(الورقة) العربية المنوي إرسالها لإدارة أوباما دليل على الولاء والإفلاس
في مؤتمر صحفي على هامش اجتماع وزراء الخارجية العرب صرَّح وزير خارجية النظام المصري أحمد أبو الغيط بأن "هناك نية لكتابة ورقة سيتم إرسالها بتوافق عربي باسم وزراء الخارجية إلى الإدارة الأمريكية الجديدة، وستنقلها لهم الرئاسة الحالية للمجلس، وهي السعودية، وربما كذلك بتوقيع من الأمين العام للجامعة العربية"।ومعلوم أن الرؤية العربية الرسمية هذه هي عبارة عن مبادرة بيروت التي قدَّمتها السعودية في العام 2002م في مؤتمر القمة العربية، وتحولت فيما بعد إلى مبادرة عربية। والشيء المثير للغرابة في هذه الورقة (المبادرة) المراد إرسالها إلى إدارة أوباما هو أن مضمونها معروف جيداً للأمريكيين، بل إنه محفوظ لديهم عن ظهر قلب.فالعرب يرسلونها اليوم وكأنهم يظنون أن الإدارة الأمريكية الجديدة تجهل تلك المبادرة مع أن إدارة بوش هي التي أملتها على السعودية، وعلى الدول العربية، من خلال الصحفي اليهودي الأمريكي توماس فريدمان الذي زار السعودية في ذلك الوقت، وعرضها على الملك عبد الله الذي كان حينذاك ولياً للعهد، وقبلها وتبناها وسمّاها باسمه.فالمبادرة أمريكية المصدر في معناها وفحواها ونصوصها، ويريد حكام العرب الأغرار أن يحملوها إلى إدارة أوباما بعد وضع توقيعهم عليها، وبعد أن ملَّ منها حتى الأمريكيون أنفسهم من فرط ما تم عرضها وشرحها وتكرارها وتوقيعها.إن حالة الفلس الشديد التي بلغها هذا النظام العربي الرسمي الفاشل جعله يعجز عن صياغة البادرات الأميركية بنفسه، ويجتر الأفكار والصياغات الأمريكية البالية، ويُعيد صياغتها مرات ومرات تارة على شكل مبادرة وتارة على شكل ورقة، أخرى على شكل رؤية، وما ذلك إلاّ بسبب عجزه وعمالته اللامتناهية والتي جعلته لا يستطيع امتلاك أية أوراق أخرى.وإضافة إلى هذا الافلاس في طرح مثل هذه المبادرة المملولة المكرورة من جديد، هناك عامل آخر مهم يجبر الحكام العرب على إعادة طرحها في هذه الأثناء ألا وهو عامل (تجديد الولاء) لأوباما بصفته الرئيس الأميركي الجديد والذي يحتاج إلى تقديم آيات الطاعة والولاء له من قبل عملاء أميركا والغرب في الدول العربية بشكل خاص حتى قبل دخوله البيت الأبيض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق