأنور غربي عضو الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة قال فيها: "ندعو السلطة الفلسطينية إلى التوقف عن اتخاذ مبررات غير واقعية للتهرب من مسئولياتها، وأن تقوم بتوجيه الأموال التي يستحقها قطاع غزة، والتي قدّمها الاتحاد الأوروبي لتمويل وقود الكهرباء في القطاع المحاصر للسنة الرابعة على التوالي"، وأكد غربي على:"أن الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة تلقت مراسلات من العديد من وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي تؤكد أن الأموال تحول إلى السلطة الفلسطينية وأن هذه الأخيرة تعهدت بشكل واضح أن تلتزم بتسديد ثمن الوقود الثقيل لمحطة توليد الكهرباء"، وأضاف:"إن الاتحاد الأوروبي نفى قيامه بتقليص أو وقف تمويل الوقود الخاص بتشغيل محطة الكهرباء الرئيسية في قطاع غزة" ونقل عن الاتحاد الأوروبي القول:"إن الأموال المخصَّصة لدعم القطاعات الخدماتية للفلسطينيين تسلّم وبشكل منتظم إلى السلطة الفلسطينية"، وبيّن أن الذي حصل هو:" أن السلطة تقدَّمت بطلب إلى الاتحاد الأوروبي في شهر نوفمبر الماضي كي توجه تلك الأموال إلى حساب الخزينة الموحد للسلطة على أن يترك الاتحاد الأوروبي للسلطة تحديد وجهة هذه الأموال حسب الأولويات"، وما يؤكد صحة هذا الكلام ما نقلته وسائل الاعلام عن متحدث عسكري (إسرائيلي) بأن "توقف المحطة الكهربائية ناجم عن الخلافات الفلسطينية، وأن السلطة الفلسطينية في رام الله رفضت تسديد ثمن الوقود".
وهكذا يتسبب هذا التناحر والشقاق الجديد بين سلطتي رام الله وغزة بتوقف إمدادات التيار الكهربائي لأكثر من مليون ونصف المليون مواطن في قطاع غزة، ويترتب على هذا الشقاق مآسي انسانية جديدة تُضاف إلى مآسي الحصار والاحتلال وخذلان الدول العربية عن تقديم النصرة والتي تجتمع كلها على هذا القطاع المسكين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق